عرض مشاركة واحدة
قديم 03-04-2011, 01:32 PM   رقم المشاركة : 3

 

العَـلـِـيُّ، الأعْلـَى، الـْمُتـَعَالِ

قال الله تعالى: [وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ]، وقال تعالى: [سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى]،وقال تعالى: [عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الـْمُتَعَالِ]،وذلك دالّ على أن جميع معاني العلوّ ثابتة لله من كل وجه.
فله علوّ الذات؛ فإنه فوق المخلوقات،وعلى العرش استوى:أي علا، وارتفع.
وله علوّ القدر: وهو علوّ صفاته وعظمتها،فلا يماثله صفة مخلوق،بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة واحدة من صفاته،قال تعالى: [وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا].وبذلك يُعلم أنه ليس كمثله شيء في كل نعوته.
وله علوّ القهر؛ فإنه الواحد القهّار الذي قهر بعزّته وعلوه الخلق كلهم،فنواصيهم بيده،وما شاء كان لا يمانعه فيه ممانع،وما لم يشأ لم يكنْ،فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما لم يشأهُ الله لم يقدروا،ولو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه،وذلك لكمال اقتداره،ونفوذ مشيئته،وشدة افتقار المخلوقات كلها إليه من كل وجه.

العَظِيمُ

قال الله تعالى: [وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ].
الله تعالى عظيم له كل وصف ومعنى يوجب التعظيم، فلا يقدر مخلوق أن يثني عليه كما ينبغي له، ولا يحصي ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه، وفوق ما يُثني عليه عباده.
واعلم أن معاني التعظيم الثابتة لله وحده نوعان:
النوع الأول: أنه موصوفٌ بكل صفة كمال، وله من ذلك الكمال أكمله، وأعظمه، وأوسعه، فله العلم المحيط، والقدرة النافذة، والكبرياء والعظمة، ومن عظمته أن السموات والأرض في كفِّ الرحمن أصغر من الخردلة كما قال ذلك ابن عباس وغيره، وقال تعالى: [وَمَا قَدَرُوْا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ]، وقال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولاَ وَلَئِن زَالَـتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ]. وقال تعالى: [وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ]،
[تكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ] الآية. وفي الصحيح عنه : [إنَّ الله يقول: الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحداً منهما عذبته] فلله تعالى الكبرياء والعظمة، الوصفان اللذان لا يُقدَّر قدرهما، ولا يُبلغ كنههما.
النوع الثاني من معاني عظمته تعالى أنه لا يستحق أحد من الخلق أن يُعظّم كما يُعظّم الله، فيستحق جلّ جلاله من عباده أن يعظِّموه بقلوبهم، وألسنتهم، وجوارحهم، وذلك ببذل الجهد في معرفته، ومحبته، والذُّلِّ له، والانكسار له، والخضوع لكبريائه، والخوف منه، وإعمال اللسان بالثناء عليه، وقيام الجوارح بشكره وعبوديته.
ومن تعظيمه أن يُتقى حقَّ تقاته، فيُطاع فلا يُعصى، ويُذكر فلا يُنسى، ويُشكَر فلا يُكفَر.
ومن تعظيمه تعظيم ما حرّمه وشرعه من زمان ومكان وأعمال [ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ] ، وقال تعالى: [ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ ].
ومن تعظيمه أن لا يُعترض على شيء مما خلقه أو شرعه.

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس