عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2011, 02:56 AM   رقم المشاركة : 1

 

تلبيبة الضحى وماأدراك ماتلبيبة الضحى ؟!
هي اجتماع جارات الجبل المكاوي ضحى عند إحدى الجارات بالتداول يوماً بعد آخر00يتقاطرن إلى بيت جارتهن عند تمام الساعة الثامنة صباحاً000تحمل كل واحدة منهن صنيعة قد تكون للجارة وقد تكون عملاً منزليّا للضيفة تنهيه قبل حلول الظيرة وقدوم الزوج والأبناء من مدارسهم وأعمالهم000وعندما يجلبن بعض أشغالهن لم يكن يجدن حرجاً في ذلك أوغضاضة000إنها البساطة تتجلى في صورة بهية ناصعة من صور الجيرة في تلك الحقبة الجميلة000أذكر أن جارة حضريّة من أصول مغربية كانت تحضر معها قطعة قماش مثبتة في طارة مستديرة ، مرسوم في وسطها وروداً ، وطيوراً تقف على أغصان الورد00فتطرزها بالخيوط الحريرية وتنقش حواشيهابالخزّ والخرز000تهيئها كيس وسادة لتهدها زوجها أوقريبة ما000وأخرى تجلب معها زنبيلاً به عدداً من حزم الملوخية تتسلى بقطفها على ثرثرات الجارات مع القهوة 00ولاتخشى عين حاسدة منهن في ذلك000وأخرى حملت بقشة بها ملابس الزوج والأبناء التي غسلتها مسبقاً لتفرد شرشفاً وتتسلى بكيّها وطيّها تحت مكواة الفحم أوالطباخة 00أمّا سيدة البيت المضيفة فكانت كالنحلة تدور بالقهوة بكل ترحاب وبشاشة00وقد اعتدت لزائراتها متكأ في مقعد وسط البيت الذي تفوح في أرجائه رائحة قهوة البن والبخور 000وكأن تلك الرائحة تشارك في فن الإستقبال حين تتسلل رائحة القهوة المعمرة بالهيل، والزنجبيل والزعفران 00من شبّاك المركب أي المطبخ ومن ثم إلى الزقاق تنبئ عن وجود زائرات لهذا البيت0000
وبعد تناول القهوة والتمر وبسكويت أبو ميزان على الكلام والسلام والسؤال عن الحال يأتي دور الفطور00أومايسمى بالتلبيبة اللتي تتكون غالباً من :
من الشريك والتميس اليمني والفول من عند الفوّال العالقي00والكراث00والدُّقة والشاي مع حليب وادي فاطمه وارد بامجلّي وإن توفر بعض الجبن البلدي فبها ونعمت
ولصغارهن الحليب والشابورة000ويمضي الوقت بهيجاً بسيدات الضحوية عند جارتهن الفتيّة وعندما تدق الساعة الحادية عشر يتفرق الجمع ليرجعن إلى بيوتهن كي يكملن مسيرة الأعمال المنزلية بدون كلل أوملل
هكذا كن سيدات مكة واليوم نص السيدات نائمات والشغالات عاملات عمايلهن في البيت وسيد البيت والأطفال كمان والنص التاني مشغولات بأعمالهن خارج البيت تاركات الدرعى ترعى إلاّ من رحم ربي وسلامتكم