![]() |
الفرقة الناجية
قال تعالى :
(( واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا )) و قال صلى الله عليه و سلم : " أوصيكم بتقوى الله عز و جل و السمع و الطاعة و إن تأمر عليكم عبد حبشي ، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ ، و إياكم و محدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، و كل بدعة ضلالة ، و كل ضلالة في النار " لذلك فالفرقة الناجية هي : - الفرقة الناجية هي التي تلتزم منهاج رسول الله صلى الله عليه و سلم في حياته ، و منهاج أصحابه من بعده ، و هو القرآن الكريم الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه و سلم . - الفرقة الناجية تعود إلى كلام الله و رسوله صلى الله عليه و سلم حين التنازع و الاختلاف عملا بقوله تعالى : (( فإن تنازعتم في شيء فرُدوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر * ذلك خير و أحسن تأويلا )) -الفرقة الناجية لا تقدم كلام أحد على كلام الله و رسوله صلى الله عليه و سلم ، عملا بقوله تعالى : (( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يديِ الله و رسوله * و اتقوا الله إن الله سميع عليم )) و قال ابن عباس رضي الله عنه : ( أراهم سيهلكون .. أقول : قال النبي صلى الله عليه و سلم ، و يقولون : قال أبو بكر و عمر ) - الفرقة الناجية تعتبر التوحيد ، و هو إفراد الله بالعبادة كالدعاء و الاستعانة و الاستغاثة وقت الشدة و الرخاء ، و الذبح و النذر ، و الحكم بما أنزل الله ، و غير ذلك من أنواع العبادة هو الأساس الذي تبنى عليه الدولة الإسلامية الصحيحة ، و لا بد من إبعاد الشرك و مظاهره الموجودة في أكثر البلاد الاسلامية ، لأنه من مقتضيات التوحيد ، و لا يمكن النصر لأي جماعة تهمل التوحيد ، و لا تكافح الشرك بأنواعه ، أسوة بالرسل جميعا و برسولنا صلى الله عليه و سلم. - الفرقة الناجية يحيون سُنن الرسول صلى الله عليه و سلم في عبادتهم و سلوكهم و حياتهم فأصبحوا غرباء بين قومهم ، كما أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه و سلم بقوله : " إن الاسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء" - الفرقة الناجية لا تتعصب إلا لكلام الله و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى ، أما غيره من البشر مهما علت رتبته ، فقد يخطئ لقوله صلى الله عليه و سلم : " كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون" - الفرقة الناجية هم أهل الحديث الذين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم : "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله " . - الفرقة الناجية تحترم الأئمة المجتهدين ، ولا تتعصب لواحد منهم ، بل تأخذ الفقه من القرآن و الأحاديث الصحيحة ، و من أقوالهم جميعا إذا وافق الحديث الصحيح ، و هذا موافق لكلامهم ، حيث أوصوا أتباعهم أن يأخذوا بالحديث الصحيح ، و يتركوا كل قول يخالفه. - الفرقة الناجية تأمر بالمعروف ، و تنهى عن المنكر ، فهي تنكر الطرق المبتدعة و الأحزاب الهدامة التي فرقت الأمة ، و ابتدعت في الدين و ابتعدت عن سنة الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه . - الفرقة الناجية تدعو المسلمين أن يكونوا من المتمسكين بسنة الرسول صلى الله عليه و سلم و أصحابه حتى يكتب لهم النصر ، و حتى يدخلوا الجنة بفضل الله سبحانه و شفاعة رسوله صلى الله عليه و سلم بإذنه عز وجل. - الفرقة الناجية تنكر القوانين الوضعية التي هي من وضع البشر ، لمخالفتهم حكم الإسلام ، و تدعو إلى تحكيم كتاب الله الذي أنزله الله لسعادة البشر في الدنيا و الآخرة ، و هو أعلم سبحانه و تعالى بما يصلح لهم ، و هو ثابت لا تتبدل أحكامه على مدى الأيام ، و لا يتطور حسب الزمان ، و إن سبب شقاء العالم عامة و العالم الإسلامي خاصة و ما يلاقيه من متاعب و ذل و هوان هو : تركه الحكم بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم ، و لا عز للمسلمين إلا بالرجوع إلى تعاليم الإسلام أفرادا و جماعات ، و حكومات ، عملا بقوله تعالى : (( إن الله لا يُغيّرُ ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) - الفرقة الناجية تدعو المسلمين جميعا إلى الجهاد في سبيل الله و هو واجب على كل مسلم حسب طاقته و استطاعته ، و يكون الجهاد بما يلي : 1 - الجهاد باللسان و القلم : بدعوة المسلمين و غيرهم إلى التمسك بالإسلام الصحيح ، و التوحيد الخالي من الشرك الذي انتشر في كثير من البلاد الإسلامية ، و الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه و سلم بأنه سيقع بين المسلمين فقال : "لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، و حتى تعبد قبائل من أمتي الأوثان" . 2 - الجهاد بالمال : و يكون بالإنفاق على نشر الإسلام ، و طبع الكتب الداعية إليه على الوجه الصحيح ، و يكون بتوزيع المال على المؤلفة قلوبهم من ضعفاء المسلمين لتثبيتهم ، و يكون بتصنيع و شراء الأسلحة ، و المعدات للمجاهدين ، و ما يلزمهم من طعام و كساء و غير ذلك . 3 - الجهاد بالنفس : و يكون بالقتال و الاشتراك في المعارك لنصرة الاسلام ، و لتكون كلمة الله هي العليا ، و كلمة الذين كفروا هي السفلى و قد أشار الرسول الكريم إلى هذه الأنواع فقال : "جاهدوا المشركين بأموالكم و أنفسكم و ألسنتكم " و حكم الجهاد في سبيل الله على أنواع : أ- فرض عين : و يكون ضد العدو المهاجم لبعض بلاد المسلمين كفلسطين التي اغتصبها اليهود المجرمون ، فالمسلمون المستطيعون آثمون حتى يُخرجوا اليهود منها ، و يُعيدوا المسجد الأقصى للمسلمين بما يستطيعون من المال أو النفس . ب - فرض كفاية : إذا قام به بعض المسلمين سقط عن الباقين ، و يكون في تبليغ و نقل الدعوة الإسلامية إلى سائر البلاد حتى يحكمها في الإسلام . و من وقف في طريقها قوتل حتى تسير الدعوة في طريقها. اللهم اجعلنا جميعا من الفرقة الناجية واحيينا على كلمة التوحيد واقبضنا عليها واحشرنا مع أهلها |
اقتباس:
|
الساعة الآن 09:27 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir