عرض مشاركة واحدة
قديم 11-02-2008, 06:58 AM   رقم المشاركة : 4

 


حجاج بيت الله الحرام

ثم إنه صلّى بالناس الظهر والعصر قصراً وجمعاً جمع تقديم بأذان واحد وإقامتين ثم توجه إلى الموقف

واستقبل القبلة ووقف على دابته يذكر الله ويدعوه ويرفع يديه بالدعاء حتى غابت الشمس

وكان فاطراً ذلك اليوم فعلم بذلك أن المشروع للحجاج أن يفعلوا كفعلة في عرفات،

وأن يشتغلوا بذكر الله والدعاء والتلبية إلى غروب الشمس، وأن يرفعوا أيديهم بالدعاء

وأن يكونوا مفطرين لا صائمين وقد صحّ عن رسول الله أنه قال:

{ ما من يوم أكثر عتقاً من النار من يوم عرفة وإنه سبحانه ليدنو فيباهي بهم ملائكته }.

وروي عنه أن الله يقول يوم عرفة لملائكته:

{ انظروا إلى عبادي ! أتوني شعثاً غبراً يرجون رحمتي أشهدكم أني قد غفرت لهم }.

وصحّ عنه أنه قال:

{ وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف }.

ثم إن رسول الله بعد الغروب توجه ملبياً إلى مزدلفة وصلى بها المغرب ثلاثاً والعشاء ركعتين بأذان واحد وإقامتين،

ثم بات بها وصلى بها الفجر مع سنتها بأذان وإقامة،

ثم أتى المشعر فذكر الله عنده وكبره وهلله ودعا ورفع يديه وقال:

{ وقفت ها هنا وجمع كلها موقف }

فدلّ ذلك على أن جميع مزدلفة موقف للحجاج يبيت كل حاج في مكانه ويذكر الله ويستغفره في مكانه

ولا حاجة إلى أن يتوجه إلى موقف النبي

وقد رخّص النبي ليلة مزدلفة للضعفة أن ينصرفون إلى منى بليل فدل ذلك على أنه لا حرج على الضعفة من النساء والمرضى والشيوخ

ومن تبعهم في التوجه من مزدلفة إلى منى في النصف الأخر من الليل عملاً بالرخصة وحذراً من مشقة الزحمة

ويجوز لهم أن يرموا الجمرة ليلاً كما ثبت ذلك عن أم سلمة وأسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهم.

وذكرت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن رسول الله أذن للنساء بذلك،

ثم إنه بعدما أسفر جداً دفع إلى منى ملبياً فقصد جمرة العقبة فرماها بعد طلوع الشمس بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة

ثم نحر هديه ثم حلق رأسه ثم طيبته عائشة رضي الله عنها، ثم توجه إلى البيت فطاف به،

وسئل في يوم النحر عمن ذبح قبل أن يرمي ومن حلق قبل أن يذبح ومن أفاض إلى البيت قبل أن يرمي فقال:

{ لا حرج }.

قال الراوي:

فما سُئل يومئذ عن شيء قدم ولا أخر إلا قال:

{ أفعل ولا حرج }.

وسأله رجل فقال يا رسول الله:

سعيت قبل أن أطوف فقال: { لا حرج }.

فعلم بهذا أن السنة للحجاج أن يبدءوا برمي الجمرة يوم العيد ثم ينحروا إذا كان عليهم هدي

ثم يحلقوا أو يقصروا والحلق أفضل من التقصير فإن النبي دعا بالمغفرة والرحمة ثلاث مرات للمحلقين ومرة واحدة للمقصرين،

وبذلك يحصل للحاج التحلل الأول فيلبس المخيط ويتطيب ويباح له كل شيء حرم عليه بالإحرام إلا النساء

ثم يذهب إلى البيت فيطوف به في يوم العيد أو بعده.

ويسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعاً وبذلك يحل له كل شيء حرم عليه بالإحرام حتى النساء.

أما إن كان الحاج مفرداً أو قارناً فإنه يكفيه السعي الأول الذي أتى به مع طواف القدوم.

فإن لم يسعَ مع طواف القدوم وجب عليه أن يسعى مع طواف الإفاضة.

 

 

   

رد مع اقتباس