الموضوع: مقال اليوم...
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-17-2009, 12:13 PM   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
عضو مميز
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ســهـ نجم ـــيل is on a distinguished road


 






ساحات للفتنة.. لا للحوار

خليل الفزيع


تتعرض بعض الرموز الوطنية لهجوم عنيف في بعض ساحات الحوار على الإنترنت
من قبل أناس لا يعرفون غير السب المقذع، الذي يتنافى مع الرجولة،
فليس من الرجولة في شيء أن تنطلق الألسنة والأقلام للنيل ممن نختلف معهم
في أي أمر من أمور الدين والدنيا، فالدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة،
هي سمة المسلم الذي يعمر الإيمان قلبه، وتملأ التقوى وجدانه، ويهفو إلى الحق ضميره.
فكيف يحق لمن ينتمي لهذا الدين الحنيف أن يخالف تعاليمه وأن يخلع لباس الحياء،
ويستسيغ توزيع الشتائم يمنة ويسرة، والدين يدعو إلى حسن المعاملة،
والتأدب في الحوار، ونبذ الخصام والجدل العقيم؟ ويطال هذا الضيم مسئولون ومثقفون وعلماء.. أصبحوا هدفا سهلا لنبال الموتورين، وسهام المغرضين،
بعد أن أصبحت ساحات الحوار في بعض المنتديات على الإنترنت
(وكالة من غير بواب) كما سماها شاعرنا الساخر حسن السبع،
الذي تطرق في إحدى كتاباته إلى سلبيات كثيرة تتسرب عبر بوابات هذه الوكالة
التي تخلو من الحراس الأمناء على سمعة الناس وأعراضهم،
وما نحن بصدده هنا لا يختلف عن تلك السلبيات،
إن لم يكن أشد منها قسوة على النفس.. وبذلك يتحول الإنترنت هذا الإنجاز العلمي الكبير،
من أداة لإشاعة المعرفة وتفجير الوعي، إلى معول هدم للمثل والأعراف والمبادئ السامية والقيم النبيلة التي يدعو إليها الدين الحنيف.. على أيدي من نذروا أنفسهم للشر، فعايشوه طبعا، ومارسوه سلوكا، واتخذوه سبيلا لحياة عابثة خبيثة.
فتشويه سمعة أي إنسان، وتوجيه الشتائم له بكلمات تأبى النفس الكريمة التلفظ بها، والاجتراء عليه بما يسيء لوضعه الاجتماعي أو الرسمي.. كل ذلك دليل على ضعف الحجة، وغياب التأدب في الحوار، والتطاول على الإنسان الذي كرمه الله على كل مخلوقاته، لكن نفرا من المرجفين تجاهلوا التوجيهات الربانية بحسن الخلق وحسن التعامل وحسن الحوار، فولغوا من هذه المياه الآسنة ما أمات ضمائرهم. وإذا كان هذا الأمر يبدو غريبا إذا صدر من الجاهلين والعابثين، فإنه يصبح أكثر غرابة إذا صدر من أناس يلبسون رداء الدين ويتحدثون باسمه، لكنهم لا يتورعون عن أن يفتحوا أبواب الفتنة التي لعن الله من أيقظها، فإذا سد في وجوههم باب، فتحوا أبوابا أخرى، يتسلل منها الشيطان لزرع الخلافات، وبث النعرات، وطعن غيرهم في الصميم، دون مراعاة لواجب، أو إحساس بمسئولية، أو وعي بخطورة هذا المسلك الوعر الذي لا يعرفه الأسوياء.
فما أحوجنا إلى التمثل بقول القائل:
وهبت نفسي لإقرار الوئام فما
لفتنة الخلف غير العار والنار

ســهـ نجم ـــيل

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس