![]() |
أضْحَى التّنائي - بصوت ماجد الشبل
. ***** من روائع الأدب العربي قصيدة أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا، = وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا للشاعر ابن زيدون في العصر الأندلسي نسمعها بصوت الإعلامي ماجد الشبل http://www.youtube.com/watch?v=02H9Z...eature=related
أضْحَى التّنائي بَديلاً عنْ تَدانِينَا، = وَنَابَ عَنْ طيبِ لُقْيانَا تجافينَا ألاّ وَقَد حانَ صُبحُ البَينِ، صَبّحَنا = حَيْنٌ، فَقَامَ بِنَا للحَيْنِ نَاعيِنَا مَنْ مبلغُ الملبسِينا، بانتزاحِهمُ، = حُزْناً، معَ الدهرِ لا يبلى ويُبْلينَا أَنَّ الزَمانَ الَّذي مازالَ يُضحِكُنا = أُنساً بِقُربِهِمُ قَد عادَ يُبكينا غِيظَ العِدا مِنْ تَساقِينا الهوَى فدعَوْا = بِأنْ نَغَصَّ، فَقالَ الدهر آمينَا فَانحَلّ ما كانَ مَعقُوداً بأَنْفُسِنَا؛ = وَانْبَتّ ما كانَ مَوْصُولاً بأيْدِينَا وَقَدْ نَكُونُ، وَمَا يُخشَى تَفَرّقُنا، = فاليومَ نحنُ، ومَا يُرْجى تَلاقينَا يا ليتَ شعرِي، ولم نُعتِبْ أعاديَكم، = هَلْ نَالَ حَظّاً منَ العُتبَى أعادينَا لم نعتقدْ بعدكمْ إلاّ الوفاء لكُمْ = رَأياً، ولَمْ نَتَقلّدْ غَيرَهُ دِينَا ما حقّنا أن تُقِرّوا عينَ ذي حَسَدٍ = بِنا، ولا أن تَسُرّوا كاشِحاً فِينَا كُنّا نرَى اليَأسَ تُسْلِينا عَوَارِضُه، = وَقَدْ يَئِسْنَا فَمَا لليأسِ يُغْرِينَا بِنْتُم وَبِنّا، فَما ابتَلّتْ جَوَانِحُنَا = شَوْقاً إلَيكُمْ، وَلا جَفّتْ مآقِينَا نَكادُ، حِينَ تُنَاجِيكُمْ ضَمائرُنا، = يَقضي علَينا الأسَى لَوْلا تأسّينَا حَالَتْ لِفقدِكُمُ أيّامُنا، فغَدَتْ سُوداً، = وكانتْ بكُمْ بِيضاً لَيَالِينَا إذْ جانِبُ العَيشِ طَلْقٌ من تألُّفِنا؛ = وَمَرْبَعُ اللّهْوِ صَافٍ مِنْ تَصَافِينَا وَإذْ هَصَرْنَا فُنُونَ الوَصْلِ دانية ً = قِطَافُها، فَجَنَيْنَا مِنْهُ ما شِينَا ليُسقَ عَهدُكُمُ عَهدُ السّرُورِ فَما = كُنْتُمْ لأروَاحِنَا إلاّ رَياحينَا لا تَحْسَبُوا نَأيَكُمْ عَنّا يغيّرُنا؛ = أنْ طالَما غَيّرَ النّأيُ المُحِبّينَا! وَاللهِ مَا طَلَبَتْ أهْواؤنَا بَدَلاً مِنْكُمْ، = وَلا انصرَفتْ عنكمْ أمانينَا يا سارِيَ البَرْقِ غادِ القصرَ وَاسقِ به = مَن كانَ صِرْف الهَوى وَالوُدَّ يَسقينَا وَاسألْ هُنالِكَ: هَلْ عَنّى تَذكُّرُنا = إلفاً، تذكُّرُهُ أمسَى يعنّينَا؟ وَيَا نسيمَ الصَّبَا بلّغْ تحيّتَنَا = مَنْ لَوْ على البُعْدِ حَيّا كان يحيِينا فهلْ أرى الدّهرَ يقضينا مساعفَة ً = مِنْهُ، وإنْ لم يكُنْ غبّاً تقاضِينَا رَبيبُ مُلكٍ، كَأنّ اللَّهَ أنْشَأهُ = مِسكاً، وَقَدّرَ إنشاءَ الوَرَى طِينَا أوْ صَاغَهُ وَرِقاً مَحْضاً، وَتَوجهُ = مِنْ نَاصِعِ التّبرِ إبْداعاً وتَحسِينَا إذَا تَأوّدَ آدَتْهُ، رَفاهِيّة ً، = تُومُ العُقُودِ، وَأدمتَهُ البُرَى لِينَا كانتْ لَهُ الشّمسُ ظئراً في أكِلّته، = بَلْ ما تَجَلّى لها إلاّ أحايِينَا كأنّما أثبتَتْ، في صَحنِ وجنتِهِ، = زُهْرُ الكَوَاكِبِ تَعوِيذاً وَتَزَيِينَا ما ضَرّ أنْ لمْ نَكُنْ أكفاءه شرَفاً، = وَفي المَوَدّة ِ كافٍ مِنْ تَكَافِينَا؟ يا رَوْضَة ً طالَما أجْنَتْ لَوَاحِظَنَا = وَرْداً، جَلاهُ الصِّبا غضّاً، وَنَسْرِينَا ويَا حياة ً تملّيْنَا، بزهرَتِهَا، = مُنى ً ضروبَاً، ولذّاتٍ أفانينَا ويَا نعِيماً خطرْنَا، مِنْ غَضارَتِهِ، = في وَشْيِ نُعْمَى ، سحَبنا ذَيلَه حينَا لَسنا نُسَمّيكِ إجْلالاً وَتَكْرِمَة ً؛ = وَقَدْرُكِ المُعْتَلي عَنْ ذاك يُغْنِينَا إذا انفرَدَتِ وما شُورِكتِ في صِفَة ٍ، = فحسبُنا الوَصْفُ إيضَاحاً وتبْيينَا يا جنّة َ الخلدِ أُبدِلنا، بسدرَتِها = والكوثرِ العذبِ، زقّوماً وغسلينَا كأنّنَا لم نبِتْ، والوصلُ ثالثُنَا، = وَالسّعدُ قَدْ غَضَّ من أجفانِ وَاشينَا إنْ كان قد عزّ في الدّنيا اللّقاءُ بكمْ = في مَوْقِفِ الحَشرِ نَلقاكُمْ وَتَلْقُونَا سِرّانِ في خاطِرِ الظّلماءِ يَكتُمُنا، = حتى يكادَ لسانُ الصّبحِ يفشينَا لا غَرْوَ في أنْ ذكرْنا الحزْنَ حينَ نهتْ = عنهُ النُّهَى ، وَتركْنا الصّبْرَ ناسِينَا إنّا قرَأنا الأسَى ، يوْمَ النّوى ، سُورَاً = مَكتوبَة ً، وَأخَذْنَا الصّبرَ تلقينا أمّا هواكِ، فلمْ نعدِلْ بمَنْهَلِهِ = شُرْباً وَإنْ كانَ يُرْوِينَا فيُظمِينَا لمْ نَجْفُ أفقَ جمالٍ أنتِ كوكبُهُ = سالِينَ عنهُ، وَلم نهجُرْهُ قالِينَا وَلا اخْتِياراً تَجَنّبْناهُ عَنْ كَثَبٍ، = لكنْ عَدَتْنَا، على كُرْهٍ، عَوَادِينَا نأسَى عَليكِ إذا حُثّتْ، مُشَعْشَعَة ً، = فِينا الشَّمُولُ، وغنَّانَا مُغنّينَا لا أكْؤسُ الرّاحِ تُبدي من شمائِلِنَا = سِيّما ارْتياحٍ، وَلا الأوْتارُ تُلْهِينَا دومي على العهدِ، ما دُمنا، مُحافِظة ً، = فالحرُّ مَنْ دانَ إنْصافاً كما دينَا فَما استعضْنا خَليلاً منكِ يحبسُنا = وَلا استفدْنا حبِيباً عنكِ يثنينَا وَلَوْ صبَا نحوَنَا، من عُلوِ مطلعه، = بدرُ الدُّجى لم يكنْ حاشاكِ يصبِينَا أبْكي وَفاءً، وَإنْ لم تَبْذُلي صِلَة ً، = فَالطّيفُ يُقْنِعُنَا، وَالذّكرُ يَكفِينَا وَفي الجَوَابِ مَتَاعٌ، إنْ شَفَعتِ بهِ = بيضَ الأيادي، التي ما زِلتِ تُولينَا إليكِ منّا سَلامُ اللَّهِ ما بَقِيَتْ = صَبَابَة ٌ بِكِ نُخْفِيهَا، فَتَخْفِينَا مع خالص تحياتي ***** |
الساعة الآن 12:25 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir