عرض مشاركة واحدة
قديم 08-17-2010, 12:20 AM   رقم المشاركة : 2

 

.

*****

تجمع الدراسات التاريخية على أن مسجد القرويين أو"جامع الشرفاء" بنته فاطمة الفهرية في عهد دولة الأدارسة في رمضان من سنة 245 هجرية أي 30 يونيو (حزيران ) 859م

وهبت أم البنين فاطمة الفهرية كل ما ورثته لبناء المسجد وكان أهل المدينة وحكامها يقومون بتوسيع المسجد وترميمه والقيام بشؤونه

وقد أضاف الأمراء الزناتيون بمساعدة من أمويي الأندلس حوالي 3 آلاف متر مربع إلى المسجد وقام بعدهم المرابطون بإجراء توسعة أخرى

ويذكر المؤرخ الدكتور عبد الهادي التازي ـ الذي خصص أطروحته لنيل الدكتوراه ، في جامعة القرويين من حيث بناؤها العمراني وأدوارها الفكرية والعلمية أن حفر أساس مسجد القرويين اتخاذ قرار بنائه الأول كان بموافقة العاهل الإدريسي يحيى الأول

بعد بناء الجامع قام العلماء بإنشاء حلقات لهم فيه وكان يجتمع حولها العديد من طلاب العلم
وبفضل الاهتمام الفائق بالجامع من قبل حكام المدينة المختلفين تحولت فاس إلى مركز علمي ينافس مراكز علمية ذائعة الصيت كقرطبة وبغداد

يعتقد أن جامع القرويين قد انتقل من مرحلة الجامع إلى مرحلة البداية الجامعية في العهد المرابطي , حيث قام العديد من العلماء باتخاذ المسجد مقرا لدروسهم

وحسب النصوص المتوفرة فإن جامع القرويين دخل مرحلة الجامعة الحقيقية في العصر المريني حيث بنيت العديد من المدارس حوله وعزز الجامع بالكراسي العلمية والخزانات

تخرج من هذه الجامعة العديد من علماء الغرب ، وقد بقي الجامع والجامعة العلمية الملحقة به مركزا للنشاط الفكري والثقافي والديني قرابة الألف سنة

ودرس فيها سيلفستر الثاني (غربيرت دورياك) الذي شغل منصب البابا من عام 999 إلى 1003م , ويقال أنه هو من أدخل بعد رجوعه إلى أوروبا الأعداد العربية .

كما أن موسى بن ميمون الطبيب والفيلسوف اليهودي قضى فيها بضع سنوات قام خلالها بمزاولة التدريس في جامعة القرويين .

ودرّس في جامعة القرويين الفقيه المالكي أبو عمران الفاسي وابن البنا المراكشي وابن العربي وابن رشيد السبتي وابن الحاج الفاسي وابن ميمون الغماري ، وزارها الشريف الإدريسي ومكث فيها مدة كما زارها ابن زهر مرات عديدة ودون النحوي ابن آجروم كتابه المعروف في النحو فيها .

ولقد اشتهر من فاس جماعة من أهل العلم ونسبوا إليها منهم أبو عمرو عمران بن موسى الفاسي فقيه أهل القيروان في وقته . وأبو العباس أحمد بن محمد بن عثمان الشهير بابن البناء وهو أشهر رياضي في عصره ، وأبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ الشهير بابن باجة وكان ممن نبغوا في علوم كثيرة منها اللغة العربية والطب وكان قد هاجر من الأندلس وتوفي بفاس .

ومن العلماء الذين أقاموا بفاس ودرسوا بجامعتها ابن خلدون المؤرخ ومؤسس علم الاجتماع ، ولسان الدين بن الخطيب ، وابن عربي الحكيم وابن مرزوق .

لا تزال الصومعة المربعة الواسعة في المسجد قائمة إلى الآن من يوم توسعة الأمراء الزناتيين عمال عبد الرحمن الناصر على المدينة ، وتعد هذه الصومعة أقدم منارة مربعة في بلاد المغرب العربي .

قام المرابطون بإجراء إضافات على المسجد فغيروا من شكل المسجد الذي كان يتسم بالبساطة في عمارته وزخرفته وبنائه إلا أنهم حافظوا على ملامحه العامة . كان هناك تفنن من قبل المعماريين في صنع القباب ووضع الأقواس ونقش آيات القرآن والأدعية .

أبرز ما تركه المرابطون في المسجد هو المنبر الذي لا يزال قائما إلى اليوم .

بعد المرابطين ، قام الموحدون بوضع الثريا الكبرى والتي تزين المسجد الفاسي إلى اليوم .
لمسجد القرويين سبعة عشر بابا وجناحان يلتقيان في طرفي الصحن الذي يتوسط المسجد . كل جناح يحتوي على مكان للوضوء من المرمر ، وهو تصميم مشابه لتصميم صحن الأسود في قصر الحمراء في الأندلس .

عرف الجامع المزيد من الاهتمام في مجال المرافق الضرورية فزين بالعديد من الثريات والساعات الشمسية والرملية وأضيفت للمسجد مقصورة القاضي والمحراب الواسع وخزانة الكتب والمصاحف . طراز الجامع المعماري بشكل عام هو الطراز المعماري الأندلسي .

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس