عرض مشاركة واحدة
قديم 12-31-2010, 11:53 PM   رقم المشاركة : 2

 


لقد عرفت العم محمد بن مسفر طيب القلب نقي السريرة..عفيف اللسان..لا يحب الكلام ولا الوقيعة في الآخرين..
وكان حنوناً شفيقاً بأبنائه وبناته..ولقد رأيت من حنانه بزوجتي ما أثر في وجداني ..ولن أنس في أول أيام زواجي في منتصف عام 1410هـ وكان البرد قارساً وقد سافرت بعروسي إلى الديرة..حين أخذ يوصيني رحمه الله بها وأنها ليست معتادة على البرد..
وكان يحب الحديث في السياسة ويتابع الأخبار من إذاعة لندن الشهيرة..وكم كنت أتبادل معه التعليقات والأحاديث بهذا الخصوص..
وكان يسر بزيارة سيدي الوالد سلمه الله له في مكة أو في منزله الجديد الذي بناه في الديرة..ويفرح بذلك كثيرا..
وقد شرفنا للغداء في منزل سيدي الوالد حفظه الله في الديرة صحبة جد زوجتي لأمها الشيخ أحمد العقيشي يرحمه الله وخال زوجتي الأكبر سعيد بن أحمد العقيشي وصهريي عبد العزيز وطارق..
وكانت جلسة جميلة استمتعنا فيها بحلو الذكريات خصوصاً من الجد أحمد العقيشي يرحمه الله..
وكان رحمه الله كثير الود والتقدير لشقيقه الأصغر والوحيد الأستاذ صالح بن مسفر المربي الفاضل ولأختيه أطال الله أعمارهم جميعاً..




من اليمين احمد العقيشي رحمه الله .. محمد بن مسفر قسقس رحمه الله ...
صالح بن مسفر متعه الله بالصحة وطولة العمر في طاعة الله


كان محباً لأولاده ذكورا وإناثاً بدء بابنه الأستاذ صالح المسئول في معهد الإدارة العامة بالرياض..والأستاذ عبد العزيز الذي كان يعتمد عليه كثيراً خصوصا قبل انتقاله إلى جدة بسبب عمله..والأستاذ طارق الذي أصبح ساعده الأيمن حتى وفاته يرحمه الله..والأستاذ خالد والأستاذ سلطان..ولجميع بناته المصونات ..
وقد دعوته مرة للغداء حين كنت أقيم في مسكن المسجد الذي أخطب فيه- وما أزال - فحرص على الحضور مبكراً والاستماع إلى خطبتي وقد أشاد بها عند زوجتي وأهله..
ولقد كان محبوباً مألوفاً من قبل أفراد جماعته وأهل حارته وسائر جيرانه من منزله بالحفائر وحتى دكانه بالتيسير..
لم يعهد عنه أنه دخل في مشادة أو مشكلة أو خصومة مع أحد من الناس..بل كان خلوقاً لطيفاً صاحب الابتسامة الهادئة والمحبوبة..
ولن أنس حين دعاني وأهلي للعشاء قبل وفاته بنحو عشرة أيام يرحمه الله وكانت هناك مشكلة تؤرقه وطلب مني الرأي وقد أشرت عليه برأي استحسنه وأراد الأخذ به ولكن المنية عاجلته قبل ذلك..
وقد كان الحديث يدور بيني وبينه في أيامه الأخيرة بخصوص مشكلة القلب التي كان يعاني منها في آخر أيام حياته..
ولقد كان يسألني عن صحة سيدي الوالد المريض بالقلب وقتها..وفي مساء اليوم الذي توفي في صبيحته اتصلت زوجتي بأمها..وأخذت في الحديث معها وسمعت صوت أبيها ينادي على أمها قائلاً: اسأليها عن عمها بخيت وكيف هو؟؟ وكان سيدي الوالد في ذلك المساء قد أدخل مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض لإجراء عملية في القلب..
وقد كان ذلك آخر مرة سمعت فيه صوت أبيها الرحيم الشفيق يرحمه الله تعالى..
وبعد فجر اليوم التالي وبعد أن أخلدت إلى النوم- على غير عادتي- رن جرس الهاتف وسمعته..وإذا بي أكاد أسمع بكاء منخفضاً..ففزعت جداً..وقمت على الفور..وإذا بزوجتي تبكي بحرارة..وإذا بالخبر الأليم..
لقد مات الرجل الطيب الهادئ محمد بن مسفر بن قسقس يرحمه الله..
وحين ألقيت علية نظرة الوداع الأخيرة كان يرحمه الله مشرق الوجه وكأنه يكاد يكون مبتسماً..وشعرت حقيقة بأن ذلك الوجه يتكلم ويقول:ألا إن صاحبه قد استراح من نكد الدنيا وهمومها وغمومها ومتاعبها وآلامها..
مصداقاً للحديث الصحيح عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم :"مستريح ومستراح منه قالوا : يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه قال : العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب"..
ونحن نشهد أن العم محمد بن مسفر كان رجلاً صالحاً طيباً صاحب أخلاق حسنة وسجايا فاضلة..
ولقد حدثني من قام بتغسيله مع آخر وهو الشيخ منصور العامر حفظه الله بأنه وصاحبه قد تعجبا من سهولة غسله وتكفينه..وأن جثمانه يرحمه الله كان من أيسر وأسهل ما قاما بتغسيله وتكفينه من أموات..وأن ذلك عسى أن يكون بشارة خير له يرحمه الله..وأخبرته بأن العم محمد كان من الناس الطيبين والصالحين..فحمد الله تعالى ودعا له بالرحمة والمغفرة..
ومما أذكره أنه قبل وفاته قام بتجديد كامل الفرش للمسجد الزاوية القريب من منزله وجلب له برادتي ماء يرحمه الله..
وكان يقول لي دائماً:إنه لم يتأخر يوماً من الأيام عن طلب المساعدة من أحد من الأقارب أو الجماعة أو الأصدقاء خصوصا عند طلب المساعدة في أمرين اثنين هما:الزواج وبناء المنزل!!!!
رحم الله العم محمد بن مسفر رحمة واسعة..وجمعنا به وبمن نحب في جنات النعيم في سرر متقابلين..وبارك الله في عقبه من أبناء وبنات..

وتحيتي وسلامي وودادي لأهالي وادي العلي الأكارم جميعاً ولساحات وادي العلي والقائمين عليها
وللأستاذ الفاضل علي أبو علامة..ولأستاذنا الكريم وأخينا العزيز عبد الرحيم رمزي..


ولقد رأيتها مناسبة طيبة أن أتقدم باسم الساحات لفضيلة الدكتور علي الزهراني وأرحب به عضوا ينير باسمه ردهات ساحتنا يعطرها بنزف قلمه وبوحه وخواطره فهو مكسب لساحاتنا وفخر لها أن يتصدر اسمه قائمة الأعضاء .. والدكتور علي غني عن التعريف ولكني في عجالة أقول لكم أن له باع طويل في الدعوة إلى الله محتسبا في ذلك الأجر من الله فهو إمام مسجد .... منذ أكثر من عشرين سنة كما أن له أياد بيضاء في إصلاح ذات البين فهو نائب الرئيس التنفيذي للجنة إصلاح ذات البين بمنطقة مكة المكرمة وجهوده حثيثة في هذا المجال وله عدة مؤلفات منها كتاب الانحرافات العقدية .. لا أود أن استبق الأحداث فقريبا بإذن الله تجدون سيرته الذاتية تشع من خلال هذا المنبر فإلى ذلك الحين اترككم بحفظ الله ورعايته .
مع خالص دعواتي لشيخنا الفاضل بموفور الصحة .. ولفقيدنا وامواتنا واموات المسلمين بالعفو والمغفرة ..

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس