يجبرنا المتنبي غفر الله له على الإبحار في محيطه
فلنتأمل بعض أبيات هذه القصيدة
التي قالها في مدح أبا علي هارون بن عبدالعزيز
وفي ظني أنّ الشرح سيفسد جمال هذه القصيدة وسأترك
متعة شرح القصيدة لكم
.
القصيدة ( غيركاملة )
أَمِنَ اِزدَيارَكِ في الدُجى الرُقَباءُ
إِذ حَيثُ أَنتِ مِنَ الظَلامِ ضِياءُ
أَنا صَخرَةُ الوادي إِذا ما زوحِمَت
وَإِذا نَطَقتُ فَإِنَّني الجَوزاءُ
لَبَسَ الثُلوجُ بِها عَلَيَّ مَسالِكي
فَكَأَنَّها بِبَياضِها سَوداءُ
وَكَذا الكَريمُ إِذا أَقامَ بِبَلدَةٍ
سالَ النُضارُ بِها وَقامَ الماءُ
مَن يَظلِمُ اللُؤَماءَ في تَكليفِهِم
أَن يُصبِحوا وَهُمُ لَهُ أَكفاءُ
وَنَذيمُهُم وَبِهِم عَرَفنا فَضلَهُ
وَبِضِدِّها تَتَبَيَّنُ الأَشياءُ
وَإِذا مُطِرتَ فَلا لِأَنَّكَ مُجدِبٌ
يُسقى الخَصيبُ وَتُمطَرُ الدَأماءُ
لَم تَحكِ نائِلَكَ السَحابُ وَإِنَّما
حُمَّت بِهِ فَصَبيبُها الرُحَضاءُ
فَبِأَيِّما قَدَمٍ سَعَيتَ إِلى العُلا
أُدُمُ الهِلالِ لِأَخمَصَيكَ حِذاءُ
وَلَكَ الزَمانُ مِنَ الزَمانِ وِقايَةٌ
وَلَكَ الحِمامُ مِنَ الحِمامِ فِداءُ
لَو لَم تَكُن مِن ذا الوَرى الَّذي مِنكَ هو
عَقِمَت بِمَولِدِ نَسلِها حَوّاءُ