يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-08-2012, 12:53 AM   رقم المشاركة : 1
تخيلوا : هذا المعلم كان معلما معنا بمدرسة ابتدائية


 

تقديم
في البداية وصلني تحذير مبطن يحمل الوعيد والتهديد بأن الاستمرار في عدم المشاركة بمواضيع كسابق عهد مضى سوف يترتب عليه ( عزير ) هذا ما وصلني من الأخ - عب رحيم أس أس - ومعلوم لديكم ماذا يعني العزير بكل مقوماته وأسسه وأركانه .. لهذا لملمت أفكاري وعصرتها وخرجت لكم بهذا المقال المستعجل هروبا مما لا تحمد عقباه .. ريثما نجد ما يسركم إن شاء الله في ( السنين ) القادمة بمشيئة الله تعالى
توارد الخواطر
اليوم قرأت موضوع للأخ عبدالرزاق الفقية بشأن الحفيد عادل حفظه الله وقصته مع الاتحاد .. ثم شاركت بما تيسر لي من عبارات أشرت فيها إلى أنه لا شأن لي بالأندية فلست اتحاديا ولا أهلاويا .. منذ زمن بعيد والدليل أنه كان معنا بالمدرسة معلما لبنانيا .. سألني مازحا - وفي نفس الوقت يحش المصارية - حيث قال لي : أنت أهلاوي والا زملكاوي ؟؟؟ قلت : غامدي .. ولازلت عند قولي حتى هذه اللحظة .. لقد سرته اجابتي .. وقتها أنا خريج جديد من معهد المعلمين عمري ثمانية عشر عاما .. وكان دائما يكرر أمامي حركة يمد يده ويقبض كفه قائلا : غااامدي مبديا اعجابه بالغوامد



اليسير من سيرته
تذكرت هذا الزميل المعلم اللبناني الذي كان معنا بمدرسة السحن الابتدائية عام 1390 هجرية وهي قرية نائية في بني سعد .. بالمدرسة نصاب كامل من الحصص ( 28 حصة ) والمعلمين عددهم تسعة أنا وزميل لي سعوديان .. والبقية فلسطينيين وسوداني وهذا الزميل اللبناني .. كل منهم له مؤهلاته وخبراته وما يتميز به من ابداع .. إلا أن المعلم اللبناني فاق الجميع آنذاك بعدة خصال منها :
- متخرج من جامعة الأزهر الشريف بدرجة ليسانس أداب
- حافظ أجزاء كثيرة من القرآن الكريم
- شاعر وأديب يراسل المجلات الأدبية وينقد ويصحح ويبدى ملاحظات على ما ينشر
كان محافظا على الصلاة .. في وقت الأغلبية مع الأسف تتكاسل عنها
- عندما يغيب مدير المدرسة .. كل المعلمين يجدونها فرص لكي يتباطأون في دخول الحصص بالذات بعد الفسحة .. بينما هذا الزميل أول من يبادر باحترام العمل في الوقت المحدد
- أخلاق وأدب جم لا يجارى .. ويلقى احتراما من كل أطياف المجتمع آنذاك
وهو إلى جانب ذلك شخصية نظيف في ملبسه وهندامة .. كريما .. ولاننا جميعا ( عزوبية ) كان ماهرا في الطبخ .. وغير هذا الكثير من المناقب التي يطول بنا المقام عند سردها .. وانظروا أيضا كيف كانت الكفاءآت التعليمية وتنوع مشارب الثقافة بالمدارس
محاولات التواصل معه
انقطعت عني أخبارذلك الزميل تماما منذ عام 1390 هجرية ولم أحظ بالتواصل معه بالرغم من محاولاتي المتكررة فقد سمعت مرة أنه في حائل ومرة أخرى تزوج وذهب إلى أمريكا ومرة أخرى إلى لبنان .. تخيلوا أنسانا بهذه السيرة العطرة كان موجودا معنا يسهم في تربية وتعليم أبنائنا .. ثم قارنوا هذا بما هو حاصل في مدارسنا الآن
خلاصة الموضوع : استعنت بالله ثم بالعم قوقل بعد أن أسعفتني الذاكرة بكتابة اسمه ( أديب محمد عبده القادري ) واسم قريته اللبنانية ( خربة روحا ) التي كنت أشاهده يكتبها على رسائله .. لكن ما حصلت عليه من معلومات أشعرتني بشيء من الأسى والألم فقد أكرمه الله عز وجل بالدار الآخرة قبل عام فقط .. وبصورة تثير الاعجاب .. شاهدوها في هذا الرابط :
http://www.alrabita.info/forum/showthread.php?t=32750
رحمه الله ورحم جميع المؤمنين والمؤمنات
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-08-2012, 06:47 AM   رقم المشاركة : 2

 

رحمه الله رحمة الابرار واسكنه فسيح الجنان .
شكرا لك يا ابا فيصل ولي عودة بمشيئة الله وإنما هذه الكلمات تسجيل حضور .
وسلامتك .

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 12-08-2012, 07:14 AM   رقم المشاركة : 3

 

رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جنته

لا يقل الإنسان ما أحد يدري عني إن سويت طيب ما احد درى .. أعمل لله وأرض ضميرك وأد ما هو واجب عليك أن تعمله وسيقيض الله لك إنسان بكل ما تعنيه هذه الكلمة يذكرك بالخير حتى بعد مرور أكثر من 43 عام .. مثل أبو فيصل تذكر زميل مخلص لعمله أثرفيه كزميل وبالتأكيد أثر حتى في طلابه حتى ولو كانوا صغاراً

أعجبني جوابك له عندما سألك أنت أهلاوي وإلاّ زملكاوي وكانت إجابتك أنا غامدي وتذكرت معرف صاحبك الدكتور غامدااوي قلت في نفسي لو كان الإنسان يعرف ما سيصير من مستقبل حياته وأن سيكون هناك نت يربطه بالعالم في ثوانٍ وهناك سيكون ساحات أسمها ساحات وادي العلي ويسجل فيها واحد بمعرف غامدااوي كان بالتأكيد ستجيب بغامدااوي لزوم السجع بدلاً من غامدي

رحم الله زميلك الطيب الذي تذكرته وذكرته بكل خير وبحثت عنه في العم قوقل حتى عرفت ما صار إليه جعلنا الله مثله يذكرونا الناس بمثل ما ذكرته

جزى الله من هددك بالعزير خير الجزاء ...تصدق أنني فكرت في هذا التهديد !! لكن قلت في نفسي الرجال ذكي ويروح القلب ..إن ماشيء صملة

تمنياتي لك بدوام الصحة ولا تحوي علينا ..وإلاّ تراني واحد من المعزرة وعفاك .


علي بن حسن

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-08-2012, 11:58 AM   رقم المشاركة : 4

 


كعادتك 0 الخروج بالطريف 0 وهو بهذا الطرح عنه 0 لم 0 يمت وخير الناس من ذكر بخير 0 كثيرا ما نتجاهل أناس لا ينبي مظهرهم عن مخبرهم وهذا خطاء شايع نال من وفائك له هذه الدعوات التي هو الآن في أمس الحاجة لها ولعل حسن الخاتمة خير شاهد بصلاح الرجل ( اللبناني ) وتذكرك له نفعه الله بالدعاء وأحسن إليك 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-08-2012, 07:45 PM   رقم المشاركة : 5

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد بن حسن

رحمه الله رحمة الابرار واسكنه فسيح الجنان .

شكرا لك يا ابا فيصل ولي عودة بمشيئة الله وإنما هذه الكلمات تسجيل حضور .
وسلامتك .





لك عودة أن شاء الله .. وإذا تأخرت باجي بنفسي إلى عتبة الباب أشوف العلم عن قرب وعن كثب ( قرب أعرفها وكثب والله نسيت معناها )

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-08-2012, 07:56 PM   رقم المشاركة : 6

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علي بن حسن

رحمه الله رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جنته


لا يقل الإنسان ما أحد يدري عني إن سويت طيب ما احد درى .. أعمل لله وأرض ضميرك وأد ما هو واجب عليك أن تعمله وسيقيض الله لك إنسان بكل ما تعنيه هذه الكلمة يذكرك بالخير حتى بعد مرور أكثر من 43 عام .. مثل أبو فيصل تذكر زميل مخلص لعمله أثرفيه كزميل وبالتأكيد أثر حتى في طلابه حتى ولو كانوا صغاراً

أعجبني جوابك له عندما سألك أنت أهلاوي وإلاّ زملكاوي وكانت إجابتك أنا غامدي وتذكرت معرف صاحبك الدكتور غامدااوي قلت في نفسي لو كان الإنسان يعرف ما سيصير من مستقبل حياته وأن سيكون هناك نت يربطه بالعالم في ثوانٍ وهناك سيكون ساحات أسمها ساحات وادي العلي ويسجل فيها واحد بمعرف غامدااوي كان بالتأكيد ستجيب بغامدااوي لزوم السجع بدلاً من غامدي

رحم الله زميلك الطيب الذي تذكرته وذكرته بكل خير وبحثت عنه في العم قوقل حتى عرفت ما صار إليه جعلنا الله مثله يذكرونا الناس بمثل ما ذكرته

جزى الله من هددك بالعزير خير الجزاء ...تصدق أنني فكرت في هذا التهديد !! لكن قلت في نفسي الرجال ذكي ويروح القلب ..إن ماشيء صملة

تمنياتي لك بدوام الصحة ولا تحوي علينا ..وإلاّ تراني واحد من المعزرة وعفاك .


علي بن حسن





حيا الله الريس .. الرابط الذي وضعته أنا في نهاية موضوعي اتضح لي بعد فتح محتواه أنهم ما يشتون من الريس لقمة ولو كان بين أسنانهم الآن لكان قضموه .. لهذا لا حد يدري منهم أنك ريس .. وخاصة هذه الأيام مع يحصل عند جيراننا بأ .. وسلامتك

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-08-2012, 08:04 PM   رقم المشاركة : 7

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف بن عوضه


كعادتك 0 الخروج بالطريف 0 وهو بهذا الطرح عنه 0 لم 0 يمت وخير الناس من ذكر بخير 0 كثيرا ما نتجاهل أناس لا ينبي مظهرهم عن مخبرهم وهذاخطأ شائع نال من وفائك له هذه الدعوات التي هو الآن في أمس الحاجة لها ولعل حسن الخاتمة خير شاهد بصلاح الرجل ( اللبناني ) وتذكرك له نفعه الله بالدعاء وأحسن إليك 00





كل عبارة أوردتها يا أبا صالح لها وزنها .. لكن ما أشرت إليه باللون الأحمر يعني الكثير .. فالمظهر مهم جدا لكنه لا يكتمل إلا بالمخبر وبلا شك المخبر هو الجوهر
شكرا على مشاركتك وتقبل خالص تحيتي

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-08-2012, 09:07 PM   رقم المشاركة : 8

 

معرفة الطيبين مكسب

عرفتنا بغامداوي والآن بهذا المرحوم عند ربه أسأل الله أن يرحمه ويغفر له

المدرس أو أي واحد من الناس يتذكر صنفين من الطلاب وصنفين من المدرسين

أو هذا ما أظنه

من الطلاب أتذكر المتميزين دراسيا والمتأخرين

ومن الزملاء الطيبين ( المخلصين ) وأتذكرعكسهم المهملين المفرطين في أماناتهم
وما بينهما يبقون على هامش الذاكرة

لأن العمل بإخلاص أمانة أبت من حملها الجبال وحملها الإنسان وليس كل إنسان بل هو معدوم الضمير قليل الخوف من الله إنه كان ظلوما جهولا

ظاهرة التفريط في العمل واضحة جلية أكثر من غيرها ، في العالمين العربي والإسلامي

وكل من لا يخلص لله في العمل لا يستحق أن نسمه بالطيب

نقول فلان مهمل ومقصر في عمله !! فيرد عليك آخر ( ولكنه طيب )

عجبا !!! كيف يستحق هذه الصفة ؟!

الله سبحان وتعالى طيب ولا يقبل من الأعمال والأقوال إلا طيبها

نحن بحاجة مآسة في نظري على الأقل إلى إعادة تأهيل ( دينيا ) لأنه لادنيا لمن لم يحي دينا

وكما يقول الشاعر وتغرد بها السيدة ( أم كلثوم )

ثم يستتبع إعادة التأهيل بعد ذلك ( اجتماعيا وأخلاقيا و ... و و إلى آخره ) .

موضوع هادف نفع الله به

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-09-2012, 01:57 AM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
مشرف عام
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
مشرف عام3 is on a distinguished road


 

على ذلكم الرابط وجدت سيرة رجل نوراني حقاً غفر الله له وجميع موتى المسلمين البررة

الأديب النورانيّ: أديب القادري
مضى في حلَّة من النور إلى عالم من نور




بقلم: سامي الخطيب:

صلى العشاء في جماعة فكان في ذمَّة الله، وقام ليله ابتغاء رضوان الله، ونوى الصيام طاعة لله، وعزم على قيام ليلة القدر طلباً لعفو الله، فلمَّا حان موعد أذان الفجر من صبيحة يوم الجمعة الأخيرة من رمضان، مشى إلى المسجد راجياً أن يحطَّ الله بخطواته خطاياه، ويغفر ذنوبه ويرفع له الدرجات.. صلَّى الفجر ليكون في ذمَّة الله سبحانه حتى يمسي، قرأ بعد الصلاة ورده من المأثور، ثم رجع إلى بيته يؤدِّي حقَّ أهله عنده، يجالسهم ويمازحهم، ليخلو بعدها من جديد إلى ربِّه يقرأ القرآن حتى تشرق الشمس، فيحمل سجادة الصلاة يتّجه بها إلى غرفته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله تعالى حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت كأجر حجَّة وعمرة تامَّة تامَّة تامَّة»، لكنّ الله استعجل لقاءه، فاختاره إليه وسجادة الصلاة في يده..

إذا كان المرء يُبعث على ما مات عليه، كما أخبر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فَلَعَمْري لست أدري على أيِّ طاعة من الطاعات مات الأستاذ الأديب أديب القادري؟ وعلى أيِّ وجهٍ من وجوه الخير يبعثه الله يوم القيامة، وقد مضى في حلَّة من النور إلى عالم من نور؟
أيبعثه الله تعالى ساجداً وقد صلى عشاءه وفجره، ثم قضى وقد عزم على الصلاة، ومات وهو يحمل سجادته؟

أم يبعثه الله مرتِّلاً القرآن وقد أمضى حياته يعلِّم القرآن الكريم في المسجد والبيت والمدرسة، ثم اختاره الله إليه بعدما قرأ ورده من القرآن؟

أم يبعثه الله صائماً يناديه من باب الريَّان، ريحه ريح المسك، وقد حقّق الفرحتين بلقاء الله والإفطار على مائدة الكريم الرحمن؟


أم يبعثه الله ذاكراً وقد قرأ ورده في المسجد بعد الصلاة؟ أم يبعثه ملبِّياً وله أجر حجّة وعمرة تامَّة تامَّة تامَّة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، لمن كان حاله كحال أبي بلال؟

أم يبعثه الله على ما يبعث به من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً، وقد غفر له ما تقدم من ذنبه، واستجاب دعاءه: «اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعف عني»؟ وهو الذي مات رحمه الله بعدما عقد النية على إحياء هذه الليلة العظيمة، واسمه في برنامجها في مسجد بلال بن رباح رضي الله عنه في خربة روحا، وفي مسجد خالد بن الوليد رضي الله عنه في الرفيد، بل وقصيدته يلقيها الأستاذ أدهم البعلوجي في أحد مساجد غزَّة هاشم في فلسطين المباركة، وهو ينعاه لأهل غزَّة، ويلقي على مسامعهم قصيدة للراحل الكبير عن القدس التي كان يعشقها.

في هذه الأجواء الإيمانية مضى أستاذنا الأديب النورانيّ إلى ربِّه الغفور الرحيم، وعزاؤنا أنَّ الله اختاره إليه وهو في حال نشاط من العبادة، فإنما يموت العبد على ما كان عليه، ويبعثه الله يوم القيامة على ما مات عليه، ويكفي أن نشير إلى بعض محطّات حياته، لندرك السرَّ في ما اختصه الله به في خاتمة حياته.

المربي الأديب.. الشاعر

اختار رحمه الله التربية طريقاً، فعمل أستاذاً ثم مشرفاً تربوياً لأكثر من عقدين من الزمن في المملكة العربية السعودية، ليعود إلى لبنان مديراً لمركزالأبرارالتربوي في البقاع،الذي تولى إدارته في مرحلة التأسيس،فأرسى الدعائم وأقام البناء، وما زالت بصماته في المركز حتى يومنا هذا، من دعاء الصباح الذي كان من اختياره، إلى نشيد الأبرار الذي صاغ كلماته، وقد كنا نعرف له هذا الفضل، ونذكره له.
وهبه الله الكريم رقَّة الشعور وملَكَة الشعر، وكان حاله مع الشعر كمن يغرف من بحر، ينساب النغم على لسانه انسياباً، فيغزل الشعر غزلاً متقن الحبك، قوي السبك، فصيح اللفظ، عميق المعنى، ولا غرو فهو في العربية مَقْصِدٌ وفي فصاحة القول حكَمٌ ومرجع ، فإذا قال فهو اللغوي المدقِّق، وإن كتب فهو الأديب الألمعي البليغ، وستفتقده «أسر» الأبرار في تعريفها، ومجلة «القبس» في تدقيقها، وجداريات المركز في خطِّ عناوينها، وستظلُّ مدرسته في الشعر عنواناً للرسالة الهادفة والأدب الملتزم، فالقدس في وجدانه حاضرة دوماً، ومكارم الأخلاق في أشعاره أبداً، وهمُّ الأمَّة لا يغيب مطلقاً، وقليلة هي الأيام التي لم يكن يعرض عليَّ فيها أبياتاً من الشعر أو مقطوعة من النثر، فيتقبل الأستاذ من تلميذه الرأي بابتسامة العارف وتواضع الكبار.

القرآني المنظَّم

كان رحمه الله من ذلك الصنف المنظَّم في فكره ووقته وسلوكه، التزم الجماعة واحترم المؤسسة الرسمية، وآمن بالحوار والتلاقي مع الجميع، وكان يأمر إخوانه بالتزام الجماعة والانفتاح على الآخر، ويساهم في رأب الصدوع وتنقية الخواطر والنفوس. أحبَّ القرآن وعشق تعليمه، فكان المشرف العام على دار القرآن الكريم في مركز الأبرار التربوي، ولم يكن حبه لفلسطين بأقلَّ عاطفة، فقد كانت في قلبه ووجدانه، وعلى قلمه ولسانه. رحمه الله.. عاش قرآنياً يعرف ما يريد، وأسأل الله تعالى أن يكون قد أعطاه عنده في الجنة أقصى ما يريد.

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 12-09-2012, 09:37 AM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عضو فعّال
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
محمد عجير is on a distinguished road


 

كنت في مرحلة ما من عمري اظن أو يتهيأ لي أن الخير محصور في جنسية واحدة من البشر وربما تخيلت أن الجنة كهيئة خيمة كبيرة ضاربة بأطنابها على حدود شبه جزيرة العرب ولاتسمح لغير اهلها بالولوج إليها إلا بعد تمحيص وتدقيق كبيرين اما أهل الجزيرة فيذرعونها طولا وعرضا دونما حاجة لتأشيرة دخول، هكذا كنت أظن بل اسوأ من ذلك أني لم أكن متوقعا أن في العالم العربي من هو مؤهل لتدريس المواد الدينية من غير السعوديين وخصوصا بعد أنّ مرّ بي في مراحل التعليم المتوسط والثانوي بعض السودانيين والأردنيين من أصول فلسطينية يؤدون تلك المهمة دون احتراف وبسلوك يناقض ما كانوا يدرسونه لنا فكان لذلك دور في ترسيخ هذا المفهوم لديّ كمراهق في ذلك الوقت يرسم في ذهنه صورة جميلة لاساتذته وخصوصا معلمي أفرع الشريعة فإذا به يرصد فيهم سلوكا شبه معوج يصدمه ويدفعه ربما للنفاق والنفاق الأكبر ،

وعندما التحقت بالكلية وانتقلت من مجتمع قرويّ محصور وضيّق إلى مجتمع مدني منفتح يضم أطيافا أكبر من الناس لمست مدى خطأي وكان أول من غير من قناعاتي تلك شاب لبناني اسمه ( سامي البارودي ) كان يدرسنا في كلية قوى الأمن الداخليّ مادة الثقافة الإسلامية ومع أنه لم يكن يكبرنا كثيرا في السن وهو حليق اللحية ولم نكن نحتك به بصورة لصيقة كون الدراسة في الكليات العسكرية تضع حواجز وهمية بين الطالب والأستاذ حتى وإن كان مدنياً إلا أن ظاهر سلوكه كان شبيها بسلوك زميل أستاذنا بن ناصر الذي جعله يتذكره الآن وبعد مرور ثلاث واربعين سنة على لقائهما الأول .

إنها بصمة السلوك ، هذا المصطلح الذي يجب أن نفهم مدلولاته نحن أولا ونتقيد بها ثم نتيقن بأننا سننقلها بصورة غير مباشرة لأبنائنا ومن يحتك بنا سواء شئنا أم ابينا فلنكن بالفعل لابالقول قدوة حسنة ،

اما أنت ياابافيصل فإني أقول لك ماشاء الله تبارك الله على ماتتمتع به مميزات تجعلك تكبر في نظري يوما بعد آخر ولعل أهم مالفت انتباهي في موضوعك هذا كله هذه الذاكرة الجيدة التي لم تنس إسم هذا المعلم الرباعي ولا عنوانه رغم كل هذه السنين الطوال في الوقت الذي لم نعد نحفظ فيه الأسماء الثلاثية لبعض اقربائنا فضلا عن عناوينهم واعتمدنا على ذاكرة الهاتف المحمول في حفظها لكنها عودا على بدء بصمة السلوك الحسن التي لا تمح من الذاكرة أشخاصا بعينهم نسأل الله أن نكون وإياك منهم .( بسم الله ماشاء الله عليك وعلى ذاكرتك ) الحسد برّا وبعيد !!!

رحمك الله رحمة الأبرار ياأديب القادري وجعل مثواك جنة الفردوس الأعلى وأحسن لمن اطلق عبارة ( لكل من إسمه نصيب ) فلست بآخر من تجسدت فيه تلك المقولة ممن نعرفهم، إنا لله وإنا إليه راجعون .

 

 
























التوقيع






   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir