يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > الساحات العامة > الساحة العامة

الساحة العامة مخصصة للنقاش الهادف والبناء والمواضيع العامه والمنوعة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 12-26-2008, 01:06 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية ســـــاري
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 20
ســـــاري is on a distinguished road

~ الرحمــــــــة ~


 

.




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

الرحمة ليست مجرد عاطفة عارضة أو شفقة وقتية مرتبطة بموقف معين
وإنما هي بطبيعتها ينبغي أن تكون خلقاً ثابتاً ومتأصلا في النفس الأنسانية
وشاملا لكل قيم السلوك الفاضل في التعامل مع البشر، ومع كل الكائنات
الأخرى في هذا الوجود ..

ومن هنا كانت الرحمة هي الهدف الأسمى والغاية العظمى للرسالة
الإسلامية كما جاء ذلك في القرآن الكريم في قول الله لنبيه ..
" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " الأنبياء 107

وتأكيداً لذلك وترسيخاً لهذه القيمة العظيمة في النفوس ..
تكرر مفهوم الرحمة مئات المرات سواءً في القرآن الكريم أو في
الأحاديث النبوية ..
كما أنه تكرر في أول كل سورة من سور القرآن الكريم ..
وفضلاً عن ذلك فإن كل عمل يبدؤه المسلم يفتتحه في العادة بقول ..

~ بسم الله الرحمن الرحيم ~

وهذا بالتأكيد من شأنه أن يجعل قيمة الرحمة حاضره بأستمرار في وعي
الناس حتى يكون التعامل فيما بينهم قائماً علي هذا الأساس ..
فالله هو الرحمن الرحيم ورحمته وسعت كل شيء والله يحب من عباده
أن يكونوا على صفته وأن يتخلقوا بأخلاقه وما دامت الرحمة من أبرز صفاته
فينبغي أن يكونوا رحماء فيما بينهم ..
ولكننا وللأسف الشديد في هذه الأيام نفتقد هذه القيمة العظيمة ..
في كثير من تعاملاتنا اليومية فالقسوة قد حلت محل الرحمة في كثير من
علاقات الناس اليومية وتعاملاتهم الحياتية والأمثلة علي ذلك كثيرة :
فهناك الأب الذي يقسو علي أبنائه ..
والأولاد الذين يقسون علي آبائهم ويتنكرون لكل ما قدموه لهم ..
والزوج الذي يقسو على زوجته وبالمقابل الزوجة التي تقسو على زوجها ..
والرئيس في العمل الذي يقسو على مرءوسيه والموظف الذي يقسو على المواطنين ..
وقد شبه الله قلوب هؤلاء الذين قست قلوبهم ونزعت منها الرحمة بأنها
كالحجارة أو أشد قسوة " البقرة 74

وهذه ظواهر غريبة على مجتمعنا المعروف بالأعتدال مدي تاريخه الطويل
فتقاليده الدينية منذ التاريخ القديم تنطلق من قيم التسامح والمحبة

والرحمة ومن هنا نفهم لماذا كان تركيز الإسلام علي هذه القيمة
بالذات أكثر من تركيزه على أي قيمة أخرى ..
لأنها المفهوم الجامع لكل قيم الحق .. والخير في هذا الوجود ..
ومن أجل ذلك أكد عليها النبي صلى الله عليه وسلم تأكيداً واضحاً
في العديد من الأحاديث النبوية ومن ذلك قوله ..
" ارحموامن في الأرض يرحمكم من في السماء " رواه الترمذي
وقوله .. " الراحمون يرحمهم الرحمن " رواه الأمام أحمد في مسنده ..

كما أكد في الوقت نفسه على التمسك بهذا الخلق في التعامل مع الحيوان
وذلك في قوله : " اتقوا الله في هذه البهائم العجماوات " رواه أبو داود
لأنها لا تستطيع أن تفصح عما في نفسها أو تعبر عما تشعر به ..

والرحمة هي الخلق الذي يمثل سياجاً منيعاً لحماية الحياة
في شتي صورها من مختلف الأخطار ..







وللجميع خالص محبتي ..

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:18 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir