إن من الأخلاق الحميدة التي يوفق لها العبد وكمال عقله
أن يوقر كل كبير في أمر الدين وأمر الدنيا من أمير وحاكم وعالم وعميد القوم ووالد ونحوهم
ممن له شأن فيحفظ حرمتهم ويخاطبهم برفق ويستشيرهم ويعرف قدرهم وينزلهم منزلتهم التي تليق بهم
وينصح لهم ويدعو لهم بالتوفيق ولا يستخف بمكانتهم ولا يتطاول عليهم ولا يتقدم رأيهم
كما جاء في الحديث: (أنزلوا الناس منازلهم).
وإذا بدا منهم خطأ أو تقصير ستر عليهم وأقال عثرتهم والتمس العذر لهم.
ومن سوء الأدب ونقص العقل في المرء أن يستخف بالأكابر ولا يقيم لهم وزنا فيتطاول عليهم
ويضيع حقهم ولا يعرف لهم فضلا ومنزلة ويسفه رأيهم ويتلمس عثراتهم ويشيع مساوئهم ويجحد فضائلهم.
وما عمل قوم بهذه السنة إلا ساد بينهم الوئام والاجتماع والأمن والسلامة
وما ترك قوم هذه السنة واستخفوا بكبرائهم إلا وسادت فيهم الفوضى
وتفرقت كلمتهم وتجارت بهم الأهواء والفتن.
خالد بن سعود البليهد
...........