ثعلوب يمشي نائما...
للكاتب العراقي ضرغام فاضل
أصيب ثعلوب بداء المشي في أثناء النوم، ولكن من دون أن يدري بمرضه هذا.
وفي إحدى الليالي.. بينما كان ثعلوب يمشي وهو نائم.. توجّه إلى بيت أرنوب، واستطاع أن يدخل بيته من دون أن يحسّ به أرنوب. بحث عن أرنوب في بيته، فوجده نائماً على سريره، فأمسكه من أذنيه وخرج من بيت أرنوب عائداً إلى بيته. كان ثعلوب يمشي حاملاً أرنوب من غير أن يحسّ به، وعندما وصل إلى بيته,وضع أرنوب على كرسي قرب سريره، ثم عاد إلى فراشه من جديد. وفي الصباح.. عندما استيقظ الاثنان... كانت المفاجأة !
فصرخ أرنوب :
- يا ويلي !! ما الذي جاء بي إلى هنا ؟!
ضحك ثعلوب وقال مكشّرا ًعن أنيابه :
- لقد جئت إلى حتفك أيها العزيز اللذيذ.. ستكون وجبة إفطاري لهذا الصباح الجميل.
أطلق أرنوب ساقيه للريح، وفرّ هارباً.. وعندما أراد ثعلوب أن يلحق به لم يستطع، لأنه كان متكاسلاً من أثر النوم.. لكنّه أطلق وراء ثعلوب قهقهة عالية.. وصاح :
- مسكين أرنوب... يبدو أنه أصيب بداء المشي في أثناء النوم.
رجع أرنوب إلى بيته محتاراً... وراح يفكر :
- ترى كيف وصلت إلى بيت ثعلوب ؟.. هل يعقل أن أصبت بداء المشي في أثناء النوم فعلاً؟
وفي الليلة التالية تكرّر الشيء نفسه . وفي الصباح.. استيقظ الاثنان من نومهما.. والمفاجأة تعلو وجهيهما.. صاح ثعلوب
- ما هذا ؟! أنت مرة أخرى !.. هل تريد أن تقتلني وأنا نائم ؟
ثم صاح أرنوب :
- لا... بل أنت الذي تختطفني في أثناء نومي.
- تجادل الاثنان فيما بينهما.. كلّ منهما يوجّه تهمته إلى الآخر...حتى تناول أرنوب الكرسي وهوى به على رأس ثعلوب ولاذ بالهرب مذعوراً. بعد قليل... كان الاثنان يقفان أمام الأسد ليحكم بينهما.. فقال الأسد لهما أمام جميع حيوانات الغابة:
- أمركما محيّر.. لذلك أرجو أن تعطياني فرصة حتى الغد، وعندها ستسمعون حكمي.
في الليل... كان الأسد مع عدد من حيوانات الغابة يقفون أمام بيت أرنوب، وفجأة لاح لهم ثعلوب وهو يدخل بيت أرنوب، وبعد قليل يخرج حاملاً أرنوب النائم من أذنيه.
عندها أدرك الأسد أن ثعلوب في حالة مرضية لا يدري بها، وهي المشي في أثناء النوم، فاقترب منهما وأطلق زئيراً جعل الاثنين يهبّان من نومهما فزعين. ارتعش ثعلوب من خوفه وهو يقول :
- مستحيل !! كيف وصلت إلى هنا ؟!... وما الذي جاء بأرنوب ؟!
ضحك الأسد واقترب من ثعلوب، وربت على كتفه مطمئناً :
- لا تقلق... سنسامحك هذه المرة... بل سنعالجك يا ثعلوب، لأنّك مريض، تتصرّف تصرفات لست مسؤولاً عنها.
أمسك الأسد بيد ثعلوب، وتوجّه به إلى حكيم الغابة، وتبعته بقية الحيوانات، ليعالجوا ثعلوب من
مرضه المفاجئ هذا، وكان ثعلوب يندب حظه طوال الطريق وهو يدمدم مع نفسه :
- يا لحظي التعس... لطالما تمنّيت أن أحظى بأرنوب.. وعندما تحقّق ما أريد... وجدت نفسي نائماً... آه.. آه.. آه..
>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> >>>>>تابعوا الحلقة التالية