الجزء الآخر من سؤال أبوفارس :
كانت جده فيما مضى مدينة العوائل التجاريه الراقيه ... المتحضره ... الاكثر تسامحا .. ورومانسية
كما وصفها حمزه شحاته ... النهى بين شاطئيك غريق .. والهوى فيك حالم لا يفيق
هل تاثرت بهذه الهجره ؟؟؟
هذه المدينة ياأبافارس همت وتعلقت بها مما دفعني لتقصّي أخبارها منذ
السور والأبواب القديمة :
(باب الشريف -سمي شريف ، باب الجديد - سمي جديد ، باب مكة وبقي بنفس الإسم )
وحتى نشوء حارات تعتبر خارج نطاق جدة مثل الهنداوية والسبيل والرويس والنزلة
وغيرها وصولاً إلى الأحياء الحديثة .
سمعت د/ عبدالله منّاع والأستاذ محمد صادق دياب وأستاذي وتاج رأسي
د/ بكر باقادر (أبوأحمد) وكذلك الريس : علي بن حسن حفظهم الله جميعاً
هؤلاء هم أفضل من وّصف لي جدة وأصدق من تحدث عنها بالنسبة لي .
ولذلك فجدة بدات مرحلة مختلفة من تاريخها بعد ظهور حارات
كمدائن الفهد وحي الجامعة وصولاً لبحرة جنوباً
و بني مالك إلى المطار شمالاً أمّا تأثر جدة القديمة فكان
منذ عشرات السنين فلم يعد للأسرالعريقة ذاك الوجود البهي ولم يعد لجدة سمة
تخصها أو حتى تليق بماضيها التليد فنمط الحياة الحديث غيّبها وأوصلها لمرحة
العناية الفائقة ولم يبق لها سوى نزع الأجهزة عنها .
أبافارس كلما تذكر ت جدة راودتني قصيدة صديقي الشاعر
محمد زايد الألمعي (أبوبشرى) والتي سأورد بعض مقاطعها
يقول :
وهذي المدينةُ عجفاء
قاماتها في الملوحة رعب
وأقدامها في الدماء,
وبين الملوحة والدم;
أنصب من أضلعي هيكلاً للغناء!
المدينة عجفاء..
والليلة امرأة;
من ترائبها يخلق الشعراء
والنواجي التي أبحرت
ما استقرت لربانها,
فالشوارع مثل التوابيت,
تنتظر الموت مقرورة,
والسكارى بهذا البريق عيون
تقيَّح تحت محاجرها النوم,
وهي تفتش عن نجمة,
سقطت من حطام السماء.
المدينة عجفاء
تفترع التيه درباً
وتلبسني سحنة الغرباء
وها تعبي:
.. ليس أوله أن ريحانة في الحقول..
القصية كانت تحاصرني بملامحها حين
أبني
بعوسجة في المدينة تعصمني من ضياعي..
وهذي الدروب
تحاورني..
كي أموت
..................................................