يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الموروث وشعر المنطقة الجنوبية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-01-2008, 12:47 AM   رقم المشاركة : 1
الحظ والنصيب


 

الحظ أو النصيب أو "البخت".. ويقال إنه القدر ويطلق على الخير والشر قال تبارك وتعالى "وما يلقاها إلا الذين صبروا و ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " (فصلت ،35)
والحظ : النصيب من الشيء مطلقا ، وقيل خاص بالنصيب من خير ، والمراد هنا : نصيب الخير بالقرينة أو بدلالة الوضع ، أي ما يحصل دفع السيئة بالحسنة إلا لصاحب نصيب عظيم من الفضائل ، أي من الخلق الحسن والاهتداء والتقوى. قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير هذه الآية : أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب والحلم عند الجهل والعفو عند الإساءة فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم.

وقد وردت كلمة الحظ في القرآن الكريم في مواضع متعددة ومنها :
قول الله جل وعلى: " ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم ".( ال عمران ، 176).
وقوله تبارك وتعالى : "يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ "( النساء ، 11).
وقال تعالى : "فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ " (المائدة ، 13)
وقال سبحانه: " وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ )"( المائدة ،14).
وقال تبارك اسمه: "فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ " (القصص،79).

لقد تداولنا كلمة الحظ أو البخت أوالنصيب على ألسنتنا وبشكل كبير فكنا نعبر بها عن خيبة الأمل وعكسها وكنا نلصقها بالفشل وبالنجاح إلي آخر ذلك من الاستخدامات .

وتداول الناس أيضا الحظ في أمثالهم الشعبية، فقال أهل الحجار :

إديني حظ وارميني في البحر.
وقالوا : إذا قام حظك باعلك وشرالك وإذا قعد حظك يا عزي لحالي وحالك

وقالوا إخواننا المصريين وأنا من المعجبين بأمثالهم الكثيرة والمعبرة:
قليل البخت يطلع له عظم في الكرشة
وقالوا أيضا : قليل البخت يعضه الكلب فى المولد
وقالوا: الحظ لما يواتي يخلى الأعمى ساعاتي ، والمكسح عجلاتي
وقالوا : أدى البخوت لمكركتين الروس وذوات شعر خيلي بختهم موكوس


وقد كان للحظ مع الشعر والشعراء وقفات بارزة فابن الرومي شاعر كبير من العصر العباسي، قال عنه طه حسين" نحن نعلم أنه كان سيء الحظ في حياته، ولم يكن محبباً إلى الناس، وإنما كان مبغضاً إليهم، وكان مُحسداً أيضاً، ولم يكن أمره مقصوراً على سوء حظه، بل ربما كان سوء طبيعته، فقد كان حاد المزاج، مضطربة، معتل الطبع، ضعيف الأعصاب، حاد الحس جداً، يكاد يبلغ من ذلك الإسراف" .
ابن الرومي هذا له مواقف متعددة مع الحظ منها قوله:


إن للحـــــــــظ كيمياء إذا ما مس كلبا أحاله إنسانا
يفعل الله ما يشاء كما شاء شـــــــــاء كائناً ما كانا



وتصف فدوى طوقان حظها فتقول :


إن حظي كدقيق
فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة
يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم
قال قوم :اتركوه
إن من أشقاه ربى
كيف أنتم تسعدوه



وفي الأدب الشعبي الجنوبي يلتقي الشاعر الزهراني احمد بن جبران مع حظه وجها لوجه ويدور بينهما الحوار التالي :


قال احمد ام جبران سارح يوم الاثنين
واصادف قحم على عين
وقلت ياذا القحم واسمك واسم دارك
ما نظر طرفي عوارك
وقال أنا بختك وقلت الله يحدك
صادق بالله مجدك
ولن مابيدي عطيف ولا هراوه
ولاشي جنبيه نقاوه
والبندقه ماهي بعندي واتمثناه
وان رميت بحيد بخطاه
واقفا وانا ودي بقتله مالعجاري



تقول الدكتورة عزيزة المانع في مقال لها بزاوية أفياء بجريدة عكاظ تحت عنوان الحظ "أحاديث الناس لا تخلو غالباً من الإشارة إلى الحظ، فالحظ عندهم يكاد يكون هو المسؤول عن ارتقاء من يرتقي وانخفاض من ينخفض، فلا إمكانات ولا قدرات ولا مواهب ولا عمل، ولا جدية ولا جلد، لا شيء، لا شيء سوى الحظ.
كذلك فإن الحظ يكاد يكون (الشماعة) التي يلقي عليها الخائبون أسباب خيباتهم، فكلما أفلتت من أيديهم فرصة أو ضاع عليهم مكسب، بادروا إلى تعزية أنفسهم بنسبة ذلك إلى حظهم (السيئ)، وأنه لولا الحظ السيئ لما وقع لهم ما وقع. ومن المسلم به أن (شماعة) الحظ هذه تريح أصحابها وتخفف عنهم الشعور بالذنب للتقصير أو عدم الاجتهاد في الطلب والعكوف على العمل، فالتذرع بالحظ وسيلة مريحة للذين يأبون أن يعترفوا بالتقاعس، أو يقروا لغيرهم بالتميز.
وفي الواقع، طالما في الأرض تمايز بين الناس، فذاك يكفي لأن يكون هناك (حظ)، إلا أن الحظ لا يكون إلا عندما يكون التمايز بين الناس تمايزاً مادياً بحتاً، فالناس يرون الحظ يتدخل ليجلب (لحلفائه) المال أو المنصب أو الزوج المميز أو الزوجة الجميلة أو غير ذلك من المزايا الحسية، أما ما كان غير حسي فنادراً ما يتدخل الحظ لجلبه، فمن النادر أن يتدخل الحظ ليجلب الحكمة أو العلم أو الموهبة إلى أحد، فالحظ لا يشمر عن ساعده إلا لكي يحمل المنصب الرفيع إلى من يحب، ويكدس المال الكثير في طريق من يختار. لذلك من النادر أن نجد الناس يقولون عن الطبيب البارع أو المهندس الناجح أو الشاعر المبدع أو العالم أو المخترع أو من شابههم، أن الحظ خدمهم فجلب لهم التميز فيما يبرعون فيه، لكنهم يقولون ذلك لو أن أحداً منهم اعتلى منصباً أو حصل على ثروة أو قدمت له جائزة وما شابه ذلك.
ما الذي يجعل الناس ينسبون إلى الحظ المكاسب المادية ولا ينسبون إليه المكاسب المعنوية؟ أهو إقرار منهم أن المكاسب المعنوية لا تتحقق لأصحابها إلا متى كانوا جديرين بها فعلاً، أم لأن المزايا المعنوية لا تستثير حسد أحد ولا غبطته، ومن ثم هي لا يؤبه لها فلا تنسب إلى الحظ، ولا يستحق صاحبها أن يوصف بأنه (محظوظ)".عزيزة المانع عكاظ ، أفياء ، الحظ 7 /3/1428 هـ.


وفي مقال للكاتبة نوف السبيعي بعنوان الحظ .. شماعة من لا شماعة له! تقول "الحظ ويعني النصيب وفي رواية أخرى "البخت".. ويقال إنه القدر ويطلق على الخير والشر.. وهو لعبة أهل الأبراج ووسيلتهم المفضلة للرزق.. كلامهم الذي يبدأ ب حظك اليوم ويعدك بأن يخبرك عن حظك غداً.. قنوات تبث من أجل اللعب على الذقون واستدرار الأموال.. فيصبح حظ غيرك يعتمد على تفاؤلك بما تسمعه عن حظك! تطل عليك "غنوجه" لبنانية وتبشرك "مواليد برج العزراء كتييير حزهم اليوم حلو ".. ومواليد برج العذراء يرسلون لها السلام ويبشرونها بأنهم مازالوا كما هم لم يتغير شيء!

يقال إن الشعب البريطاني هم الأكثر إيماناً بهذه الأمور يليهم الإيطاليون واليونانيون والأسبان.. كما أن الكثير وخاصة في العالم الغربي يؤمنون أن الرقم 7هو رقم حظ.. وفي هذا يقول الكاتب والمؤلف المختص بتاريخ الأديان "فريدريك لينوار": الاعتقاد بأن الرقم 7يجلب الحظ يعود إلى مئات السنين قبل ولادة المسيح وأصله ينبع من علم الفلك، فالكواكب السبعة المعروفة ترمز إلى كمال النظام الكوني، وهذا مانجده في المعتقدات القديمة في الصين وحضارة بلاد ما بين النهرين التي سبقت الديانات الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام.. وخلال القرون الوسطى في الغرب ظهرت عبر المهووسين بالرقم 7الفضائل السبع والخطايا السبع والأسرار السبعة!

فلسفة الحظ التي أصبحت شاغل الناس تتحدث عن أمور غريبة لا تحمل أي منطق حتى أن مجرد سماعها يشبه سماع نكتة مثلاً: رؤية قطه سوداء أو البوم نذير شؤم!.. إذا مررت تحت سلم أو سقالة (ستنيل) حظك!.. رؤية العريس لعروسه قبل يوم الزفاف تجلب سوء الحظ لكليهما!.. بعض أنواع العقيق خاصة التي بلون السماء تعليقها يستدعي الحظ الحلو و يشفي من أمراض مستعصية!

وقد ورد في وسائل الإعلام أن مطعماً صينياً دفع 75ألف دولار لشراء "سمكة نمر عملاقة ذهبية اللون" يؤمن الصينيون بأنها ترمز للثروة وتجلب الحظ الطيب لكنهم لم يذكروا كم صارت إيرادات المطعم بعد شراء سمكة الحظ!

مقال للأستاذ فهد الأحمدي ذكر فيه أن عالم نفس أمريكياً يدعى "ريتشارد وايزمان" توصل من خلال دراساته التي تهدف ل (رفع نسبة الحظ السعيد) إلى نتيجة تقول: "إن الحظ حالة نفسية واجتماعية يمكن تعلمها من خلال أربع صفات تميز بها المحظوظون (عينة الدراسة) وهي: مهارتهم في خلق الفرص ذاتها، تبنيهم تفكيراً ايجابيا حيال الفوز والهزيمة، امتلاكهم دافعاً قوياً ورؤية مختلفة، التعلم من محاولاتهم الفاشلة لتأسيس إنجازات ناجحة.

أحد الحكماء ترك أثراً كتب فيه: "أنا أكثر الناس حظاً فقد أعطاني الله صحة ونوماً قريراً وهل أكثر من ذلك حظ ؟!".. والمنطق يقول: بما أن هناك اختلافاً بين البشر فمن الطبيعي أن يصل الاختلاف لحظوظهم "ويوم لك ويوم عليك".. والمؤمن أمره كله له خير إن إصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر.

وإن كنت مازلت تؤمن بأنك "متعوس وخايب الرجا" وأن الطابور الذي تقف فيه لا يتحرك بينما المجاور يسير بسلاسة وأن الأشياء التي تريدها لا تجدها وعندما تكف عن البحث تجدها أمام عينك وأنك عندما قررت للمرة الأولى والوحيدة أن تدخل سوق الأسهم بتحويشة عمرك (اتطربقت فوق دماغك ودماغ المساهمين)!. لا تيأس وتلجأ للتعميم أو تندب اليوم الأسود الذي جئت فيه لهذه الدنيا.. فقط تذكر أن الحكمة تقول: " ( بالدعاء) تستطيع تغيير حظك!"." ( جريدة الرياض الأثنين 29 ذي الحجة 1428هـ( حسب الرؤية )- 7 يناير 2008م - العدد 14441)

ولقد تداول الناس العديد من الحكم التي تدور حول الحظ والنصيب ومنها :
"*الحظ شيء غريب,ولكن ما هو مؤكد انه سيتغير في يوم من الأيام.
*عندما يدخل الحظ دارك دعه يجلس.
*على قدر اجتهادك في عملك يزداد حظك.
*غالبا ما يصعب تمييز الضربات القاسية من ضربات الحظ.
*الحظ يختار الحمقى,ويكون إلى جانبهم.
*إيماني بالحظ كبير.وكلما كان عملي شاقا,كان حظي اكبر.
*دائما يكون الحظ من نصيب من لا يحسب حسابه.
*الحظ كالمرأة: كلما زادتني خدمة زدتها مطالب.
*الحظوظ الكبيرة: هائلة مريعة, وقليل من الناس يستطيعون حملها.
*في الرخاء يظهر الحظ, وفي الضنك تظهر العظمة.
*الحظ السعيد لا يأتي دائما متأخرا.
*ما من إنسان أتعس حظا ممن يمشي في جنازة مجده وهو حي.
*الزوجة التي رضيت بحظها لم توجد.
*بقدر حظك من الدنيا تقسو عليك القلوب. وبقدر علوك تنظر إليك العيون شزرا.
*الحظ يأتي من لا يأتيه.
*جنبا إلى جنب يسير الحظ والجرأة.
*الحظ والشجاعة يندمجان في قالب واحد.
*إذا أتاك الحظ فتمسك,تمسك به جيدا.
*يكون الحظ إلى جانب المجانين,والفرصة النادرة تكون للبشعين.
*العمل: أولا..والأمل: بعد ذلك..
*العمل: لعب الكبار.. واللعب: عمل الصغار.."(محمد نجيب،منتديات بوابة ماجدة).


ونختم بما كان يستهل به العراضه معراضهم طلبا للحظ واستشرافا للنصر

يالله على الرايه تقوم حظنا
وهب لنا يالله دراج(ن) عاليه

 

 
























التوقيع

قال تعالى :
"ومن احسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين"

فصلت (33)


   

رد مع اقتباس
قديم 07-01-2008, 01:12 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
بنت الوادي is on a distinguished road


 

«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»


يشرفني كتابة اول مشاركه في موضوع الحظ والنصيب للكاتب المتألق سعيد الفقعسي
موضيع قمة في الرقي
تسلم يالكاتب الرائع والراقي


«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 07-01-2008, 12:28 PM   رقم المشاركة : 3
7d6581ed2d


 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد الفقعسي مشاهدة المشاركة
الحظ أو النصيب أو "البخت".. ويقال إنه القدر ويطلق على الخير والشر
قال تبارك وتعالى "وما يلقاها إلا الذين صبروا و ما يلقاها إلا ذو حظ عظيم " (فصلت ،35)
والحظ : النصيب من الشيء مطلقا ، وقيل خاص بالنصيب من خير ، والمراد هنا : نصيب الخير بالقرينة أو بدلالة الوضع ، أي ما يحصل دفع السيئة بالحسنة إلا لصاحب نصيب عظيم من الفضائل ، أي من الخلق الحسن والاهتداء والتقوى. قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير هذه الآية : أمر الله المؤمنين بالصبر عند الغضب والحلم عند الجهل والعفو عند الإساءة فإذا فعلوا ذلك عصمهم الله من الشيطان وخضع لهم عدوهم كأنه ولي حميم.

وقد وردت كلمة الحظ في القرآن الكريم في مواضع متعددة ومنها :
قول الله جل وعلى: "ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم".( ال عمران ، 176).
وقوله تبارك وتعالى : "يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ "( النساء ، 11).
وقال تعالى : "فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىَ خَآئِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمُ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ" (المائدة ، 13)
وقال سبحانه: " وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللّهُ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ )"( المائدة ،14).
وقال تبارك اسمه: "فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ " (القصص،79).

لقد تداولنا كلمة الحظ أو البخت أوالنصيب على ألسنتنا وبشكل كبير فكنا نعبر بها عن خيبة الأمل وعكسها وكنا نلصقها بالفشل وبالنجاح إلي آخر ذلك من الاستخدامات .

وتداول الناس أيضا الحظ في أمثالهم الشعبية، فقال أهل الحجار :

إديني حظ وارميني في البحر
وقالوا :إذا قام حظك باعلك وشرالك وإذا قعد حظك يا عزي لحالي وحالك

وقالوا إخواننا المصريين وأنا من المعجبين بأمثالهم الكثيرة والمعبرة:
قليل البخت يطلع له عظم في الكرشة
وقالوا أيضا : قليل البخت يعضه الكلب فى المولد
وقالوا: الحظ لما يواتي يخلى الأعمى ساعاتي ، والمكسح عجلاتي
وقالوا : أدى البخوت لمكركتين الروس وذوات شعر خيلي بختهم موكوس


وقد كان للحظ مع الشعر والشعراء وقفات بارزة فابن الرومي شاعر كبير من العصر العباسي، قال عنه طه حسين" نحن نعلم أنه كان سيء الحظ في حياته، ولم يكن محبباً إلى الناس، وإنما كان مبغضاً إليهم، وكان مُحسداً أيضاً، ولم يكن أمره مقصوراً على سوء حظه، بل ربما كان سوء طبيعته، فقد كان حاد المزاج، مضطربة، معتل الطبع، ضعيف الأعصاب، حاد الحس جداً، يكاد يبلغ من ذلك الإسراف" .
ابن الرومي هذا له مواقف متعددة مع الحظ منها قوله:


إن للحـــــــــظ كيمياء إذا ما __________ مس كلبا أحاله إنسانا
يفعل الله ما يشاء كما شاء __________ شـــــــــاء كائناً ما كانا


وتصف فدوى طوقان حظها فتقول :


إن حظي كدقيق
فوق شوك نثروه
ثم قالوا لحفاة
يوم ريح اجمعوه
صعب الأمر عليهم
قال قوم :اتركوه
إن من أشقاه ربى
كيف أنتم تسعدوه


وفي الأدب الشعبي الجنوبي يلتقي الشاعر الزهراني احمد بن جبران مع حظه وجها لوجه ويدور بينهما الحوار التالي :


قال احمد ام جبران سارح يوم الاثنين
واصادف قحم على عين
وقلت ياذا القحم واسمك واسم دارك
ما نظر طرفي عوارك
وقال أنا بختك وقلت الله يحدك
صادق بالله مجدك
ولن مابيدي عطيف ولا هراوه
ولاشي جنبيه نقاوه
والبندقه ماهي بعندي واتمثناه
وان رميت بحيد بخطاه
واقفا وانا ودي بقتله مالعجاري


تقول الدكتورة عزيزة المانع في مقال لها بزاوية أفياء بجريدة عكاظ تحت عنوان الحظ "أحاديث الناس لا تخلو غالباً من الإشارة إلى الحظ، فالحظ عندهم يكاد يكون هو المسؤول عن ارتقاء من يرتقي وانخفاض من ينخفض، فلا إمكانات ولا قدرات ولا مواهب ولا عمل، ولا جدية ولا جلد، لا شيء، لا شيء سوى الحظ.
كذلك فإن الحظ يكاد يكون (الشماعة) التي يلقي عليها الخائبون أسباب خيباتهم، فكلما أفلتت من أيديهم فرصة أو ضاع عليهم مكسب، بادروا إلى تعزية أنفسهم بنسبة ذلك إلى حظهم (السيئ)، وأنه لولا الحظ السيئ لما وقع لهم ما وقع. ومن المسلم به أن (شماعة) الحظ هذه تريح أصحابها وتخفف عنهم الشعور بالذنب للتقصير أو عدم الاجتهاد في الطلب والعكوف على العمل، فالتذرع بالحظ وسيلة مريحة للذين يأبون أن يعترفوا بالتقاعس، أو يقروا لغيرهم بالتميز.
وفي الواقع، طالما في الأرض تمايز بين الناس، فذاك يكفي لأن يكون هناك (حظ)، إلا أن الحظ لا يكون إلا عندما يكون التمايز بين الناس تمايزاً مادياً بحتاً، فالناس يرون الحظ يتدخل ليجلب (لحلفائه) المال أو المنصب أو الزوج المميز أو الزوجة الجميلة أو غير ذلك من المزايا الحسية، أما ما كان غير حسي فنادراً ما يتدخل الحظ لجلبه، فمن النادر أن يتدخل الحظ ليجلب الحكمة أو العلم أو الموهبة إلى أحد، فالحظ لا يشمر عن ساعده إلا لكي يحمل المنصب الرفيع إلى من يحب، ويكدس المال الكثير في طريق من يختار. لذلك من النادر أن نجد الناس يقولون عن الطبيب البارع أو المهندس الناجح أو الشاعر المبدع أو العالم أو المخترع أو من شابههم، أن الحظ خدمهم فجلب لهم التميز فيما يبرعون فيه، لكنهم يقولون ذلك لو أن أحداً منهم اعتلى منصباً أو حصل على ثروة أو قدمت له جائزة وما شابه ذلك.
ما الذي يجعل الناس ينسبون إلى الحظ المكاسب المادية ولا ينسبون إليه المكاسب المعنوية؟ أهو إقرار منهم أن المكاسب المعنوية لا تتحقق لأصحابها إلا متى كانوا جديرين بها فعلاً، أم لأن المزايا المعنوية لا تستثير حسد أحد ولا غبطته، ومن ثم هي لا يؤبه لها فلا تنسب إلى الحظ، ولا يستحق صاحبها أن يوصف بأنه (محظوظ)".عزيزة المانع عكاظ ، أفياء ، الحظ 7 /3/1428 هـ.


وفي مقال للكاتبة نوف السبيعي بعنوان الحظ .. شماعة من لا شماعة له! تقول "الحظ ويعني النصيب وفي رواية أخرى "البخت".. ويقال إنه القدر ويطلق على الخير والشر.. وهو لعبة أهل الأبراج ووسيلتهم المفضلة للرزق.. كلامهم الذي يبدأ ب حظك اليوم ويعدك بأن يخبرك عن حظك غداً.. قنوات تبث من أجل اللعب على الذقون واستدرار الأموال.. فيصبح حظ غيرك يعتمد على تفاؤلك بما تسمعه عن حظك! تطل عليك "غنوجه" لبنانية وتبشرك "مواليد برج العزراء كتييير حزهم اليوم حلو ".. ومواليد برج العذراء يرسلون لها السلام ويبشرونها بأنهم مازالوا كما هم لم يتغير شيء!

يقال إن الشعب البريطاني هم الأكثر إيماناً بهذه الأمور يليهم الإيطاليون واليونانيون والأسبان.. كما أن الكثير وخاصة في العالم الغربي يؤمنون أن الرقم 7هو رقم حظ.. وفي هذا يقول الكاتب والمؤلف المختص بتاريخ الأديان "فريدريك لينوار": الاعتقاد بأن الرقم 7يجلب الحظ يعود إلى مئات السنين قبل ولادة المسيح وأصله ينبع من علم الفلك، فالكواكب السبعة المعروفة ترمز إلى كمال النظام الكوني، وهذا مانجده في المعتقدات القديمة في الصين وحضارة بلاد ما بين النهرين التي سبقت الديانات الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام.. وخلال القرون الوسطى في الغرب ظهرت عبر المهووسين بالرقم 7الفضائل السبع والخطايا السبع والأسرار السبعة!

فلسفة الحظ التي أصبحت شاغل الناس تتحدث عن أمور غريبة لا تحمل أي منطق حتى أن مجرد سماعها يشبه سماع نكتة مثلاً: رؤية قطه سوداء أو البوم نذير شؤم!.. إذا مررت تحت سلم أو سقالة (ستنيل) حظك!.. رؤية العريس لعروسه قبل يوم الزفاف تجلب سوء الحظ لكليهما!.. بعض أنواع العقيق خاصة التي بلون السماء تعليقها يستدعي الحظ الحلو و يشفي من أمراض مستعصية!

وقد ورد في وسائل الإعلام أن مطعماً صينياً دفع 75ألف دولار لشراء "سمكة نمر عملاقة ذهبية اللون" يؤمن الصينيون بأنها ترمز للثروة وتجلب الحظ الطيب لكنهم لم يذكروا كم صارت إيرادات المطعم بعد شراء سمكة الحظ!

مقال للأستاذ فهد الأحمدي ذكر فيه أن عالم نفس أمريكياً يدعى "ريتشارد وايزمان" توصل من خلال دراساته التي تهدف ل (رفع نسبة الحظ السعيد) إلى نتيجة تقول: "إن الحظ حالة نفسية واجتماعية يمكن تعلمها من خلال أربع صفات تميز بها المحظوظون (عينة الدراسة) وهي: مهارتهم في خلق الفرص ذاتها، تبنيهم تفكيراً ايجابيا حيال الفوز والهزيمة، امتلاكهم دافعاً قوياً ورؤية مختلفة، التعلم من محاولاتهم الفاشلة لتأسيس إنجازات ناجحة.

أحد الحكماء ترك أثراً كتب فيه: "أنا أكثر الناس حظاً فقد أعطاني الله صحة ونوماً قريراً وهل أكثر من ذلك حظ ؟!".. والمنطق يقول: بما أن هناك اختلافاً بين البشر فمن الطبيعي أن يصل الاختلاف لحظوظهم "ويوم لك ويوم عليك".. والمؤمن أمره كله له خير إن إصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء صبر.

وإن كنت مازلت تؤمن بأنك "متعوس وخايب الرجا" وأن الطابور الذي تقف فيه لا يتحرك بينما المجاور يسير بسلاسة وأن الأشياء التي تريدها لا تجدها وعندما تكف عن البحث تجدها أمام عينك وأنك عندما قررت للمرة الأولى والوحيدة أن تدخل سوق الأسهم بتحويشة عمرك (اتطربقت فوق دماغك ودماغ المساهمين)!. لا تيأس وتلجأ للتعميم أو تندب اليوم الأسود الذي جئت فيه لهذه الدنيا.. فقط تذكر أن الحكمة تقول: " ( بالدعاء) تستطيع تغيير حظك!"." ( جريدة الرياض الأثنين 29 ذي الحجة 1428هـ( حسب الرؤية )- 7 يناير 2008م - العدد 14441)

ولقد تداول الناس العديد من الحكم التي تدور حول الحظ والنصيب ومنها :
"*الحظ شيء غريب,ولكن ما هو مؤكد انه سيتغير في يوم من الأيام.
*عندما يدخل الحظ دارك دعه يجلس.
*على قدر اجتهادك في عملك يزداد حظك.
*غالبا ما يصعب تمييز الضربات القاسية من ضربات الحظ.
*الحظ يختار الحمقى,ويكون إلى جانبهم.
*إيماني بالحظ كبير.وكلما كان عملي شاقا,كان حظي اكبر.
*دائما يكون الحظ من نصيب من لا يحسب حسابه.
*الحظ كالمرأة: كلما زادتني خدمة زدتها مطالب.
*الحظوظ الكبيرة: هائلة مريعة, وقليل من الناس يستطيعون حملها.
*في الرخاء يظهر الحظ, وفي الضنك تظهر العظمة.
*الحظ السعيد لا يأتي دائما متأخرا.
*ما من إنسان أتعس حظا ممن يمشي في جنازة مجده وهو حي.
*الزوجة التي رضيت بحظها لم توجد.
*بقدر حظك من الدنيا تقسو عليك القلوب. وبقدر علوك تنظر إليك العيون شزرا.
*الحظ يأتي من لا يأتيه.
*جنبا إلى جنب يسير الحظ والجرأة.
*الحظ والشجاعة يندمجان في قالب واحد.
*إذا أتاك الحظ فتمسك,تمسك به جيدا.
*يكون الحظ إلى جانب المجانين,والفرصة النادرة تكون للبشعين.
*العمل: أولا..والأمل: بعد ذلك..
*العمل: لعب الكبار.. واللعب: عمل الصغار.."(محمد نجيب،منتديات بوابة ماجدة).

ونختم بما كان يستهل به العراضه معراضهم طلبا للحظ واستشرافا للنصر
يالله على الرايه تقوم حظنا=وهب لنا يالله دراجاً عاليه
الأخ الفاضل :ســــــــــــــــــــــعيد الفقعسي


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ســــــــــــلم بنانك ، وعلا شــــــــــــأنك
موضوع غاية في الروعة

أشكرك وأتمنى لك مزيداً من التألق والإبداع


وأهديك أطيب وأزكى عبير السلام والتقدير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 07-03-2008, 03:07 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
سعيد الفقعسي is on a distinguished road


 

الأخت الكريمة / بنت الوادي

شرفني مرورك المبهج على هذه المشاركة وما سطرته اناملك دليل على رقي فكرك ونبل خلقك
لك شكري وتقديري حفظك الله ورعاك.

 

 
























التوقيع

قال تعالى :
"ومن احسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين"

فصلت (33)


   

رد مع اقتباس
قديم 07-03-2008, 03:15 PM   رقم المشاركة : 5

 

استاذي الفاضل / سعيد راشد

لازلت نور هذا المنتدى وبركته وبهجته وهداه
أسأل الله القدير أن يمن عليك بالصحة والعافية
ودمت في حفظه تبارك وتعالى

 

 
























التوقيع

قال تعالى :
"ومن احسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين"

فصلت (33)


   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:52 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir