في عام 1388هـ وبعد مرور عشر سنوات في عملي محصل أجور برقيات ،
وجّه مدير الإدارة في ذلك الحين الشيخ صالح أفندي كيال وكان هو
الكل في الكل لهذه الإدارة { لمكانته الاجتماعية في مدينة جده لدرجة إنها كانت توجه له رقاع الدعوة من المراسم الملكية في كل حفل رسمي يقيمه الملك في المناسبات الرسمية }أقول وجه رئيس قسم الحاصلات باعتماد العمل على مدار الأربع والعشرين ساعة بعمل ثلاث ورديات على رأس كل وردية موظف يكون مسؤل عن كل مايحدث في ورديته وكنت أنا وزميل لي عزيز وصديق أسمه محمد عثمان الغامدي من قرية المكارمه
ولد {عثمان بن شمسه }الناجر المعروف عندنا في الوادي بهذا الأسم وهذا الزميل متعه الله بالصحة والعافية ،وهو الآن متقاعد
مذ خمس عشرة سنه، كان لطيف في تعليقاته الساخرة كعادة نجّارة
المكارمه في رواية النكت والحكايات الظريفة.. أقول إن المدير كلف رئس القسم بأن يكون كلِِ منا على رأس وردية وعندما قابلته في
اليوم التالي قال : وإش أبشرك به .. قلت بخير أنشاء الله..هاه وإش عندك؟ قال : صرنا شيوخ.. كل واحد منا شيخ على ورديه..
قلت ..يعني يعاد الواحد معه مكتب لحاله .. يأمر وينهى ولا يشتغل .. قال : لا لا .. نكر معهم في شبابيك أستقبال البرقيات
من الجمهور وفي نفس الوقت شيوخ عليهم ..يعني كما شياخة شيخ الفيران .. قلت كيف يعني شياخة شيخ الفيران ؟ قال: بأعلمك بالقصة ... كان في قديم الزمان يوم كلاَ يتهرج
حتى الحيوانات كانت تتهرج ...أجتمعوا الفيران في مجلس تشاوري في كيفية مواجهة
البساس ... شار المشير .. أنهم يشيخون عليهم شيخ .. يصيح فيهم وقت الخطر إما بالمواجهه أو الهروب إلى خبائرهم.. وأن يكون هذا الشيخ مميز بحاجة .. كل من يراها
يعرف أنه الشيخ ..قال المشير : نحزمه بجنبيه أو شيء يشبه الجنبيه .. ما هو هذا الشيء
الذي يشبه الجنبيه ؟ .. قال أحدهم : القصيله .. راجبه من هذه القصيله تكفي { القصيله
لمن لا يعرفها من الشباب هي عود الذره البيضاء الجافه بعد قصها وتجفيفها علف للماشيه
وكل عود من هذه الأعواد له عدة فواصل طول كل فاصله عن الأخرى ثلاثين سم وتسمى
راجبه }تكفي أن يحتزم بها وإذا شافها البس .. يخرع ويحسبها جنبيه ويهرب ... قالوا
بالإجماع ... عز الله جبتها .. اختاروا شيخهم وحزموه بالراجبه .. وصار يتبختر بسلاحه
الجديد .. قدام ربعه الفيران .. وفجأه طلع لهم البس .. وأنقض عليهم ..وهربوا وفي مقدمتهم شيخهم ... جميعهم نجوا بدخولهم الخبائر إلاّ الشيخ نشب في مدخل الخباره
بقصيلته ..وكانت فرصة ثمينة للبس .. أنقض عليه وألتهمه وكان هذا هو ثمن الشياخه
قال زميلي هذا: ..هاه .. عرفت قيمة الشياخه ؟ ..قلت: عرفت .. قال : آهي شياختنا
كما شياخة شيخ الفيران .. متع الله هذاالزميل بالصحه .. كم كان ظريف .
علي بن حسن