.
*****
شعبية النصر:
لم يدر بخلد زيد الجبعاء وشقيقه حسين وبقية أولاد حارة الحنبلي البسطاء.. أن الفريق الذي أسسوه بقمصان قيمتها ( 25 ) ريال.. سوف تهتز له مدرجات تتسع لثمانين ألف متفرج في مباريات منقولة تلفزيونياً في يوماً ما.. لم يخطر لهم أبداً أنه سوف يقارع ريال مدريد ومانشستر يونايتد وأعرق الفرق البرازيلية والعالمية في أكبر بطولة عالمية يشاهدها كل سكان كوكب الأرض في أحد الأيام..
بمجموعة أفراد استقبلوا النصر بطل المملكة لأندية الدرجة الثانية في عام 1383هـ إلى أن أصبح صاحب الجماهيرية الأولى في الخليج العربي.. مرت شعبية النصر بالكثير من المراحل والمتغيرات..
من الصعوبة بمكان أن يوجد فريق لنفسه شعبية وهناك فرق سبقته بالبطولات وتكوين قاعدة جماهيرية.. كان هناك الشباب والرياض والهلال وكلها صاحبة شعبية في مدينة الرياض والنصر لا زال في الدرجة الثانية..
إذن كيف حقق النصر شعبيته الكبيرة في ظل هذه الظروف.. ؟.
لقد كانت القاعدة الأولى لهذه الشعبية الجارفة تكمن في بطولات الدوري العام بدون شك والتي احتكرها فريق النصر لثمان سنوات متتالية في النصف الثاني من الثمانينات الهجرية والنصف الأول من التسعينات تخللها انتصارات مدهشة لم يسبق وأن سجلت على هذا النحو وأمام منافسين سبقوه خبرة وحضوراً..
لم تكن بطولات الدوري العام مجرد بطولات كروية حلق من خلالها النصر إلى سماء البطولات.. بل كانت شهادة عليا وضعها كل مشجع نصراوي على صدره فخراً بهذا الفريق الذي لم يقهر قط لا خلالها ولا بعدها..
لم يكن هناك لاعب بعينه في النصر استولى على قلوب هذه الجماهير.. كان كل الفريق نجوماً فوق الوصف وهذا سر تنامي شعبيته في الثمانينات ومطلع التسعينات الهجرية على ذلك النحو العجيب..
وعندما سيطر فريق النصر على بطولات المملكة طوال عقد التسعينات الهجرية تقريباً.. كانت المدرجات تتحدث نيابة عن هذا النادي الرياضي المدهش..
وعندما جمع فريق النصر بطولتي الدوري والكأس لموسم 1401هـ كان معظم طلاب المدارس يهتفون للنصر..
وإذا كانت هناك أندية رياضية ترتكز شعبيتها في منطقتها أو مدينتها.. فنادي النصر هو صاحب الشعبية الأولى على مستوى كل مناطق ومدن المملكة العربية السعودية بذلك الحضور الكثيف في كل ملعب يتجه إليه النصر..
وفي نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد يرحمه الله بين النصر والهلال.. احتشد إستاد الملك فهد بأكبر حضور جماهيري محلي وكانت الكفة تميل لصالح جمهور النصر..
وهناك قضية عجيبة فيما يتعلق بجماهيرية النصر..
عندما غاب هذا الفريق عن المنافسات طوال تسعة مواسم.. كان من الطبيعي أن تنحسر شعبيته وحضوره في الملاعب وخاصة وأن منافسه التقليدي كان يعيش قمة حضوره وعطائه..
ولكن..
الأمر العجيب والمدهش..
أن شعبية هذا النادي تزداد كلما خرجت آهة حسرة من محبيه.. مباراة منقولة تلفزيونياً أو غير منقولة.. تجد هذه الجماهير حاضرة أياً كان موقف فريقها من المنافسة.
لماذا ؟.
هل لأن هذه الجماهير تدرك أن سقوط النصر لم يكن سقوطاً طبيعياً.. ؟.
أم لأن هذا النادي الرياضي يواجه حرباً شعواء من الإعلام ؟.
نترك الإجابة لمن يعرفها.. !.
التنافس التقليدي:
قبل عام 1384هـ كان فريق الهلال هو الأبرز بين فرق الرياض.. فالشباب عندما أنقسم إلى قسمين عام 1377هـ بقي النصف الأضعف معه واتجه النصف الأفضل ليكون فريق جديد اسمه الأولمبي سمي فيما بعد بالهلال.. أما فريق أهلي الرياض ( اليمامة فيما بعد ثم الرياض ) فقد كان مدرسة الوسطى لفنون الكرة.. لذلك كان التنافس بين الفرق الثلاثة على أشده بعد تسجيل الأندية ضمن النشاط الرياضي عام 1380هـ..
وكان بالإمكان سقوط النصر منذ أول مشاركة له عام 1384هـ مثله مثل الكوكب والبنك الأهلي التعاوني وغيرها من الفرق التي اصطدمت بالفرق الشهيرة المذكورة فتوارت واضمحلت..
كان هناك نجوم.. وكان هناك عبد الرحمن بن سعود..
بعد موسمين فقط من صعوده وفي عام 1386هـ.. حقق النصر بطولة الدوري العام.. وأمام من.. ؟. أمام الفرق التي سبقته شهرة وخبرة..
وفي عام 1387هـ أعلن الأمير عبد الرحمن بن سعود أن فريق الهلال لن ينجو من النصر بداية من هذا الموسم..
كان فوز النصر على شقيقه الهلال في ثلاث مباريات هامة في موسم 1387هـ منها مباراة في كأس الملك البداية الأولى لمعاناة الهلال من زميله النصر..
لقد انحصر التنافس الجماهيري بين النصر والهلال وتوارت فرق كان لها صولات وجولات مثل فريقي الرياض والشباب والتي تتمتع في هذه الفترة بجماهيرية كبيرة..
وبالرغم أن فريق الهلال ابتعد عن تحقيق البطولات ( 13 ) عاماً منذ عام 1384هـ وحتى عام 1397هـ إلا أن المباريات التنافسية الجماهيرية بقيت كما هي مع شقيقه النصر حتى ولو كانت معظم نتائجها تذهب للنصر كون النصر في هذه الفترة يمر بأجمل مراحل ازدهاره الكروية.
وعندما عاد الهلال للمنافسة مجدداً في عام 1397هـ بقي التنافس التقليدي كما هو بل أشتد ضراوة بين الفريقين وأنصارهما..
وعاش أنصار الفريقين متعة المنافسة عشرات السنوات لا تتأثر أجواء مباريات الديربي معها بالظروف مهما كان موقع الفريقين في المنافسة.
والنصر الذي غاب مؤخراً سنوات عدة عن المنافسة لم يفقد معها الأجواء الجميلة والتنافسية مع شقيقه الهلال بالرغم من الظروف الصعبة التي عاشها النصر طوال هذه الفترة.. حيث كانت مباريات الفريقين بطولة بغض النظر عن الظروف التي يمر بها كل من الفريقين أثناء منافسات الموسم.
هذا وقد كسب النصر شقيقه الهلال في ( 50 ) موقعة مقابل ( 48 ) موقعة كسبها الهلال ضد شقيقه النصر في مجمل المباريات الرسمية والودية.. بدأت بتلك المباراة الودية قبل التسجيل في عام 1378هـوانتهت بفوز النصر بهدف.
تميز النصر بالفوز غالباً في مباريات الحسم وخاصة في النهائيات.. بينما كانت جل انتصارات الهلال على النصر في المباريات الدورية وبالأخص في الدور الأول من الدوري.
فاز النصر في ( 12 ) نهائي على الهلال بينما فاز الهلال في ( 3 ) نهائيات على النصر عبر المسابقات الكروية المختلفة.
(منقول)
*****