عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2008, 11:59 PM   رقم المشاركة : 2

 

د. شروك: في الواقع هذا الأمر يشكل لي مصدر قلق كبير حيث أن الأبحاث المتعلقة بمجال الهندسة ومجالات متعددة المعارف سوف تصبح هي الأبحاث السائدة والمسيطرة بينما الأبحاث الكيميائية المدفوعة بحب الفضول والمعرفة لن يكتب لها الاستمرار كما أنها لن تحصل على الدعم المالي المطلوب. وهذا أمر خطير يسبب لي القلق لأنك لن تستطيع تحقيق اكتشاف علمي إلا إذا سمح لك بأن تقوم بأداء التجارب العلمية التي تستهويك والتي قد لا يكون لبعض سبب علمي يدعمها. ولكن مثل هذا النوع من الأبحاث الأساسية مكلفة جدا ولهذا أنا أتفهم الجانب الاقتصادي المرتبط بمثل هذه الأبحاث التي قد لا تجد من يتحمس للقيام بتمويلها. لكن أنا قلق بشأن تقدم العلم فمن أين سوف تأتي الاكتشافات العلمية.

د.الغامدي:العديد من الطلاب في هذه الأيام لا يرغبون كثيرا في التخصص في علم الكيمياء بسبب الصورة النمطية السلبية للكيمياء التي ينظر لها بأنها تخصص يتطلب التعامل مع المواد الخطرة كما أن الكيمياء تتهم بأنها مادة مملة وصعبة الفهم وكذلك تنتج أشياء ملوثة وضارة. لهذا لا بد من إيجاد الطرق المختلفة من قبل الآباء والمعلمين لتحبيب وترغيب الطلاب في دراسة الكيمياء والعلوم. من واقع تجربتك الشخصية وانجذابك وأنت في سن الثامنة للتعلق بالكيمياء عن طريق حصولك على هدية عيد ميلادك الثامن كانت عبارة عن علبة تجارب كيميائية مبسطة للأطفال وكيف أنك تعلقت بعلم الكيمياء بسبب هذه الطريقة فهل لك أن تخبرنا عن أهمية مثل هذه الطرق التربوية غير المباشرة في جذب الأطفال للعلوم. عما بأن الكيميائي الأمريكي الأسطورة روبورت وودورد الحاصل على نوبل في الكيمياء تلقى نفس هذه الهدية وهو في سن الثامنة ومن ثم تعلق بعلم الكيمياء وكذلك الكيميائية البريطانية دورثي هودجكن (ثالث وحتى الآن آخر امرأة تحصل على نوبل في الكيمياء) حصلت على هدية علمية مشابهة في عيد ميلادها الثالث عشر.


د. شروك: في الواقع أعتقد أنه من الواجب أقناع جيل الشباب والأطفال بأن كل شيء يستمتعون به اليوم ويرغبون في المستقبل أن يحصلوا على حياه رفاهية فإن للعلوم وبالخصوص علم الكيمياء دور كبير في تحقيق هذه الحياة الرغدة. صحيح أنه كان لعلم الكيمياء في الماضي بعض المشاكل مثل تسببها في التلوث وما شابه ذلك لكننا نحاول أن نتحكم بمثل هذه الأمور الآن ولهذا فالكيمياء حاليا هي شيء جيد ومفيد. بل إن علم الأحياء يعتمد على الكيمياء وكذلك الطب وعلوم المواد وكل هذه العلوم وغيرها مرتبطة بالكيمياء. وفيما يخص صندوق تجارب الكيمياء المبسطة وكيف أنها من الممكن أن تسبب في جذب الأطفال ليصبحوا علماء وكيميائيين ففي اعتقادي أن هذا يشبه زراعة شتلة نبات فالتربة ينبغي أن تكون خصبة فكما أنه ليس جميع أنواع التربة مناسبة لزراعة الأشجار فكذلك الحصول على صندوق تجارب الكيمياء ليس بحد ذاته أمر كافي ليصبح الطفل كيميائيا فالعديد من الأطفال لم يصبحوا كيميائيين بمجرد حصولهم على هذه الهدية. لكن الذي يحصل أن بعضهم ربما يكون مهتما بالعلوم وتتاح له الفرصة للعب والمرح بتجارب الكيمياء المبسطة وهذا ربما يثير خاصية الفضول العلمي لديهم ومن ثم يمكن أن يتقدموا ويتطوروا ليصبحوا كيميائيين ولكن إذا لم تكن طبيعتهم الشخصية مهتمة بالعلوم فهذا لن يحدث لهم. كما أنني أحب أن أنبه على أهمية بعض البرامج التلفزيونية المخصصة للأطفال والتي تعطي معلومات عن العلوم. فمثلا لدينا في الولايات المتحدة بعض البرامج التي تعرف بالطبيعة والبرامج المتخصصة بالحيوانات وبعض البرامج التعريفية بالاختراعات والتقنية. ولهذا لابد أن يوجد في الأطفال رغبة فطرية في عقولهم لحب الاستكشاف والفضول وتعلم كيف تعمل الأشياء. كما يجب أن يكون لهم رغبة في الإسهام في العلم وأن يتركوا أثرا ملموسا على العالم من حولهم وأن يحققوا شيئا متميزا يخلد ذكراهم. لكن أذا كان رغبتهم فقط في اللعب والمرح فمن الصعب كثيرا إقناعهم بالعمل الجاد وتقليد العلماء.


د. الغامدي: بالرغم من سيطرة العلوم الأمريكية منذ منتصف الثاني للقرن العشرين إلا إن العديد من المراقبين بدئوا في التشكيك على مدى عن إمكانية استمرار سيطرة العلوم الأمريكية خلال القرن الجديد. فعلى سبيل المثال حين تبلغ الزيادة السنوية في عدد الأبحاث العلمية المنشورة في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة أقل من عشرة بالمائة نجدها تزداد بحوالي 300 مرة في كوريا الجنوبية و أكثر من 1300 في الصين. ومن المعلوم أنه قبل حوالي سنتين قام حوالي 60 عالم أمريكي مرموق (منهم حوالي 20 شخص ممن يحمل جائزة نوبل) بتوقيع عريضة احتجاج ضد سياسات حكومة الرئيس الأمريكي جورج بوش التي يتهمها هؤلاء العلماء بأنها تضر بمصلحة العلم وأنها تتعمد وبشكل مستمر في الإخلال في عرض الأمور العلمية نتيجة لأسباب سياسية وهذا من شأنه أضعاف العلوم الأمريكية. ويضاف إلى ذلك الضعف المستمر في نتائج الطلاب الأمريكيين في مسابقات أولمبياد الكيمياء الدولية. وعلية ما هي وجهة نظرك الشخصية حيال مستقبل العلوم في أمريكا وهل من الممكن انتقال مركز العلوم إلى الدول الشرقية أو حتى القارة الأوروبية.


د. شروك: من المحتمل أن لا ينتقل مركز العلوم إلى القارة الأوروبية ولكن توجد احتمالية كبيرة لانتقالها للصين والهند ومناطق أخرى من العالم يتوفر فيها الاهتمام الكبير بالعلوم والتي تتوفر بها كذلك البنية التحتية الداعمة للبحث العلمي الذي يتطلب الكثير من المال وتوفير الأجهزة والمختبرات العلمية الأزمة لذلك. وكذلك لا بد من تغيير موقف الأشخاص في هذه البلدان للحرص أكثر على المنافسة كما سبق أن ذكرته قبل قليل من العمل الجاد الدءوب للنشر العلمي وضمان مكانه علمية للشخص. ومع الوقت وبسبب الكثافة السكانية العالية في الصين والهند مع وجود مثل هذا الاهتمام العلمي فهذا بالتأكيد سوف ينتج الكثير من العلماء المميزين والموهوبين علميا والذين سوف يقومون بتوفير إسهام علمي وبحثي كبير يمكن من الحصول على جوائز نوبل وما شابه ذلك. ولكن هذا ولا شك سوف يحتاج لفترة زمنية ولا أعلم بالضبط كما سوف يستغرق ذلك ربما عشرين سنة أو ثلاثين سنة وسوف ننتظر ونرى ذلك. ولكن في المقابل هذه البلدان لديها بعض المشاكل فكما هي الحال مع جميع البلدان لا يمكن تخصيص جميع المال للعلوم والبحث ولهذا سوف يواجهون بعض الصعوبات والتقييد فيما يمكن أن يقدمونه للعلم. و في الواقع سوف تصبح الولايات المتحدة وأوروبا متساوية مع تلك البلدان مع مرور الوقت كما ذكرت.


د. الغامدي: السؤال الأخير يتعلق بحال العلماء بعد الحصول على جائزة نوبل فبعضهم يعتبر أنه قد وصل القمة فينسحب ببطء من المسرح العلمي وبعضهم يصيبه حماس كبير فيعود للمختبر بعد أن كان قد هجره لتولي الأمور الاقتصادية والإدارية وبعض العلماء في حالات نادرة حصل على جائزة نوبل مرة ثانية كما حصل مع الكيميائي البريطاني فريدريك سانجر والفيزيائي الأمريكي جون باردن. فالسؤال بالنسبة للدكتور شروك هل توجد حياة بعد الحصول على نوبل وهل يتوقع الدكتور شروك جائزة نوبل أخرى وبكل الصراحة هل تنتظر في شهر أكتوبر في السنوات القادمة اتصال آخر من السويد يبدأ بالأرقام الهاتف (0046).

د. شروك: الغريب أن الأشخاص الذين يناولون جائزة نوبل بشكل غير متوقع ربما نجد بعضهم يرغب في الحصول على الجائزة مرة أخرى وفي حالتي الشخصية لم أكن اخطط للحصول على الجائزة في المرة الأولى وبالتأكيد أنا لا أخطط حاليا للحصول عليها مرة ثانية وذلك لأنه يوجد العديد من العلماء الذين يستحقون الحصول عليها وهم لم ينالونها بعد. وأعتقد أنه أمر ضار وسام أن يكون اهتمام الشخص بشكل ملح يؤثر على حياة الشخص سواء في المرة الأولى أو المرة الثانية بحيث يجعله مشغول التفكير بالحصول على الجائزة في حين أن المفروض هو الاهتمام والتفكير في إنتاج أبحاث علمية مرموقة والعمل بجد ومثابرة لإنتاج تقدم وازدهار في العلم. بينما إذا استغرق تفكير العالم طوال الوقت الحصول على جائزة نوبل أو أي جائزة مرموقة أخرى فهذا سوف ينتهي به لعدم عمل الشيء المناسب. وأنا في الواقع محظوظ جدا ونعم في الواقع توجد حياة بعد الحصول علة نوبل و ها أنا ذا أعيشها حاليا و أنا الآن موجود في السعودية وكما سافرت لغيرها من البلدان والتي ربما لم أكن لأدعى لها لو لا حصولي على جائزة نوبل. وأنا ليس فقط أقوم بالزيارات لهذه البلدان ولكن أحرص على توجيه وإرشاد وإقناع الأجيال الشابة في دراسة الكيمياء والعلوم بشكل عام وهما أمور جديرة بتحقيق مستقبل جيد للشخص. وختاما أنا ألاحظ حرص واهتمام كبير في السعودية لتحقيق تقدم علمي وأنا سوف أقوم بأداء دوري في المساعدة لتحقيق ذلك.



ختاماً نتمنى للدكتور أحمد عبيه كل التوفيق والتقدم والنجاح


ولعلنا نراك قريباً بمشيئة الله تعالى أحد العلماء المميزين المتميزين الذين يتوشحون بهذه الجائزة .... وأنت أهل لها .

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس