عرض مشاركة واحدة
قديم 06-24-2011, 08:59 PM   رقم المشاركة : 857

 

( القطعة المقتبسة التّالية للحبيب أبي عبد الله ــ محمّد عجير )
الحقيقة أن ذلك المسؤول لم يرد التحية لكن حمرة علت وجهه ادركتها عندما اقتربت منه لكي اصافحه ، وبعد أن اخذت موقعي على أحد الكنبات بجانب أحد زملائي همس ذلك الزميل في أذني قائلا ( تحيي رئيس رقباء ياالخبل ؟ ) رفعت رأسي ولمحت ابتسامة على محيا بقية الزملاء أدركت معها أني أكلت المقلب بالفعل فقلت في نفسي أول الغيث قطرة !! لكني بقيت اراقب من يأتي بعدي لعله يقع في مثل ما وقعت فيه فلم يأت أي منهم إلا وتصرف نفس التصرف ثم عرفت فيما بعد أنه لم يسلم من ذلك أحد ممن جاءوا قبلنا !
الحقيقة يا أبا عبد الله أنّني مِن أشدّ المعجبين بما تكتب مِن ذكريات ! تسطّر فيها تلك المعاناة اللتي لا يتحمّلها إلاّ القليلون مِمّن هُمْ على شاكلتك ؛ الّذين يحدوهم الأمل في بلوغ المعالي رغم كلّ شيء ، ومَن كانت هذه همّته وصبره وتحمّله وجَلَده فلن يحول بينه وبين ما يريده إلاّ أن يرفع رجله بمقدار تسعين درجة ويضرب بها الكسل والتّخاذل والإنهزاميّة وعدم الصّبر والتّحمّل ! وهذه الذّكريات اللتي تخُصّك هي دروس لِمَن أراد الوصول لِلمعالي ( يابو عالي ) ولا أقول ذلك مجاملة ولكنّها الحقيقة فالمجال الّذي طرقته لم يكُن مفروشاً بالورود وما أجمل قول المتنبّي : ( إذا غامرت في شرف مروم ... فلا تقنع بما دون النّجوم *** فطعم الموت في أمر حقير ... كطعم الموت في أمر عظيم )
وما أجمل قول أبي فراس الحمداني ( تهون علينا في المعالي نفوسُنا ... ومَن يخطب الحسناءَ لم يغلُهُ المَهْرُ )
لك مِنّي تحيّة إجلال وإكبار يا أبا عبد الله على الشّفافيّة المطلقة ! .

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوحاتم مشاهدة المشاركة
واذكر ان الملك فيصل رحمه الله كان يصلي المغرب على ربوة شمال شارع فلسطين شرق طريق المدينة يقف غير بعيد من كوبري شارع الملك فهد مع طريق المدينة حاليا جيب دورية حتى يصلي المغرب ويشرب القهوة وقبل العشاء يعود .



يا أبا حاتم لذكرياتك نكهة مدنيّة مكاويّة خاصّة غير تلك النّكهة العسكريّة الخشنة لأبي عبد الله ! وكُلّ في مجاله أستاذ وأحبّ أنّ أبدي إعجابي بما كان عليه جلالة الملك فيصل ( يرحمه الله ) فما خروجه لصلاة المغرب على ربوة شمال شارع فلسطين إلاّ لأمر هام يُريد أن يًخلو بنفسه ليرسم خطّته ويتبنّى فكرته ليقدّمها لمواطنيه مِن أبناء جدّة ( فخدمة المواطن هاجسه ) .
وأذكر لك يا أبا حاتم قصّة وقعت أمام عينيّ في مسجد عبد الله بن عبّاس بالطّائف ، وفي يوم الجمعة ذهبت بصُحبة والدي ( يرحمه الله ) لأداء الصّلاة وكان ذِهابنا إلى المسجد قُبيل الخُطبة بوقت قصير نظراً لأنّ سائقي التّكاسي لا يذهبون إلى الجمعة مُبكّرين يترزّقون الله ! وكُنت في ضيافة الوالد أتيت مِن الباحة وأنا في المعهد آنذاك ، فلمّا ذهبنا المسجد لم نجد مكاناً نجلس فيه إلاّ قبل مؤخّرته بخمسة صفوف تقريباً وكان مؤخّرة المسجد مُظلّل بالعريش لم يَكُن مسقوفاً بالكامل ! فبينما كُنّا نؤدّي تحيّة المسجد دخل الملك فيصل ( يرحمه الله ) مِن المؤخّرة ومعه عسكري وخوي واحدٌ أمامه والآخر خلفه وكان ( وليّاً للعهد ) آنذاك على ما أعتقد وقد سبقت والدي بالتّسليمتين ثمّ نبّهني إلى دُخول الملك فيصل فأراد الخوي أو العسكري ــ نسيت المتقدّم منهما ــ أن يُخلي طريقاً له مِن الصّفوف اللتي خلفنا ليتقدّم إلى الأمام فأومأ الملك له بمنعه وبقاء كلاً في مكانه وصلّى خلفنا وكأنّني أنظُر إليه وأسارقه النّظر مِن هيبته رحمه الله وهذا المنظر رأيته أمامي فأحببت فيه ذلك التّواضع وأكبرت فيه تلك الهيبة فرحمه الله رحمة الأبرار وأبقى لنا مليكنا المحبوب الملك عبد الله أدام الله عِزّه .
لك مِن مُحِبّك يا أبا حاتم كلّ تقدير واحترام وتمنّيات بالتّوفيق والسّداد .