ايدي الله يلعنكم

ايدي الله يلعنكم


في عام 1397 هـ كنت انا ومسفر قسقس ومحمد التهامي وعبدالرحيم قسقس نعمل في سلك
التدريس بمنطقة نجران وتم تعيينا في منطقه نائيه وفي منطقه صحراويه وفي بيئه بدويه 100% وتبعد عن نجران اكثر من 80 كيلو

وكانت الحياة والمعيشه صعبه جدا لا يوجد كهرباء ولا بقاله ولا قريه فيها منازل ولا وسائل ترفيه ولا يوجد الا مبنى المدرسه ومبنى الاماره

وكان الطلاب يأتون الى المدرسه من اماكن بعيده بواسطة سيارات النقل المدرسي وكنا اذا اردنا رغيف عيش او علبه تونه لابد من قطع مسافه 80 كيلو متر لشراء الغذاء من مدينة نجران وكان الخوف من الضياع او التغريز بالسياره في الصحراء المشكله يوجد لدينا فلوس ولكن لايوجد مكان نشتري منه

وفي يوم من الايام حضرنا نحن الاربعه زواج في قلب الصحراء والغريب في هذا الزواج انه لايوجد فيه اي وسيله من وسائل الاضاءه لا فانوس ولا اتريك ولا لمبه سوا الضوء المنبعث من نار القهوه وقدور العشاء

اخرجوا لنا العشا وكنا نحن الاربعه على صحن واحد ولكن خباث المذهب من البدو وردوا معنا لانهم يعرفون اننا ناكل بتأني وبارد نوعا ما

والبدوي يدخل ايده داخل الصحن ولا تهمه الحراره وبينما نحن ناكل من الصحن ومايدري الواحد منا ايش قدامه في هذا الصحن

واذا بمحمد التهامي يصيح ايدي الله يلعنكم

قلنا له خير انشا الله

قال البدوي هذا اللي جنبي بغى ياكل يدي مارتديتها الا من عند ثمه بغى يفرمها

قلنا للبدوي على مهلك وانتبه

قال والله اني احسبها لحمه

ضحكنا كثيرا في تلك الليله وحمدنا الله على سلامة يد محمد التهامي

كانت الحياة حلوه وممتعه وكان إحترام متبادل بيننا وأخوّه صادقه رغم قساوة الحياه وصعوبتها

فهل تعود ؟؟؟؟؟؟!!!!!!