عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-2010, 01:05 AM   رقم المشاركة : 244

 


تعتبر فترة الإنتقال إلى جدة من وجهة نظري هي الحد الفاصل بين قسوة الحياة وبين حياة الرخاء إلى حد كبير .. وأعتقد أنها في بداية عام 1393 حيث تحسنت الرواتب بعد أن تعدت الألف ريال ... أصبحت السيولة النقدية متوفرة لدى الجميع بفضل الطفرة الإقتصادية في أواخر عهد الملك فيصل .. واستطاع الكثير من الشباب اقتناء سيارات أل ( 180b ) و ( المارك تو ) و ( المازدا 929 ) و( الكرونا ) و ( الكراون .. أفخم شيء ) .. السيارة الجديدة يبدأ سعرها من حدود الثمانية آلاف ريال .. وبدأنا نسمع بأن فلان أشترى أرضا بكذا وباعها بكذا .. وتسارعت أحداث النقلة الإقتصادية في السنوات التي تليها وبدأ لهث الجميع على الأراضي والعقار .. وأصبح الهدف الأساسي الذي يتطلعون إليه بل كان شغلهم الشاغل .. وخاصة في مدينة جدة .. ومن كان مغامرا واستطاع توفير مبلغ بسيط أو عن طريق التقسيط فإن الحظ والمكاسب الخيالية السريعة مؤكدة تماما .. تواصلت تلك الطفرة متزامنة مع أسعار البترول إلى عام 1402 .. وهي شبيهة بالطفرة العقارية الحالية التي بدأت بعد إنهيار الأسهم قبل ثلاث سنوات .. مع فارق واحد وهو أنه في تلك الأيام يستطيع أي إنسان ذو دخل بسيط أن يغامر ويكسب .. وياما سمعنا ب ( فراش ) أو موظف بسيط أو سائق قلاب أو صاحب تكسي إمتلك فجأة مئات الألوف بسبب مغامرة عقارية سابقة من غير شطارة ولا قصد .. الآن حتى لو عندك مليون ماتقدم لك شيء ولا توجد أدنى فرصة للمغامرة والإنتظار

عودة إلى ذكريات الأخ عبد الحميد والدراسة بجامعة الملك عبدالعزيز .. فقد كنت أشاهد ذلك الثلاثي المتفاني في الدراسة : ( عبد الله العبادي رحمه الله - صالح بن شويل - سي عب حميد ) .. كنت اشاهدهم من بعد وأنا في قسم آخر بالجامعة أقل شأنا .. دخلته تمشية حال بعد دخولي معترك حياة جديدة وتحمل مسئولية .. كان شاهدا معي ومعاونا لي الصيديق الوفي حمود أحمد .. وله معي قصة طريفة عندما سكن معي .. إن شاء الله يوردها لكم وتسعدون بسماعها .. مع اعتذاري للإطالة والتطفل على مذكرات أخي عبدالحميد