يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-16-2010, 10:14 PM   رقم المشاركة : 1
حرمة مكة وتعظيمها


 

.

---

الآيات الواردة في تعظيم مكة والبيت الحرام:

1- قال الله تعالى: {وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرٰهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَىٰ إِبْرٰهِيمَ وَإِسْمَـٰعِيلَ أَن طَهّرَا بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْعَـٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ (125) وَإِذْ قَالَ إِبْرٰهِيمُ رَبِّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَٱرْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ ٱلثَّمَرٰتِ مَنْ ءامَنَ مِنْهُم بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ ٱلنَّارِ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ} [البقرة:125، 126].

قال ابن جرير الطبري: "والأمن مصدر, من قول القائل: أمِن يأمن أمنا, وإنما سمّاه الله أمنا لأنه كان في الجاهلية مَعاذًا لمن استعاذ به, وكان الرجل منهم لو لقِيَ به قاتل أبيه أو أخيه لم يهجه ولم يعرض له حتى يخرجَ منه, وكان كما قال الله جل ثناؤه: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا ءامِنًا وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} [العنكبوت:67]" ([1]).

وقال ابن كثير: "إن الله تعالى يَذكر شرفَ البيت وما جعله موصوفا به شرعا وقدرا من كونه مثابة للناس, أي: جعله محلاً تشتاق إليه الأرواح وتحنّ إليه ولا تقضي منه وطرًا ولو تردّدت إليه كلَّ عام، استجابة من الله تعالى لدعاء خليله إبراهيم عليه السلام في قوله: {فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ} [إبراهيم:37]، إلى أن قال: {رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء} [إبراهيم:40]، ويصفه تعالى بأنه جعله أمنًا, من دخله أمِن ولو كان قد فعل ما فعل ثم دخله كان آمنا"([2]).

2- قال الله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِى بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لّلْعَـٰلَمِينَ (96) فِيهِ ءايَـٰتٌ بَيّـنَـٰتٌ مَّقَامُ إِبْرٰهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءامِنًا وَللَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَـٰعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱلله غَنِىٌّ عَنِ ٱلْعَـٰلَمِينَ} [آل عمران:96، 97].

قال ابن جرير الطبري: "معنى ذلك: ومن دخله من غيره ممن لجأ إليه عائذًا به كان آمنا ما كان فيه, ولكنه يخرج منه فيُقام عليه الحدّ إن كان أصاب ما يستوجبه في غيره ثمّ لجأ إليه, وإن كان أصابه فيه أقيم عليه فيه, فتأويل الآية إذًا: {فِيهِ ءايَـٰتٌ بَيّـنَـٰتٌ مَّقَامُ إِبْرٰهِيمَ}, ومن يدخله من الناس مستجيرا به يكن آمنا مما استجار منه ما كان فيه حتى يخرج منه"([3]).

3- قال الله تعالى: {جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلْكَعْبَةَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ قِيَامًا لّلنَّاسِ وَٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَٱلْهَدْىَ وَٱلْقَلَـٰئِدَ ذٰلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَمَا فِى ٱلأَرْضِ وَأَنَّ ٱللَّهَ بِكُلّ شَىْء عَلِيمٌ} [المائدة:97].

قال القرطبي: "{قِيَامًا لّلنَّاسِ} أي: صلاحا ومعاشا لأمن الناس بها, وعلى هذا يكون قياما بمعنى يقومون بها, وقيل: قياما أي: يقومون بشرائعها, وقرأ ابن عامر وعاصم قِيَما, وهما من ذوات الواو، فقلبت الواو ياءً لكسر ما قبلها, وقد قيل: قوام. قال العلماء: والحكمة في جعل الله تعالى هذه الأشياء قياما للناس أن الله سبحانه خلق الخلق على سليقة الآدميّة من التحاسد والتنافس والقتل والثأر، فلم يكن بدّ في الحكمة الإلهية من كافّ يدوم معه الحال ووازعٍ يحمَد معه المآل, قال الله تعالى: {إِنّي جَاعِلٌ فِى ٱلأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة:30]، فأمرهم الله سبحانه بالخلافة, وجعل أمورهم إلى واحد يَزَعهم عن التنازع, ويحملهم على التآلف من التقاطع, ويرد الظالم عن المظلوم, ثم عظّم الله سبحانه في قلوبهم البيتَ الحرام, وأوقع في نفوسهم هيبَتَه وعظّم بينهم حرمته, فكان من لجأ إليه معصوما به, وكان من اضطُهد محميًّا بالكون فيه"([4]).

4- قال الله تعالى: {يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ ٱلْمَسْجِدَ ٱلْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـٰذَا} [التوبة:28].

قال ابن كثير: "أمر تعالى عباده المؤمنين الطاهرين دينًا وذاتا بنَفي المشركين الذين هم نجس دينًا عن المسجد الحرام, وأن لا يقربوه بعد نزول هذه الآية, وكان نزولها في سنة تسع, ولهذا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًّا مع أبي بكر رضي الله عنهما عامئذ, وأمره أن ينادي في المشركين أن لا يحجَّ بعد هذا العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، فأتم الله ذلك وحكم به شرعا وقدرا"([5]).

5- قال الله تعالى: {يَسْـئَلُونَكَ عَنِ ٱلشَّهْرِ ٱلْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ ٱللَّهِ وَٱلْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ ٱلْقَتْلِ} [البقرة:217].

6- قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرٰهِيمُ رَبّ ٱجْعَلْ هَـٰذَا ٱلْبَلَدَ امِنًا وَٱجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ ٱلأَصْنَامَ (35) رَبّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مّنَ ٱلنَّاسِ فَمَن تَبِعَنِى فَإِنَّهُ مِنّى وَمَنْ عَصَانِى فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (36) رَّبَّنَا إِنَّى أَسْكَنتُ مِن ذُرّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلوٰةَ فَٱجْعَلْ أَفْئِدَةً مّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُمْ مّنَ ٱلثَّمَرٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ} [إبراهيم:35-37].

قال الطبري: "يقول تعالى ذكره: و اذكر ـ يا محمد ـ إذ قال إبراهيم: ربِّ اجعل هذا البلد آمنا، يعني الحرَمَ بلدًا آمنا أهلُه وسكّانه"([6]).

7- قال الله تعالى: {وَقَالُواْ إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكّن لَّهُمْ حَرَمًا ءامِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلّ شَىْء رّزْقًا مّن لَّدُنَّا وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [القصص:57].

قال قتادة: "كان أهل الحرم آمنين يذهبون حيث شاؤوا, إذا خرج أحدهم فقال: إني من أهل الحرم لم يُتعرَّض له, وكان غيرهم من الناس إذا خرج أحدهم قتِل"([7]).

قال ابن كثير: "يقول تعالى مخبرا عن اعتذار بعض الكفار عن عدم اتباع الهدى حيث قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: {إِن نَّتَّبِعِ ٱلْهُدَىٰ مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} [القصص:57], أي: نخشى إن اتَّبعنا ما جئتَ به من الهدَى وخالفنا من حولنا من أحياء العرب المشركين أن يقصدونا بالأذى والمحاربة ويتخطفونا أينما كنا, قال الله تعالى مجيبا لهم: {أَوَلَمْ نُمَكّن لَّهُمْ حَرَمًا ءامِنًا} [القصص:57]، يعني: هذا الذي اعتذروا به كذب وباطل, إن الله تعالى جعلهم في بلد آمن وحرم معظّم آمن منذ وُضع, فكيف يكون هذا الحرم آمنا لهم في حال كفرهم وشركهم ولا يكون آمنا لهم وقد أسلموا وتابعوا الحق؟!"([8]).

8- قال الله تعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ٱلَّذِى جَعَلْنَـٰهُ لِلنَّاسِ سَوَاء ٱلْعَـٰكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج:25].

عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقول في قوله عز وجل: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ}: (لو أنَّ رجلا همّ فيه بإلحاد وهو بِعَدَن أَبيَن لأذاقه الله عز وجل عذابا أليما)([9]).

قال ابن جرير: "يقول تعالى ذكره: إن الذين جحدوا توحيد الله وكذّبوا رسله وأنكروا ما جاءهم به من ربهم، {وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ} يقول: ويمنعون الناس عن دين الله أن يدخلوا فيه وعن المسجد الحرام الذي جعله الله للناس الذين آمنوا به كافة لم يخصّص منها بعضا دون بعض, {سَوَاء ٱلْعَـٰكِفُ فِيهِ وَٱلْبَادِ} يقول: مُعْتدِلٌ في الواجب عليه من تعظيم حرمة المسجد الحرام وقضاء نسكه به والنزول فيه حيث شاء {ٱلْعَـٰكِفُ فِيهِ} وهو المقيم به {وَٱلْبَادِ} وهو المُنْتاب إليه من غيره.

وقوله: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}، يقول تعالى ذكره: ومن يرد فيه إلحادًا بظلم نذقه من عذاب أليم, وهو أن يميل في البيت الحرام بظلم, واختلف أهل التأويل في معنى الظلم الذي من أراد الإلحاد به في المسجد الحرام أذاقه الله من العذاب الأليم، فقال بعضهم: ذلك هو الشرك بالله وعبادة غيره به أي: بالبيت, وقال آخرون: هو استحلال الحرام فيه أو ركوبه, وقال آخرون: بل معنى ذلك الظلم استحلال الحرَم متعمّدا, وقال آخرون: بل ذلك احتكار الطعام بمكة, وقال آخرون: بل ذلك كلّ ما كان منهيا عنه من الفعل حتى قول القائل: لا والله وبلى والله.

وأولى الأقوال التي ذكرناها في تأويل ذلك بالصواب القول الذي ذكرناه عن ابن مسعود وابن عباس من أنه معنيٌّ بالظلم في هذا الموضع كلّ معصية لله, وذلك أن الله عمّ بقوله: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ}، ولم يخصّص به ظلما دون ظلم في خبر ولا عقل, فهو على عمومه, فإذا كان ذلك كذلك فتأويل الكلام ومن يرد في المسجد الحرام بأن يميل بظلم فيعصي الله فيه نذقه يوم القيامة من عذاب موجع له"([10]).

وقال ابن القيم: "ومن خواصِّ البلد الحرام أنّه يعاقب فيه على الهمّ بالسيئات وإن لم يفعلها, قال تعالى: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُّذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}، فتأمل كيف عدّى فعل الإرادة ها هنا بالباء, ولا يقال: أردت بكذا إلا لما ضُمِّن معنى فِعل: هَمّ, فإنه يقال: هممت بكذا, فتوعّد من همّ بأن يظلم فيه بأن يذيقه العذاب الأليم, ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمياتها, فإن السيئة جزاؤها سيئة، لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها, وصغيرة جزاؤها مثلها, فالسيئة في حرم الله وبلده وعلى بساطه آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض, ولهذا ليس من عصى الملك على بساط ملكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه, فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات، والله أعلم"([11]).

9- قال الله تعالى: {ذٰلِكَ وَمَن يُعَظّمْ حُرُمَـٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبّهِ} [الحج:30].

قال مجاهد في قوله: {ذٰلِكَ وَمَن يُعَظّمْ حُرُمَـٰتِ ٱللَّهِ} قال: "الحرمة مكة والحج والعمرة وما نهى الله عنه من معاصيه كلِّها"([12]).

وقال ابن القيم: "قال جماعة من المفسرين: حرمات الله ها هنا مَغاضِبه وما نهى عنه، وتعظيمها ترك ملابستها, وقال قوم: الحرمات هي الأمر والنهي, وقال الزجاج: الحرمة ما وجب القيام به وحرم التفريط فيه, وقال قوم: الحرمات ها هنا المناسك ومشاعر الحج زمانا ومكانا, والصواب أن الحرمات تعمّ هذا كلَّه, وهي جمع حرمة, وهي ما يجب احترامه وحفظه من الحقوق والأشخاص والأزمنة والأماكن, فتعظيمها تَوفِيَتها حقَّها وحفظها من الإضاعة"([13]).

10- قال الله تعالى: {لاَ أُقْسِمُ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ (1) وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ} [البلد:1، 2].

قال ابن عباس: ({وَأَنتَ حِلٌّ بِهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ} يعني بذلك نبيَّ الله, أحلَّ الله له يومَ دخل مكةَ أن يقتل من شاء ويستحيي من شاء, فقتل يومئذ ابن خطل صبرًا وهو آخذٌ بأستار الكعبة, فلم تحلّ لأحد من الناس بعدَ رسول الله أن يقتلَ فيها حراما حرمه الله, فأحلّ الله له ما صنع بأهل مكة, ألم تسمع أن الله قال في تحريم الحرم: {وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلْبَيْتِ مَنِ ٱسْتَطَـٰعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً} [آل عمران:97]؟! يعني بالناس أهل القبلة)([14]).

قال القرطبي: "والبلد هي مكة، أجمعوا عليه، أي: أقسم بالبلد الحرام الذي أنت فيه لِكَرامتك عليَّ وحبِّي لك"([15]).

11- قال الله سبحانه: {وَٱلتّينِ وَٱلزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلأَمِينِ} [التين:1-3].

قال ابن عباس وغيره: (البلد الأمين مكة)([16]).

وقال ابن جرير الطبري: "وقوله: {وَهَـٰذَا ٱلْبَلَدِ ٱلأَمِينِ} يقول: وهذا البلد الآمن من أعدائه أن يحاربوا أهله أو يغزوهم, وقيل: الأمين ومعناه الآمن, كما قال الشاعر:

ألم تعلمي يا أَسمَ ويحَك أنني حلفتُ يمينا لا أخون أميني

يريد: آمني, وهذا كما قال جل ثناؤه: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا ءامِنًا وَيُتَخَطَّفُ ٱلنَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} [العنكبوت:67]"([17]).

12- قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَـٰبِ ٱلْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِى تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مّن سِجّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولِ} [سورة الفيل].

قال ابن كثير: "هذه من النعم التي امتنّ الله بها على قريش فيما صرف عنهم من أصحاب الفيل الذين كانوا قد عزموا على هدم الكعبة ومحوِ أثرها من الوجود, فأبادهم الله وأرغم آنافهم وخيّب سعيَهم وأضلّ عملهم وردّهم بشرّ خيبة, وكان هذا من باب الإرهاص والتوطئة لمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنه في ذلك العام ولد على أشهر الأقوال, ولسان الحال يقول: لم ينصركم ـ يا معشر قريش ـ على الحبشة لخِيريّتكم عليهم, ولكن صيانة للبيت العتيق الذي سنشرّفه ونعظمه ونوقّره ببعثة النبي الأمي محمد صلوات الله وسلامه عليه خاتم الأنبياء"([18]).

13- قال الله تعالى: {لإِيلَـٰفِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَـٰفِهِمْ رِحْلَةَ ٱلشّتَاء وَٱلصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَـٰذَا ٱلْبَيْتِ (3) ٱلَّذِى أَطْعَمَهُم مّن جُوعٍ وَءامَنَهُم مّنْ خوْفٍ} [سورة قريش].

قال ابن جرير الطبري: "اختلف أهل التأويل في معنى قوله: {وَءامَنَهُم مّنْ خَوْفٍ}، فقال بعضهم: معنى ذلك أنه آمنهم مما يخاف منه من لم يكن من أهل الحرم من الغارات والحروب والقتال والأمور التي كانت العرب يخاف بعضها من بعض, وقال آخرون: عنى بذلك وآمنهم من الجذام.

والصواب من القول في ذلك أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أنه آمنهم من خوف, والعدو مخوف منه, والجذام مخوف منه, ولم يخصّص الله الخبر عن أنه آمنهم من العدو دون الجذام, ولا من الجذام دون العدو, بل عمّ الخبر بذلك, فالصواب أن يعمّ كما عمّ جل ثناؤه, فيقال: آمنهم من المعنيَين كليهما"([19]).

14- قال الله تعالى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ ٱلَّذِى حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَىء وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ} [النمل:91].

قال القرطبي: "قوله تعالى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبّ هَذِهِ ٱلْبَلْدَةِ ٱلَّذِى حَرَّمَهَا} يعني مكة التي عظم الله حرمتها, أي: جعلها حرما آمنا لا يسفَك فيها دم, ولا يظلم فيها أحد, ولا يصاد فيها صيد، ولا يعضد فيها شجر"([20]).



--------------------------------------------------------------------------------

(1) جامع البيان (1/534).

(2) تفسير القرآن العظيم (1/169).

(3) جامع البيان (4/14).

(4) الجامع لأحكام القرآن (6/325) باختصار.

(5) تفسير القرآن العظيم (2/347).

(6) جامع البيان (13/228).

(7) أخرجه الطبري في جامع البيان (20/94).

(8) تفسير القرآن العظيم (3/396).

(9) أخرجه أحمد ( 4071), وابن أبي شيبة (3/268), وأبو يعلى (9/263), والحاكم (2/240) وقال: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه".

(10) جامع البيان ( 17/136- 142 17/136- 142 ) باختصار.

(11) زاد المعاد (1/51).

(12) أخرجه الطبري في جامع البيان (17/153).

(13) مدارج السالكين (2/74) باختصار.

(14) أخرجه الطبري في جامع البيان (30/193).

(15) الجامع لأحكام القرآن (20/60).

(16) أخرجه الطبري في جامع البيان (30/242).

(17) جامع البيان (30/241).

(18) تفسير القرآن العظيم (4/549-550) باختصار.

(19) جامع البيان ( 30/308-309 30/308-309 ) باختصار.

(20) الجامع لأحكام القرآن (13/246).



---

 

 
























التوقيع



رأى رجلٌ رجلاً يختال في مشيه
فقال : جعلني الله مثلك في نفسك ولا جعلني مثلك في نفسي



المهاتما تعني صاحب النفس العظيمة

   

رد مع اقتباس
قديم 01-16-2010, 10:17 PM   رقم المشاركة : 2

 

.

---

الأحاديث الواردة في تعظيم مكة والبيت الحرام:

1- عن أبي شريح العدويّ أنّه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكّة: ائذن لي ـ أيّها الأمير ـ أحدّثك قولاً قام به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم للغد من يوم الفتح، فسمعَته أذناي ووعاه قلبي وأبصرَته عيناي حين تكلّم به، إنّه حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: ((إنّ مكّة حرّمها الله ولم يحرّمها النّاس، فلا يحلّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا ولا يعضد بها شجرةً، فإن أحدٌ ترخّص لقتال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقولوا له: إنّ الله أذن لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولم يأذن لكم، وإنّما أذن لي ساعةً من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلّغ الشّاهد الغائب))، فقيل لأبي شريح: ما قال لك عمرو؟ قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح، إنّ الحرم لا يعيذ عاصيًا، ولا فارًّا بدم، ولا فارًّا بخربة، خربة بليّة([1]).

قال ابن حجر: "وقد تشدّق عمرو في الجواب وأتى بكلام ظاهره حقّ, لكن أراد به الباطل, فإنّ الصحابي أنكر عليه نصب الحرب على مكة, فأجابه بأنها لا تمنع من إقامة القصاص, وهو صحيح, إلا أن ابن الزبير لم يرتكب أمرا يجب عليه فيه شيء من ذلك, وفي الحديث شرف مكة"([2]).

2- عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((إنّ الله حرّم مكّة فلم تحلّ لأحد قبلي، ولا تحلّ لأحد بعدي، وإنّما أحلّت لي ساعةً من نهار، لا يُختَلَى خلاها، ولا يعضَد شجرها، ولا ينفَّر صيدها، ولا تلتَقَط لقطتُها إلا لمعرّف))، قال العبّاس: يا رسول الله، إلاّ الإذخر لصاغتنا وقبورنا؟ فقال: ((إلاّ الإذخر))([3]).

قال ابن حجر: "قال ابن المنير: قد أكد النبي التحريم بقوله: ((حرمه الله))، ثم قال: ((فهو حرام بحرمة الله))، ثم قال: ((ولم تحلّ لي إلا ساعة من نهار))، وكان إذا أراد التأكيد ذكر الشيء ثلاثا, وقال القرطبي: ظاهر الحديث يقتضي تخصيصه صلى الله عليه وسلم بالقتال لاعتذاره عمّا أبيح له من ذلك, مع أن أهل مكة كانوا إذَّاك مستحقين للقتال والقتل لصدّهم عن المسجد الحرام وإخراجهم أهله منه وكفرهم, وهذا الذي فهمه أبو شريح كما تقدّم, وقال ابن دقيق العيد: يتأكد القول بالتحريم بأن الحديث دال على أن المأذون للنبي صلى الله عليه وسلم فيه لم يؤذن لغيره فيه, وأيضا فسياق الحديث يدلّ على أن التحريم لإظهار حرمة البقعة بتحريم سفك الدماء فيها وذلك لا يختصّ بما يستأصل"([4]).

3- عن ابن عبّاس أنّ النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((أبغض النّاس إلى الله ثلاثة: ملحِد في الحرم، ومبتغٍ في الإسلام سنّة الجاهليّة، ومطّلب دمَ امرئ بغير حقّ ليهريق دمه))([5]).

قال ابن حجر: "قال المهلّب وغيره: المراد بهؤلاء الثلاثة أنهم أبغض أهل المعاصي إلى الله، فهو كقوله: ((أكبر الكبائر))، وإلا فالشرك أبغض إلى الله من جميع المعاصي. قوله: ((ملحد في الحرم)) أصل الملحد هو المائل عن الحق, والإلحاد العدول عن القصد, واستشكل بأن مرتكب الصغيرة مائل عن الحق, والجواب أن هذه الصيغة في العرف مستعملة للخارج عن الدين, فإذا وصف به من ارتكب معصية كان في ذلك إشارة إلى عظمها, وقيل: إيراده للجملة الاسمية مشعر بثبوت الصفة، ثم التنكير للتعظيم, فيكون ذلك إشارة إلى عظم الذنب"([6]).

4- عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أعتى الناس على الله عز وجل من قَتَل في حرم الله, أو قتل غيرَ قاتله, أو قتل بذُحول الجاهلية([7])))([8]).

5- عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: خطبنا النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم النّحر قال: ((أتدرون أيّ يوم هذا؟)) قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتّى ظننّا أنّه سيسمّيه بغير اسمه قال: ((أليس يوم النّحر؟!)) قلنا: بلى، قال: ((أيّ شهر هذا؟)) قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتّى ظننّا أنّه سيسمّيه بغير اسمه، فقال: ((أليس ذو الحجّة؟!)) قلنا: بلى، قال: ((أيّ بلد هذا؟)) قلنا: الله ورسوله أعلم، فسكت حتّى ظننّا أنّه سيسمّيه بغير اسمه، قال: ((أليست بالبلدة الحرام؟!)) قلنا: بلى، قال: ((فإنّ دماءكم وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقون ربّكم، ألا هل بلّغت؟!)) قالوا: نعم، قال: ((اللّهمّ اشهد، فليبلّغ الشّاهد الغائب، فربّ مبلّغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفّارًا يضرب بعضكم رقابَ بعض))([9]).

قال النووي: "هذا السؤال والسكوت والتفسير أراد به التفخيم والتقرير والتنبيه على عظم مرتبة هذا الشهر والبلد واليوم, وقولهم: (الله ورسوله أعلم) هذا من حسن أدبهم, وأنهم علموا أنه صلى الله عليه وسلم لا يخفى عليه ما يعرفونه من الجواب, فعرفوا أنه ليس المراد مطلق الإخبار بما يعرفون"([10]).

6- عن عروة بن الزّبير عن المسور بن مخرمة ومروان يصدّق كلّ واحد منهما حديث صاحبه قالا: خرج رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم زمن الحديبية، ثم ذكرا ما جرى من قصة صلح الحديبية، وفيها: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((والّذي نفسي بيده، لا يسألوني خطّةً يعظّمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إيّاها))([11]).

قال ابن حجر: "قوله ((خُطّة)) بضم الخاء المعجمة, أي: خصلة, ((يعظمون فيها حرمات الله)) أي: مِن ترك القتال في الحرم, ووقع في رواية ابن إسحاق: ((يسألونني فيها صلة الرحم)) وهي من جملة حرمات الله, وقيل: المراد بالحرمات حرمة الحرم والشهر والإحرام, قلت: وفي الثالث نظر؛ لأنهم لو عظموا الإحرام ما صدّوه, قوله: ((إلا أعطيتهم إياها)) أي: أجبتهم إليها"([12]).

7- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((يبايع لرجلٍ ما بين الرّكن والمقام، ولن يستحلّ البيت إلا أهله، فإذا استحلّوه فلا يسأل عن هَلَكة العرب، ثمّ تأتي الحبشة فيخرّبونه خرابًا لا يعمَر بعده أبدًا، وهم الّذين يستخرجون كنْزه))([13]).

8- عن سعيد بن عمرو قال: أتى عبد الله بن عمر عبدَ الله بن الزبير فقال: يا ابن الزبير، إياك والإلحادَ في حرم الله تبارك وتعالى, فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنه سيلحد فيه رجل من قريش, لو وزنت ذنوبه بذنوب الثقلين لرجحت))، قال: فانظر لا تكونه([14]).

9- عن عبد الله بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن إبراهيم حرّم مكة ودعا لها, وحرمت المدينة كما حرّم إبراهيم مكة، ودعوت لها في مدها وصاعها مثل ما دعا إبراهيم عليه السلام لمكة))([15]).

قال النووي: "قوله صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السموات والأرض))، وفي الأحاديث التي ذكرها مسلم بعد هذا أن إبراهيم حرم مكة, فظاهرها الاختلاف, وفي المسألة خلاف مشهور ذكره الماوردي في الأحكام السلطانية وغيره من العلماء في وقت تحريم مكة, فقيل: إنها من يوم خلق السموات والأرض, وقيل: ما زالت حلالا كغيرها إلى زمن إبراهيم صلى الله عليه وسلم ثم ثبت لها التحريم من زمن إبراهيم, وهذا القول يوافق الحديث الثاني, والقول الأول يوافق الحديث الأول, وبه قال الأكثرون, وأجابوا عن الحديث الثاني بأن تحريمها كان ثابتا من يوم خلق الله السموات والأرض, ثم خفي تحريمها واستمرّ خفاؤه إلى زمن إبراهيم, فأظهره وأشاعه, لا أنه ابتدأه, ومن قال بالقول الثاني أجاب عن الحديث الأول بأن معناه أن الله كتب في اللوح المحفوظ أو في غيره يوم خلق الله تعالى السموات والأرض أن إبراهيم سيحرّم مكة بأمر الله تعالى, والله أعلم"([16]).

10- عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يحلّ لأحدكم أن يحمل بمكة السلاح))([17]).

11- عن سعيد بن جبير قال: كنت مع ابن عمر حين أصابه سنان الرمح في أخمص قدمه, فلزقت قدمه بالركاب, فنزلت فنزعتها, وذلك بمنى, فبلغ الحجاج فجعل يعوده, فقال الحجاج: لو نعلم من أصابك؟ فقال ابن عمر: أنت أصبتني، قال: وكيف؟! قال: حملت السلاح في يوم لم يكن يحمَل فيه, وأدخلتَ السلاحَ الحرم, ولم يكن السلاح يدخل الحرم([18]).

قال الشوكاني: "هذا النهي فيما عدا من حمله للحاجة والضرورة, وإلى هذا ذهب الجماهير من أهل العلم, فإن كانت حاجة جاز, فإنه قد دخل صلى الله عليه وآله [بالسلاح] مرة كما في دخوله يوم الفتح هو وأصحابه ودخوله صلى الله عليه وآله وسلم للعمرة"([19]).



--------------------------------------------------------------------------------

(1) أخرجه البخاري (1735), ومسلم (1354).

(2) فتح الباري (1/198) باختصار.

(3) أخرجه البخاري (1737) واللفظ له, ومسلم (1353).

(4) فتح الباري (4/48) باختصار.

(5) أخرجه البخاري (6488).

(6) فتح الباري (12/210).

(7) الذَّحْل:ُ الحقد والعداوة, يقال: طلب بذحله أي: بثأره, والجمع ذُحُولٌ. انظر: مختار الصحاح (92) .

(8) أخرجه أحمد (6757), وله عدة شواهد, وقد حسنه محققو طبعة الرسالة.

(9) أخرجه البخاري (1654) واللفظ له, ومسلم (1679).

(10) شرح صحيح مسلم (11/169).

(11) أخرجه البخاري (2581).

(12) فتح الباري (5/336).

(13) أخرجه أحمد (7897) واللفظ له, وابن أبي شيبة (37244), وصححه ابن حبان (6827)، والحاكم (8395)، وهو في السلسلة الصحيحة (579، 2743).

(14) أخرجه أحمد (6200) , وابن أبي شيبة (30687), وصححه الحاكم (3462)، وهو في السلسلة الصحيحة (3108)

(15) أخرجه البخاري (2022) واللفظ له, ومسلم (1360).

(16) شرح صحيح مسلم (9/124).

(17) أخرجه مسلم (1356).

(18) أخرجه البخاري (923).

(19) نيل الأوطار (5/76).


---

 

 
























التوقيع



رأى رجلٌ رجلاً يختال في مشيه
فقال : جعلني الله مثلك في نفسك ولا جعلني مثلك في نفسي



المهاتما تعني صاحب النفس العظيمة

   

رد مع اقتباس
قديم 01-16-2010, 10:19 PM   رقم المشاركة : 3

 

.

---

من أقوال السلف في حرمة مكة:

1- قال عبد الرحمن بن زيد: "كان الرجل يلقى [في الحرم] قاتلَ أبيه أو أخيه فلا يعرض له"([1]).

2- قال الضحاك بن مزاحم: "إن الرجل ليهمّ بالخطيئة بمكة وهو في بلد آخر ولم يعملها فتكتب عليه"([2]).

3- عن مجاهد قال: كان عبد الله بن عمرو له فسطاطان أحدهما في الحلّ والآخر في الحرم, فإذا أراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الحلّ, فسئل عن ذلك فقال: "كنّا نحدَّث أنّ من الإلحاد فيه أن يقول الرجل: كلا والله وبلى والله"([3]).

4- قال محمد بن شهاب: "جعل الله البيت الحرام والشهر الحرام قياما للناس يأمنون به في الجاهلية الأولى، لا يخاف بعضهم بعضا حين يلقونهم في البيتِ أو في الحرم أو في الشهر الحرام"([4]).

5- قال قتادة في قوله تعالى: {جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلْكَعْبَةَ ٱلْبَيْتَ ٱلْحَرَامَ قِيَامًا لّلنَّاسِ وَٱلشَّهْرَ ٱلْحَرَامَ وَٱلْهَدْىَ وَٱلْقَلَـٰئِدَ} [المائدة:97]: "حواجز أبقاها الله في الجاهلية بين الناسِ, فكان الرجل لو جرّ كلَّ جريرة ثم لجأ إلى الحرم لم يتناول ولم يقرب, وكان الرجل لو لقي قاتلَ أبيه في الشهر الحرام لم يعرض له ولم يقربه, وكان الرجل لو لقي الهدي مقلَّدا وهو يأكل العصب من الجوع لم يعرض له ولم يقربه, وكان الرجل إذا أراد البيت تقلّد قلادة من شعر فأحمته ومنعته من الناسِ, وكان إذا نفر تقلّد قلادة من الإذخر أو من السمر فمنعته من الناس حتى يأتي أهله, حواجز أبقاها الله بين الناس في الجاهلية"([5]).

6- عن سعيد بن جبير قال: "شَتمُ الخادم في الحرم ظلمٌ فما فوقه"([6]).

7- عن عكرمة قال: "ما مِن عبد يهمّ بذنب فيؤاخذه الله بشيء حتى يعمله إلا من همّ بالبيت العتيق شرّا, فإنه من همّ به شرّا عجل الله له"([7]).



--------------------------------------------------------------------------------

(1) أخرجه الطبري في جامع البيان (1/534).

(2) أخرجه الطبري في جامع البيان (17/141).

(3) أخرجه الطبري في جامع البيان (17/141).

(4) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في الدر المنثور (3/202).

(5) أخرجه الطبري في جامع البيان (7/77).

(6) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في الدر المنثور (6/28).

(7) أخرجه عبد بن حميد كما في الدر المنثور (6/28).



---

 

 
























التوقيع



رأى رجلٌ رجلاً يختال في مشيه
فقال : جعلني الله مثلك في نفسك ولا جعلني مثلك في نفسي



المهاتما تعني صاحب النفس العظيمة

   

رد مع اقتباس
قديم 01-16-2010, 10:37 PM   رقم المشاركة : 5

 





يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :

لا يخفى على كل من له أدنى علم، وأدنى بصيرة حرمة مكة، ومكانة البيت العتيق،

لأن ذلك أمر قد أوضحه الله في كتابه العظيم في آيات كثيرة،

وبينه رسوله محمد عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة،

وبينه أهل العلم في كتبهم ومناسكهم، وفي كتب التفسير.

والأمر بحمد الله واضح ولكن لا مانع من التذكير بذلك

والتواصي بما أوجبه الله من حرمتها والعناية بهذه الحرمة،

ومنع كل ما يضاد ذلك ويخالفه، ( التكملة هنا )




المهاتما غامدي

جزاك الله خيرا على هذا الطرح المبارك ونفع به



تحياتي
...........

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 01-16-2010, 10:50 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
إبن القرية is on a distinguished road


 



نسأل الله أن يزيدها تعظيماً وتكريماً وتشريفاً

المهاتما غامدي

جزاك الله خير على طرحك المتميز

دمت بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 01-17-2010, 10:15 PM   رقم المشاركة : 7

 

.

---

اللهم امين اخوي عبد الله

بارك الله فيك ولك تحياتي

---
.

 

 
























التوقيع



رأى رجلٌ رجلاً يختال في مشيه
فقال : جعلني الله مثلك في نفسك ولا جعلني مثلك في نفسي



المهاتما تعني صاحب النفس العظيمة

   

رد مع اقتباس
قديم 01-17-2010, 10:17 PM   رقم المشاركة : 8

 

.

---

اللهم امين اخوي عبد العزيز

بارك الله فيك ولك تحياتي

---
.

 

 
























التوقيع



رأى رجلٌ رجلاً يختال في مشيه
فقال : جعلني الله مثلك في نفسك ولا جعلني مثلك في نفسي



المهاتما تعني صاحب النفس العظيمة

   

رد مع اقتباس
قديم 01-17-2010, 10:19 PM   رقم المشاركة : 9

 

.

---

اللهم امين اخوي ابن القريه

بارك الله فيك ولك تحياتي

---
.

 

 
























التوقيع



رأى رجلٌ رجلاً يختال في مشيه
فقال : جعلني الله مثلك في نفسك ولا جعلني مثلك في نفسي



المهاتما تعني صاحب النفس العظيمة

   

رد مع اقتباس
قديم 01-18-2010, 10:51 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
مشرف
 
الصورة الرمزية مشرف الإسلامية
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
مشرف الإسلامية is on a distinguished road


 



 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:00 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir