عرض مشاركة واحدة
قديم 04-22-2008, 06:38 AM   رقم المشاركة : 1
أنا والكوبرا..وعلي أبوعلامه


 

في عام 1370 ه وكان الوقت صيفاَ ، قد انتهينا من حصاد الشعير
في ركيبنا المسمى سد فلاح وهو مسقوي يسقى من بئر الشعبة
السفلى وأقول السفلى لأنهما بئرين متجا ورتين الأولى تسمى
السفلى والثانية تسمى العليا وبعد ما حصدنا الشعير، فتقها الوالد
رحمه الله بالمحراث ، لترييحها استعدادا لزراعتها ذره بيضاء
ودجر[لوبيه] وبعد ما انتهى من حرثها أخذ المحراث {اللومه}
وساق أمامه الثورين ،وكلفني أنا بحمل المقرنة والمسحاة
وكان عمري في ذلك الحين لا يتعدى
الثانية عشر ، أخذت المقرنة على
كتفي ونسيت المسحاه ، بعد ما وصلت البيت وهو قريب من
الركيب سألني الوالد عن المسحاه ..قلت نسيتها وبأعود أخذها وعندما عدت .. شفت ثعبان يزيد طوله عن المتر والنصف
أوربما يصل للمترين وهو يتلوّى ببطء فوق الركيب المحروث
..أخذت حجاره من المسراب وصرت أحذفه بالحجارة وكأني
أنفض عنه غبار الركيب المحروث ... رآني العم مسفر بن
محمد بن قسقس رحمه الله وهو كان يسوق على البير العليا..قال : وإش بك ياولد ..قلت: حنش ..قال: خله.. أنا جاي
وفعلاَ جاء بمنجل ذراعه طويلة يستخدم لقص قصب الذرة
وجاء حثيث الخطى وعندما قرب من الثعبان أنتصب على
ارتفاع متر وفرد رأسه ...{عرفت فيما بعد من خلال قراءاتي عن هذا النوع من الثعابين إنه الكوبرا } أقول عندما رفع رأسه وفرده
جاء العم مسفر على بعد المسافة التي قدرها بارتفاع الحنش
عن الأرض وأنقض بالمنجل على رأس الحنش وقصه حتى
مابقي إلا جلده خفيفه ماسكته وأبتعد عنه بسرعة حتى لا تتسخ
ثيابه بالدم وتركه يتلوى حول بعضه... نزلت أنا الركيب
وأخذت المسحاة ورجعت البيت ووريتهم نفسي إنني عدت
بالمسحاة ورجعت بدون ماأخبر أهلي بالذي حصل وعندما
وصلت.. وجدته منتهي.. مايوجد به حركه ..وسحبته من ذيله
على غير هدى .. عبر المسا ريب حتى وصلت لمسراب نمره
واسمحوا لي أن أتوسع في وصف هذا المسراب ..لأنه محور
رئسي بين قرى الحله والمناشله والعباله والبارده وبين أسفل
الوادي حتى قرى بني عبد الله في الشمال لا يمكن الوصول
لها إلا عبر هذا المسراب .. ويقع تحت بيت ألدكتور احمد
التابعي الآن بانخفاض مترين عن ركيبهم وبارتفاع مترين
عن الركيب الأسفل والمسمى نمره { وبالمناسبة أعيد تجديد
هذا المسراب وتعبيده في صيف العام الماضي بداءَ من عند
تين الشويل حتى المقبرة مروراَ بالحلة بتنفيذ عبد الله بن
يحيى بعماله ومعداته وبأشراف أحمد بن حسن وبمساهمة
بعض المحسنين مادياَ.. جعلها الله في موازين حسنات الجميع }
أعود للموضوع بعد هذه الشطحة ..أقول عندما توسطت هذا
المسراب رأيت علي بن مسفر أبو علا مه {عم علي صاحب
خيمة الحمايه}قادم من فوق المقبرة .. وبعبث طفولي شيطاني
خطرت لي فكرة جهنمية أن أضع الحنش في طريقه وبسرعة
وضعت رأس الحنش بين شجيرات العثرب من ناحية الركيب
الأسفل وذيله في جدار الركيب الأعلى وكان شافاه الله وأحسن
له الخاتمة آخر شياكه ودوبه جاي من الظهران ومقرش وخاطب
في الطرفين بنت قشاط [ ام عبدالله رحمهما الله] وذاهب إلى
عمه سعيد قشاط لتحديد موعد الزواج [عرفت هذا فيمابعد منه]
وبعد ماخلصت من وضع الحنش في طريقه تسلقت الجدار الأعلى
وأختبيت في الركيب الأعلى بحيث ما يراني.. وما هي إلا دقائق
وأرى عقاله يرتفع بعلوا متر عن رأسه من شدة القفزه وهو وعقاله
على الركيب الأسفل ..نهض بسرعة ولم غترته وعقاله وطلع على
المسراب من الناحية الثانية وأخذ ملء يديه حجارة وأتجه للحنش
وظل يحذفه ..ولا يتحرك.. أقترب منه وحركه بعصاته.. ماتحرك ..
سحبه بطرف العصاة .. ووجده فعلاَ مقتول.. وهو يفكر في من قتله..
كيف يتركه في الطريق؟؟ رأى علي بن سعيد [ الصرفه] قادم
من فوق المقبرة وكان رحمه الله دائماَ متشيك ويلبس عقال
مقصّب وخطرت لعلي أبو علامه نفس الفكرة الجهنمية التي
خطرت لي وأعاد الحنش كما وضعته أنا وذهب ووقف في
نهاية المسراب من ناحية تين الشويل وشاف العم علي بن سعيد
علي أبو علامه في أنتظاره وحث الخطى وفوجيء بالحنش قدامه
وبنفس الطريقه قفز وارتفع عقاله المقصب عن رأسه وهو وعقاله
في مكان علي في الركيب الأسفل ولم عقاله وعمامته وطلع بسرعه
للمسراب بيقتل الحنش ..قال له علي أبو علامه .. ذقها .. والله لوقعت
محل ماوقعت انت ..هيا تعال ..الحنش مقتول.. وخلنا نبعده عن الطريق
وفعلاَ رمياه في الركيب الأسفل وذهب كلاَ إلى سبيله ..كل هذا حصل
للأثنين وأنا أرى وهم لا يعلمون .. وبعد أكثر من عشر سنوات وبعد
ما كبرت وتوظفت وهو عاد من الظهران وأشترى سيارة أجره وظل
يعمل بها بين مكه وجده وقبلها كان يعمل سائق بالإذاعة وصار صديق
وسكنا سوى في السبيل عزابيه ...أخبرته بحكاية الحنش وقلت له تذكرها
قال: وهي تنسي ؟؟وإش عرفك ؟ قلت أنا الذى وضع الحنش في طريقك
وأنت وضعته في طريق علي بن سعيد وأنا أشوفكم من ركيبة علي بن
محمد العليا ووقعتم في ركيبة علي أبو لسه.. ألا أستحق أن أكون رئس
على بني علي ؟؟!! ضحك وقال والله إنك رئس ... ومن يومها ماتجي
مناسبة إلا وهو يرويها.. شافاه الله ورحم العم علي بن سعيد والعم
مسفر بن محمد بن قسقس ..أعذروني على الإطالة ودمتم .

علي بن حسن




 

 

   

رد مع اقتباس