يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-19-2009, 02:52 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية العضو











أحمد بن فيصل غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي


ذكر

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
أحمد بن فيصل is on a distinguished road

خليل الفزيع...الكاتب ...القاص...الشاعر


 

ذكر الدكتور سعيد عطية أبوعالي الكاتب خليل الفزيع في معرض تصفحه للساحات فأحببت أن أورد جانبا من سيرة الرجل كما وردت في اليمامة :
هو صحفي عريق يملك ناصية التجربة، وعمق الطرح، وقاص متمكن يتعامل مع الكلمات برشاقة وصدق وإنسانية؛ وهو مبدع اكتسب ملامحه الفكرية من المنحنيات التاريخية التي مر بها في عنفوان الأحلام، وقساوة الظروف ، ومن مسارات الأمل. هو الصحفي والقاص خليل إبراهيم الفزيع الذي روى لنا بعضاً من تضاريس طفولته في الأحساء التي شكلتها ذكريات الغوص، وأساطير غابات النخيل وحكاياتها المثيرة عن تحديات الإنسان مع البحر والطبيعة القاسية، ويتوغل في أعماق ذاكرته مشيراً إلى أنه بمقدار ما كانت الرغبة الجامحة لديه للتعلم والقراءة لم يكن قادراً على توفير ثمن كتاب أو مجلة أو جريدة يطفئ بها عطشه الشديد للمعرفة في طفولته، ليبدأ في شبابه رحلة جادة وصادقة نحو الإطلاع والتثقيف الذاتي ليصبح بعد مشوار طويل في دنيا الحرف والكلمة رئيساً لتحرير جريدة يومية، قاصاً متميزاً، ويغرق بعدها الفزيع في سرد كثير من التجارب والمواقف والمفارقات متنقلاً من مكان لآخر حتى اكتملت الدائرة باعتزاله العمـل الصحفي بصمت منصرفاً إلى الكتابة الإبداعية وأدب الرحلات، واصفاً خطواته في درب القصة القصيرة بأنها لتلمس هموم الناس وأحلامهم وأفراحهم ومصاعبهم، لكننا الآن وبعد هذه الرحلة الطويلة من مشواره؛ نتساءل: هل خليل إبراهيم الفزيع صحفي خسرته الصحافة وربحه الأدب؟
حوار: شقران الرشيدي
شخصيات مجتمع القرية وحكاية الغوص:
عندما تعود بالذاكرة إلى زمن مضى، وتحديداً إلى الطفولة، حيث غابات النخيل، وأمواج الخليج العربي، وبدائية أزقة قرية (الجشة) في الإحساء التي شهدت ولادتك، يا ترى ماذا تلتقط لنا من ذكريات ومن مواقف مررت بها في طفولتك؟
- هذه المشاهد لا تزال تضيء الذاكرة، ومـا أكثر تلك الذكريات التي سجلتها في أعمالي القصصية الأولى قبـل خروجي لمعترك الحياة في المدينة، فالقرية بجدرانها الطينية وأزقتها المتربة وطيبة أهلها، وتعاونهم في السـراء والضراء، وكذلك الشخصيات الفريدة التي يفرزها عادة مجتمع القرية وحكاية الغوص.. كل هذه الملامح يمكن تلمسها في مجموعة (سوق الخميس) أو مجموعة (الساعة والنخلة) ، ما لا أنساه أيضاً هو المدرسة الابتدائية في القرية ومدرسيها الأعلام ومنهم فهــد الوهيب وسليمان المطلق وحمد العمر ومحمد البدير وغيرهم.
اعتمدت في تحقيق طموحاتك وتطلعاتك على العلم والثقافة والمعرفة، كيف تصف خطواتك في دروب الدراسة الأولية، وما هي أبرز ذكرياتك في المعهد العلمي بالأحساء، ومن هم أبرز أصدقائك في ذلك الوقت، وهل لا تزال تتواصل معهم؟
- نعم اعتمدت على التثقيف الذاتي، شأني في ذلك شأن الكثيرين من أبناء جيلي الذين تجاوزت ثقافتهم ثقافة بعض أصحاب الشهادات العليا، والدراسة في المعهد العلمي حققت لي نقلة ثقافية لم أكن أحلم بها، فالأجواء الثقافية في المعهد كانت في أوج نشاطها من خلال المكتبة والنادي الأدبي والصحف التي تتبارى الفصول الدراسية في إصدارها وإذاعة المعهد، والمواهب الأدبية التي كانت تتفجر شعراً ونثراً لدى الطلاب بتوجيهات أبوية كريمة من أعضاء هيئة التدريس، أما زملائي في المعهد الذين لا أزال أحرص على التواصل معهم فمنهم الشيخ عبدالمحسن البنيان والمؤرخ الشاعر عبدالرحمن بن عثمان الملا والباحث الأكاديمي محمد بن عبدالرحمن الملا والشاعر علي أحمد النعمي والمربي حمد بن أحمد البوعلي والصديق إبراهيم الثاني والصديق عبدالإله السماعيل وغيرهم، وإن لم تجمعنا فصول دراسية واحدة، لكن جمعتنا الهموم الثقافية، والطموحات الأدبية الكبيرة.
عندما تتذكر ما كان يراودك من أحلام في الفترة المبكرة من حياتك .. هل تستطيع أن تقول إنك حققت ما كنت تحلم به في طفولتك؟
- نعم.. حققت الكثير من أحلامي، وكما تعلم لكل مرحلة عمرية أحلامها، وقد حققت ما أطمح إليه بفضل الله ثم بفضل دعاء وتشجيع الوالدين، واجتهادي الشخصي عندما انصرفت إلى تثقيف نفسي بنفسي دون التردد في استشارة من أثق بهم وفي أمور كثيرة من علاقتي بالثقافة والإبداع، ولي في هذا الأمر أساتذة لا أنكر فضلهم.
الشباب من أجمل مراحل العمر الراسخة في زوايا الذاكرة، ماذا عن فترة الصبا والشباب عند (خليل الفزيع) ، وما أبرز ملامحها؟
- فترة الشباب متخمة بالأحلام الوردية والطموحات الكبيرة التي كثيراً ما تصطدم بالواقع، وهذا الواقع يبددها أحياناً ويزيدها قوة ورسوخاً في أحيان أخرى، بعضها الآن يبدو ساذجاً، لكنه في فترة الصبا والشباب كان يلهب الخيال ويدغدغ المشاعر ويدفع إلى التحليق في فضاءات الأماني غير المحدودة.. كان المد القومي في أعلى درجاته، والتيارات الأيديولوجية في طغيان مدها الزاحف، ومن الطبيعي أن تكون هذه التحولات الفكرية ملفتة للنظر ومؤثرة خاصة على جيل الشباب، لكن الأيام أثبتت أن خيبات الأمل العربية إنما نتجت عن تلك الشعارات البراقة ذات المظهر الخادع، والتي لم يجن منها العرب سوى الهزائم المتكررة.
من الشخصية التي أثرت في مسار حياتك؟
- والدي أطال الله في عمره كان الأكثر تأثيراً في مسار حياتي، فقد كان يشجعني على القراءة، ويجلب لي الكثير من الكتب والمجلات، تعودت من خلالها على القراءة وكان من عادة أهل القرى زيارة مدينة الهفوف كل يوم خميس لجلب احتياجاتهم الاستهلاكية الأسبوعية، وفي كل مرة كان يعود بمجلة أو كتاب، والدي لم يكن يجيد القراءة والكتابة، ولكنه كان يستشير صاحب المكتبة عمّا يناسب المرحلة العمرية التي أمر بها.. وكان يصر عندما يصطحبني إلى المسجد أن أقرأ القرآن بصوت مرتفع ليعرف الجميع أن ابنه يجيد قراءة القرآن، ولفترات أصبحت إماماً للمسجد القريب من منزلي، وفي فترة عمرية مبكرة أي قبل نزوحي إلى المدينة للدراسة وبعدها للعمل.
ما أول عمل رسمي قمت به؟
- أول عمل رسمي توليته كان في إدارة التعليم بالدمام وبراتب شهري قدره 365 ريالاً.
حكايتك مع دنيا الحرف والكلمة، ومع الصحافة وتقلباتها وتحولاتها المختلفة. هل يمكن القول إن بداية هذه الحكاية الطويلة كانت في صحيفة "الخليج العربي"؟
- نعم كانت البداية الفعلية مع صحيفة (الخليج العربي)، لكن المحاولات بدأت مع صحف أخرى، مع صحيفة القصيم وصحيفة الرائد ومجلة اليمامة ومجلة الجزيرة. وعندما بدأت العمل في الدمام عام 1831هـ التحقت بجريدة (الخليج العربي) وكانت ملكيتها قد انتقلت من الأستاذ عبدالله الشباط إلى الأستاذ علي بوخمسين، لكنها سرعان ما توقفت عن الصدور إثر صدور نظام المؤسسات الصحفية عام 3831هـ وعندما صدرت صحيفة اليوم عام 4831هـ التحقت بالعمل فيها حيث تم اختيار الشيخ عبدالعزيز التركي مدير التعليم.. مديراً عاماً لمؤسسة اليوم الصحفية، وهذا ساعد على الربط بين عملي في إدارة التعليم وعملي في اليوم.
وكذلك بعد انتقالي للعمل في فرع وزارة الإعلام بالدمام، وكان يشرف على التحرير الأستاذ لقمان يونس مدير فرع وزارة الإعلام بعد أن اعتذر الأستاذ حسين خزندار ـ أول رئيس تحرير لليوم ـ عن الاستمرار في رئاسة التحرير لانشغاله بأعماله التجارية، وهذا ساعدني أيضاً على الجمع بين العمل في فرع وزارة الإعلام واليوم. وكنت محظوظاً أن أعمل مع هذين العملاقين.. التركي بخبرته الإدارية الواسعة، ولقمان يونس بثقافته العميقة.
منذ أربعين عاماً وأنت تكتب القصة، كيف تصف لنا خطواتك الأولى في درب كتابة القصة القصيرة؟ وهل كانت صعبة؟ وما أبرز المعوقات التي صادفتك؟
- كنت ولا أزال أجد أن كتابة القصة من أصعب ألوان الكتابة الأدبية، فهي بحاجة إلى تكثيف المواقف والمشاعر واختصار ما لا يختصر، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الوصول إلى المتلقي بمسافة زمانية ومكانية قصيرة، وفي إطار تقنية قصصية عالية، تخلص الهيكل المعماري للنص القصصي من الحشد والنتوءات والعيوب التي يسهل اكتشافها من قبل المتلقي، فهي تملك ما يخفي عيوبها كالإيقاع في الشعر أو التبرير في النثر، وتجسيد العلاقة بينها وبين المتلقي يحتاج إلى مهارة ربما لا تتوفر للكثيرين.
خطواتي الأولى في كتابة القصة كانت متعثرة، ولكن بالإصرار أكاد أزعم أنني أتقنت التعاطي مع هذا الفن الجميل، وكان لما كتبت من قصص صداه الواسع، ويتضح ذلك من كتاب "خليل الفزيع وعالمه القصصي" تأليف جاسم بن علي الجاسم، والذي ضم بيلوجرافيا شملت أكثر من ستين كاتباً من الداخل والخارج كتبوا عن مجموعاتي القصصية.
وبعد أربعين عاماً من البدايات القصصية لا زلت أعشق هذا الفن أكثر من سواه.
تدرجت في العمل الصحفي من مصحح إلى محرر إلى مدير تحرير حتى وصلت عام 4041هـ إلى رئاسة تحرير جريدة اليوم، لكنك في عام 2141هـ انسحبت فجأة بحجة التفرغ لأعمالك الخاصة، بصراحة هل لعبت الصراعات مع إدارة المؤسسة دوراً في انسحابك من رئاسة تحرير اليوم؟
- بصراحة لم تكن الصراعات مع إدارة المؤسسة فكلهم أصدقائي ولا تزال تربطني بهم علاقات حميمة، وبصراحة أكثر كانت الصراعات مع ما يسمى (لجنة الإشراف على التحرير) وهي لجنة عقيمة تخلت عنها كل الصحف وبقيت في اليوم خنجراً في خاصرة جهاز التحرير، وكان أحد أعضاء هذه اللجنة يهيئ نفسه لرئاسة التحرير لاقتراب موعد تقاعده من عمله الرسمي، وحفاظاً على حسن العلاقة بالجميع انسحبت في هدوء، ومع ذلك خاب أمل صاحبنا في الحصول على هذا المنصب، وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، لأن تركي رئاسة التحرير قد أتاح لي التفرغ للكتابة ونشر مؤلفاتي التي لم أستطع نشرها خلال تواجدي في رئاسة التحرير، إلى جانب إعداد بعض البرامج الإذاعية والالتزام بالنشر المنتظم في صحف داخلية وخارجية، وبعد تكريمي من قبل جامعة الدول العربية في مهرجان الرواد العرب عام 0002م لم أعد بحاجة لتزكية من أحد.
ما عوامل نجاح رئيس التحرير في عمله؟
- إلى جانب ثقافته العامة لا بد أن يكون قريباً من جميع العاملين معه، وأن يملك حاسة صحفية عالية تمكنه من نشر المادة المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب، على أن تتوفر له إمكانيات مادية تساعده على تحقيق طموحاته وطموحات العاملين معه، وتشجيع مبادراتهم الصحفية التي تحقق للمطبوعة سبقاً تنفرد به دون سواها، وأن يعتبر نفسه جزءاً من العملية التحريرية دون أدنى شعور بالفوقية، فالعمل الصحفي من أكثر الأعمال حاجة إلى روح الفريق الواحد الذي يحقق بتكاتف أفراده، إنجازات تحسب له ولا تحسب عليه، ولا ننسى الشجاعة الأدبية حتى لا يترك لأحد فرصة الضغط عليه.
ماذا يمكن أن تقول عن أبرز ملامح تجربتك في مؤسسة العهد القطرية التي تجاوزت سبع سنوات؟
- هي تجربة ثرية دون شك، ولعل أبرز ما حققته من هذه التجربة هي العلاقات التي ربطتني بالعديد من أبناء قطر، والمكسب الأهم من كل مكسب هو أن زوجتي قطرية، وهي الدكتورة كلثم جبر إحدى أبرز الشخصيات الثقافية النسائية في قطر.
السيرة الذاتية لا تكتب إلا بعد مسيرة معرفية حافلة.. لماذا لم تكتب سيرتك الذاتية حتى الآن على الرغم من مشوارك الطويل؟
- لن أكون محايداً لو كتبت سيرتي الذاتية، وربما تسنى لغيري أمر كتابتها، وهي موزعة في أكثر من مطبوعة، وفي أكثر من تسجيل لدى من شرفوني بالتكريم مثل أثنينية عبدالمقصود خوجة ومكتبة الملك فهد الوطنية ونادي أبها الأدبي، والإذاعة والتليفزيون وبعض المجالس الثقافية في الأحساء.
في المشهد الثقافي المحلي أين الرواية السعودية المتميزة مما نشهده من عطاءات حتى الآن؟
- الرواية السعودية (الفلتة) موجودة ومن فرسانها د.تركي الحمد، ود.غازي القصيبي، وإبراهيم الناصر، وعبده خال، وعلي الدميني وغيرهم، وعطاءاتنا في الرواية ليست كلها متواضعة، بل منها ما يتفوق على المنتج الروائي في بلدان عربية كثيرة، بقي أن يقوم النقد بواجبه في التعريف بالرواية في أدبنا.
انصراف شرائح عديدة من المجتمع عن الأدب والثقافة.. هل تكمن المشكلة: في الأدب والثقافة أو في المجتمع ذاته؟
- إن طغيان الأنماط السلوكية الاستهلاكية قد شغل الكثيرين عن الاهتمام بالأدب والثقافة، بعد أن وضعهم تحت ضغط الأعباء الاقتصادية الناتجة عن ذلك، هذا وجه للمشكلة ، أما الوجه الآخر، فيتمثل في ضعف المنتج الأدبي والثقافي الذي لم يواكب وعي المتلقي واتساع أفق ثقافته، والدليل أن أي مؤلف له قيمة أدبية أو ثقافية يحظى بالإقبال الشديد من القراء، حتى وإن كان صدوره خارج الوطن العربي.
بطبيعة الحال لا يمكن المقارنة بين مستوى القراءة في السابق والحاضر بعد أن تعددت وسائل التوصيل المعرفي، ومع ذلك فلا زالت شرائح عديدة من المجتمع تقبل على الكتاب الأدبي أو الثقافي المتميز. وكما يقال: (أعطني كتاباً متميزاً أعطك قارئاً جاداً).
كيف يمكن أن تتحول الثقافة المحلية بعطاءاتها إلى ثقافة إنسانية عالمية؟
- أعتقد أن المحافظة على المحلية هي أقرب الطرق إلى العالمية.. فالقارئ الأجنبي يريد أن يتعرف على واقعنا، أن يسمع إيقاع الحياة فيه، ويشم رائحته، ويبصر زواياه المعتمة، ويتعرف على خفاياه وأسراره من خلال الأعمال الإبداعية القادرة على قول ما لا يقال.
بالرغم من المجموعات القصصية التي أصدرتها، والقصائد التي نشرت لك في الصحف. إلا أن (خليل الفزيع) الصحفي كاتب المقالة رسخ في أذهان الكثيرين أكثر من كاتب القصة وأكثر من الشاعر، ما الأسباب في رأيك؟
- هناك سبب واحد ومعروف وهو أن المقالة تتلمس بشكل مباشر مشاكل الناس وهمومهم.. تتناول قضاياهم واهتماماتهم، إنها مكاشفة صريحة وواضحة بين الكاتب والقارئ. أما العمل الإبداعي - كالقصة والشعر - فهو لا يحتمل هذه المباشرة أو المكاشفة، الشاعر مسكون بهمومه الخاصة، والقاص مسكون بهموم الإنسان أينما كان، أما كاتب المقالة، فهو مسكون بهموم مجتمعه وما يدور حوله من أحداث آنية لها تأثيرها على حاضره ومستقبله، فهو لا يستطيع أن يغمض عينيه في وقت يضطرب فيه مجتمعه والعالم بأحداث صاخبة يصعب تجاهلها، والاستجابة فورية لكل ذلك من قبل كاتب المقالة الصحفية، بينما قد تتأخر الاستجابة لها من قبل المبدع لعدة سنوات قد تصل إلى قرون، وفي سياق السبب نفسه تأتي قضية الاستمرارية في التواصل مع القارئ، وهذه الاستمرارية لا تتحقق من خلال العمل الإبداعي، والكاتب الصحفي لديه القدرة على الإنجاز السريع، وهذا غير متاح للمبدع. القصة هي الواحة التي ألتقط أنفاسي في ظلالها بعد عناء الكتابة الصحفية، ولا زلت أكتب القصة وإن أقللت من نشرها، أما الشعر فهو بالنسبة لي هواية، ولقب شاعر شرف لا أدعيه، ولم أقل يوماً إنني شاعر، ولكن لا حيلة لي لمنع الآخرين عن إضفاء هذا اللقب علي، وهذا حسن ظن أرجو أن أرتقي إليه.
"أيام في بلاد العم سام" و"أيام أندلسية" و"أيام مغربية" كتب أصدرتها ضمن ما يسمى بأدب الرحلات، فهل تعتقد أن إعادة صياغة الأحداث وكتبة "سوالف" التنقلات الشخصية تستحق أن تصدر في مؤلفات؟
- أدب الرحلات ليس "سوالف" التنقلات الشخصية، بل هو رصد واع للحياة في المجتمعات التي تتم الكتابة عنها، بما في تلك المجتمعات من عادات وتقاليد وفنون وآداب، فهي ليست سجلاً حرفياً للأحداث اليومية العادية فقط، ولكنك من خلال هذه الأحداث اليومية تدخل إلى عوالم مجهولة بالنسبة للقارئ، وتقدمها له بأسلوب أدبي لا بأسلوب تسجيلي، ومن خلال اللقاءات مع بعض الشخصيات، والمشاهدات لبعض المعالم والبحث عن المعلومات الصحيحة من مصادرها.. يمكن التعرف على حضارة تلك البلاد، بما في ذلك من آداب وفنون وتراث.
تبرز بعض الظواهر الشاذة فكراً وسلوكاً والتي تتمثل في اعتناق بعض الأفكار والآراء الهدامة، وفي الممارسات الغريبة على المجتمع بعاداته وتقاليده وأصالته، فهل تعتقد أن وجود القدوة والرقابة المتفهمة، كفيلة بالحد من الآثار السلبية للظواهر الشاذة في المجتمع؟
- القدوة والرقابة المتفهمة وسيلتان للتعامل مع هذه الحالة ولن يتم ذلك إلا بالتوعية التي تحصن الناشئة وتحميهم من الوقوع في الشبهات، فالظواهر الشاذة فكراً وسلوكاً أصبحت تحيط بكل مجتمعات العالم إحاطة السوار بالمعصم، ولا سبيل لمواجهة هذا الخطر الداهم سوى بوجود قناعة راسخة بأضرار هذا الخطر، وهذه القناعة تتنامى بالتحصين، الذي لا يقتصر على الكلام المكرر المعاد بل يعتمد على السلوك السوي واليقظة أو كما يشير السؤال القدوة والرقابة المتفهمة، ولا بد من التوعية على أسس علمية وهذه التوعية ليست مسؤولية الآباء والأمهات فقط، فما تبنيه الأسرة قد يهدمه المجتمع، لكنها مسؤولية المجتمع بمؤسساته التربوية والدينية والإعلامية.
عندما يكون الفرد مغلفاً بالخصوصية والعزلة والفوقية، ويقتات على الأوهام والخرافات والكرامات، هل تعتقد أنه أصبح مهيئاً لحمل خلايا الإرهاب والتدمير لكل ما هو رائع وجميل في الحياة؟
- لماذا يكون الفرد أسير العزلة والأوهام والخرافات؟ هناك عوامل اقتصادية في الدرجة الأولى تؤدي إلى ذلك، فهي التي تفرز هذه السلبيات، فالبطالة سبب تترتب عليه نتائج سلبية منها الضغوط النفسية والاجتماعية التي توحي للفرد أنه لن يخسر شيئاً، لأنه لا يملك هذا الشيء أساساً، فالمجتمعات التي يتمتع مواطنوها بمكاسب اقتصادية تكفل لهم الحياة الحرة الكريمة، كثيراً ما تنعم بالاستقرار الأمني.. أولاً بسبب الرغبة في الحفاظ على هذه المكاسب، وثانياً لانتفاء السبب أو الأسباب التي يبرر بها الإرهابيون أعمالهم بما يسمونه الرغبة في الإصلاح، وغيره من الشعارات المضللة التي لا تريد خيراً للوطن والأمة.
فالفقر والبطالة يفرزان فئات يسهل السيطرة عليها وتضليلها وتوجيهها في الاتجاه الخطأ، والذين يصنعون الإرهاب لا يريدون أن يكونوا وقوداً له، بل يستخدمون تلك الفئات أداة لتنفيذ مخططاتهم الجهنمية ضد كل ما هو جميل ورائع في الحياة.
ما موقع الحب في حياة خليل الفزيع؟
- الحب في حياتي له المكانة السامقة، وبغير الحب تصبح الحياة قاسية وكئيبة، وتصبح العلاقات مجدبة وبائسة، والإنسان السوي لا يستغني عن الحب، سواء بمعناه الواسع الشامل، أو بمعناه الخاص والحميمي الذي يربط بين اثنين لا يرى أحدهما معنى للحياة دون الآخر. نعم لقد عشت تجربة عاطفية حميمة، سارت بها الأيام في الاتجاه الصحيح.
هذا الحب لا يمكن الاستغناء عنه أبداً.
ما أبرز محطات حياتك؟
- في حياتي محطات كثيرة عملية وثقافية وعاطفية يصعب حصرها، لأنها في معظمها تتساوى من حيث الأهمية في الإطار الذي تنتسب إليه.
ما الموعد الذي تخلفه كل مرة متعمداً؟
احترامي للمواعيد يمنعني من ذلك.
ما سرك الذي تعلنه لأول مرة؟
- وكيف يكون سراً إذا أعلنته؟
هل الإبداع يتولد كلما كان حجم الألم كبيراً؟
- لا يمكن أن نلغي الخيال في العملية الإبداعية، والخيال لا علاقة له بالألم، ومع ذلك فإن المعاناة والتجربة الذاتية من عوامل نجاح العمل الإبداعي، وما أكثر الأحداث المؤلمة التي أنتجت فنوناً إبداعية رائعة، وقد أفرزت بعض المجتمعات الفقيرة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية مبدعين يشار إليهم بالبنان.
ما رؤيتك للحياة بشكل عام؟
- إنني متفائل، وأجد أن الحياة أقصر من أن نقضيها في المشاحنات والعداوات الشخصية، فهي أحق بالعمل الجاد المثمر الذي يضيف للبناء الوطني ما يثريه.
ما الهدف الذي فشلت في تحقيقه؟
- حياتي مليئة بالانتصارات والهزائم لكن انتصاراتي أكثر من هزائمي.
ما أجمل هدية قدمت لك؟
- بشرى قدوم أول أبنائي.
ما مشاريعك المستقبلية؟
- لم تعد كثيرة بعد أن حققت معظمها وأسأل الله أن يعينني على تحقيق ما بقي منها.
متى بكيت آخر مرة؟
ـ لا أذكر، ولكن قد يكون في بعض ضحكي البكاء.
صفة لا تعجبك في جيل اليوم؟
- الانغماس في السلوكيات الاستهلاكية.
ما المدينة التي ترتاح لها؟
- هناك أكثر من مدينة.. من الخليج الدوحة، ومن العالم العربي طنجة، ومن العالم ماربيا وبرايتون.
أين تقضي وقت فراغك؟
- مع والدي، وأفراد أسرتي.
كيف ترى أولادك، ومن الذي تحرص عليه أكثر؟
- أولادي ولله الحمد قد شقوا طريقهم إلى الحياة بعد أن تسلحوا بالتعليم العالي، وحرصي عليهم كما قال ذلك الحكيم: صغيرهم حتى يكبر وغائبهم حتى يعود ومريضهم حتى يشفى حماهم الله من كل شر، وقد علمتهم الكثير، لكنني لا أتردد الآن في التعلم منهم.
(مجلة اليمامة العدد "1860" في 11/6/2005)

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:21 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir