الموضوع: مقال اليوم...
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-17-2009, 09:20 PM   رقم المشاركة : 7

 



الوطــــن


تركي الدخيل

طيحني... بابا سامحني... وتسريحة الآفرو!

كيف انتشرت بناطيل "طيحني"، و "بابا سامحني"؟!
التقارير تتحدث عن أن أكثر الذين يرتدون تلك البناطيل مراهقون بل صغار في السن، وليسوا من الشواذ بالضرورة، وإنما بعضهم يقلّد، جرياً على قاعدة: رأيت الناس يلبسونه فلبسته. لكن البعض الآخر بالفعل ربما يمارس حمقه، والمراهقة الأولى هي طفولة متطورة، تعتمد على الطيش وقلة الحكمة، أما إذا كان كل الذين يلبسون هذا اللبس هم من المثليين –لا سمح الله- فإن الأمر جد خطير، خصوصا إذا ما استحضرنا العدد الكبير لهؤلاء!
حينما نطالب بالتفاعل الإيجابي مع العصر فإن البعض يرى أن هذا الرأي مخالف للشريعة، والإجماع، والثوابت، بينما المراهقون والأجيال الجديدة تتفاعل مع العصر بشكل أسرع بكثير من استيعاب الكبار للمتغيرات، وإن كان بعض التفاعل سلبياً، ذلك أن إقفال الباب في وجه مكائن التحديث بات مستحيلاً مع الثورة الفضائية والإنترنت، ولأن المراهق لم يجد نماذج إيجابية للتحديث السلوكي والشكلي، ولم يعرف اللبس العصري بشكله الأنيق، راح يبتكر أناقته الذاتية السيئة المتمثلة في بناطيل طيحني ولبس الأساور والقلائد، تلك التي أصبحت شغل الأمن والهيئة الشاغل بينما السرقات في كل لحظة للسيارات والمنازل!
نتمنى ألا ينشغل الأمن بالبناطيل عن سرقات السيارات والبيوت التي تحدث كل ثانية! ثمة ملمح لا أدري لماذا يتغاضى عنه الكبار عند تناول قضية مثل طيحني، عن ظواهر مشابهة مرت في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، فلو تصفحت أرشيف الصور الشخصية لبعض المسؤولين الذين تلقوا تعليماً عالياً في الغرب، لوجدتهم يشرئبون بأعناقهم فخراً بتسريحاتهم (الآفرو)، لكن هذه الظاهرة مرت بسلام، بفعل تطور العالم، ومن ضمنه الأشخاص. أفليست هذه الظواهر مثل تسريحات الآفرو، التي ولت ضمن التطور الإنساني الطبيعي، بعيدا عن تدخل الهيئة والشرطة، فكيف بالقضاء.
بينما تأمل ما نقلته الصحف عن رئيس المحكمة الجزئية في محافظة الخبر القاضي علي بن سليمان السيف والقاضي في المحكمة العامة بمدينة الدمام عدنان الدقيلان، على أن: "عقوبة المرتدين للملابس المخلة بالآداب في الأماكن العامة تعزيرية، بينما يختلف النظر القضائي وفق حيثيات كل قضية على حدة. علماً بأن عقوبة التأديب في هذا النوع من القضايا يمكن أن تصل إلى السجن أو الجلد، أو العقوبتين معاً، حسب ما يراه القضاة"، واعتبر القاضيان ارتداء مثل هذه الملابس المخلة بالآداب من "خوارم المروءة"، التي يمتنع القضاء عن قبول شهادة من يرتديها في حال ثبوت ذلك، كما أن هذا الأمر يعتبر من التشبه بالكفار وتقليدهم والذي يحرم الإسلام التشبه بهم".
قلتُ: ولو كان لهؤلاء المراهقين منافذ ترفيه بريء جميل، كأندية للسيارات، أو الدبابات، أو أندية تجارية تضم ملاعب إلكترونية أو حدائق أو صالات عرض تلفزيوني-حتى لا نقول سينمائي- فإن هذه الظاهرة وغيرها ستخف عاجلاً أم آجلاً، أما أن تكون أغلبية الشعب من الفتيان والفتيات وتغلق كل منافذ الترفيه فإنهم سيصنعون استراحاتهم وأماكن ترفيههم الخاصة والتي غالباً ما تحرض على الانحراف السلوكي والأخلاقي فضلاً عن الديني.

 

 
























التوقيع


لو تعمل الطيب ويضيع.
لا تقول ( طيبي..إنجحد )

خلّكـ مثل موج البحر,
يغسل مدآرآت المدى
وينكسر.!
ما حسّ بـأوجآعه أحد ..

   

رد مع اقتباس