عرض مشاركة واحدة
قديم 08-30-2010, 03:44 PM   رقم المشاركة : 298

 

الحبيب أبو ياسر
لقد إستمتعت كثيراً بالقصّة وذكرياتك عن أوّل سَفرَة داخليّة ( فبالنّسبة لسنّنا هي سَفرَة ) حيث أنّنا لا نبتعد كثيراً عن بيوتنا وقرانا ! ولا شكّ أنّها توطئة لسفرات أطول في سنّ أكبر .
لقد ذكّرتني بسَفرَة مشابهة لي إلى السّوق ذاته وسِنّي مُقارب لسنّك في ذلك الوقت لكنّ الفرق بيني وبينك أنّك أحسن حالاً مِنّي فقد ركِبْتَ أنت أمّا أنا فقد قطعت هذه المسافة سيراً على الأقدام مع مسئوليّة قيادة ثور معنا يريد الوالد بيعه بهذا السّوق ! والجميل لي أنا أن هذه السّفرة لم تكن دايركت رحبان الغمده الظّفير الزّرقاء رغدان بل توقّفنا في الغمده وبتنا حيث أنّنا لم ننطلق مِن السّقا ( وادينا الغربيّ للقرية ) إلاّ بعد العصر مِن يوم السّبت بعد أنّ قام الثّور بواجبه في الحرث وكانت مكافأته البيع لثبرته ( كِبرِه وعدم قدرته على العمل ؛ صار قحْم ) فأصبحت السّفرة على مرحلتين وبتنا مع البنّاية أحمد العقيشي وأخيه سعيد رحمهما الله وزملائهما الباقين وهم يبنون في عِمارة أحمد زغيد رحمه الله واللتي أصبحت مدرسة الغمدة فيما بعد ! وتعشّينا معهم ومارس كلّ واحِد منهما عمله في خِياطة الجباب ثمّ نمنا وبعد صلاة الفجر إنطلقنا وأبو محمّد يقود الثّور ( مع الوعد مِن والدي رحمه الله بأن أحصل على سياقه مِن المشتري ) فدبّ النّشاط في جسمي ونسيت تعب الطّريق ووصلنا إلى السّوق سالمين ولكن لست مِن الغانمين فلم أحصل على تلك السّياقة فعُدت حزينا مقهورا لكنّ الوالد طيّب خاطري وعوّضني عنها فيما بعد .
فتصوّر يا أبا ياسر ذلك التّعب مِن طول المسافة ومِن شراسة الثّور عِندما نمرّ على وادي يوجد به بعض الثّيران أو الجِنس اللّطيف بالنّسبة له ومِن بنات جلدته كيف تكون حالته وأبو محمّد لابُدّ أن يضبط القيادة ! لقد أرجعتنا القهقرا يا أبا ياسر مَتّعنا الله بحياتك وصحّتك وجميل سوالفك ودمت بودّ .