أهداني السيد عبد الحي بن إبراهيم الغبيشي مؤلفه بعنوان [ تحفة البيان عن ماضي سراة زهران ]
في بادئ الأمر ظننت - وبعض الظن إثم - أن نسخة زادت في البلد وما هو إلا اجترار لما قد كتب عن قبائل زهران ، ولكن عندما بدأت أتصفح هذا الكتاب وهو ما يقارب 500 صفحة وجدت كنزا وسيلا دافقا من المعلومات لم يترك شاردة ولا واردة عن الحياة الاجتماعية من حيث الأنساب والثقافة والحياة الدينية والاقتصادية والعادات والتقاليد إلى آخره ....... وأحسبه لم يترك استزادة لمستزيد فهو بحق كتاب يستأهل أن يقتنى، وسأقتطف لكم شيئا من ورود هذا الكتاب الثمين والغني بمعلوماته وحصريا عن بعض العادات في مناسبات الزواج ،وعن لعب النساء بصفة خاصة .
يصفُّ الضيوف في جهة وأهل العريس في جهة وتلقي الشاعرة القصيدة ثم تغني بها الباقيات ومن هذه الأبيات كقول إحداهن:
سلام يابيت الحكومة والارحام ===جينا بمن حط الكنادر في الاقدام
وقصد الشاعرة أن هذه العروس لا تعمل في بيت أبيها وبالتالي لن يستفاد منها في العمل . وأخرى تقول بعكس ذلك
يامرحبا يامن تردع بحنا ==== المال جيرٌ والشقا فادحنّا
وهذا تلميح للعروس أن هناك عمل كثير في هذا المنزل .
وأخرى تزوجت في قرية بعيدة فقالت الشاعرة :
على زوالك ياالدراهم زوالا==== أطميتِ المجمول سد الجبالا
وشاعرة ثانية تقول في عروسة تزوجت أكثر من مرة داخل الأسرة :
ياعاسل المصياف دبيت دبيت ==== تناقلوك اهلك من البيت للبيت
وقالت شاعرة تصف الطول :
ياتمر بن سعدون طالت نخيله ==== واللي يقيس البحر ياقل حيله
وقالت في مدح القصيرة :
الذاهبة ماهي مثيل الريالي ==== صغيرة لكن في الصرف غالي
وقالت أيضا :
يازين لا تبكين ينهلّ كحلك ==== الكحل غالي ماشري الا لمثلك
وهنا قصائد معينه عند خروج العروس من بيت أبيها أو وصولها بيت زوجها تقول الشاعرة :
تشفعوا للقصر ريته ينودا ====يقول باساير مليح الخدودا
وهذا البيت شبيه بالبيت التالي .
انحن حزبنا بالمزين وجينا ==== واهتزت أرض الله بغت تتلينا
أنعموا النظر في جمال ذينك البيتين السابقين !!!
وعندما تستقبل العروس أهلها في اليوم الثاني ترحب بهم قائلة :
يامرحبا باهلي لجام الحديدي==== سيروا على خدي وخلوا الصعيدي
وأخرى أتت إلى قريتها بعد غياب فقالت :
سلام عاهلي يوم كل له اهله ====جينا نودي كاديًا فوق نهله
ومن قصائد النساء في الغزل قول الشاعرة:
نسيت مسواكي على بير منساك ==== أنسى الولد والوالدة وانت ما انساك
وعندهم تكون الجرة للبنت فقط دون الثيب وإذا فعلوا ذلك مع الثيب فإنه يعاب عليهم .وفي هذا تقول الشاعرة عندما جروا بامرأة ثيب ومعنى جروا ( مشوا يزفون العروس ) .
ياشرهة الشرهة ثلاثين وهله ==== ياليتها للبنت ماهي لكهلة
وعندما حدد الملك فيصل رحمه الله المهر بمبلغ 2000 ريال قالت إحدى الشاعرات
أوّيه يا ابن سعود وش تلقضية ==== خليت مهر البكر مثل الرعية
والرعية معناها ( الغنم )
ومما أعجبني من موروث المنطقة الوسطى قول الشاعر:
برق تلالا قلت عز الجلالا ===== واثره جبين حبيّبي واحسبه برق
هذا البيت يشبه قول عنترة :
فوددت تقبيل السيوف لأنها ==== لمعت كبارق ثغرك المتبسم
وقول الآخر :
قالوا علامك باكياً قلت مطعون ==== شوفوا نزيف الدم مني تلالا
قالوا من اللي صوّبك قلت مزيون ==== قالوا عدوك قلت يا ناس لالا
ونكتفي بهذا القدر من الموروث الشعبي ، أعجبني فنقلته لكم .