عرض مشاركة واحدة
قديم 03-29-2013, 10:42 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
رفيق الدرب is on a distinguished road

من يطيق ما طاقه أولئك ؟


 

سأكتب شيئا مختصرا عن بعض معاناة العم سعيد بن عبد الله شويل عليه رحمة الله
يروي لنا العم علي دغسان - رحمه الله - عنه فقال :
كان لديه جمل يؤجره من الباحه إلى مكة وبالعكس وكان يشكو من البواسير وقد علم أنه يوجد جراح في مكة ، اشتد عليه الألم فتوجه إليه وعندما هم بإسداحه للعملية جاءه رجل يريد استئجار جمله قال لذلك الطبيب الشعبي ( خلَّها بعدين أبي ينتظر أجرة الجمل في الديرة ) وخرج بحملته

وكلما أراد أن يعمل العملية جاءه من يكتري جمله وهكذا امتد صبره على الآلام رغم النزيف الذي بدأ يظهر ، قابل ذلك الطبيب مرة ثانية وحثه على استئصالها فورا وأسدحه على حصيرة وبدأ يقطعها ( طبعا بموس الحلاقة وبدون بنج حيث لا يوجد بنج في ذلك الزمان )

وضع على الجرح مآدة كاوية ، وقف مترنحا من كثرة ما نزف من الدماء ، جاءه رجل يرغب في استئجار الجمل ، ماذا تظنون ؟ هل يخلد إلى الراحة وهو في أمس الحاجة إليها ؟

لا بل قال أبي ينتظر خروجي ، أكرى جمله ، ركب الرجل على الجمل والعم سعيد يمشي وراءه وهو يحس بآلام شديدة وكان يباعد بيديه فخذيه عن الجرح والنزف مستمر ، أوصل الرجل إلى بيته بناء على الاتفاق

عندما وصل إلى دار العباله ولمح أبوه تلك الحالة التي هو عليها ، قال له سويت العملية قال نعم ، قال هيا الله يحييك ( سووا له قرص مقلوب ) وأرسل عمته العيسيه - رحمها الله - تبحث عن حقينة يبتل بها القرص ، تأخرت عليهم ، دخل العلِّيَّة وأخرج لبزة من التمر قال ابتل بها حتى تجيك الحقينة والحقينة لمن لا يعرفها من الشباب منزوعة الدسم

في تلك اللحظات دخلت العيسية بالحقينة ثم أخذ والده التمرة وردَّها في العلِّية ، تجمع أخوانه الصغار حوله وتقاسم معهم ذلك القرص ، من يطيق تحمُّل ما جرى لأولئك الناس رحمهم الله جميعا ؟! ، الحياة قاسية في ذلك الزمان ولكن نسأل الله أن يعوضهم عن معاناتهم دارا خيرا من دارهم وأهلا خيرا من أهلهم ، ليس بره مقتصرا على والده فقد بر بأمه إلى درجة أنها في أيامها الأخيرة كان حضنه مهدا لها بل كان يتولى تنظيفها بنفسه بعد قضاء حاجتها ولا يسمح لأحد بأن يتولى تلك المهمة كتبت لكم هذه الأقصوصة للاعتبار ولنعلم مدى بر ذلك الرجل بوالديه .

 

 

   

رد مع اقتباس