![]() |
لا تعذليــــــه
هذه قصيدة ابن زريق عندما ضاقت به الحال ونوى الرحيل للبحث عن الرزق
لا تَعذَلِيه فَإِنَّ العـــــَذلَ يُولــــــــِعُهُ = قَد قَلتِ حَقاً وَلَكِن لَيسَ يَسمَعُهُ جاوَزتِ فِي لَومهُ حَداً أَضَرَّبِهِ = مِن حَيـــثَ قَــــــدرتِ أَنَّ اللَومَ يَنفَعُهُ فَاستَعمِلِي الرِفق فِي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً = مِن عَذلِهِ فَهُوَ مُضنى القَلبِ مُوجعُهُ قَد كانَ مُضطَلَعاً بِالخَطبِ يَحمِلُهُ= فَضُيَّقَت بِخُطُوبِ الدَّهرِ أَضلُعُهُ يَكفِيهِ مِن لَوعَةِ التَشتِيتِ أَنَّ لَهُ= مِنَ النــــَوى كُلَّ يَومٍ ما يُروعُهُ ما آبَ مِن سَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَهُ = رَأيُ إِلى سَـــــفَرٍ بِالعَزمِ يَزمَعُهُ كَأَنَّما هُوَ فِي حِلِّ وَمُرتحلٍ = مُوَكَّلٍ بِفَضاءِ اللَهِ يَذرَعُهُ إِنَّ الزَمانَ أَراهُ في الرَحِيلِ غِنىً = وَلَو إِلى السَندّ أَضحى وَهُوَ يُزمَعُهُ تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه = للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُه= رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ = لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى = مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ وَالحِرصُ في الأرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت =بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ وَالدَّهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه = إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ اِستَودِعُ اللَهَ فِي بَغدادَ لِي قَمَراً = بِالكَرخِ مِن فَلَكِ الأَزرارَ مَطلَعُهُ وَدَّعتُهُ وَبوُدّي لَو يُوَدِّعُنِي=صَفوَ الحَياةِ وَأَنّي لا أَودعُهُ وَكَم تَشبَّثَ بي يَومَ الرَحيلِ ضُحَىً=وَأَدمُعِي مُستَهِلّاتٍ وَأَدمُعُهُ لا أَكُذب اللَهَ ثوبُ الصَبرِ مُنخَرقٌ= عَنّي بِفُرقَتِهِ لَكِن أَرَقِّعُهُ إِنّي أَوَسِّعُ عُذري فِي جَنايَتِهِ=بِالبينِ عِنهُ وَجُرمي لا يُوَسِّعُهُ رُزِقتُ مُلكاً فَلَم أَحسِن سِياسَتَهُ= وَكُلُّ مَن لا يُسُوسُ المُلكَ يَخلَعُهُ وَمَن غَدا لابِساً ثَوبَ النَعِيم بِلا= شَكرٍ عَلَيهِ فَإِنَّ اللَهَ يَنزَعُهُ اِعتَضتُ مِن وَجهِ خِلّي بَعدَ فُرقَتِهِ=كَأساً أَجَرَّعُ مِنها ما أَجَرَّعُهُ كَم قائِلٍ لِي ذُقتُ البَينَ قُلتُ لَهُ=الذَنبُ وَاللَهِ ذَنبي لَستُ أَدفَعُهُ أَلا أَقمتَ فَكانَ الرُشدُ أَجمَعُهُ=لَو أَنَّنِي يَومَ بانَ الرُشدُ اتبَعُهُ إِنّي لَأَقطَعُ أيّامِي وَأنفِثُها بِحَسرَةٍ= مِنهُ فِي قَلبِي تُقَطِّعُهُ بِمَن إِذا هَجَعَ النُوّامُ بِتُّ لَهُ= بِلَوعَةٍ مِنهُ لَيلى لَستُ أَهجَعُهُ لا يَطمِئنُّ لِجَنبي مَضجَعُ وَكَذا=لا يَطمَئِنُّ لَهُ مُذ بِنتُ مَضجَعُهُ ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدَهرَ يَفجَعُنِي=بِهِ وَلا أَظُنُّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ حَتّى جَرى البَينُ فِيما بَينَنا بِيَدٍ= عَسراءَ تَمنَعُنِي حَظّي وَتَمنَعُهُ فِي ذِمَّةِ اللَهِ مِن أَصبَحَت مَنزلَهُ=وَجادَ غَيثٌ عَلى مَغناكَ يُمرِعُهُ مَن عِندَهُ لِي عَهدُ لا يُضيّعُهُ كَما=لَهُ عَهدُ صِداقٍ لا أُضَيِّعُهُ وَمَن يُصَدِّعُ قَلبي ذِكرَهُ وَإِذ=جَرى عَلى قَلبِهِ ذِكري يُصَدِّعُهُ لَأَصبِرَنَّ لِدَهرٍ لا يُمَتِّعُنِي بِهِ=وَلا بِيَ فِي حالٍ يُمَتِّعُهُ عِلماً بِأَنَّ اِصطِباري مُعقِبُ فَرَجاً= فَأَضيَقُ الأَمرِ إِن فَكَّرتَ أَوسَعُهُ عَسى اللَيالي الَّتي أَضنَت بِفُرقَتَنا= جِسمي سَتَجمَعُنِي يَوماً وَتَجمَعُهُ وَإِن تُغِلُّ أَحَدَاً مِنّا مَنيَّتَهُ=فَما الَّذي بِقَضاءِ اللَهِ يَصنَعُهُ ولمن أراد الاستمتاع بها بالصوت مع شرح عن مناسبتها |
ابو سهيل دائما مبدع اختيارا ونقلا سلم الفكر والذوق والانامل التي نقلت دمت بود |
أبدعت يا أبا سهيل في الأختيار كعادتك الموفقة في حسن الأختيار ...ولكن المكتوب يختلف عن المسموع...لا أعرف هل العيب في الكاتب وإلاّ في المؤدي ..مع العلم إن صوت المؤدي جميل ..والأداء أجمل ..والأجمل منها حسن أختيارك . علي بن حسن |
اقتباس:
الخال العزيز لقد قمت بنقل القصيدة من أحد المواقع الأدبية والقصيدة المسموعة من موقع آخر ووجدت أن هناك اختلاف في رواية القصيدة ولأني أستطيع أن أغير في المكتوب لم أفعل فقد وجدت من المناسب أن يطلع القارئ على الروايتين شكرا لملاحظتك وذوقك الرفيع ودمت لمن أحبك |
اقتباس:
دمت لنا أبا أديب يسلم فكرك وذوقك وأناملك ... والكراعين |
ما كُنتُ أَحسَبُ أَنَّ الدَهرَ يَفجَعُنِي بِهِ وَلا أَظُنُّ بِي الأَيّامَ تَفجعُهُ
سامحك الله يا ابا سهيل والله لابكيتني . شكرا لك واحسنت الاختيار . ما اروع الشعر العربي الفصيح لقد سود مدعو الشعر في عصرنا الحاضر صفحات وصفحات بكلام فارغ لا يمت للشعر بصلة . اكرر لك الشكر والتقدير يا ابا سهيل . |
اقتباس:
الشعر تعبير عن المشاعر ولأننا كتلة مشاعر ولأن الأسى يبعث الأسى جادت عيونك بدموع سخينة أسأل الله العلي القدير أن يغسل همومك وأن يحفظك جبلاً شامخاً وإنساناً رقيقاً راقياً مرورك شرف لي وعطر لهذه الصفحه،،،،،، |
الساعة الآن 09:12 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir