ما فيه احد احسن من احد ، سمع احد الخرفان بنصيحة الاسد الاول والاسد الثاني ( الشاعر ) واسدى هذه النصيحة لابنه .
(وصية الخروف إلى ابنه)
 
 

ولدي إليك وصيتي عهد الجدودْ
 
الخوف مذهبنا نخاف بلا حدود
 
نرتاح للإذلال في كنف القيود
 
و نعاف أن نحيا كما تحيا الأسود
 
كن دائماً بين الخراف مع الجميعْ
 
طأطيء و سر في درب ذلتك الوضيع
 
أطع الذئاب يعيش منا من يطيع
 
إياك يا ولدي مفارقة القطـيع
 
لا ترفع الأصوات في وجه الطغاة
 
لا تحك يا ولدي و لو كموا الشفاه
 
لا تحك حتى لو مشوا فوق الجباه
 
لا تستمع ولدي لقول الطائشينْ
 
القائلين بأنهم أسد العرين
 
الثائرين على قيود الظالمين
 
دعهم بني و لا تكن في الهالكين
 
نحن الخراف فلا تشتتك الظنونْ
 
نحيا و هم حياتنا ملءُ البطون
 
دع عزة الأحرار دع ذاك الجنون
 
إن الخراف نعيمها ذل و هون
 
ولدي إذا ما داس إخوتك الذئابْ
 
فاهرب بنفسك و انجُ من ظفر و ناب
 
و إذا سمعت الشتم منهم والسباب
 
فاصبر فإن الصبر أجر و ثواب
 
إن أنت أتقنت الهروب من النزالْ
 
تحيا خروفاً سالماً في كل حال
 
تحيا سليماً من سؤال و اعتقال
 
من غضبة السلطان من قيل و قال
 
كن بالحكيم و لا تكن بالأحمقِ
 
نافق بني مع الورى و تملق
 
و إذا جُرِّرت إلى احتفال صفق
 
و إذا رأيت الناس تنهق فانهق
 
انظر ترى الخرفان تحيا في هناءْ
 
لا ذل يؤذيها و لا عيش الإماء
 
تمشي و يعلو كلما مشت الغثاء
 
تمشي و يحدوها إلى الذبح الحداء
 
ما العز؟ ما هذا الكلام الأجوفُ
 
من قال أن الذل أمر مقرف
 
إن الخروف يعيش لا يتأفف
 
ما دام يُسقى في الحياة و يُعلف