يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 03-06-2011, 06:32 PM   رقم المشاركة : 1
Berightback بس دقيقة !!


 

بَسْ دقيقة

بقلم محمد عبد الوهاب جسري



كنت أقف في دوري على شباك التذاكر لأشتري بطاقة سفر في الحافلة إلى مدينة تبعد حوالي 330 كم، وكانت أمامي سيدة ستينية قد وصلت إلى شباك التذاكر وطال حديثها مع الموظفة التي قالت لها في النهاية: الناس ينتظرون، أرجوكِ تنحّي جانباً. فابتعدت المرأة خطوة واحدة لتفسح لي المجال، وقبل أن أشتري بطاقتي سألت الموظفة عن المشكلة، فقالت لي بأن هذه المرأة معها ثمن بطاقة السفر وليس معها يورو واحد قيمة بطاقة دخول المحطة، وتريد أن تنتظر الحافلة خارج المحطة وهذا ممنوع. قلتُ لها: هذا يورو وأعطها البطاقة. وتراجعتُ قليلاً وأعطيتُ السيدة مجالاً لتعود إلى دورها بعد أن نادتها الموظفة مجدداً.



اشترت السيدة بطاقتها ووقفت جانباً وكأنها تنتظرني، فتوقعت أنها تريد أن تشكرني، إلا أنها لم تفعل، بل انتظرتْ لتطمئن إلى أنني اشتريت بطاقتي وسأتوجه إلى ساحة الانطلاق، فقالت لي بصيغة الأمر: احمل هذه... وأشارت إلى حقيبتها.



كان الأمر غريباً جداً بالنسبة لهؤلاء الناس الذين يتعاملون بلباقة ليس لها مثيل. بدون تفكير حملت لها حقيبتها واتجهنا سوية إلى الحافلة، ومن الطبيعي أن يكون مقعدي بجانبها لأنها كانت قبلي تماماً في الدور.



حاولت أن أجلس من جهة النافذة لأستمتع بمنظر تساقط الثلج الذي بدأ منذ ساعة وأقسم بأن يمحو جميع ألوان الطبيعة معلناً بصمته الشديد: أنا الذي آتي لكم بالخير وأنا من يحق له السيادة الآن! لكن السيدة منعتني و جلستْ هي من جهة النافذة دون أن تنطق بحرف، فرحتُ أنظر أمامي ولا أعيرها اهتماماً، إلى أن التفتتْ إلي تنظر في وجهي وتحدق فيه، وطالت التفاتتها دون أن تنطق ببنت شفة وأنا أنظر أمامي، حتى إنني بدأت أتضايق من نظراتها التي لا أراها لكنني أشعر بها، فالتفتُ إليها.




عندها تبسمتْ قائلة: كنت أختبر مدى صبرك وتحملك.



- صبري على ماذا؟



- على قلة ذوقي. أعرفُ تماماً بماذا كنتَ تفكر.



- لا أظنك تعرفين، وليس مهماً أن تعرفي.



- حسناً، سأقول لك لاحقاً، لكن بالي مشغول كيف سأرد لك الدين.



- الأمر لا يستحق، لا تشغلي بالك.



- عندي حاجة سأبيعها الآن وسأرد لك اليورو، فهل تشتريها أم أعرضها على غيرك؟



- هل تريدين أن أشتريها قبل أن أعرف ما هي؟



- إنها حكمة. أعطني يورو واحداً لأعطيك الحكمة.



- وهل ستعيدين لي اليورو إن لم تعجبني الحكمة؟



- لا، فالكلام بعد أن تسمعه لا أستطيع استرجاعه، ثم إن اليورو الواحد يلزمني لأنني أريد أن أرد به دَيني.



أخرجتُ اليورو من جيبي ووضعته في يديها وأنا أنظر إلى تضاريس وجهها. لا زالت عيناها جميلتين تلمعان كبريق عيني شابة في مقتبل العمر، وأنفها الدقيق مع عينيها يخبرون عن ذكاء ثعلبي. مظهرها يدل على أنها سيدة متعلمة، لكنني لن أسألها عن شيء، أنا على يقين أنها ستحدثني عن نفسها فرحلتنا لا زالت في بدايتها.



أغلقت أصابعها على هذه القطعة النقدية التي فرحت بها كما يفرح الأطفال عندما نعطيهم بعض النقود وقالت: أنا الآن متقاعدة، كنت أعمل مدرّسة لمادة الفلسفة، جئت من مدينتي لأرافق إحدى صديقاتي إلى المطار. أنفقتُ كل ما كان معي وتركتُ ما يكفي لأعود إلى بيتي، إلا أن سائق التكسي أحرجني وأخذ مني يورو واحد زيادة، فقلت في نفسي سأنتظر الحافلة خارج المحطة، ولم أكن أدري أنه ممنوع. أحببتُ أن أشكرك بطريقة أخرى بعدما رأيت شهامتك، حيث دفعت عني دون أن أطلب منك. الموضوع ليس مادياً. ستقول لي بأن المبلغ بسيط، سأقول لك أنت سارعت بفعل الخير ودونما تفكير.



قاطعتُ المرأة مبتسماً: أتوقع بأنك ستحكي لي قصة حياتك، لكن أين البضاعة التي اشتريتُها منكِ؟ أين الحكمة؟



- "بَسْ دقيقة".



- سأنتظر دقيقة.



- لا، لا، لا تنتظر. "بَسْ دقيقة"... هذه هي الحكمة.



- ما فهمت شيئاً.



- لعلك تعتقد أنك تعرضتَ لعملية احتيال؟



- ربما.



- سأشرح لك: "بس دقيقة"،لا تنسَ هذه الكلمة. في كل أمر تريد أن تتخذ فيه قراراً، عندما تفكر به وعندما تصل إلى لحظة اتخاذ القرار أعطِ نفسك دقيقة إضافية، ستين ثانية. هل تعلم كم من المعلومات يستطيع دماغك أن يعالج خلال ستين ثانية؟ في هذه الدقيقة التي ستمنحها لنفسك قبل إصدار قرارك قد تتغير أمور كثيرة، ولكن بشرط.



- وما هو الشرط؟



- أن تتجرد عن نفسك، وتُفرغ في دماغك وفي قلبك جميع القيم الإنسانية والمثل الأخلاقية دفعة واحدة (وتعاليم ديننا الحنيف فيها كل ذلك وأكثر!!!!)، وتعالجها معالجة موضوعية ودون تحيز، فمثلاً: إن كنت قد قررت بأنك صاحب حق وأن الآخر قد ظلمك فخلال هذه الدقيقة وعندما تتجرد عن نفسك ربما تكتشف بأن الطرف الآخر لديه حق أيضاً، أو جزء منه، وعندها قد تغير قرارك تجاهه. إن كنت نويت أن تعاقب شخصاً ما فإنك خلال هذه الدقيقة بإمكانك أن تجد له عذراً فتخفف عنه العقوبة أو تمتنع عن معاقبته وتسامحه نهائياً. دقيقة واحدة بإمكانها أن تجعلك تعدل عن اتخاذ خطوة مصيرية في حياتك لطالما اعتقدت أنها هي الخطوة السليمة، في حين أنها قد تكون كارثية. دقيقة واحدة ربما تجعلك أكثر تمسكاً بإنسانيتك وأكثر بعداً عن هواك. دقيقة واحدة قد تغير مجرى حياتك وحياة غيرك، وإن كنت من المسؤولين فإنها قد تغير مجرى حياة قوم بأكملهم...


هل تعلم أن كل ما شرحته لك عن الدقيقة الواحدة لم يستغرق أكثر من دقيقة واحدة؟



- صحيح، وأنا قبلتُ برحابة صدر هذه الصفقة وحلال عليكِ اليورو.



- تفضل، أنا الآن أردُّ لك الدين وأعيد لك ما دفعته عني عند شباك التذاكر. والآن أشكرك كل الشكر على ما فعلته لأجلي.



أعطتني اليورو. تبسمتُ في وجهها واستغرقت ابتسامتي أكثر من دقيقة، لأنتهبه إلى نفسي وهي تأخذ رأسي بيدها وتقبل جبيني قائلة: هل تعلم أنه كان بالإمكان أن أنتظر ساعات دون حل لمشكلتي، فالآخرون لم يكونوا ليدروا ما هي مشكلتي، وأنا ما كنتُ لأستطيع أن أطلب واحد يورو من أحد.



- حسناً، وماذا ستبيعيني لو أعطيتك مئة يورو؟



- سأعتبره مهراً وسأقبل بك زوجاً.



علتْ ضحكتُنا في الحافلة وأنا أُمثـِّلُ بأنني أريد النهوض ومغادرة مقعدي وهي تمسك بيدي قائلة: اجلس، فزوجي متمسك بي وليس له مزاج أن يموت قريباً!



وأنا أقول لها: "بس دقيقة"، "بس دقيقة"...



لم أتوقع بأن الزمن سيمضي بسرعة. كانت هذه الرحلة من أكثر رحلاتي سعادة، حتى إنني شعرت بنوع من الحزن عندما غادرتْ الحافلة عندما وصلنا إلى مدينتها في منتصف الطريق تقريباً.



قبل ربع ساعة من وصولها حاولتْ أن تتصل من جوالها بابنها كي يأتي إلى المحطة ليأخذها، ثم التفتتْ إليّ قائلة: على ما يبدو أنه ليس عندي رصيد. فأعطيتها جوالي لتتصل. المفاجأة أنني بعد مغادرتها للحافلة بربع ساعة تقريباً استلمتُ رسالتين على الجوال، الأولى تفيد بأن هناك من دفع لي رصيداً بمبلغ يزيد عن 10 يورو، والثانية منها تقول فيها: كان عندي رصيد في هاتفي لكنني احتلتُ عليك لأعرف رقم هاتفك فأجزيكَ على حسن فعلتك. إن شئت احتفظ برقمي، وإن زرت مدينتي فاعلم بأن لك فيها أمّاً ستستقبلك. فرددتُ عليها برسالة قلت فيها: عندما نظرتُ إلى عينيك خطر ببالي أنها عيون ثعلبية لكنني لم أتجرأ أن أقولها لك، أتمنى أن تجمعنا الأيام ثانية، أشكركِ على الحكمة واعلمي بأنني سأبيعها بمبلغ أكبر بكثير.



"بس دقيقة"... حكمة أعرضها للبيع، فمن يشتريها مني في زمن نهدر فيه الكثير الكثير من الساعات دون فائدة؟





هذه رسالة وصلتني على بريدي لموضوع بعنوان ’ بس دقيقة ‘ لكاتب أسمه : محمد عبد الوهاب جسري والذي أرسل الرسالة شخص لا أعرفه مع الأسف وأسمه عبد العزيز باغر :أحببت مشاركتي قراءتها ...إن راقت لكم سأتوجه بالنيابة عنكم للكاتب وللمرسل بجزيل الشكر والتقدير وإذا ماراقت هي محاولة مني ...وسأتوجه بالشكر للكاتب وللمرسل بالشكر عن نفسي فقط ...وللشكر لكم لمحاولة القراءة وتضييع وقتكم .

علي بن حسن

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-06-2011, 08:01 PM   رقم المشاركة : 2

 


ما اروع ما جيت به يا ريس 0 تغيب وتجيب الفله موضوع رائع واروع منه من نقله شكرا لك 0 وذكرتني روايه لابو احمد اللواء علي 0 عندما كان في دوره في ايطاليا وعزمه احد زملائه من اهل الديره هناك 0 على الغدا وبعد ما تغدو قام وحاسب عن نفسه 0 يقول قلت له انا ضيفك 0 قال عزمتك على الوقت الذي خصيتك به اما ادفع عنك 0 فلا 0 تقبل مروري 00

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-06-2011, 09:26 PM   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية سعيد راشد
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
سعيد راشد is on a distinguished road


 





[read]ما أروعك ..
كلّك على بعضك جميييييييلْ ..
ما أروعك.

هات ما معك..
ذي ما تكفـّي مستحيييييييلْ ..
هات ما معك.

أمتعتنآآآآآآآآ .. أذهلتنآآآآآآآ
تغيبْ وترجعْ يا زعيم..
بقِصَّهْ حـلوهْ كالنسـيمْ..

أبو حسن..
لا تغيب عنا يازعيم..
لا تغيب عنا يازعييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييم.
( مجاراة لمقدمة أغنية المعازيم " لمحمد عبده")
[/read]

*****

علي بن حسن

شكرًا لكاتب " بس دقيقة "،
ومرسلها لبريدك،
ولك كناقل.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 03-07-2011, 07:17 AM   رقم المشاركة : 4

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نايف بن عوضه مشاهدة المشاركة
ما اروع ما جيت به يا ريس 0 تغيب وتجيب الفله موضوع رائع واروع منه من نقله شكرا لك 0 وذكرتني روايه لابو احمد اللواء علي 0 عندما كان في دوره في ايطاليا وعزمه احد زملائه من اهل الديره هناك 0 على الغدا وبعد ما تغدو قام وحاسب عن نفسه 0 يقول قلت له انا ضيفك 0 قال عزمتك على الوقت الذي خصيتك به اما ادفع عنك 0 فلا 0 تقبل مروري 00

حياك الله يا أبا صالح
صحيح الكلام الذي قاله أبو أحمد عن صديقه الإيطالي عندما عزمه على وقته لأنه مبرمج ميزانيته على هذا الأساس ، فلو دفع قيمة غداء علي لأختلت ميزانيته ..وهكذا هذه السيدة الأوربية التي ذكرها الكاتب ، أستغربت هذه الشهامة العربية ، وهذا ما يميزنا نحن العربان عن باقي الشعوب بهذه الميزة ...الطيبة والشهامة ..إلى درجة الهبل ..الله يعطينا على قدر نياتنا وطيبتنا الهبلاء
شكراً أبو صالح على الثناء وما أنا إلاً ناقل ...لك تحياتي وتمنياتي لك بالصحة والعافية .

علي بن حسن

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-07-2011, 12:18 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road


 

رائع يا ريس ، قصة جميلة بجمال روحك من مرسل أجمل ، أنت دائما صانع معروف
أتذكر عندما رويت لنا يوم كنت في بريطانيا ، وكنت في السرا مثل غيرك من الناس
وكان وراءك طفل وأمه ، فعطفت على الطفل وأخذت بيده وقدمته قبلك ، فلم يرق ذلك لأمه وبشيئ من العصبية سحبته وأعادته إلى مكانه ،
لماذا استاءت الأم من شخص يريد أن يصنع معروفا مع طفل ؟؟؟!!!
لأنها تريد من طفلها أن يتعلم النظام ، أما عندنا فمن له واسطة في الداخل لا يقف في النظام ، ومن كانت يده طويلة يمدها حاملا معروضه
من فوق رؤوس البشر وكم عانيت من طوال الأيدي ، وأهل العضلات .
وحدثنا الدكتور زهير السباعي في منتدى الخوجه قائلا :
كنت في بريطانيا فعزمني صديق لي بريطاني وقدم لي فنجانا من الشاي وأخذ يلتهم فطوره أمامي ويتكون من سندوتش
ومربى وجبنة وحبتين بيض ، وقال أدعو لك بفطور ؟ فقلت نعم ، فطلب لي سندوتش بالجبنة فقط واعتذر بأن
ميزانيته لا تسمح بالمزيد ولا يستطيع إعطاءه بيضة لأن جسمه بحاجة إليها !!!
فأين ثقافتهم من ثقافة العرب الذين يطوون بطونهم على الجوع ليشبع ضيفهم ، لا ننكر أن لديهم عادات حسنة
هي من صميم ديننا وكنا الأجدر باتباعها .
شكرا لك يا ريس

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-07-2011, 12:50 PM   رقم المشاركة : 6

 

[quote=سعيد راشد;130235]




[read]ما أروعك ..[/read]
[read]

كلّك على بعضك جميييييييلْ ..

ما أروعك.

هات ما معك..
ذي ما تكفـّي مستحيييييييلْ ..
هات ما معك.

أمتعتنآآآآآآآآ .. أذهلتنآآآآآآآ
تغيبْ وترجعْ يا زعيم..
بقِصَّهْ حـلوهْ كالنسـيمْ..

أبو حسن..
لا تغيب عنا يازعيم..
لا تغيب عنا يازعييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييم.
( مجاراة لمقدمة أغنية المعازيم " لمحمد عبده")
[/read]
*****

علي بن حسن

شكرًا لكاتب " بس دقيقة "،
ومرسلها لبريدك،
ولك كناقل

الأستاذ / سعيد راشد

شكراً يا أبا محمد على هذه الأبيات المسجوعة ...والحقيقة وبدون مجاملة ورد التحية والثناء بالأجمل ...أنك أنت الأروع من الروعة في إخراجك لمداخلاتك وإختيار مفرداتك وجملك بأسلوب أدبي راق وهذا والله من حسن ظنك في الآخرين ومحبتك للجميع ..لذلك لك مني جزيل الشكر على الثناء على إختياري لموضوع أنا وأنت نشكر كاتبه

لك مني عاطر التحية .

علي بن حسن

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 03-07-2011, 06:27 PM   رقم المشاركة : 7

 

علي بن حسن .. بس دقيقة ..

إذا شكرت صاحب الرسالة فأرسل له مع الشكر ما يعادل اليورو بعملتنا السعودية

وقل له أن الحكمة سعرها بخس دراهم معدودة وهي اغلي من ذلك بكثير ..
لكن وقتها متأخر جداً فكم من قرارات سارعنا في اتخاذها في غضون ثوانٍ ندمنا عليها فيما بعد ..

موقف طريف .. واعتقد أن صاحبه قد استفاد من الحكمة .

كنت واقفاً في السرى في بنك الراجحي ( وتخيلوا معي كم زوار الراحجي وقلة موظفيه وقلة إهتمامهم رغم كثرة الشبابيك لكن لا موظفين .. استهتار بكل ما تعنيه الكلمة ..

لم يكن لدي عمل في يدي أوراقي وورقة تحمل الرقم ( 5 ) وخلفي الكثير من المراجعين .. بينهم رجل في السبعين من العمر على ما اعتقد . مرة يجلس على الكرسي ومرة يقف ليحافظ على دوره .. وكان الكرسي الذي يجلس عليه بالقرب منّي فاسترقت عيني رقمه وإذ به ( 25 ) فرثيت لحاله .. وقلت لم خلفي هذا الشايب مسكين ومتعب .. خله يدخل أمامنا بعد إذنك .. حياء منه لم يمانع .. فطلبت من الشايب أن يدخل أمامي .. فنظر إلىّ وقال شكراً لك ولكنك بهذا تجبرني على عدم احترام النظام ..

عندها ناولته رقمي وطلبت منه رقمه رأفة به .. فقال هكذا تسدي إليَ معروفاً ولكن بماذا أكافئك ..

 

 
























التوقيع

مدّيت له قلبي وروّح وخلاه
الظاهر إنه ماعرف وش عطيته

   

رد مع اقتباس
قديم 03-08-2011, 12:19 AM   رقم المشاركة : 8

 


بس دقيقة

حكمة على قلة حروفها
ولكن معناها لا حدود له
اعتقد انك توافقني ياريس

شكرا للمرسل والمرسلة اليه
والشكر لبائعها واعتقد انه باعها بثمن بخس
لان الماديات لم تستحوذ على اهتمامه اكثر من المعنويات
ولكن الحاجة الجأته للبيع
والحق ان الموقف ظريف .. والسؤال : هل نتعلم ؟
دمت بخير ياريسنا لاعدمنا تواجدك
دور في بريدك يمكن بل اكيد بتلقى غيرها
وعجل علينا بمثل هذه الدرر ..

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
قديم 03-08-2011, 07:50 AM   رقم المشاركة : 9

 

اخي الكريم علي بن حسن :
حكمة رائعة واختيار موفق منك ومن مرسل الرسالة ( وهو المشرف التربوي الاستاذ عبد العزيز باغر وهو زميل عزيز مشرف تربية اسلامية في تعليم جدة احيل على التقاعد وتشرفت بالعمل معه سنة كاملة بمدارس دار الرواد وهو من خيرة الناس ولا ازكيه على خالقه ) .
شكرا لك اخي الكريم وبارك الله في بريدك المعطاء .
وفقك الله ورعاك ومتعك بالصحة والعافية .....

 

 
























التوقيع



سبحانك اللهم وبحمدك عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك .

   

رد مع اقتباس
قديم 03-08-2011, 12:21 PM   رقم المشاركة : 10

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفيق الدرب مشاهدة المشاركة
رائع يا ريس ، قصة جميلة بجمال روحك من مرسل أجمل ، أنت دائما صانع معروف


أتذكر عندما رويت لنا يوم كنت في بريطانيا ، وكنت في السرا مثل غيرك من الناس
وكان وراءك طفل وأمه ، فعطفت على الطفل وأخذت بيده وقدمته قبلك ، فلم يرق ذلك لأمه وبشيئ من العصبية سحبته وأعادته إلى مكانه ،
لماذا استاءت الأم من شخص يريد أن يصنع معروفا مع طفل ؟؟؟!!!
لأنها تريد من طفلها أن يتعلم النظام ، أما عندنا فمن له واسطة في الداخل لا يقف في النظام ، ومن كانت يده طويلة يمدها حاملا معروضه
من فوق رؤوس البشر وكم عانيت من طوال الأيدي ، وأهل العضلات .
وحدثنا الدكتور زهير السباعي في منتدى الخوجه قائلا :
كنت في بريطانيا فعزمني صديق لي بريطاني وقدم لي فنجانا من الشاي وأخذ يلتهم فطوره أمامي ويتكون من سندوتش
ومربى وجبنة وحبتين بيض ، وقال أدعو لك بفطور ؟ فقلت نعم ، فطلب لي سندوتش بالجبنة فقط واعتذر بأن
ميزانيته لا تسمح بالمزيد ولا يستطيع إعطاءه بيضة لأن جسمه بحاجة إليها !!!
فأين ثقافتهم من ثقافة العرب الذين يطوون بطونهم على الجوع ليشبع ضيفهم ، لا ننكر أن لديهم عادات حسنة
هي من صميم ديننا وكنا الأجدر باتباعها .

شكرا لك يا ريس


حياك الله يارفيق الصبا والشباب والدرب
صدقت يا أبا صالح , نحن نحمل الأسم فقط وهم أخذوا وطبقوا بما أمرنا به ديننا من صفات وعادات حسنة وتعال نعمل مقارنة بسيطة : أنظر للفواكه القادمة من الدول الأسلامية في طريقة تعبئتها مثل الكمترة والتفاح كيف يضعون الحبات النظرة الكبيرة في تغليف مكشوف وجميل على سطح الصندوق والصغيرة والضامرة والمضروبة مغلفة تغليف كامل وتوضع تحت الطبقة العلوية النظرة وأنظر للفوكه القادمة من أوربا كيف توضع في صندوق بلاستيكي شفاف ترى كل ما بداخله بكل وضوح : ومثال آخر عن تطبيق النظام والتعود عليه ....الدول الأسلامية الأفريقية التى أستعمرت من قبل فرنسا وبريطانيا مثل السنيغال وساحل العاج وغانا وغينيا عندما يأتون حجاجهم عن طريق البحر يقوم وكلاء المطوفين بجدة بأستقبالهم عند سلم النزول ويسألونه عن مطوفه وكل وكيل يأخذ حجاج مطوفه ويسكنه بمدينة حجاج البحر بجدة وفي آواخر السبعينيات الهجرية كلفت بالعمل بمكتب أستقبال البرقيات المؤسمي بمدينة حجاج البحر وكان موقعه خارج المدينة بجوار بوابة الخروج الشمالي للمدينة وكانت حافلات شركات النقل في ذلك الوقت مثل الشركة العربية للسيارات والمغربي والكعكي والتوفيق تصطف أمام مكتبنا ونشاهد الحجاج وهم يتوجهون للركوب في تلك الحافلات ...الحجاج الأفارقة القادمون من الدول المستعمرة يتوجهون إلى الحافلات في طابور واحد خلف الآخر وتأتي الحافلة قدام البوابة ويبدأون في الصعود في الحافلة واحد تلو الآخر وفي أقل من ثلاث دقائق تمتليء الحافلة وتتحرك وتاتي الأخرى محلها وهكذا بدون ضجيج تمتليء كل الحافلات بكل يسر وسهولة وعندما يأتون الحجاج من الدول العربية التي لم تستعمر أنظر الفوضى التقاتل عند سلم الحافلة كلا يريد أن يكون الأول وكما تفضلت يا أبا صالح صاحب اليد الطولى هو القادر على الوصول إلى السلم بعد أن يكون قد أدخل والدته أو قريبته من شباك الحافلة يعد رفعها على أكتافه حتى الوصول للشباك ويدخل رأسها في الشباك ويضع كلتا يديه على مؤخرتها ويدفعها بكل قوته داخل الحافلة من الشباك وهكذا يضل تعبئة الحافلة أكثر من ثلث ساعة هذا إذا مر الأمر بسلام بدون مضاربة وهكذا الحال في الحافلة التي بعدها ...أريد أن أصل إلى أن لو ما أكتسبت البلاد التي أستعمرت إلاً إحترام الأنظمة وتطبيقها بعد أن جربوا فائدتها لكفتهم هذه الفائدة
طولت النشيد ..بس حبيت أيد كل ما قلت في مداخلتك وطال عليه النشيد ..أطلب السماح مع كامل إحترامي لمداخلتك الراقية في أسلوبها وحسن توظيف مفرداتها وهذا ليس بمستغرب من أديب نفتخر بمداخلاته .

علي بن حسن

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:14 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir