عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-2010, 01:28 AM   رقم المشاركة : 11

 

أتابع باهتمام

فكرة الصحوة أو الصحويون كما يسميهم أبو فارس قامت في فترة كان الناس بحاجة إليها فعلاً لذا وجدت قبولاً منهم

وبدأوا يغيرون فعلاً من تصرفاتهم استشعاراً لأهمية اتباع الدين والسنة، إلا أن ذلك النجاح جلب نقيضه

حيث أصبح الحديث في أمور الدين وجلب اهتمام الناس الشغل الشاغل للمتحمسين من الشباب والدارسين الجدد

فقلما تجد زواجاً أو مناسبة عامة فيها مايكرفون دون أن يطلب أحدهم الحديث وينبري لجلد المجتمع ويصفه بأبشع

الأوصاف، وأذكر هنا في إحدى المناسبات وكانت في الديرة وبالتحديد في قصر شهبة وبعد أن صلى الناس صلاة

العشاء قام أحدهم يخطب في الناس متحمساً ويصف المدعوين بأقذع الصفات وهو بالمناسبة صديق لي فجعل ينظر إلي

وهو في غاية الحماس ويقول إلى متى يا أيها الديوث ترضى على أهلك الخبث وترضى أن تخرج زوجتك وهي بملابس عارية

ألا تنصحها ألا تردعها ألا ...ألا ... فقلت له أنا أهلي ما جو اليوم الزواج فأدرك خطأه وأن فعل النبي غير ذلك

وحبس ضحكة بين شفتيه فقلت له العشا فوق السفر وهو يعلم أن العشاء على الصحون وأنه ربما يبرد.

الشاهد من ذلك كلة أن موجة الصحوة غير المرشدة أصابت أصحابها في مقتل بل إنه لم يعد يقبل منهم غير ما كانوا

يقولونه سابقا ويجد في قلوب الناس صدى لأننا نغلب العواطف على العقل فعندما بدأ دعاة الصحوة يسافرون ويتثاقفون

مع غيرهم أدركوا بعض أخطائهم فلما أراداوا تغييرها هاج عليهم مريدوهم وماجوا فأصبح الشيخ مترددا بين ما

يرضي الناس وما هو الحق الصريح.

فالقضية إذا ليست ليبرالية وإسلامية أو يسار ويمين إنما القضية الكبرى هي كيف نتوافق نفسياً مع هذا الانفجار المعرفي

والحضاري ؟ كيف نكوّن لأنفسنا حصانة ؟ ولأبنائنا تربية متوازنة ؟ فلا نعمل في الخفاء ما نستحي منه في العلن

أكاد أقول إن 80% من الناس يعيشون إزدواجة نفسية حتى لا أقول فصام في الشخصية، فيحرمون الشئ ويأتونه!

ويمنعون الأمر ويفعلونه! ويناقشون الظواهر ويغشونها!

الأمر ليس ليبرالية ورجعية الأمر أكبر من ذلك كثيرا كثيرا

الدين يسر ولن يشاق الدين أحد إلا غلبه

الدين المعاملة، الدين محبة ، الدين تسامح

الدين إدراك أن كل إنسان محاسب بما يفعل ويعفو الله عن كثير

الدين ليس مهاترات ووصف بأقبح الصفات

الدين ليس محاسبة الناس بنياتهم فالله وحده العالم بالسرائر

الدين أن نكفل حق الناس في العيش الرغيد ونكفل للمرأة حقها في العيش دون استعباد




سعيد بما يطرح وفي فمي ماء

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس