الموضوع: مما قرأت
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2011, 03:03 PM   رقم المشاركة : 39
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
عبدالله أبوعالي is on a distinguished road


 

لمسة نسائية تكافح «واقعية» الفن الأفغاني






لوحة افغانية للرسام الاميركي نوربرت هوت



رسم البطاقات البريدية أو نسـخ الصور والأشكال .. لا أكثر! هذا ما اقتصر عليه الفن الأفغاني المتسم بالواقعية المفرطة، طيلة الأعوام الماضية وسط سيطرة ذكورية قليلة الديناميكية. أما اليوم، فقد دخل العنصر النسائي إلى جامعتي كابول وهرات كاسراً تلك الواقعية المملة التي لم يستطع بها الأفغان تطوير الفنون الجميلة، كلغة للتعبير عن مشاعر الفرح والمعاناة على السواء.
في معرض فني في جامعة كابول، ظهر جلياً التطور الأفغاني على المستوى الفني، حيث عبّرت 18 فنانة عن ظاهرة التلوث البيئي في البلاد في 50 عملاً استُخدمت فيها الصورة والفيديو والنحت واللصق وغيرها من الأساليب، فيما كان الفن الحديث الأمر الأكثر تميزاً.
خطوة تأتي لتضيف الكثير بعدمـا كانت للظروف السياسية والأمنية وقعها الأكـبر في تكبيل الفن الأفغاني وتحديده في أطر وقوالب جاهزة... هو الذي لم يبصر النور سوى عام 1921 يوم أسس الملك أمان الله خان أول معهدين للفنون الجميلة في كابول. هذا الدفــع الذي أعطاه الملك للهوية الفنية الأفغانية، تراجع كثيرا مع تردّي الأوضاع السياسية إلى أن أتى الشيوعيون في السبعينيات وأعادوا تنشيطه، فعبرت كابول طريقا أكثر ثباتاً باتجاه تطوير فنها، مفتتحة ثلاثة معاهد رئيسية في البلاد أهمها مركز «ميماناجي» الفني ومقره العاصمة عام 1971، قبل ان تفتتح جامعة كابول قسما فنيا خاصا بها، وكذلك جامعة هرات بعد ست سنوات.
وبالرغم من هذه النقلة النوعية، يبقى للخبراء والأكاديميين تحفظات كثيرة على عملية التحديث الفني التي لم تبدأ فعليا في ذلك الحين. «للأسف، تلامذتنا يُدرّسون المواد ذاتها منذ بدء إنشاء المعهد، وهذا بحدّ ذاته قاتل لحسّ الابتكار.. هم ينسخون الصور وينتجون البطاقات البريدية فقط»، يقول احد المسؤولين في مركز «ميـماناجي»، وهو توصيف يعكس المستوى الفني العام في البلاد، الا ان ما بعد عام 2001 ليس كما قبله.
فمع سقوط نظام «طالبان»، بدأت مرحلة التجدد الفني: عادت الموسيقى إلى الشوارع وظهرت دور السينما بأجهزتــها المتقدمة وتطورت تقنيات التصوير. أما على صعيد الفنون الجميلة فكان التقدم هائلا مع انتساب 700 طالب، 20 في المئة منهم من النساء، إلى مركز «ميماناجي»، بعد إدخال مادتي السينما والرسوم المتحـركة إلى الصفوف اليومــية، فكانت المشاركة في المادة الثانية بمعدل 94 طالباً، 53 منهم من النساء «هن ببساطة من أضفن للفن الافغاني الشغف والابتكار والافكار الجديدة رغم كل الحواجز الاجتماعية التي تعترضهن».


(عن «لو كورييه انترناسيونال»)

 

 

   

رد مع اقتباس