الموضوع: قصائد
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2011, 03:01 AM   رقم المشاركة : 11

 


(نهران من حب)

للشاعرة العذبة
رقيه الحارثيه

( الْقَلْبُ وَحْدَهُ مَكانُ المُسْتَحيل )
الرَّافِعي



أنْثالُ كالضَّوْءِ المُوَزِّعِ ماءَهُ
وَمعاطِفُ الْغَيْمِ المُعلَّقِ أوْسَدَتْ لي قَلْبَها المُكْتَظَّ بالطُّهْرِ الزُّلالْ
ما كانَ في وسعِ الهواجِسِ أن تُجفِّفَ من عُيوني ماءَها
أو تُشْعِلَ الوَجْهَ اغْتِرابْ
وأصُبُّ نَهْرًا راعِشًا بالوَجْدِ مِنْ كَنَفِ السَّماءْ
وأنْتَ تعْطفُ عَنْ عُروقِ الأرْضِ نَهْرًا طافِرًا بالحُبِّ كَي تأْتي إليّْ
ما زِلْتَ تُزْجي الضَّوْءَ ثُمَّ تُؤَلِّفُ الأحْلامَ فيهِ لأُبْصِرَكْ
وأنا أعبئُكَ الحِكاياتِ المُؤَطَّرَ سِرَّها لِتُخَلِّدَكْ
نَضَّاخَتانْ
عَيْني وَعيُنكَ حَينَ تَتْلو ما تَيَسَّرَ مِنْ أراجيعِ الْهَوى !
هُوَ لَمْ يَمُتْ
يأتي بِدَهْشَتِهِ
فَيَنْفُض ذاكِراتِ الصُّبحِ مِنْ شَبَحِ الذُّبولْ
والذِّكْرياتُ
تُشاكِسُ الضَّوْءَ المُقيمَ عَلَى زوايا العاشِقينْ !
إنِّي ابْنَةُ الفِرْدَوسِ أنْبُتُ عُشْبَةً
وأوزِّعُ المِسْكَ الحَلالَ عَلَى التُّرابِ إذا ذَرَتْ في رَأسِهِ الأنْواءُ شَيْبا !
لَوْ فَرَّ اسْمي مِنْ دَمِي مِنْ غَيْرِ رائِحَةِ الْعَصافِيرِ الصَّغيرَةْ
لَوْ لَمْ أكُنْ مُنْفَضَّةً بِالأمْنياتِ المُصْطَفاةْ
لَوْ أنْجَبَتْ كَفَّايَ غَيْرَ الْغَيْمِ ساعَةَ صَحْوِها
لو........... !!
سَيُؤَذِّنُ الْمَوْتُ انْكِسارَ الأغْنياتِ كَما يَشاءْ
سَيَؤُولُ وَجْهِي مَعْدَنِيَّ اللوْنِ / يَبْرؤ مِنْ غِوايَتِهِ أبي !
يا نَهْرُ
إنَّا عَلَى ظَهْرِ البُراقِ نَظلُّ ننفُضُناعَنِ التَّعَبِ المُمِضِّ لِنَنْطَلِقْ
نَدْنو من الجنَّاتِ / نَنْفُذُ فِي صَميمِ هَوائِها
مُزَمَّلانِ بِعِطْرِها الصُّوفيّ
نَتَذوَّقُ النِّعَمَ الكَثيرةَ مِثْلَ حالِ المُؤْمِنينْ !
تتأوَّبُ الأشْياءُ فَجْرًا ثُمَّ تَهْرعُ صَوْبَنا
تَرْمي حَقائِبَنا المُعبَّأ صَدْرها مِنْ سَقْسقاتِ الحُلْمِ
والقَصَصِ الكَثيرَةْ !
مُتأبِّطٌ كانَ المَساءُ بِأنْجُمِ المارِّينَ حَوْلَ عُروشِنا
يَفْتَرُّ مُبْتَسِمًا إذا أهْديَتَ قَلْبي قُبْلَتيْن
وأصاخَ قَلْبُكَ مَرَّتينْ
هَذا عَطاءُ اللهِ يَنْضَحُنا بِلَوْنِ الْوَرْدِ حَتَّى لا نَغيبْ
في ذِمَّةِ الصَّحْوِ المُمَدَّدِ أسْتَلِذُّ الغَفْوَ / أقرَؤ وَجْهَكَ الضَّوْئيَّ سِرَّا
وأكونُ حُبْلى بالسَّماءِ إذا بَسَطْتُ إِليْكَ في شَغَفٍ يَديّْ
ما الحُبُّ دونَ تَلامُسِ النَّبَضاتِ وَقْتَ عُروجِنا ؟!
مِنَّا تَشقَّقَ عَبْقَرِيَّ الْوَجْهِ / طِفْلاً لا يَنامْ
مِنْهُ انْشَقَقْنا عَنْ نَوَى المِيلادِ نَخْلاً باسِقاتٍ بالغَمامْ
نَهْرانِ مُرْتَعِشانِ مُنْذُ النَّشْأةِ الأولى
وَميقاتِ الْهَوى !
نَهْرانِ مُلْتَصِقانِ لَمْ يَفْصِلْهُما وَجَعُ التَّفاصِيلِ الصَّغَيرَةْ
/
وَسَمِعْتَ ثَرْثَرتي عَلى صَدْرِ السَّماءِ تَشَغُّفـا
فَطَفِقْتَ تَخْصِفُ مِنْ نُجومِ المُقْلَتَيْنِ حِكايَةً عَفَويَّةً
عَلَّ الَّذي خَبَّأتُهُ يَوْمَ الْتَقيْنا يَنْجَلي
قُدَّام روحِكَ لا أَفِرُّ مِنَ الرَّدَى !
ولا أخافُ مِنَ التَّضاريسِ الَّتي تَبعت خُطايَ وأطْلَقَتْ عِفْريتَها !
وكأنَّما كُنْتُ ( اعْتمادَ ) وأنْتَ كُنْتَ ( المُعْتَمِد ) !!
نَتشاطَرُ النَّجْوى وَحبَّاتِ الضِّياءِ
وَضِحْكَةً !
وأُمَرِّغُ الْقَلْبَ المُدَلَّلَ في حياضِ العِشْقِ عَنْ شَغَبِ الظَّلامْ
أنَّى لِصَدْرٍ غارِقٍ في الياسَمين بأنَّ يَضِلَّ ولا يُظِلّْ ؟؟
لا شِبْهَ غَيْرَ الحُبِّ يأتيْ كالأساطيرِ الَّتي تلِدُ المَرايا في عُيونِ الحالمينْ !
مَنْ عَلَّمَ الْقَلْبَيْنِ مَنْطِقَ شَمْسِهِ ؟
فَتَسارَقا الخَفَقاتِ خَشْيَةَ أنْ يَحكَّ الْمَوْتُ طَيْرَهُما الجَميلْ!
يا نَهْرُ
دَعْهُمْ عَلى نارِ الخَطيئةِ يَأكُلونَ دُخانَها
وَلَنا الحَياةُ إذا رَوَوْا أنَّ الْهَوى كُفْرٌ تَهافَتَ في دَواخِِلِنا مَداهْ
" للُحبِّ أنْ يَخْتارَ جَنَّتَهُ "
وَيصْهلَ ذارِفًا مَطَرَ الخُلودِ عَلى عُروقِ حياتِنا
مِنْهُ ابْتُعِثْنا
وَإليْهِ نأْوي والْبياضُ يَحُجُّ شَطْرَهْ
وَعَلَيْهِ نُرْخي عِطْرَ سَجْدَتِنا الأَخيرَةْ !


رقيّه الحارثيّه
شاعرة من سلطنة عمان

 

 

   

رد مع اقتباس