عرض مشاركة واحدة
قديم 09-04-2008, 06:56 AM   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية أبوناهل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 12
أبوناهل is on a distinguished road


 


في الجزء الثالث
سورة آل عمران الآيتين رقم 26 و 27
يقول الله تعالى :
((قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، o تولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ،))
... المعنى في الآية الأولى واضح تمامآ ..
فكل أمور الدنيا والآخرة بيد الله سبحانه وتعالى فيهب الملك
لمن يشاء وينزعه ممن يشاء وكذلك العزة والرفعة بيديه جل شأنه
لأن القدرة بيديه ..
أما المعنى لقوله تعالى
يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل أن الله تعالي يدخل الجزء من الأرض الذي يخيم عليه الليل بالتدريج في مكان الجزء الذي يعمه نور النهار‏,‏ ويدخل الجزء من الأرض الذي يعمه نور النهار في مكان الجزء الذي يخيم عليه الليل وذلك باستمرار‏,‏ وبطريقة متدرجة‏,‏ إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها‏.‏
(وليس هنالك من إشارة أدق من ذلك في التأكيد علي حقيقة دوران الأرض حول محورها أمام الشمس‏,‏ وهذه الإشارة القرآنية تلمح أيضا إلي كروية الأرض‏,‏ لأنه لو لم تكن الأرض كروية الشكل‏,‏ ولو لم تكن الكرة تدور حول محورها أمام الشمس ما أمكن لليل والنهار أن يتعاقبا بطريقة تدريجية ومطردة‏. )
البديع في هاتين الآيتين هو :

( أنها نداء خاشع .. في تركيبه اللفظي إيقاع الدعاء وفي ظلاله
المعنوية روح الإبتهال وفي إلتفاتاته إلى كتاب الكون المفتوح
إستجاشة للمشاعر في رفق وإيناس وفي جمعها بين تدبيرالله
وتصريفه لأمور الناس ولأمور الكون إشارة إلى أن كل شيء بيده
ودلالة على توحيد الألوهية )
.... في الآية الثانية ..
( تعبير تصويري عن دخول الليل في النهار والعكس وعن خروج الميت من الحي والعكس ونجد أنه شيئآ فشيئآ يتسرب غبش الليل إلى وضاءة النهار وشيئآ فشيئآ يتنفس الصبح في غيابة الظلام )
ونجد في إختلاف ساعات النهار وكذلك الليل من فصل إلى آخر
تدليلآ على هذا التداخل ..
( كذلك الموت والحياة يدب أحدهما في الآخر في بطء وتدرج )
ونجد أن الموت يتداخل مع الحياه في جسد الإنسان ..
( خلايا حية منه تموت وتذهب وخلايا جديدة فيه تنشأ وتعمل)
وبعد هذه الدورة الدائمة داخل الأجساد بشكل عام
( تتسع الدائرة فيموت الحي كله ولكن خلاياه تتحول إلى ذرات
تدخل في تركيب آخر )
وتأكيدآ على هذه العظمة والتفرد الإلهي يأتي قوله تعالى
قاطعآ بمشيئته وتوزيعه للرزق دون حساب أو تقنين ..
.... سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ....

 

 
























التوقيع



   

رد مع اقتباس