مسك الختام
:: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ::
في يوم الاثنين الثاني عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة ،
كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله عليه و سلم ،
و سرت أنباء مرضه بين أصحابه ، و بلغ منهم القلق مبلغه ،
و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أوصى أن يكون أبو بكر إماما لهم ،
حين أعجزه المرض عن الحضور إلى الصلاة .
و في فجر ذلك اليوم و أبو بكر يصلي بالمسلمين ،
لم يفاجئهم و هم يصلون إلا رسول الله و هو يكشف ستر حجرة عائشة ،
و نظر إليهم و هم في صفوف الصلاة ،
فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يريد أن يخرج للصلاة ،
فأراد أن يعود ليصل الصفوف ،
و هم المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم ،
فرحا برسول الله صلى الله عليه و سلم ، فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
و أومأ إلى أبي بكر ليكمل الصلاة ، فجلس عن جانبه و صلى عن يساره،
و عاد رسول الله إلى حجرته ، و فرح الناس بذلك أشد الفرح ،
و ظن الناس أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد أفاق من وجعه ،
و استبشروا بذلك خيرا . و جاء الضحى،
و عاد الوجع لرسول الله صلى الله عليه و سلم ،
فدعا فاطمة: فقال لها سرا
أنه سيقبض في وجعه هذا ،
فبكت لذلك ،
فأخبرها أنها أول من يتبعه من أهله ، فضحكت ،
و اشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه و سلم .. و بلغ منه مبلغه،
فقالت فاطمة : واكرباه .
فرد عليها رسول الله قائلا :
لا كرب على أبيك بعد اليوم.
و أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو على فراش موته :
الصلاة الصلاة .. و ما ملكت أيمانكم.
الصلاة الصلاة و ما ملكت أيمانكم ،
و كرر ذلك مرارا
و دخل عبد الرحمن بن أبي بكر و بيده السواك ،
فنظر إليه رسول الله ، قالت عائشة : آخذه لك؟ ،
فأشار برأسه أن نعم، فاشتد عليه، فقالت عائشة : ألينه لك؟
فأشار برأسه أن نعم. فلينته له ..
و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء ،
فيمسح بالماء وجهه و هو يقول :
لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات .
و في النهاية ... شخُصَ بصر رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
و تحركت شفتاه قائلا :
مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين
و الشهداء و الصالحين ،
اللهم اغفر لي و ارحمني،
و ألحقني بالرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى ..
اللهم الرفيق الأعلى .. اللهم الرفيق الأعلى .
و فاضت روح خير خلق الله .. فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها ..
فاضت روح من أرسله الله رحمة للعالمين و صلى اللهم عليه و سلم تسليما.
اللهم إنا نسألك عيشة هنيئة و ميتة سوية و مرد غير مخز و لا فاضح ..
اللهم أجعل الحياة زيادة لنا في كل خير و اجعل الموت راحة لنا من كل شر ،
و إن أردت بأهل الأرض فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا و لامفتونين
غفر الله لكاتب الموضوع وناقله وقارئه
تحياتي
...........