عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-2011, 05:55 PM   رقم المشاركة : 2

 

( القمل ، القذّان ، البقّ )
هذا الثّلاثي المُرعب ؛ والّذي كان يفتك بالنّاس في ذلك الوقت ! ولم يسلم مِنه حتّى الحيوان يمتصّ الدِّماء وتنتشر بسببه الأمراض ويحطّ مِن كرامة الشّخص عِندما يُلاحظه النّاس في ثوبه أو عمامته فيتحاشون القُرب مِنه !
كان الأوّلون يحاربونها بما يستطيعون حتّى بالفلفل المجفّف كبخور يُطلق في الأماكن اللتي تكثر فيها برائحة لا تُطاق .
وأذكر أنّني ومعي جدّي أبو رياح ( رحمه الله ) كُنّا في مناسبة بإحدى القرى فرأينا البقّ يمشي على جِدار مجلس الضِّيوف ومخلوب بالطِّيْن فتعاونّا على قتله فكان يستخدم قاعدة الشّون ( عصاته ) وأنا أستخدم مطرقة ( قطعة حديد ) وجدتها في البيت ! ولم يكن في البيت سوانا فيقول : أنظر ياسعد الله أكبر ما أكثره ويقتل فيه وأنا أقتله بالمطرقة حتّى شوّهنا منظر ذلك الجدار ! أمّا القذّان فكُنّا نتحاشا الدّخول إلى مراح الغنم ( مبيت الغنم ) لكثرتها فيه ! وأحمد الله أنّه لم يوجد ببيتنا غنم ( رغم أنّها مِن النّعم ) ومِن كثرة القِذّان وانتشارها بنى النّاس عليها فزّورة وهي ( أحمر حمرور في البيت مذكور . ماهو ؟ ) وكان متوحّشاً رغم ضئالة جسمه ! أمّا القمل وصغاره ( الصِّيبان ) فأمام ناظريّ طلب العمّ مسفر الزّبير رحمه الله مِن أحد التّلاميذ أن يخرج إلى المعرض وتحت المراجيح يُخرج فلينته وينشرها في الشّمس لعلّ القمل يخرج مِنها مع لومه وتأنيبه لأمّ ذلك التّلميذ اللتي لا تعيش معه في البيت وحمّل ذلك التِّلميذ رسالة لها وقال : قل لأمّك تنتبه لك حتّى ولو إنّك مطلّقه .
أبو صالح لقد تجرّأت بقول الحقيقة بارك الله فيك وبيّنت للشّباب ذكوراً وإناثاً بأنّنا في الماضي لم نكن مُرفّهين ومُدلّلين أو في رغدٍ مِن العيش بل كابدنا الوضع الّذي كُنّا عليه وصبرنا وعوّضنا الله في هذا الزّمان بما يستوجب مِنّا الحمد والشّكر والثّناء على الله بما هو أهله .
وآسف على التّطويل يا أبا صالح لا عدمناك .

 

 

   

رد مع اقتباس