عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2012, 12:24 AM   رقم المشاركة : 10

 

الوفاء من أهل الوفاء سجيه ولا يعرف الرجال إلا الرجال ولا يستغرب منك أبا صالح أن توثق في هذه الساحات لسيرة رجل فذ احبه كل من عرفه وأسر بحبه كل من صاحبه وزامله لكريم خلقه وعذب سجاياه ، فلك وله كل الحب والتقدير.


















من مجموعة شجرة الليمون : مها وطريق الجنوب

(1)

صباح كئيب يقتحم ملامح وجهها الغض..عيناها الصغيرتان تشعان بحزن غيرمعتاد.. خمولها.. سكونها, مسحة حزن انتابها منذ الصباح , كانت حالتها المفاجئه محيرة لا مها وأبيها وجدتها, حيويتها مطفاءة, وابتسامتها مغلقة, ولعبها متناثرة بإهمال.. انبرى كل من الاب والام والجدة لكشف سحابة الحزن والجفاف التي خيمت على حبيبة الكل (مها) . تسال الاب في حيرة:ماذا بك يا ابنتي؟ من اغضبك ..ماما.لا..أنا؟..وأومات براسها , أنا .. لماذا؟..

أنت تسافر لوحدك.. ما تاخذنيمعك.

حاضر.. ابشري.. المرة الثانيه سنذهب كلنا..ولا يهمك ياعسل.. عقبت الامقائله: (عسل مخلوط)..لا (عسل صافي)

قالت الجدة: انها عسل ..(عسل أبوعلي)..وتنهال المداعبات والضحكات على ردودها الذكيه .. وتساؤلاتها البريئه:
-








من تحبين ؟ بابا وماما وجدتي

- من تحبين اكثر..اكثر؟ الله اكثر

- يا سلام ,وبعده . بابا وماما وجدة

- من اكثر بابا او ماما ؟ اكثر..(باما) وتتزاحم عليها الاحضان والقبلات .

(2)
انسحب الاب دون ان تشعر كي يتهيا للسفر ,بينما الام تشاغلها بعلب المكعبات المتناثرة لتبني لها منزلا , اتريدين ان نبني قصرا؟ او (فيلا)؟لا.
ماذا تريدين ؟ (كوخ). فجاءة تذكرت والدها, سالت امها : اين (سعيد) ليلعب معنا؟ (قولي بابا)
الاتريدين ان العب معك؟
-








اريدك انت وبابا

انزلقت بعضالقطع لحقت بها المكعبات الاخرى .. تساقط البناء, اخذت تبكي بحرقه , وتنادي اباها

-لم كل هذا البكاء؟ سابنيه لك حين اعود.

اريد ان اذهب معك- سنذهب معافي المرة القادمة كما وعدتك.

وتحضر لي عروسة والعابا كثيرة؟
-ابشري.. هات (السلمه) اخذت تتعلق بعنقه لتنهل من قبلات لا ترتوي.
(3)
مع غروب ذلك اليومكانت عينا (مها) تتابعان بدهشة وقلق ماتراه في المنزل , الاقارب.. الجيران.. اصدقاءوالدها, الناس ياتون ويخرجون!! , اخذت تتفرس الوجوه, تتسال بصمت وذهول, لماذا اتىهؤلاء , اين بابا ؟؟ لم تجدة..
ثم الى سطح المنزل , لعله يصلح (الاريل) , اتجهتالى الحديقه الصغيرة, ربما ليحضر لها ورده صغيرة كالعادة, اخذت تتعثر خطواتها, ارهقتها قبلات العزاء والحنان بدأت تضيق بهذه الوجوه لا تبتسم,وتواصل البحث عن المزيد من الحيرة والانكسار, فلا ترى سوى دموع أمها وجدتها تنهمربغزارة.










من مجموعة شجرة الليمون : فاعل خير


(لم يبق إلا يومان ... يوم الخميس زواج (مشاري)
الله يحفظه, يامعين , بقي ألف شغله وشغله.. والطلبات لاتنتهي.., أعان الله الرجل الوحيد..) أخذ طريقه مع طلوع الشمس بسيارته متجها إلى سوق الأغنام , كانت أشعة الشمس تغطش عينيه فيقتادها بكفه الأيسر ويزيده الزجاج المغبر عتامه . لم يقرر بعد كم يشتري ؟.. هل يأخذ سواكني أم حري؟ سوف أختار ثلاثين رأسا , هل تكفي؟في هذه لن استشير أحدا.
بالتأكيد ستختلف أراء الأقارب..!! سأجعلها خمسة وثلاثينأو أربعين , تزيد ولا تنقص.


وضع يده على ربطة النقود فئة الخمسمائه ريال ليطمئن عليها في جيبه, سمع رنين الجوال اخذ يتحدث مع أم مشاري.. لتذكره بما إستجدمن طلبات لم تكن في البيان الطويل الذي يحتفظ به منذ أكثر من شهر , ليت مشاري قدحضر ليساعدني في بعض المهام ..لن يتمكن من القدوم من عمله الإ يوم الزواج وحتى لوكان هنا فلن نرهقه بشئ..

ألقى نظرة سريعه على قائمة المطلوبات , فجاءة سمعضربة في مؤخرة سيارته وصيحه رجل يستغيث..لم يوقف الابعد عدة أمتار ..التفت إلى المكان ..رأى شيئا يلتوى !! انه رجل ممدد ينزف ويئن, (لقد دعست الرجال)!! لم انتبه له ..كان مسرعا في مشيه.. جلس الى جانبه , اخذ يفكر في حيرة وارتباك,على ان انقله الى المستشفى. المرور.. التوقيف .. زواج مشاري!!(حسبنا الله ونعم الوكيل) الرجل به كسور واصابات في الراس اخذ يتزايد عدد السيارات .. تجمع الناس, اقبلت سيارة الدوريات, الشرطي يستوضح شيئا عن الحادث, سمع احد الواقفين للتو يقول:هذه صدمة سيارة ولعل صاحبها قد هرب , شرع رجل الامن يتحدث بالجهاز حادث دهس من سيارة مجهولة .. نحن نتظر سيارة الاسعاف..) حاول ان يحصل من المصاب على أي معلومة اخرى , كان غائب الذهن.. انفرجت شفتاة عن صوت ضعيف , ونفس متقطع) .. واحد صدمني...سيارة... جمل... طيارة..)

لا يدري ابو مشاري لماذا التزم الصمت في هذه اللحظات الحرجه ,كان يقف مع الناس مشدوها, وكأنه يعيش كابوسا من الاحلام المروعه, لم يقل شيئا , ركب مع المصاب الى المستشفى سأله الشرطي:

-
أأنت من أقرباء المصاب؟.. نعم ..لا.. أنا..

-


من تكون ..هل تعرفه؟؟أنا .. فاعل خير, وسابقى معه حتى يصل أقرباؤه.

-


أحسنت ياطيب


لم ينقطع عنه الا يوم الزواج ..., يحمل له مختلف الهدايا والخدمات, وتوصيات الرعاية والعنايه الطبية, الجميع يشيدون به حاضراوغائبا.. يستمع بصمت عميق الى كلمات الثناء والاعجاب على هذه الاريحيه , والمروءه النادرة, اخذ المريض يشعر بمن حوله .. يتحسن..يتكلم, متذكرا تلك اللحظات , ساعة الحادث ويقص ماجرى له على زائره الوفي عن هروب ذلك السائق المتهور, لماذا يهرب لن اسامحه.., يهرب ويتركني أموت في الشارع؟!! لقد كنت قريبا مني ايها الحبيب حين الحادث, الم تتعرف على سيارته.. ليتك اخذت الرقم.. أكيد.. كنت منشغلا بي.. , أجابه بمشاعر لم تمر به من قبل: سيظهر.. سيظهر , ستعرفه.. ستعرفه بالتاكيد ثم اخذ يناجي نفسه بان فترة الزواج انتهت بسلام.. ويجب ان تنتهي فترة الصمت.





فصول من المعلامه :



 

 
























التوقيع

قال تعالى :
"ومن احسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين"

فصلت (33)


   

رد مع اقتباس