عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2012, 10:14 PM   رقم المشاركة : 4

 



أخي الكريم / عبد الرحيم بن قسقس

سلم ذوق الاختيار، وارتقى قلمك وفكرك باستمرار.

أحببت نقل إضافة بسيطة عن مناسبة قصيدة لا تعذليه للشاعر/ ابن زريق البغدادي
لعل السامع لصوت العشماوي يستمتع بالأداء ويتذوق المعاني الحزينة بين أبياتها الرقيقة.

" هو أبو الحسن علي بن زريق البغدادي (ت420هـ)، كان له ابنة عم أحبها حبًا عميقًا صادقًا، ولكن أصابته الفاقة وضيق العيش، فأراد أن يغادر بغداد إلى الأندلس طلبًا للغنى، وذلك بمدح أمرائها وعظمائها، ولكن صاحبته تشبثتْ به، ودعته إلى البقاء حبًا له، وخوفًا عليه من الأخطار، فلم ينصت لها، ونفَّذ ما عَزم عليه، وقصد الأمير أبا الخير عبد الرحمن الأندلسي في الأندلس، ومدحه بقصيدةٍ بليغة جدًا، فأعطاه عطاءً قليلاً، فقال ابن زريق- والحزن يحرقه-: "إنا لله وإنا إليه راجعون، سلكت القفار والبحار إلى هذا الرجل، فأعطاني هذا العطاء القليل؟!".

ثم تذكَّر ما اقترفه في حق بنت عمه من تركها، وما تحمَّله من مشاقٍ ومتاعب، مع لزوم الفقر، وضيقِ ذات اليد، فاعتلَّ غمًّا ومات.

وقال بعض مَن كتب عنه إنَّ عبد الرحمن الأندلسي أراد أن يختبره بهذا العطاء القليل ليعرف هل هو من المتعففين أم الطامعين الجشعين، فلما تبيَّنت له الأولى سأل عنه ليجزل له العطاء، فتفقدوه في الخان الذي نزل به، فوجدوه ميتًا، وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه العينية.
فبكاه عبد الرحمن الأندلسي بكاءً حاراً.
وعينية ابن زريق من عيون الشعر ... قال عنها ابن حزم الأندلسي : "من تختم بالعقيق، وقرأ لأبي عمرو وتفقه للشافعي وحفظ قصيدة ابن زريق فقد استكمل الظرف" " ( منقول )


******
واسمح لي بنقل هذه الإضافة الرائعة

معارضة قصيدة لا تعذليه

قصيدة للشاعر أبو بكر أحمد العندي اليمني نسبة إلى الأعنود قبيلة وبلد الأعنود من ضواحي أبين ( عدن)

موضوع القصيدة في مكة والمدينة


لــي بالحـجـاز غَــرامٌ لـسـت أَدفَـعُـهُ // ينـقـاد قـلـبـي لـــه طَـوْعــاً ويَتْـبَـعُـه
يَـهُـزُّنــي الــبــرقُ مَـكِّـيّــاً تَـبـسُّـمُـه // إِذا تـــــراءَى حِــجــازِيــاً تَـطَـلُّــعــه
ويَزْدَهـيـنـي لـقــاءُ الـوَفْــدِ أَلـحـظــه // مـن جَـوّه وحـديـثُ الـرَّكْـبِ أَسُمَـعُـه
وفـائــحُ الــرِّيــحِ مِـسْـكِـيّـاً تــأَرُّجُــه // مــن طـيــب رَيّـــاه نَـدِّيــاً تَـضَـوُّعـه
وهاتِـفُ الـوُرْقَ فـي فَـرْعِ الأَراك بـه // يُـــرَدِّدُ الـلَّـحْـن شَـجْــواً أَو يُـرَجـعِّـه
كـــلٌّ إِلـــىَّ حَـبـيــبٌ مــــن أَمـاكـنــه // مُمَكَّـنُ الفضـل فـي صَــدْري مُمَنَّـعـه
جِـيــادُه والـصَّـفــا مــنــه وَمَــرْوَتُــه // ومُـتّـكــاه ومــــا يَــحــوي مُـرَبَّــعُــه
وأَخْــشَــبــاه وودايــــــه وأَبْــطَــحــه // جَـديـبُـه، لا رأَى جَـدْبــاً، وَمَـرْبَـعُــه
ومَوْقِـفُ الحَـجِّ فــي سـامـي مُعَـرَّفـه // ومـــا تَـحُــدُّ مِـنــيً مـنــه وتَجْـمـعـه
والبيـتُ، والبـيـتُ أَعـلـى أَنْ أُجِـدَّلـه // وصْفـاً، وتعظيمُـه عــن ذاك يرفـعـه
فــي حـيـثُ حُجّـاجـه تعـلـو وقُـصَّـدُه // عِـــزّاً، وسُـجَّــدُه تـسـمــو ورُكَّــعــه
ومنهجُ الفَوْز بادي القصـد واضحُـه // ومَنْهَل الجـود طامـي الـوردِ مُتْرَعـه
وفـي رُبـى يَثْـرِبٍ غايـاتُ كـلِّ هـوىً // يَجِـلُّ عـن مَـوْقِـع الأَشــواق موقـعـه
أُفْــقُ الشَّـريـعـة والإِســـلام طـالـعـةً // شُموسُـه، مُسْتجـاش النَّصْـر مُتْبَعُـه
حـيـث النُـبُـوَّةُ مـضـروبٌ سُـرادِقُـهـا // والفضلُ شامِـخُ طَـوْدِ الفَخْـر أَفْرُعُـه
وحيـث كـان طريـقُ الْوحـي مُتَّضِحـاً // بيـن السمـاءِ وبيـن الأَرضِ مَهْيَـعـة
وخـاتـمُ الأَنبـيـاءِ المصطـفـى شَـرَفـاً // محـمـدٌ بـاهِــرُ الإِشـــراق مَضْـجَـعُـة
صلّـى الإِلــه علـيـه مــا تـكـرّر بـ // ـالصّــلاة فـــرضُ مُـصَــل أَو تَـطَـوُّعُـه
والمسجدُ الأَشرف السّامي بموضعه // مَعقـودُ تــاج العـلـى مـنـه مُرَصَّـعـه
ولـلـشَّـفـاعــة أَبــــــوابٌ مُـفــتَّــحَــة //مُـشَـفَّــعٌ مَــــنْ بمـعـنـاهـا تَـشَـفُّـعـه
مَـحَـلُّ قُــدْسٍ وتشـريـفٍ يُـجَــرُّ بـــه // ذيْـلُ الجَمـال علـى ذي المـال يدفعـه
يَشُـبُّ نيـرانَ أَشواقـي غلـيـلُ هــوىً // إِلـيـه لـيـس سِـــوى مَـــرْآه يَنْـقَـعُـه
ويـسـتـمِـدُّ حَـنـيـنـي كـــــلُّ مُـنْـحَـنَــأٍ // مـنــه وعـامِــره الــزّاكــي وبَـلْـقـعـه
عَـقـيـقُـه وقــبُــاه والْـبـقـيــعُ ومـــــا // يَـحُـدُّ أُحْــدٌ لِـمَـن فــي الله مَصْـرَعـه
تـلـك الـمـواقـف، لا بَـغْــدادُ مـوقِـفُـه // والـكَـرْخ مُصْطـافُـه منـهـا ومرْبـعـه
وَهْـي الهْـوَى لا رُبـى نجـدٍ ورامـتُـه // ولا الـعُـذَيْــبُ وواديــــه وأَجْــرَعـــه
مُسْتَنْـزَلُ الـفـوْزِ والغـفُـران مَهْبِـطـه // ومُلْـتَـقـى كـــلِّ رِضـــوان ومَجْـمَـعُـه
أُحــبِّـــه وأُحـــــبّ الـنّـازلـيــن بـــــه // ومــــا تَــضُــمُّ نَـواحــيــه وأَرْبُــعـــه
طَبْعـاً جُبِلْـت عليـه فــي الـغـرام بــه // وأَيـنَ مِـنْ طَبْـعِ مَـنْ يَهْـوى تَطَبُّـعُـه
كسـانِـيَ الـحُـبُّ ثــوبَ الإِفتـتـانِ بــه // ولسـت حتّـى بِخَـلْـعِ الــرُّوحِ أَخَلـعُـه
أَســتــودِعُ الله فــيــه كــــلَّ مُـنـفــرِدٍ // بالفضـل يُـودعِ شَجْـواً مَــنْ يُـوَدِّعـه
يَكاد يَجْـري مجـاري النَّفْـس جملتُـه // لُـطـفـاً ويُــذْهِــلُ مَــــرآه ومَـسْـمَـعُـه
وجـيـرةٍ فــي جِــوار الله يَـنْـزِع بــي // شَـوْقٌ إِلـى قُربهـمْ فــي الله مَنْـزِعـه
مِـنْ كـلّ مَـنْ بَغَّـض الدُّنْـيـا تَـوَرُّعُـه // عنـهـا وبَـغَّـض مــا يَـحـوي تَبَـرُّعُـه
كأَنّـمـا الــروض يَجْـلـو مــا يُـفَـوِّفُـه // مــن خُلْـقـه ويُـوَشِّــي مـــا يُـوَشِّـعُـه
فيـا سَنـا البـارق المكّـيِّ يَشْهَـرُ مـن // إِيماضِـه الأُفـقُ عَضْبـاً أَو يُشَعْشعـه
قُـلْ للأحبّـة عنـي قــول مــن حُنِـيَـتْ // علـى الوفـا لـهـمُ والـشـوْقِ أَضْلُـعـه
هل حافظٌ عَهْدُ ودّي مـن حَفِظْـتُ لـه // عـلـى الـنَّـوى عَـهْــدَ ودٍّ لا أُضْـيِّـعـه
أم هـــل تُـجَـرِّعُـه مــمــا تُـجَـرِّعُـنـي // في البعد كأسُ الأَسـى أَم لا تُجَرِّعـه
أَم هـل يَهُـزُّ ادّكــاري عِطْـفَـه طَـرَبـاً // وتَسْـتَـهِـلُّ كـدمـعــي فــيــه أَدْمُــعــه
وإِن يكن طال مَرْمى الْبَيْن أَو قَطَعَتْ // يداه مـا ليـس أَيْـدي الْوَصـلِ نَقطعـه
فما تغيَّرْتُ عن مَحْضِ الصّفـاءِ لهـ // مولا تــكــدَّر وِرْدٌ طـــــابَ مَـشْــرَعــه
مَـحَـلُّ كـــلِّ لحـبـيـبٍ حـيــث يعـلـمـه // منّـي وموضعُـه فـي القلـب موضعـه
هيـهْـاتَ مــا شَغـفـي مـمـا تُقَـسِّـمـه // سـوانِــحُ الـــرَّأْي أَو مـمــا تُـوَزِّعــه
فـلا عَدِمْـتُ هــوىً منـهـمْ يُحاولـنـي // فـيـه الـنَّـوى بـسُـلُـوٍّ عَـــزَّ مَطْـعَـمُـهُ
وحَبَّـذا الرَّكْـبُ يُـبْـدي مــن حديثـهـم // مـا يَجْـبُـر القَـلْـبَ تَعْلـيـلاً ويَصْـدَعـه
وحبَّـذا طيـبُ أَنفـاسِ النَّسيـم سـرى // عنهم كمـا فـاحَ مِسْـكٌ فُـضَّ مُودَعـه
فهل أَخو دَعْـوَةٍ فـي الله تنَهـضُ بـي // عـنـايـةُ الـذِّكــر مـنــه أَو تَـضَـرُّعُــه
وجـــاد تـلــك الـرُّبــا هـــامٍ تَبَـجُّـسُـه // يَـجُــول مـــن مـائــه فـيـهـا تَـمَـيُّـعُـه

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس