أحيي كل من تابع هذا الحوار وأشكر من أحسن الظن بنا
وطالب بإستمرار الحوار وفي طليعتهم ذو الأدب الجم أباأديب حفظه الله
ونسأل الله أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح ولايؤاخذنا بسوء أقوالنا .
أعود للأسئلة وهذه المرّة مع الغالي : أبوسعود حفظه الله والذي يقول :
ماهو تفسير تاخر القصه فى ثقافتنا العربيه وبالذات المحليه وبدلا منها التركيز على الشعر؟
بالنسبة للشعر فهو من أجمل أنواع الإبداع ذلك لأنّه يختزل جمال اللفظ وعذوبته
ورشاقة المفردة في أسطر قليلة كما أنّ الشعر الموزون والمقفّى والذي يعتمد
على الجرس الموسيقي الصارخ يجعل المتلقّي سريع التفاعل مع المبدع وبالتالي
لايحتاج إلى الكثير من الجهد للتأمّل والتفكير في مكنونات النص كالقصة مثلاً .
من الأمثلة التي اعتقد مناسبتها للطرح ... أنّ أحدنا لو سمع لشاعرذو صوت
شجي ويجيد فن الإلقاء ويناقش موضوعاً هامّاً
لربما إلتقط أواخر الكلمات من فمه قبل نطق الشاعر لها سواءً كان الشعر
فصيحاً أم شعبياً ..مثلاً تسمع شاعرً يقول :
لي في محبتكم شهود أربع
وشهود كل قضية إثنان
يكفي ان تسمع حرفي الألف والنون لتتوقع أنّه
سيكمل البيت الثاني بما يلي :
خفقان قلبي واضطراب جوانحي
ونحول جسمي وانعقاد .... لتجد نفسك تقول : لساني
هذا الأمر لايمكن حدوثه في القصة لذلك وكما اتصور يذهب النّاس
دوماً للأسهل والأشهر .... فلو أنّ طائفة خيّرت بين حضور مباراتين
واحدة بين الريال والبرشا (قدم ) والأخرى( سلّه ) بين الفريقين فمن المؤكد
أنّ الأغلبية ستختار مباراة كرة القدم .
وهناك سبب رئيسي أنّ الشعر معروف بين النّاس منذ الآف السنين
ولذلك إكتسب هذه الشهرة .
هذا ماأراه وقد يكون للمتعمقين في اللّغة رأي آخر أكثر عمقاً وشمولاً
.... أكرر شكري لك ياأبوسعود وبإذن الله يكرمني المولى بزيارة للشرقية
وتجديد التواصل بها وبسائر مدنها التي عرفتها و ألفتها بل وأحببتها .