ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   ماذا قيل في ...... (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=7190)

محمد عجير 04-28-2009 07:45 PM

ماذا قيل في ......
 



بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني وأخواتي اعضاء وزوار ساحات وادي العلي المحترمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،

لا أشك في أن الجميع يعلم بأن التعاون هوأساس النجاح , وأن الكل يحرص على إستمرارية هذه الساحات وتميزها , وهذا لا يتأتى إلا بأفكاركم النيرة وأطروحاتكم الجادة و سأقترح عليكم في هذه العجالة فكرة لا أدرى هل سبقني إليها أحد في هذا المنتدى أو غيره فانا مقل في تصفح المنتديات وهذا من أبرز عيوبي لكن لعل الفكرة تروق لكم وتخدم الهدف الذي ننشده جميعا , وإن لم ترق لكم ففي قول الشاعر:

على المرء أن يسعى إلى الخير جهده . . . . . وليس عليه أن تتم المقاصد

ما يعزيني ويسلِّي خاطري والله المستعان .

تتلخص الفكرة في فتح صفحة ( مثبّتة ) عنوانها ( ماذا قيل في ...... ) ونطرح في كل أسبوع أو شهر موضوعا مثل الصداقة , الكرم , الشجاعة , البخل , الغنى , الفقر , الحسد ..... الخ ... نورد فيه كل ما يتوفر لدينا من شواهد تتناوله أو جانبا منه سواء اكانت آية قرآنية ، أو حديث نبوي ، أو بيت شعر نبطي أو فصيح ،أو حكمة أو مَثَلْ أو مقطوعة نثرية أو خلاف ذلك على أن نلتزم بأخلاقيات وآداب الساحات ونقدم ما فيه الفائدة لكل من يبحث عنها . وسأبدأ بموضوع الصداقة أو الخلّ الوفي و( الخلّ ) هنا لا نقصد به ما يتبادر إلى أذهان البعض من أنه ( الحبيب ) لأن ذلك يطلق عليه ( الخَدَنْ ) قال تعالى ( ولا متخذات أخدان ) وهذا ليس مجالنا . مجالنا ايها الأعزاء هو الصديق الذي تجده إذا إدلهمت الأمور وعظم الكرب وكشر الزمن عن انيابه حينئذ تجده يقف معك بنفسه وبماله وبجاهه وهم قلة على مر العصور:

ما أكثر الأصحاب حين تعدّهم . . . . لكنّهم في النائبات قليل

أما جاء في ذكر الخل , والصديق :

فقد قال تعالى ( واتخذ الله إبراهيم خليلا )
وقال جل شأنه ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )
وقال على لسان الغاوين من اهل النار ( فما لنا من شافعين ، ولا صديق حميم )
وجاء في صحيح البخاري حديث رقم ( 3456 ) حدثنا مسلم عن إبراهيم حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لو كنت متخذا من امتي خليلا لأتخذت ابا بكر ولكن أخي وصاحبي )

والعرب تقول المستحيلات ثلاثة : الغول ، والعنقاء ، والخل الوفي

وفي مثل آخر : صديقك من صَدَقَكَ لا من صَدَّقك

قال الإمام الشافعي رحمه الله في الخل أو الصديق الوفي :

إذا المرء لايرعاك إلا تكلفـــا . . . . فدعه ولا تكثر عليه التأسفــا
ففي الناس ابـدال وفي الترك راحة . . . . وفي القلب صبر للحبيب ولو جفـــا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعـــة . . . . فلا خيـــر في ودٍّ يجئ تـكلـفــا
ولا خير في خل يخون خليلـــه . . . . ويلقاه من بعد المودة بالجفـــا
وينكر عيشًا قد تقادم عهــــــده . . . . ويظهر سراً كان بالأمس قد خفــا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها . . . . صديقاً صدوقاً صادق الوعد منصفا

ويقول الشاعر العربي :

ما في زمانك من ترجو مودته . . . . ولا صديق إذا خان الزمان وفى

ويقول آخر :

جزى الله الشدائد كل خير . . . . عرفت بها عدوي من صديقي

ويقول الشاعر محمد الأحمد السديري رحمه الله :

لا خاب ظني فالرفيق الموالي . . . . مالي مشاريه( ن ) على نايد الناس

وفي قصيدة للوالد علي دغسان رحمه الله عن الصديق أو ما عبر عنه بالرفيق يقول :

علي يقل في العوافي كم معي م الرفاقة
والى جت الضدة كل(ن) ياتجنب نحاالناس
واحد معه صدق واما انواس متلونــــينـــا
وان جيت باعدّهم حصلت لي عشرة اشكال
وبرجلوني ولا ادري يارفيقي من آحب
فين الذي يامنه قلبي ونجرا نحبه

والمجال متروك لكم ايها الأعزاء لإضافة مالديكم في هذا الشأن فبكم تزهو الساحات وبمشاركاتكم تزدهر دمتم في رعاية الله وحفظه .

أخوكم : محمد عجير

علي ابوعلامه 04-29-2009 12:07 AM

فكرة رائعة جدا وسوف تثري الساحة بهذا الموضوع

وخاصة انه في كل حلقة يتناول موضوع معين


لي وجهة نظر .. وطلب من مشرف الساحة :

وجهة نظر : ان يبقى الموضوع لمد اسبوعين على الاقل ولا يُغير عنوان الموضوع الا عن طريق كاتبه بعد ان يرى انه اخذ حقه ..

اما الطلب : فهو طلب من مشرف الساحة بتثبيت الموضوع لاهميته في نظري .


ولي عودة للمشاركة في الموضوع

شكرا ابا عبدالله لا عدمناك

عبدالله رمزي 04-29-2009 05:44 PM

الأخ الفاضل / محمد بن عجير
فكرة موفقة وستكون من أفضل ما سنكتب فيها
لي رجعه بما يخدم الفكرة الأولى أو الموضوع الأول ( الصداقة )
شكراً لك

أبوناهل 04-29-2009 06:13 PM

فكرة جميلة جدآ
والأجمل انها تعتمدعلى مشاركات
الجميع ..

قيل في الصداقة والصديق الوفي الكثير
ومنها :

ان أحدهم فند الكلمة على هذا النحو


ص : الصدق
د : الدم الواحد
ي: يد واحدة
ق: قلب واحد


وقال آخر :

صديقك حين تستغنى كثير
وما لك عند فقرك من صديق


ومما قيل في مواصفات الصديق الوفي


الصديق الوفي : هو الذي يظن بك الظن الحسن

و أذا أخطأت بحقه يلتمس العذر ويقول في نفسه لعله لم يقصد



الصديق الوفي : هو الذي يرعاك في مالك و أهلك و ولدك و عرضك







الصديق الوفي : هو الذي يؤثرك على نفسه و يتمنى لك الخير دائما



الصديق الوفي : هو الذي ينصحك اذا راى عيبك و يشجعك اذا رأى
منك الخير ويعينك على العمل الصالح والفعال المشرفة



الصديق الوفي : هو الذي يوسع لك في المجلس و يسبقك بالسلام اذا لقاك
و يسعى في حاجتك اذا احتجت اليه



الصديق الوفي : هو الذي يدعي لك بظهر الغيب دون ان تطلب منه ذلك



الصديق الوفي : هو الذي يحبك دون مصلحة مادية او معنوية



الصديق الوفي : هو الذي يفيدك بعمله و صلاحه و أدبه و أخلاقه



الصديق الوفي: هو الذي يرفع شأنك بين الناس و تفتخر بصداقته و لا تخجل
من مصاحبته و السير معه



الصديق الوفي : هو الذي يفرح اذا احتجت اليه و يسرع لخدمتك دون مقابل


أبوعبدالله : دائمآ تبهرنا لاعدمناك ..

حمود احمد 04-30-2009 12:07 PM

فكره جميله ياابا عبدالله وان كنت وابا ناهل لم تدعا لنا شيءلنا عوده ولا نعفيك من التداخل في موضوع رموز لاتنسى لابي ناهل تحياتي

عبدالعزيز بن شويل 04-30-2009 04:59 PM


http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1226325652.gif

ابو عبدالله

طرح مميز وفكرة رائعة

واسمح لي بهذه الإضافة

فإن للصحبة آداباً قلّ من يراعيها

ولذلك فإننا كثيراً ما نجد المحبة تنقلب إلى عداوة

والصداقة تنقلب إلى بغضاء وخصومة

ولو تمسك كل من الصاحبين بآداب الصحبة لما حدثت الفرقة بينهما

ولما وجد الشيطان طريقاً إليهما.

ومن آداب الصحبة التي يجب مراعاتها:

http://www.kalemat.org/gfx/sections/articles/142.jpg
أضغط على المطوية لقراءتها




تحياتي
...........

إبن القرية 05-01-2009 09:18 AM


الصداقة .. قيمة إنسانية أخلاقية ودينية عظيمة .. سامية المعاني والجمال

كبيرة الشأن .. بها تسمو الحياة وترتقي .

الصداقة .. من الصدق .. وصديقك هو من صَدَقَك فهي علاقة وثيقة بين

شخصين أو أكثر .. علاقة متبادلة وإنسجام كامل في الأحاسيس والمشاعر ..

إن أروع ما في الصداقة .. الوفاء والإخلاص والتضحية والإحساس بأن

هنالك قلباً ينبض مع قلبك .. يفرح لفرحك .. ويبكي لألمك ..


الصداقة .. تعطي الدفء .. والشعور بالمحبة والراحة والأمان.

محمد عجير .. طرح متميز .. وفقك الله

دمت بخير

علي ابوعلامه 05-02-2009 02:23 AM

اسمحوا لي أن أدلي بدلوي المتهالك قصير الحبل صغير الحجم معتذرا عن التقصير والتأخير الغير مقصود علما أن هذا مما قرأته وذاق لي أرجو أن يحوز على رضاكم :

الصديق الحقيقي
هو الذي يفهمك ويثق فيك .

لا يخجل من إظهار ضعفه أمامك فيكون على طبيعته معك كما انك تكون على طبيعتك وأنت معه يعاملك باحترام وكرامه.

مكانه محفوظ في قلبك حتى لو لم يكن أمام عينيك.

ينصحك عندما تحتاج النصيحة ولكن لا يفرض آراؤه عليك.

يشجعك ويدعمك عندما تلجأ إليه ويساعدك لتصبح إنسان أفضل وانجح ولا يشعر بالغيرة من نجاحك.

يستطيع أن يجعلك تبتسم في أوقات الشدة.

يحبك ويكون قريب منك بدون أن يتعدى على حريتك الشخصية أو خصوصياتك ولا يلغى كيانك وشخصيتك أو تصبح تابعا له... بل يستطيع كل منكما أن يحقق ذاته في وجود الآخر.

يدعوك ويأنس بصحبتك بدون أن يطالبك بشيء.

لديه الشجاعة واللباقة لنقدك لكن بدون لومك أو تجريحك أو إشعارك بالذنب وبذلك نقده لك يكون بناء ليس هدام.

لا يتنازل عنك أبدا أو يتخلى عنك برغم خلافاتكم أو مشاحناتكم ولديه القدرة على أن يسامحك.

يهتم بمشاكلك ويحس بمعاناتك.

يستطيع أن ينفذ إلى أعماقك ليرى جوانب الخير والجمال بداخلك وبذلك فهو مرآتك الصادقة تستطيع أن تكشف جوهرك الحقيقي من خلاله وتتعرف على نفسك أكثر وأكثر.

************

الصداقة الحقيقية

ماذا اكتب عن الصداقة
فا نها أساس الكمال

وماذا اكتب عن الأخوة في الله
فا نها كنز من الجمال

وماذا اكتب عن الوفاء
فانه عمل الأبطال

وماذا اكتب عن التسامح
فانه الطريق الى الوصال


فهي مسؤلية مشتركة لا تبنى على طرف واحد أبدا.

وهي البستان الذي تزرع فيه بذور الحب والعطف والاحترام والاهتمام والثقة والتضحية والدعم والتواصل والتسامح فنحس بالثراء النفسي ونجنى ثمار السعادة الحقيقية في الحياة.



صورة يرسمها أبو فراس لنفسه في معاملته لصديقه هي تعبير عن النبل والسماحة والخلق الكريم فهو موافق لخلانه فيما يرونه،
إذا كنتَ في قومٍ فصاحب خيارهم == ولا تصحب الأردى فتردى من الردي

ويرى المتنبي أن أسوأ البلاد تلك التي لا يستطيع فيها المرء ان يعثر على صديق
حينها يقول :
شر البلاد بلاد لا صديق بها == وشر ما يكسب الانسان ما يصم



الشعر اذاً يؤكد أهمية الصداقة في حياة الانسان لأنها تعين عند الشدة وتؤنس عند الفرج، ولأن لكل سلوك شروطاً وحدوداً فقد بين الشعر كيفية اختيار الصديق حتى لا يصاب المرء بالخيانة والغدر

كما يقول بشار بن برد:

إذا كنت في كل الأمور معاتباً == صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه


يقول الشافعي :

فما كل من تهواه يهواك قلبــــه == ولا كل من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعـــة == فلا خير في خل يجيء تكلـفــــا
سلام على الدنيا إذا لم يكن بها == صديق صادق الوعد منصـفـــا

وقال آخر

أتمنى أن ألقى صديقاً صدوقاً == فبعد الإخوان والأهـــل عني
قطعت السبل وجلست وحيداً حيران == فهل لي من صديق صدوق في هذا الزمان



وقال ثاني :
كم من صديق باللسان وحينمــــــــا ** تحتاجه قد لايقوم بـــــــــــــــواجب
ان جئت تطلب منــــــه عونا لم تجد ** الا اعتذار بعد رفع الـــــــحواجب
تتعثر الكلمــــــــــــــــات في شفتيه ** والنظرات في زيغ لأفق ذاهـــب
يخفي ابتسامته كـــــــــــــــأنك جئته** بمصائب يرمينه بمـــــــــــصائب
والصحب حولك يظهرون بـــــــأنهم ** الأوفياء لأجل نيل مــــــــــــآرب
واذا اضطررت اليهمو او ضـــــاقت ** الأيام مالك في الورى من صاحب
جرب صديقك قبل أن تحتــــــــــاجه **ان الصديق يكون بعد تجـــــــــارب
أما صداقات اللسان فـــــــــــــــانها **مثل السراب ومثل حلم كــــــــــاذب


الأقوال المأثورة في هذا المجال :

الـرفيـق قبـل الطـريـق
مثل عربي


متى أصبح صديقك مثلك بمنـزلة نفسك فقل عرفت الصداقة

ميخائيل نعيمة

من يبحث عن صديق بلا عيب ، يبقى بلا صديق

مثل تركي

إذا كنت تملك أصدقاء ، إذاً انت غني

لُمْ صديقك سِراً ، وامدحه أمام الآخرين

ليوناردو دافنشي


اخيرا اتمنى ان يروق لكم ما كتبت ودمتم في حفظ الله


محمد عجير 05-02-2009 05:24 PM

مهداة إلى صديقي الصدوق

أنـا الصديق اللي ليا طحت شــالك ***** لا ضامتك دنياك والوقت بك مال
انـا يمينك شدني في شـــــــــمالك ***** يمنى بلا يسرى ترى حالها حــال
أنـا عــزاك وعزوتـك لاجـــــــــرى لك ***** من تاعس الدنيا هواجيـس واهوال
ماني من اللي لاغتنى ما وفى لك ***** لو لك عليه من الجمايل والافضال
مـــاني خويك كان وقتك صــــفا لك ***** أنا خويك لأدبرت فيــك الاحــوال
مــا اقول انا ياعم مــــالي ومـــالك ***** ما ترخص العشرة ولا تغني اموال
انـا ليا شــــح الزمــن في وصـــالك ***** تمدني النخوة على وصلك حبـــال
انـا عمى عين العـدو لانـــوى لــــــك ***** أنول روحه قبل ما روحك تنــــال
بينك وبين الشمـس شجرة ظـــلالك ***** مــــا للشجر قيمة إذا ماله ظـــلال
والليــل لوهو ليل مظلم وحــــــــالك ***** ترسمني الظلما على صدره هلال


مما راق لي في الموضوع ذاته

عبدالله رمزي 05-03-2009 06:40 PM

الحقيقة أن صاحب الفكرة جزاه الله خير لم يترك لنا ما نضيفه على الموضوع فقد أتى بالمفيد وكمل ذلك بقية الأخوة لهم مني جزيل الشكر .
أحببت أن أضيف شيئاً يسيراً لعله يخدم الفكرة ويوصلها إلى الهدف المرجو .
وفي الحقيقة ليس من قولي بل من منقولي ومما استحسنته .
الصديق الحقيقي : هو الذي يكون معك في السراء و
الضراء و في الفرح و الحزن و في السعةِ و الضيق و في الغنى و الفقر : هو الذي يؤثرك على نفسه و يتمنى لك الخير دائما: هو
الذي ينصحك إذا رأى عيبك و يشجعك إذا رأى منك الخير ويعينك على العمل الصالح
: هو الذي يوسع لك في المجلس و يسبقك بالسلام إذا لقاك و يسعى
في حاجتك إذا احتجت إليه: هو الذي يدعي لك بظهر الغيب دون أن
تطلب منه ذلك: هو الذي يحبك بالله و في الله دون مصلحة مادية
أو معنوية: هو الذي يفيدك بعمله و صلاحه و أدبه و أخلاقه
: هو الذي يرفع شأنك بين الناس و تفتخر بصداقته و لا تخجل من
مصاحبته و السير معه : هو الذي يفرح إذا احتجت إليه و يسرع
لخدمتك دون مقابل: هو الذي يتمنى لك ما يتمنى لنفسه.


وكما قال الشاعر
سَلامٌ عَلى الدُّنْيا إِذَا لَمْ يَكُنْ بِهَا .. صَدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَا





وقال آخر
لا شَيْءَ فِي الدُّنْيا أَحَبُّ لِنَاظِرِي .. مِنْ مَنْظَرِ الخِلاَّنِ والأَصْحَابِ
وأَلَذُّ مُوسِيقَى تَسُرُّ مَسَامِعِي .. صَوْتُ البَشِيرِ بِعَوْدَةِ الأَحْبَابِ


وقال ثالث
أَخِلاَّءُ الرِّجَالِ هُمْ كَثِيرٌ

وَلَكِنْ فِي البَلاَءِ هُمْ قَلِيلُ

فَلاَ تَغْرُرْكَ خُلَّةُ مَنْ تُؤَاخِي

فَمَا لَكَ عِنْدَ نَائِبَةٍ خَلِيلُ

وَكُلُّ أَخٍ يَقُولُ أَنَا وَفِيٌّ

وَلَكِنْ لَيْسَ يَفْعَلُ مَا يَقُولُ

سِوَى خِلٍّ لَهُ حَسَبٌ وَدِينٌ

فَذَاكَ لِمَا يَقُولُ هُوَ الفَعُولُ


واردف بقول الشاعر
فَمَا أَكْثَر الأَصْحَابَ حِينَ تَعُدُّهُمْ .. ولَكِنَّهُمْ فِي النَّائِبَاتِ قَلِيلُ
والإمام الشافعي قال

إذا لم يكـن صفـو الـوداد طبيعة... فلا خير فـي خـل يجـيء تكلفـا

ولا خير فـي خـل يخـون خليلـه... ويلقـاه مـن بعـد المـودة بالجفـا

وينكـر عيشـاً قـد تقـادم عـهـده... ويظهر سراً كان بالأمس فـي خفـا

سلام على الدنيا إذا لم يكن بهـا ... صديق صـدوق صـادق الوعـد منصـفـا




وقال أبن الكيزاني
تخير لنفسك من تصطفيه .. ولا تدنين إليك اللئام
فليس الصديق صديق الرخاء ... ولكن إذا قعد الدهر قاما

ومن اقوال شعار الجنوب في الصداقة يقول الشاعر صالح اللخمي

الخساير كثيرة واكبر انواعها فقد الصديق
الصديق الذي تدعيه وتلقاه في يسر(ن) وشده
ان نصيتاه تجمل وان توزيت في ظله وزيت
والحقيقة ان من ذا الصفة كود(ن) تجد في المية واحد
حتى بعض الأقارب ينكر القرب لا جار الزمان
واكثر الناس وقت العافية ما عاد احلى من هروجه
وان جات الزحمة كنك من المضيلف وكنه من سبيع
بالله يا كل عاقل ساير الناس واعرف من تصاحب
ثم خذها نصيحة لاتصدق سواليف الضحوك
وادرس احوال من وده يسايرك في خطوة مديه
ان لقيتاه وانعم يرفع الراس والا جنبه

ويقول الشاعر الكبير عبدالله البيضاني

الهريري يقول اليوم ماشفت حد يلمح لاحد
ياحليل الوحيدويحليل الذي تعبان حاله
كل شي تغير واصبح الموت خير من الحياه
راح الاحباب والاصحاب وان قهرت اسير والحق
لوتدخلهم الجنات ردو لنا صف حسود
والصديق الذي كنت احسبنه على جنبي مساند
عود اليوم يرميني وعود يصبحني بشر
اوذيك العداوه على العدا عدوه بين القرابه
الاخويكره اخوانه وقلب الولد ما حب اخوه

ولكن الشاعر المحبوب عبدالواحد بن سعود له رأي آخريتحدث في قصيدة عن تجربة شخصية ربما جعلته يصف الصديق بما يأتي :-

يا ظـروف الزمـان الله يجزاك عني كل خيـر
اللي لولا خفايا غيهب الوقت واسرايـر زمانـي
ما فهمت الحياة ولا عرفت العدو من الصديـق
لو صرفت الذهب واللولو والماس وأنفقت المبالغ
ما قدرت اكتشف معشار ماسوف تكشفه الظــروف
ساعة البسط كنت اعد الأصحاب واغلط في عددهم
وارجع اعد واغلط وارجع اعد واغلط من جديـد
بعضهم قلت وده هذا الإنسـان يفيدنـي بروحـه
ان شاء الله ما تجيني زحمة إلا وهو مني قريـب
والله إني شكرت الوقت لما كشف لي عــن قنـاعــة
حصلته ما معه وجهين لكن معه عشرة وجوه
الصـداقة مع ذا الجيل مثل السراب اللي بقيعـه
ينكسر فيه ضوء الشمس ويظنه الظميـــان مـاء
راعي العقل في هذا الزمـن لا يثـق في كم ثوبــه
وش يدريه يمكن قطعة الثـوب في يوم تخـون
قولة مـا يجيكم باس والحمـد لله على السلامــة
ذيك الأيام عندي خير من بندقه بحزامها





والحقيقة أن قصيدة عبد الواحد انطبقت على الحال فقد جعلتني الأيام اعرف صديقي الصادق المخلص الوفي الذي وقف معي في محنتي وفي ازماتي . والحقيقة ليس واحداً بل اكثر من واحد ولله الحمد ..

وأحياناً يكون ذلك الصديق أو الأصدقاء خير لك من ربعك وجماعتك بل ومن بعض إخوتك وقرابتك ..

وفي قصيدة أخرى لعبد الواحد الزهراني



ليت آخى يذكرون الناس بالخير إذا متنا ومات
انى أسير واسرح بالأفكار والقلب ضايع
مدري من عاد يوفى بالعهود الوثاق من يخون
مابى إلا يميل شد الأيام والدنيا تجورا
لا بداء فتنه حتى اللذى يحمل التاج ارحموه
والله مادام خيري من عدوى وتعباتى من آخى
لا خذ اللقمة وأعطيها عدوى وآخى يبكي لها


صدقت أيها الشاعر الذي تحكي الواقع وتفضفض عن هموم لناس ..

وأخيراً .. بارك الله فيك يا محمد بن عجير فقد وضعت موضوعاً لولا الملامة لقلت كلاماً تذرف له الدموع ولكن اكتفي بهذا واترك ما كنت سأقوله للأيام فهي دول بين الناس ..

~~ شموخ ~~ 05-03-2009 09:30 PM




؛


الصداقة مثل الشجرة..؟!


http://www7.0zz0.com/2008/05/17/01/902544128.jpg



..لا تقاس بطولها ولكن .. تقاس بعمقها ,,




؛

؛




http://up.arabseyes.com/upfiles/R1N96148.jpg




الصداقه الحقيقة في عالمنا الحالي

لا تحتاج الى وجوه او الى ملامح..


بل تحتاج فقط..الى قلوب وارواح..




شكرا لاختيار الراقي .. وسيكون لي عوده

فالصداقة بحر لاينتهى







احمد العبائر 05-03-2009 09:54 PM

أخي محمد بن عجير
 
إليك بعض صفات الصديق الوفي


- أن تكون الصحبة والأخوة في الله عز وجل.

- أن يكون الصاحب ذا خلق ودين، فقد قال : { المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل } [أخرجه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني].

- أن يكون الصاحب ذا عقل راجح.

- أن يكون عدلا غير فاسق، متبعا غير مبتدع.

- أن يستر عيوب صاحبه ولا ينشرها.

- أن ينصحه برفق ولين ومودة، ولا يغلظ عليه بالقول.

- أن يصبر عليه في النصيحة ولا ييأس من الإصلاح.

- أن يصبر على أذى صاحبه.

- أن يكون وفياً لصاحبه مهما كانت الظروف.

- أن يزوره في الله عز وجل لا لأجل مصلحة دنيوية.

- أن يسأل عليه إذا غاب، ويتفقد عياله إذا سافر.

- أن يعوده إذا مرض، ويسلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، وينصح له إذا استنصحه، ويشمته إذا عطس، ويتبعه إذا مات.

- أن ينشر محاسنه ويذكر فضائله.

- أن يحب له الخير كما يحبه لنفسه.

- أن يعلمه ما جهله من أمور دينه، ويرشده إلى ما فيه صلاح دينه ودنياه.

- أن يذبّ عنه ويردّ غيبته إذا تُكلم عليه في المجالس.

- أن ينصره ظالماً أو مظلوماً. ونصره ظالماً بكفه عن الظلم ومنعه منه.

- ألا يبخل عليه إذا احتاج إلى معونته، فالصديق وقت الضيق.

- أن يقضي حوائجه ويسعى في مصالحه، ويرضى من بره بالقليل.

- أن يؤثره على نفسه ويقدمه على غيره.

- أن يشاركه في أفراحه، ويواسيه في أحزانه وأتراحه.

- أن يكثر من الدعاء له بظهر الغيب.

- أن ينصفه من نفسه عند الاختلاف.

- ألا ينسى مودته، فالحرّ من راعى وداد لحظة.

- ألا يكثر عليه اللوم والعتاب.

- أن يلتمس له المعاذير ولا يلجئه إلى الاعتذار.


وإذا الحبيب أتى بذنب واحد *** جاءت محاسنه بألف شفيع

- أن يقبل معاذيره إذا اعتذر.

- أن يرحب به عند زيارته، ويبش في وجهه، ويكرمه غاية الإكرام.

- أن يقدم له الهدايا، ولا ينساه من معروفه وبره.

- أن ينسى زلاته، ويتجاوز عن هفواته.

- ألا ينتظر منه مكافأة على حسن صنيعه.

- أن يُعلمه بمحبته له كما قال : { إذا أحب أحدكم أخاه فليُعلمه أنه يحبه } [أخرجه أحمد وأبو داود وصححه الألباني].

- ألا يعيّره بذنب فعله، ولا بجرم ارتكبه.

- أن يتواضع له ولا يتكبر عليه. قال تعالى: وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [الشعراء:215].

- ألا يكثر معه المُماراة والمجادلة، ولا يجعل ذلك سبيلاً لهجره وخصامه.

- ألا يسيء به الظن. قال : { إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث } [رواه مسلم].

- ألا يفشي له سراً، ولا يخلف معه وعداً، ولا يطيع فيه عدواً.

- أن يسارع في تهنئته وتبشيره بالخير.

- ألا يحقر شيئاً من معروفه ولو كان قليلاً.

- أن يشجعه دائماً على التقدم والنجاح.




منقول والحقوق محفوظه لكاتبه
أخي محمد بن عجير موضوع ممتاز جزاك الله خيراً

محمد عجير 05-15-2009 12:46 AM


يقول الشاعر سعد آل بريك في الرفيق :

أنا اشهد إن الرفيق الكفو مثل الرصيد * * * * تلقاه لاكشّرت بقعا بنيبانها
ياقف معك وقفةً يلين فيها الحديد * * * * عند الرجال العوارف ياكبر شأنها

ولد الديرة 05-15-2009 09:19 AM

فكرة جميلة جدآ

والأجمل انها تعتمدعلى مشاركات الجميع

وهذي مشاركتي التي سبق أن أنزلتها في الساحات تحت عنوان

(أقوال وحكم .وصايا.أبيات شعرية في صفات الأصحاب )


( ارجوا الضغط هنا )

أمل أن تحوز على رضاكم

وشكراً أبو عبدالله على هذا الطرح

محمد عجير 05-15-2009 05:13 PM


بسم الله الرحمن الرحيم

إخوتي الاعزاء /

علي أبوعلامة
عبد الله رمزي
إبو ناهل
أبوعبد العزيز
عبد العزيز بن شويل
إبن القرية
أحمد العبائر
ولد الديرة
أختي الفاضلة / شموخ

يحتاج كل منكم لرد مستقل فقد اثريتم الموضوع بمداخلاتكم النافعة لاعدمتكم ، ارجو قبول عذري فلم اجد في مفرداتي ما يسعفني لتخصيص كل منكم بكلمات شكر تليق بمقامه ، اتمنى أن يجد كل فرد منكم صديقا تتوفر فيه جميع الخصال التي اشرتم إليها ، تحياتي للجميع ودمتم بخير .

أخوكم / محمد عجير

نايف بن عوضه 05-18-2009 07:59 PM



اقول في الصداقه ( كسره بلهجة ينبع )

ليس الصداقه بهز الكتف 00 والا مجرد كلام انسان
ان الصداقه بلم الصف 00 والتجربه اكبر البرهان

عبدالرحيم بن قسقس 05-29-2009 11:54 PM

.

*****

من أجمل الأبيات والأقوال التي وجدتها في موضوع ماذا قيل عن الصديق:

سَـلامٌ عَلى الدُّنْيـا إِذَا لَمْ يَكُـنْ بِـهَا ... صَـدِيقٌ صَدُوقٌ صَادِقُ الوَعْدِ مُنْصِفَـا
( الإمام الشافعي )

***
لا شَيْءَ فِي الدُّنْيـا أَحَـبُّ لِنَاظِـرِي ... مِـنْ مَنْظَـرِ الخِـلاَّنِ والأَصْحَـابِ
وأَلَـذُّ مُوسِيقَـى تَسُـرُّ مَسَامِعِـي ... صَوْتُ البَشِيـرِ بِعَـوْدَةِ الأَحْبَـابِ
( الشاعر القروي )

***
عاشِـرْ أُنَاسـاً بِالـذَّكَـاءِ تَمَيَّـزُوا ... وَاخْتَـرْ صَدِيقَكَ مِنْ ذَوِي الأَخْـلاقِ
( جميل الزهاوي )

***
أَخِـلاَّءُ الـرِّجَـالِ هُـمْ كَثِيـرٌ ... وَلَكِـنْ فِـي البَـلاَءِ هُـمْ قَلِيـلُ
فَـلاَ تَغْـرُرْكَ خُلَّـةُ مَنْ تُؤَاخِـي ... فَمَـا لَكَ عِنْـدَ نَـائِبَـةٍ خَلِيـلُ
وَكُـلُّ أَخٍ يَقُــولُ أَنَـا وَفِـيٌّ ... وَلَكِـنْ لَيْـسَ يَفْعَـلُ مَا يَقُـولُ
سِـوَى خِلٍّ لَهُ حَسَـبٌ وَدِيـنٌ ... فَذَاكَ لِمَـا يَقُـولُ هُوَ الفَعُـولُ
( حسان بن ثابت )

***
أُصَـادِقُ نَفْـسَ المَـرْءِ قَبْلَ جِسْمِـهِ ... وأَعْرِفُـهَا فِـي فِعْلِـهِ وَالتَّكَلُّــمِ
وأَحْلُـمُ عَـنْ خِلِّـي وأَعْلَـمُ أَنَّـهُ ... مَتَى أَجْزِهِ حِلْمـاً عَلى الجَهْلِ يَنْـدَمِ
( الـمتنبـي )

***
فَمَا أَكْثَر الأَصْحَـابَ حِينَ تَعُـدُّهُمْ ... ولَكِنَّهُـمْ فِـي النَّـائِبَـاتِ قَلِيـلُ
( الصادق يوسف )

***
تَكَثَّرْ مِنَ الإِخْوانِ مَا اسْتَطَعْـتَ فَإِنَّهُمْ ... عِمَـادٌ إِذا اسْتَنْجَـدْتَهُـمْ وظَهِيـرُ
ومَا بِكَثِيـرٍ أَلْفُ خِـلٍّ وَصَاحِـبٍ ... وَإِنَّ عَــدُواً وَاحِــداً لَكَثِيــرُ
( ابن أبي الحديد )

***

بعض ما قيل في الصديق

الـرفيـق قبـل الطـريـق

الصاحب للصاحب كالرقعة للثوب ، إن لم تكن مِثْلَهُ شَانَتْهُ

متى أصبح صديقك مثلك بمنـزلة نفسك فقل عرفت الصداقة ( ميخائيل نعيمة )

من يبحث عن صديق بلا عيب ، يبقى بلا صديق ( مثل تركي )

إذا كنت تملك أصدقاء ، إذاً انت غني ( بلوطس )

قل لي من تعاشر أقل لك من أنت ( سرفانتس )

لُمْ صديقك سِراً ، وامدحه أمام الآخرين ( ليوناردو دافنشي )


أتمنى أن لا تكون بعض هذه المشاركة مكرره مع تحياتي للأخ العزيز أبو عبدالله
*****

ابو ثامر 06-04-2009 03:31 PM

[size=
الاخ ابو عبدالله جزاك الله خير الحقيقه المواضيع التي اشرت اليها جديره بالنقاش والتفاعل
والاخوه المارين ما قصروا
وانا اساهم بهذا المأثور عن الصديق والصداقه

الصداقه هي الاخوة في الله عز وجل
الصداقه اسمى شئ في الوجود
الصداقه كالفراشه الزاهية الالوان
الصديق من يصون اسرارك
الصديق عمله نادره
الصديق كنز صعب ايجاده

واخيرا وليس آخرا عن الصديق

انت مثل الذهب
مهما علا فوقه غبار
يبقى مدى الايام سلعه ثمينه
ومثل المطر مهما المطر هل مدرار
لو غاب عام صاحوا الناس وينه
ومثل البحر غلطان من قال غدار
وموجه يعالج كل دمعه حزينه


[/size]

محمد عجير 06-12-2009 06:17 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :

خلال الاسابيع الماضية كان موضوع ( ماذا قيل في ) عن الصداقة وما ادراك ما الصداقة ؟ والصداقة بحر جارف لمن لايحسن العوم فيه ، وقليل من عد ناجيا من لدغات بعض اصدقائه أو من كان يحسبه كذلك ، والحسد في الغالب مردّ تفرق كثير من الاصدقاء بل إنه إذا تحقق مدعاة للعداوة ، يقول الشاعر :
كل العداوات قد ترجى اماتتها * * * * إلا عداوة من عاداك من حسد

حتى لانبتعد كثيرا عن مربط الفرس يطيب لي أن اتقدم بالشكر الجزيل لكل من أثرى الموضوع بمرور أو مداخلة وارجوا لا نكون قد اضعنا وقت متصفح دون الخروج بفائدة تذكر ، اما موضوعنا الجديد فهو عن ( التواضع ) وهو مطلب من مطاالب الدين اولا ثم إنه للصداقة ضرورة لاتتحقق إلا به ومما راق لي عنه ونقلته لكم بتصرف ما يلي :


التواضع خلق حميد، وجوهر لطيف يستهوي القلوب، ويستثير الإعجاب والتقدير وهو من أخصّ خصال المؤمنين المتّقين، ومن كريم سجايا العاملين الصادقين، ومن شِيَم الصالحين المخبتين. التواضع هدوء وسكينة ووقار واتزان، التواضع ابتسامة ثغر وبشاشة وجه ولطافة خلق وحسن معاملة، بتمامه وصفائه يتميّز الخبيث من الطيب، والأبيض من الأسود والصادق من الكاذب.


نعم.. فاقد التواضع عديم الإحساس، بعيد المشاعر، إلى الشقاوة أقرب وعن السعادة أبعد، لا يستحضر أن موطئ قدمه قد وطأه قبله آلاف الأقدام ومن بعده كثر في الانتظار، فاقد التواضع لا عقل له، لأنه بعجبه وأنفته يرفع الخسيس، ويخفض النفيس، كالبحر الخضم قد تجد فيه الجواهر والدرر، لكن يطفؤ فوقه الخشاش والحشاش. فاقد التواضع قائده الكبر وأستاذه العجب، فهو قبيح النفس ثقيل الطباع يرى لنفسه الفضل على غيره.

إن التواضع لله تعالى خُلُق يتولّد من قلب عالم بالله سبحانه ومعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله وتعظيمه ومحبته وإجلاله. إن التواضع هو انكسار القلب للرب جل وعلا وخفض الجناح والذل والرحمة للعباد، فلا يرى المتواضع له على أحد فضلاً ولا يرى له عند أحد حقاً، بل يرى الفضل للناس عليه، والحقوق لهم قبله. فما أجمل التواضع، به يزول الكِبَرُ، وينشرح الصدر، ويعم الإيثار، وتزول القسوة والأنانية والتشفّي وحب الذات.

.. إن من نبذ خلق التواضع وتعالى وتكَبَّر، إنما هو في حقيقة الأمر معتدٍ على مقام الألوهية، طالباً لنفسه العظمة والكبرياء، متناسياً جاهلاً حق الله تعالى عليه، متجرِّئٌ على مولاه وخالقه ورازقه، منازع إياه صفة من صفات كماله وجلاله وجماله، إذ الكبرياء والعظمة له وحده. يقول سبحانه في الحديث القدسي: «الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، من نازعني واحداً منهما ألقيته في جهنم» [رواه مسلم].

التواضع نوعان..


1-محمود، وهو ترك التطاول على عباد الله والإزراء بهم.
2-مذموم، وهو تواضع المرء لذي الدنيا رغبة في دنياه.

فالعاقل يلزم مفارقة التواضع المذموم على الأحوال كلها، ولا يفارق التواضع المحمود على الجهات كلها.

من التواضع..

1-اتّهام النفس والاجتهاد في علاج عيوبها وكشف كروبها وزلاتها {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا.وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}.

2-مداومة استحضار الآخرة واحتقار الدنيا، والحرص على الفوز بالجنة والنجاة من النار .

3-التواضع للمسلمين والوفاء بحقوقهم ولين الجانب لهم، واحتمال الأذى منهم والصبر عليه {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِين}.

4-معرفة الإنسان قدره بين أهله من إخوانه وأصحابه ووزنه إذا قُورن بهم .

5-غلبة الخوف في قلب المؤمن على الرجاء، واليقين بما سيكون يوم القيامة {وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ}.

6-التواضع للدين والاستسلام للشرع، فلا يُعارض بمعقول ولا رأي ولا هوى.

7-الانقياد التام لما جاء به خاتم الرسل صلى الله عليه وسلم، وأن يُعبد الله وفق ما أمر، وأن لا يكون الباعث على ذلك داعي العادة.

8-ترك الشهوات المباحة، والملذّات الكمالية احتساباً لله وتواضعاً له مع القدرة عليها، والتمكن منها «من ترك اللباس تواضعاً لله وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق حتى يخيّره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها». رواه أحمد والترمذي.

9-التواضع في جنب الوالدين ببرّهما وإكرامهما وطاعتهما في غير معصية، والحنو عليهما والبِشْرُ في وجههما والتلطّف في الخطاب معهما وتوقيرهما والإكثار من الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}.

10-التواضع للمرضى بعيادتهم والوقوف بجانبهم وكشف كربتهم، وتذكيرهم بالاحتساب والرضا والصبر على القضاء.

11-تفقّد ذوي الفقر والمسكنة، وتصفّح وجوه الفقراء وذوي التعفف والحياء في الطلب, ومواساتهم بالمال والتواضع لهم في الحَسَب، يقول بشر بن الحارث: "ما رأيت أحسن من غني جالسٍ بين يدي فقير".

تواضع الخليل صلى الله عليه وسلم:


1- سُئلت عائشة رضي الله عنها: ما كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَصنعُ في بَيْتِهِ؟ قالت: "كان يَكُون في مِهْنَةِ أَهْلِهِ -يَعني: خِدمَةِ أَهلِه- فإِذا حَضَرَتِ الصَّلاة، خَرَجَ إِلى الصَّلاةِ". رواه البخاري.

2- "كان يخصف نعله ويخيط ثوبه ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته". رواه الترمذي.

3- "كان بشراً من البشر يفلي ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه". رواه الترمذي.

4- "ما كان شخص أحب إليهم من رسول الله، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا له لما يعلمون من كراهيته لذلك".

5- «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله». رواه البخاري.

6- "كان يأتي ضعفاء المسلمين، ويزورهم، ويعود مرضاهم، ويشهد جنائزهم ". رواه أبو يعلى.

7- "كان يتخلّف في المسير فيزجى الضعيف ويردف ويدعو لهم". رواه أبو داود.

8- "كان يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعقل الشاة ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير". رواه الطبراني.

9- "كان يزور الأنصار ويسلّم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم". رواه النسائي.

10- "كان لا يُسأل شيئا إلا أعطاه أو سكت". رواه الحاكم.

11- "إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِن إِمَاءِ المَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيثُ شَاءَتْ". رواه البخاري.

12- « يا عائشة، لو شئت لسارت معي جبال الذهب، جاءني ملك، إن حجزته لتساوي الكعبة -أي موضع شد الإزار-، فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول: إن شئت نبياً عبداً، وإن شئت نبياً ملكاً، فنظرتُ إلى جبريل -عليه السلام- فأشار إلى أن ضع نفسك فقلت: نبياً عبداً ». رواه أبو يعلى.

13- عن أبي رِفَاعَةَ تَميم بن أُسَيدٍ رضي اللَّه عنه قال: "انْتَهَيْتُ إِلى رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وهو يَخْطُبُ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّه، رجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عن دِينِهِ لا يَدري مَا دِينُهُ؟ فَأَقْبَلَ عَليَّ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وتَركَ خُطْبتهُ حتى انتَهَى إِليَّ، فَأُتى بِكُرسِيٍّ فَقَعَدَ عَلَيهِ، وجَعَلَ يُعَلِّمُني مِمَّا عَلَّمَه اللَّه، ثم أَتَى خُطْبَتَهُ، فأَتمَّ آخِرَهَا". رواه مسلم.

14- «لَوْ دُعِيتُ إِلى كُراعٍ أَوْ ذِرَاعٍ لقبلتُ، وَلَوْ أُهْدي إِليَّ ذِراعٌ أَو كُراعٌ لَقَبِلْتُ». رواهُ البخاري.



الكِبْرُ ضدّ التواضع :


1- به اتصف إبليس فحسد آدم, وامتنع من الانقياد لأمر ربه {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}.

2- به تخلّف الإيمان عن اليهود الذين رأوا النبي وعرفوا صحة نبوته، ونصبوا له العداوة.

3- به تخلف إسلام أبي جهل، ومنع عبد الله بن أبي بن سلول من صدق التسليم لما جاء به الحبيب صلى الله عليه وسلم.

4- به استحبت قريش العمى على الهدى { إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ }.

5- به تحصل للفرقة والنزاع والاختلاف والبغضاء { فَمَا اخْتَلَفُواْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ }.

6- به تنوّعت شنائع بني إسرائيل مع أنبيائهم بين تكذيب وتقتيل { أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ }

7- به عُذِّبت الأمم السالفة لاتصافهم به {وَاسْتَغْشَوْاْ ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّواْ وَاسْتَكْبَرُواْ اسْتِكْبَارا}، {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لاَ يُرْجَعُونَ}، {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُواْ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُواْ مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ}، {قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ}.

8- به يصرف الإنسان عن الاعتبار والاتعاظ بالعبر والآيات {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}.

9- به تحل النكبات والكوارث وقد خسفت الله بمتكبر «بينما رجلٌ يمشي في حلةٍ تعجبه نفسه مرجلاً رأسه يختال في مشيته إذ خسف الله به, فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة». متفق عليه.

10- به يعامل العبد بنقيض قصده يوم القيامة «يحشر الجبارون والمتكبرون يوم القيامة في صور الذر يطؤهم الناس بأرجلهم». رواه الترمذي.



وأخيراً..

فإن المتواضع يبدأ من لقيه بالسلام، ويجيب دعوة من دعاه، كريم الطبع، جميل العشرة ، طلق الوجه، باسم الثغر رقيق القلب، متواضعا من غير ذلة، جواداً من غير سرف.
[/size][/align]

إبن القرية 06-18-2009 06:12 AM



التواضـــع صفة محمودة تدل على طهـارة النفس .. وتدعو إلى المــودة والمحبــة

والمساواة بين الناس .. وينشر الترابط بينهم .. ويمحو الحسد والبغض والكراهية

من قلوب الناس .. وفوق هذا كله فإن التواضع يؤدي إلى رضا المولى .. سبحانه

قال الله صلى الله عليه وسلم .. (ما نقصت صدقة من مال .. وما زاد الله عبدًا بعفو

إلا عزًّا .. وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله)
رواه مسلم ..

وقال الله صلى الله عليه وسلم .. ( إن الله تعالى أوحى إلى أن تواضعوا حتى لا

يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد)
رواه مسلم

وسئل الفضيل بن عياض عن التواضع .. فقال .. أن تخضع للحق وتنقاد إليه

ولو سمعته من صبي قبلتَه .. ولو سمعتَه من أجهل الناس قبلته.


وقال أبو بكر .. رضي الله عنه .. لا يحْقِرَنَّ أحدٌ أحدًا من المسلمين .. فإن صغير

المسلمين عند الله كبير.


وقال الشاعر ..

إذا شــِئْتَ أن تَـزْدَادَ قَـدْرًا ورِفْـــعَــةً ... فَلِنْ وتواضعْ واتْرُكِ الْكِبْـرَ والْعُجْـــبَا


ابن الجنوب 09-12-2009 04:54 AM

تواضع تكن كالنجم لاح لناظر = على صفحات الجو وهو رفيع
و لا تك كالدخان يعــلو بــذاته = الى طبقات الجو وهو وضيــع

المهاتما غامدي 09-12-2009 05:05 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عجير (المشاركة 66140)

اما موضوعنا الجديد فهو عن ( التواضع ) وهو مطلب من مطاالب الدين اولا ثم إنه للصداقة ضرورة لاتتحقق إلا به

____________________________________

قال تبارك وتعالى :-

( تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ )

وفي الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :-

أن النبي صلى الله عليه وسلم كلم رجلا فأرعد
فقال صلى الله عليه وسلم :-

هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد


ملاحظة :- لوكانت كل فضيلة في موضوع منفصل يحمل عنوانا باسم تلك الفصيلة لتكون مرجع لمن اراد العودة لها

بارك الله فيك

دمت بخير

زهرة السوسن 01-01-2012 02:07 AM

مما قيل في التواضع قول المعري:

يا والي المصر لا تظلمن فكم جاء مثلك ثم انصرف *** تواضع إذا ما رزقت العلا فذلك مما يزيد الشــرف

وفي المثل:

تواضع الرجل في مرتبته، ذب للشماتة عند سقطته

نزهة المشتاق 01-01-2012 04:23 AM

يحكى أن ضيفا نزل يومًا على الخليفة عمر بن عبد العزيز، وأثناء جلوسهما انطفأ المصباح،
فقام الخليفة عمر بنفسه فأصلحه، فقال له الضيف: يا أمير المؤمنين،
لمَ لَمْ تأمرن بذلك، أو دعوت من يصلحه من الخدم، فقال الخليفة له: قمت وأنا عمر،
ورجعت وأنا عمر ما نقص مني شيء، وخير الناس عند الله من كان متواضعًا.
*يحكى أن أبا بكر الصديق -رضي الله عنه- كان يحلب الغنم لبعض فتيات المدينة، فلما تولى الخلافة قالت الفتيات:
لقد أصبح الآن خليفة، ولن يحلب لنا، لكنه استمر على مساعدته لهن، ولم يتغير بسبب منصبه الجديد.
وكان أبو بكر
-رضي الله عنه- يذهب إلى كوخ امرأة عجوز فقيرة، فيكنس لها كوخها، وينظفه، ويعد لها طعامها، ويقضي حاجتها.
وقد خرج -رضي الله عنه- يودع جيش المسلمين الذي سيحارب الروم بقيادة أسامة بن زيد -رضي الله عنه- وكان أسامة راكبًا،
والخليفة أبو بكر يمشي، فقال له أسامة:
يا خليفة رسول الله، لَتَرْكَبَنَّ أو لأنزلنَّ، فقال أبو بكر: والله لا أركبن ولا تنزلن، وما على أن أغَبّرَ قدمي ساعة في سبيل الله.
*وقد حمل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الدقيق على ظهره، وذهب به إلى بيت امرأة لا تجد طعامًا لأطفالها اليتامى،
وأشعل النار،وظل ينفخ حتى نضج الطعام، ولم ينصرف حتى أكل الأطفال وشبعوا.
*ويحكى أن رجلا من بلاد الفرس جاء برسالة من كسرى ملك الفرس إلى الخليفة عمر،
وحينما دخل المدينة سأل عن قصر الخليفة، فأخبروه بأنه ليس له قصر فتعجب الرجل من ذلك،
وخرج معه أحد المسلمين ليرشده إلى مكانه. وبينما هما يبحثان عنه في ضواحي المدينة، وجدا رجلا نائمًا تحت شجرة،
فقال المسلم لرسول كسرى: هذا هو أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. فازداد تعجب الرجل من خليفة المسلمين الذي خضعت له ملوك الفرس والروم،
ثم قال الرجل: حكمتَ فعدلتَ فأمنتَ فنمتَ يا عمر.
*جلست قريش تتفاخر يومًا في حضور سلمان الفارسي، وكان أميرًا على المدائن، فأخذ كل رجل منهم يذكر ما عنده من أموال أو حسب أو نسب أو جاه، فقال لهم سلمان:
أما أنا فأوَّلي نطفة قذرة، ثم أصير جيفة منتَنة، ثم آتي الميزان، فإن ثَقفل فأنا كريم، وإن خَف فأنا لئيم.
ما هو التواضع؟
التواضع هو عدم التعالي والتكبر على أحد من الناس، بل على المسلم أن يحترم الجميع مهما كانوا فقراء أو ضعفاء أو أقل منزلة منه.
وقد أمرنا الله -تعالى- بالتواضع، فقال: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين} [الشعراء: 215]، أي تواضع للناس جميعًا. وقال تعالى:
{تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين} [القصص: 83].

وسئل الفضيل بن عياض عن التواضع، فقال: أن تخضع للحق وتنقاد إليه، ولو سمعته من صبي قبلتَه، ولو سمعتَه من أجهل الناس قبلته.
وقد قال أبو بكر -رضي الله عنه-: لا يحْقرَنَّ أحدٌ أحدًا من المسلمين، فإنّ صغير المسلمين عند الله كبير.
وكما قيل: تاج المرء التواضع.

تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم:
خير الله -سبحانه- نبيه صلى الله عليه وسلم بين أن يكون عبدًا رسولا، أو ملكًا رسولا، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون عبدًا رسولا؛ تواضعًا لله -عز وجل-.
والتواضع من أبرز أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم، والنماذج التي تدل على تواضعه صلى الله عليه وسلم كثيرة، منها:
أن السيدة عائشة -رضي الله عنها- سئلَتْ: ما كان النبي يصنع في أهله؟
فقالت: كان في مهنة أهله (يساعدهم)، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة. [البخاري].
وكان يحلب الشاة، ويخيط النعل، ويرَقّع الثوب، ويأكل مع خادمه، ويشتري الشيء من السوق بنفسه،
ويحمله بيديه، ويبدأ من يقابله بالسلام ويصافحه، ولا يفرق في ذلك بين صغير وكبير أو أسود وأحمر أو حر وعبد،
وكان صلى الله عليه وسلم لا يتميز على أصحابه، بل يشاركهم العمل ما قل منه وما كثر.
وعندما فتح النبي صلى الله عليه وسلم مكة، دخلها صلى الله عليه وسلم خافضًا رأسه تواضعًا لله رب العالمين،
حتى إنّ رأسه صلى الله عليه وسلم كادت أن تمس ظهر ناقته. ثم عفى صلى الله عليه وسلم عن أهل مكة وسامحهم وقال لهم:
(اذهبوا فأنتم الطلقاء) [سيرة ابن هشام].

مماراق لي عن التواضع

وهذه خاصة بأحدهن قالت:
كنت أتجول برفقة ولدي على البحر ورأيت عامل النظافة لايحسن الكنس وساءني ذلك
فذهبت إليه وقلت اغرس المكنسة جيداً على الرصيف يافتى00وكان لايحسن التحدث بالعربيّة
فتناولت المكنسة من يده وكنست مسافة من الرصيف والنّاس ينظرون إليها مستغربين وقائلاً منهم هذه مجنونة
حتى أن ولدها غضب لفعلها ذلك وألقى بمخلفات طعامه على الرصيف فرجعت ووضعت مخلفات
ولدها في سلة النفايات المركوزة في عمود على كل زاوية من ذلك الرصيف البحري وقالت لولدها:
أحسن إلى المكان الذي جلست واستمعت فيه ، ليصل إحسانك إلى من سيجلس بعدك فيه

بورك صاحب هذه الفكرة الرائدة
سعادة الأستاذ / محمد عجير ابوعالي
دمتم بخير حال

محمد عجير 01-01-2012 09:01 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن الجنوب (المشاركة 73488)
تواضع تكن كالنجم لاح لناظر = على صفحات الجو وهو رفيع

و لا تك كالدخان يعــلو بــذاته = الى طبقات الجو وهو وضيــع

كدت أنسى الموضوع كله فآخر مشاركة فيه كانت لك أخي إبن الجنوب في عام 2009 والآن نحن في أول يوم من العام الجديد 2012 ولولا أن أختنا الفاضلة زهرة السوسن استخرجته من غيابة الأرشيف ثم تلتها اديبة المنتدى نزهة المشتاق بمشاركة أعادت إليه الروح لصلينا عليه صلاة الغائب فلك ولهما مني جزيل الشكر ، هذا من جانب ومن جانب آخر فإني لاحظت في البيتين اللذين أوردتهما تكرر كلمة ( الجو ) فوددت أن أصحح ذلك مع أسفي الشديد على تركي للموضوع طوال هذه الفترة وأعدك والأختين الفاضلتين وبقية القرآء أن نستأنفه من جديد :
البيت الأول كما أذكره :

تواضع تكن كالنجم لاح لناظر *** على صفحات الماء وهو رفيع

دمت والجميع بخير .

زهرة السوسن 01-03-2012 03:54 AM

الاخ محمد عجير

رأيت في هذا المنتدى كغيره من المنتديات الاهمال لمثل هذه المواضيع القيمه

ترى الزوار والمشاهدات تفوق الوصف ولايوجد رد واحد!

فاحببت ان استفيد قبل ان افيد بالنبش في ارشيف المنتدى ..

وكل الشكر لك ولكل من تداخل بقصه او حديث او حكمه

:::::::::::::::::::::::::::::::

أخرج ابن حبان في صحيحه برقم [ 459 ] فقال : أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن

أنس : (( أن النبي http://www.islamonaa.com/vb/images/smilies/slam.gif كان يزور الأنصار ويسلم على صبيانهم ويمسح رؤوسهم )) .

إنك ترى - في عصرنا هذا - من يترفع عن الرجال فكيف يكون شأنه مع الصبيان والصغار؟

إنك لتجد بعض ضعفاء الإيمان يأنف أن يسلم على من يرى أنه أقل منه درجة أو منصباً، ولعل ما بينهما عند الله كما بين السماء والأرض!

ألا فليعلم أولئك أنهم على غير هدي رسول الله http://www.islamonaa.com/vb/images/smilies/slam.gif.

صوره من صور تواضع رسول هذه الامه عليه افضل الصلاة واتم التسليم

عبدالرحيم بن قسقس 01-05-2012 10:44 AM

.

*****

قيل في الصمت سبع فوائد

.. الأولى ..
عبادة من غير عناء

.. الثانية ..
زينة من غير حلي

.. الثالثة ..
هيبة من غير سلطان

.. الرابعه ..
حصن من غير حائط

.. الخامسة ..
الاستغناء عن الاعتذار لاحد

.. السادسة ..
راحة للكرام الكاتبين

.. السابعه ..
ستر لعيوب الجاهلية

::

.. الصمت ..
يمنحك طاقه قويه للتفكير بعمق في كل ما يحصل حولك والتركيز بعقلانية على اجابتك

.. الصمت ..
يجعلك تسيطر على من أمامك من خلال نظرات محملة بمعان غير منطوقة تجعلهم حائرين في تفسيرها

.. الصمت ..
المصحوب ببعض الحركات والإيماءات يرغم من أمامك على البوح بما داخله فيقول اكثر مما يريد فعلا

.. الصمت ..
يولد لدى الآخرين شعورا بالغيظ الشديد لأنهم يعتبرونه هجوما مستترا ، فتكون الأقوى من دون كلام ولا تعب

.. الصمت ..
هو الحل الأفضل أمام المشاكل الزوجية التافهة

.. الصمت ..
في المواقف الصعبة يولد الاحترام ، بعكس الصراع و الجدل الذي يولد التنافر والحقد

.. الصمت ..
يدمر أسلحة من تتشاجر معهم ويجردهم من القدرة على مواصلة الكلام

.. الصمت ..
يعلمك حسن الاستماع الذي يفتقده الكثيرون

وأخيراً انظر كيف يكفيك الصمت شر السفيه
قال الامام الشافعي

إذا نطق السفيه فلا تجبه = فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه = وإن خليته كمداً يموت


*****

نايف بن عوضه 01-30-2012 09:25 AM

موضوع راقي برقي من طرحه ولعل مشاركتي يكون فيها بعض الفايده
أقوال في التواضع
وهذا مما قاله الصالحون في التواضع

قال عبد الله بن
مسعود رضي اللــه عنه :
إن من التواضع الرضا بالدون من شرف المجلس 0 وأن تُسَلِّم على من لقيت
وقال ابن عباس
:
ومن التواضع أن يشرب الرجل من 0 سؤر 0
أخيه أي من بقية الإناء
قال لقمان
:
لكل شيء مطية ومطية العلم التواضع
وقال لابنه
:
يا بني تواضع للحق تكن أعقل الناس

قال عبد الله بن المبارك
:
رأسُ
التواضعِ أن تضَع نفسَك عند من هو دونك في نعمةِ الله حتى تعلِمَه أن ليس لك بدنياك عليه فضل
سأل الحسن
:
أتدرون ما التواضع ؟ قالوا : ما هو ؟
قال : التواضع أن تخرج من منزلك ولا تلقى مسلماً إلا رأيت له عليك فضلاً
وقال : مالك بن دينار:
احبس ثلاثا بثلاث حتى تكون من المؤمنين الكبر بالتواضع والحرص بالقناعة والحسد بالنصيحة 0 قال الشافعي رحمه الله:
أرفعُ الناس قدرًا من لا يرى
قدرَه 0 وأكبر النّاس فضلاً من لا يرى فضلَه
وقال أيضا
:
شربنا ماء زمزم للعلم
,فتعلمناه ولو كنا شربناه للتقوى لكان خيرا لنا
ويقول : لا ترفع سعرك فيردك الله
إلى قيمتك 0 ألم ترى أن من طأطأ رأسه للسقف أظله وأكنه 0 وأن من تمادى برأسه شجه السقف
وسُئِلَ الفضيل بن عياض رحمه الله عن التواضع فقال
0أن تخضع للحق وتنقاد له 0 ولو سمعته من صبي قبلته 0 ولو سمعته من أجهل الناس قبلته
قال
سفيان بن عيينة :
من كانت معصيته في شهوة فارج له التوبة فإن آدم عليه السلام عصى
مشتهياً فاستغفر فغفر له 0 فإذا كانت معصيته من كبر فاخش عليه اللعنة 0 فإن إبليس عصى مستكبراً فلعن
حكمة
قيل لأحد العلماء : كيف عرفت الدنيا ؟
قال : دلني العلم على الزهد في الدنيا
ومما قيل شعرا
تواضع إذا ما نلت في الناس رفعة
فإن رفيع القوم منه يتواضع
إذا شئت أن تزداد قدرا ورفعة
فلن وتواضع واترك الكبر والعجبا
تواضع إن رغبت إلى السمو
وعدلاً في الصديق وفي العدو
ولا تمشي في الأرض إلا تواضعا
فكم تحتها قوم هم منك أرفع
إن الامثله كثيرة والعقول صغير إذا لم تتعلم تحياتي


الساعة الآن 07:39 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir