أخي المعتكف
إن كان معك رفقه ،
فاختر الرفقة التي تعينك على الطاعة وتشد أزرك وتحرص على الخير
واستغلال الأوقات وعمارتها بالعبادة ، وتجنب الذين تضيع أوقاتهم في حديث وكلام .
وبعض المعتكفين إذا كانوا جماعة يظهر عليهم الجد في أول الأيام ،
ثم يتراخون ويتكاسلون ، وتراهم كثيراً ما تضيع أوقاتهم في أحاديث لا فائدة من ورائها ،
وقد ينجرُّ الحديث إلى أمور محرمة من غيبة أو غيرها .
أخي المسلم : الاعتكاف سنة ، والمحافظة على بيتك وأبنائك من الواجبات ،
فاحذر أن تضيع الأهم وتفرط في أمر الرعاية ،
بل اجمع بين الأمرين ، واحرص على ابتعادهم عن مواطن الفتن ،
ولا يكن اعتكافك فيه ضياع لحقوق واجبة . وإن تيسر أن يصحبك أبناؤك في الاعتكاف ؛
فإن في ذلك طريق تربية ، وراحة نفسية لك ، وأُلفة بينكم ، وتعويد لهم على العبادة ؛
وإن صعب الأمر عليهم فلا أقل من ليلة يعتكفون فيها معك ،
وأجزل لهم العطية وشجعهم على ذلك .
أخي المسلم
مواسم الطاعات محطات يتزود فيها المسافر إلى جنة عرضها السموات والأرض ،
فكن من العقلاء الفطناء الذين لا تفوتهم هذه الفرص
وهذه المحطات إلا وقد نالوا من نفحات الرب وجزيل الأجر وعظيم المثوبة .
فاحرص على الاعتكاف بنية صادقة ، وابتعد عن المباهاة والرياء ،
وحب المدح والثناء ، وإياك والعجب بأعمالك ،
واحرص علي أن تكون أعمالك خالصة لله عز وجل قال تعالى :
((وَمَا أُمِرُوا إِلا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ ))
وفي الحديث المشهور :
(( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى .. ))
[ متفق عليه ] .
ومما يُعينك على ذلك اختيار المسجد الذي لا تعرف فيه أحداً ولا يعرفك أحد ،
ولا حاجة لك أن تعلن اعتكافك على الملأ في يوم العيد أو بعده !
أقر الله عينك بالعبادة وجعلك من الفائزين المقبولين ،
وغفر لنا ولوالدينا ولجمع المسلمين ،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
عبدالملك القاسم
تحياتي
...........