عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-2010, 09:09 PM   رقم المشاركة : 44

 

الإخوانيات :
نوعٌ من الشعر العربي الفصيح نشأ مع آواخر العصر العباسي يشمل جميع أغراض الشعر العربي المعروفة ولكن بأسلوبٍ بسيط يغلب عليه الفكاهة والنكتة في مقطوعات قصيرة قد لا تتجاوز البيتين من الشعر بهدف التعزية أوالتهنئة أوالاعتذار أوالعتاب أوالشكوى أوالشكر أوالود أوالشوق أوالمداعبة أوالإهداء أو التنبيه أو الاستعطاف أوالتقريض أوالوداع أواللقاء.

وقد برع كثيرٌ من الشعراء في هذا النوع من الشعر ولا سيّما في عصرنا الحاضر ومن شعرائه المشهورين في المملكة العربية السعودية الشاعر ناجي الحرز وله في ذلك ديوان شعر و الشاعر غازي القصيبي وأشهر إخوانياته كانت مع الشاعر البحريني عبد الرحمن رفيع .

يقول ناجي الحرز مداعباً أحد زملائه الذي كان مولعاً بإعداد الشكشوكة :

عليكِ سلامـاً مـن كـل عـازبِ ....فقولي سلاماً يا عروس المـآدبِ
فيالك مـن شكشوكـة (عنجليـةٍ)....يشرشر منها الزيت من كل جانبِ
تخصص فيها ربع قـرنٍ موظـفٌ....فأبدع حتى نـال سـت مراتـبِ!
وقدّمهـا (للمستفيديـن) طٌعـمـةً....فرد بها روحاً إلـى كـل ساغـبِ
فيالـك ندافـاً تـحـول طاهـيـاً.....وتلـك وأيـم الله أم المصـائـبِ


أمّا غازي عبد الرحمن القصيبي فبينه وبين عبد الرحمن رفيع الكثير من شعر الإخوانيات ، يقول القصيبي في إحدى إخوانياته الموجهة إلى عبد الرحمن رفيع وقد كان يسميه أبو الملوك نسبة إلى أبنائه الأربعة فهد وفيصل وخالد :

إذا كنتَ أنتَ احبُّ الرفاقْ ........ نسيتَ العهود .. فمن ذا بقي
طمعتُ بكتْبك بعد الفراقْ ......... وقلتُ ستذكرُ هذا الشقي
وما كنتُ أعلمُ أن سطوْرك ....... أندرُ من بيضة النقنقِ


وممن يستحق الذكر والشكر في هذا الباب وحُقَّ لنا أن نشيد به وبإخوانياته شاعرنا الأستاذ الفاضل رفيق الدّرب عبد الرزاق الفقيه ومن إخوانياته الجميلة قوله لمن سمّاهم بشيوخ وادي العلي بمناسبة رحلتهم إلى الجنوب :

أصدقاء الحروف فـي الساحـات....ورجـال الوغـى وصـد الغـزاةِ
قد رحلتم عنـا ولـم تخبرونـا....لم نتابع مسيركـم فـي الفـلاةِ
سوف ندعو لكم عساكـم بخيـر....حفظ الله جمعكـم مـن شتـاتِ
هل جمعتـم مـن عـدة وعتـاد....وبما يفيـد ويبهـر الكبسـاتِ؟
والطهاة الطهاة هم خيـر عـون....كيف تصفو الرحلات دون الطهاةِ؟
من عنيت يا صاح هم آل رمـزي....خيرة النـاس تهمهـم والسـراة
بذلوا النفـس والنفيـس تراهـم....شمروا الذيل في المسا والغـداة
يطبخون الطعـام دون ضجيـج....في قدور على اللظـى راسيـاتِ
وابـن عمـي مـؤذّنٌ وإمــام....ويجيد الترتيـل فـي الصلـواتِ
كملـت كملـت فـلا تحرمونـا....إن رجعتم من العطـا والهبـاتِ
لا تظنـوا أنـا معاشـر قــوم....سوف نرضى من فيضكم بالفتاتِ
وإذا مـا أشحتـم الوجـه عنـا....سوف نبني من الهجا ناطحـاتِ


وأخيرا فممّا يجدر ذكره كذلك في هذا الباب أنّ شعر الإخوانيات كان كذلك له الظهور القوي في الشعر العامي وفي شعرنا الجنوبي بالذات و لشاعرنا الكبير دغسان مع ملاسي رحمهما الله قسطٌ لا بأس به من شعر الإخوانيات وقد أورد لنا اللواء محمد عجير مشكورا جملةً من تلك الإخوانيات عند تصديه لديوان ملاسي .

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس