عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2011, 07:13 PM   رقم المشاركة : 2

 


أبا صالح بارك الله فيك

بهذه القصة ذكرتني قصة العز بن عبد السلام
الملقب بــ : سلطان العلماء
و لقب بــ بائع الأمراء أو بائع الملوك .

أثناء قيامه بعمله في منصب قاضي القضاة اكتشف أن القادة الأمراء الذين يعتمد عليهم الملك الصالح أيوب لا يزالون أرقاء لم تذهب عنهم صفة العبودية، والمعروف أن الملك الصالح أكثر من شراء المماليك وأسكنهم جزيرة الروضة واعتمد عليهم في إقامة دولته وفي حروبه، وهؤلاء المماليك هم الذين قضوا على الدولة الأيوبية في مصر وأقاموا دولتهم التي عُرفت بدولة المماليك.
كان بمصر، وهو ذلك الموقف الذي ينقله لنا الإمام السيوطي في كتابه "حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة" فيقول:
(لما تولى الشيخ عز الدين القضاء تصدى لبيع أمراء الدولة من الأتراك، وذكر أنه لم يثبت عنده أنهم أحرار، وإن حكم الرق مستصحب عليهم لبيت مال المسلمين، فبلغهم ذلك، فعظم الخطب عندهم، وأجترم الأمر، والشيخ مصمم لا يصحح لهم بيعًا ولا شراءً ولا نكاحًا، وتعطلت مصالحهم لذلك.
وكان من جملتهم نائب السلطنة، فاستثار غضبًا، فاجتمعوا وأرسلوا إليه، فقال: نعقد لكم مجلسًا، وننادي عليكم لبيت مال المسلمين، فرفعوا الأمر إلى السلطان، فبعث إليه فلم يرجع، فأرسل إليه نائب السلطنة بالملاطفة فلم يفد فيه، فانزعج النائب، وقال: كيف ينادي علينا هذا الشيخ، ويبيعنا ونحن ملوك الأرض؟! والله لأضربنه بسيفي هذا.
فركب بنفسه في جماعته، وجاء إلى بيت الشيخ والسيف مسلول في يده، فطرق الباب، فخرج ولد الشيخ، فرأى من نائب السلطنة ما رأى، وشرح له الحال، فما اكترث لذلك، وقال: يا ولدي، أبوك أقل من أن يقتل في سبيل الله، ثم خرج.
حين وقع بصره على النائب يبست يد النائب، وسقط السيف منها، وأرعدت مفاصله، فبكى وسأل الشيخ أن يدعو له، وقال: يا سيدي إيش ـ أي ماذا ـ تعمل؟ فقال: أنادي عليكم وأبيعكم، قال: ففيم تصرف ثمننا؟ قال: في مصالح المسلمين، قال: من يقبضه؟ قال: أنا.
فتمَّ ما أراد، ونادى على الأمراء واحدًا واحدًا، وغالى في ثمنهم ولم يبيعهم إلا بالثمن الوافي، وقبضه وصرفه في وجوه الخير) ومن يومها صار العز بن عبد السلام يلقب بــ "بائع الأمراء".

[حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة، السيوطي، (1/269)]،

لك تحياتي ودمت بخير

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس