(دموع قافية)
هل هذه بغداد؟!
أغمَضتُ عن شجر الهوى أحداقي *** فاسكبْ طِلاكَ على الثرى يا ساقي
ورمَيْتُ عني بُرْدَة أبليْتها *** في حَرْب أشجاني على أشواقي
وبِصَخْر صَبْر ما التحفت ُبغيرِه *** وأنا أجوبُ متاهة الآفاق
ما عُدْتُ تنورا لخبز صبابة *** سُفنُ المَسرَّة آذنتْ بِفِراق
جفَّ الصُّداحُ على فمي وتخثرتْ *** لغتي... وفرَّ الحرفُ من أوراقي
وتعبْتُ من صوتي أُنادي لاهِث *** وطني ونخلَ طفولتي ورفاقي
وأحِبَّة مرّتْ على بستانِهمْ *** خيْلُ الغزاة فأصْحَرَت أعماقي
وأنينَ ناعور وضحكة جَدْوَل *** ورذاذ فانوس وجَمْرَ وِجاق
أشفقتُ من خوفي عليَّ فأحْرَقتْ *** نارُ الفؤاد سُلافة الإشفاق
غرَسوا الظلامَ بمُقلتي.. فتعطلتْ *** شَمْسي ونافذتي عن الإشراق
المُطلِقونَ حمائمي من أسرِها *** شدُّوا الترابَ وماءَهُ بِوِثاق
فإذا بتحريرِ العِراق وليْمَة *** حفلتْ بما في الأرض من سُرّاق
ما العُجْبُ لو خانَ الفؤادُ ضلوعَهُ؟ *** إنَّ الذي خانَ العراق عِراقي
للشاعر/ يحيى سماوي