عرض مشاركة واحدة
قديم 03-26-2011, 07:42 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 




وهذا ما علمه النبي؛ -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه وقذفه في قلوبهم وعقولهم، فكان درساً وتعليماً لا ينسى؛

فعن أنس بن مالك رضى الله عنه، قال:

جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألون عن عبادة النبي -صلى الله عليه وسلم-،

فلما أخبروا كأنهم تقالُّوها، فقالوا:

وأين نحن من النبي -صلى الله عليه وسلم-،

قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخَّر؛ قال أحدهم: أما أنا فإني أصلي الليل أبداً؛

وقال الآخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر؛

وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً.

فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فقال:

"أنتم الذين قلتم كذا وكذا؛ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد،

وأتزوج النساء؛ فمن رغب عن سُنتى فليس مني
".

ولن تتحقق هذه الحياة إلا بوحي الله سبحانه وتعالى:

[وكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الكِتَابُ ولا الإيمَانُ ولَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشاءُ مِنْ عِبَادِنَا

وإنَّكَ لَتَهْدِي إلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ صِرَاطِ اللَّهِ الَذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ ومَا فِي الأَرْضِ أَلا إلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُ
]

[الشورى: 52-53].

فقد سمى الله تعالى ما أنزل على رسوله روحاً؛ لتوقف الحياة الحقيقية عليه، كما سمّاه، أيضاً، نوراً،

لتوقف الهداية عليه، فقال الله، سبحانه وتعالى [يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ]

[المؤمن: 151]،

كما سمّاه أيضاً شفاءً، فقال: [قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وشِفَاءٌ]

[فصلت:44].

وليس غريباً، بعد هذا، أن يجعل النبي، -صلى الله عليه وسلم- هذا الإيمان والعقيدة

التي جاء بها كالمطر الذي ينزل على الأرض الهامدة فيحييها:

عن أبي موسى الأشعري، رضي الله عنه، عن النبى - صلى الله عليه وسلم- قال:

"مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل الغيث الكثير، أصاب أرضاً،

فكان منها نَقِيَّةٌ قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير،

وكان منها أجَادِبُ أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا.

وأصابت منها طائفة أخرى، إنما هي قِيعَانٌ لا تُمسك ماء، ولا تُنبت كلأ.

فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به، فعَلِمَ وعلَّمَ. ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هُدى الله الذي أرسلت به
"

[رواه البخاري ومسلم].

فهي إذن دعوة إلى العقيدة والإسلام والإيمان، فقد أحياهم الله تعالى بالإسلام والإيمان بعد موتهم بالكفر.

وهي دعوة إلى الحق والقوة، الحق الذي قامت عليه السموات والأرض،

إذ لم يخلقهما الله تعالى إلا بالحق: [ومَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ والأَرْضَ ومَا بَيْنَهُمَا إلاَّ بِالْحَقِّ]

[الحجر:85]،

والكتاب الذي أنزله الله تعالى على خاتم أنبيائه ورسله - صلى الله عليه وسلم- هو الحق: [والَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ مِنَ الكِتَابِ هُوَ الحَقُّ]

[فاطر:31]،

وقد أنزله الله تعالى بالحق: [نَزَّلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ]

[آل عمران:3].

والشريعة التي أنزلها الله تعالى على رسوله هي حق وعدل،

أكملها الله تعالى وبثها في كافة الخلق: [هُوَ الَذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى ودِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ]

[الصف:9]،

وما أرسل الله تعالى رسله ولا أنزل كتبه إلا ليقوم الناس بالحق والقسط بين الناس:

[لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ والْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ]

[الحديد:25].

 

 

   

رد مع اقتباس