شكرا لك يا أبا محمد أن جليت لنا سيرة فضيلة الشيخ سعيد بن عياش هذا العلم الذي نفتخر به جميعا ، متعه الله بالصحة والعافية ومد في عمره .
أخبرني زميلي وصديقي الأستاذ عبد الرحمن سعيد عياش متحدثا عن والده وجده يقول :
كان والدي بارا بوالديه إلى درجة كبيرة حتى انه لم ينقطع عن زيارتهما وقضاء حاجاتهما بشكل مستمر رغم بعد المسافة بين مقر عمله في أبها وقريته قرية دار الجبل بمنطقة الباحة .
وروى لي قصة محزنة وهي قصة وفاة جده عبد ا لله حيث وافاه الأجل المحتوم عام 1400هـ اثر سقوطه من سطح منزله وأصيب بنزيف في المخ توفي على إثره وعندما اتصل بعض أهل القرية بالشيخ سعيد لينقلوا له الخبر تحرك من فوره ووصل القرية بعد وفاة والده بساعة فتأثر تأثرا كبيرا وكان يبكي بكاء شديدا فلامه من شاهده على هذه الحالة من أبناء قريته وأصدقائه وقالوا تبكي وكنت تعلمنا أن نصبر ونحتسب فلماذا أنت تبكي ؟ فقال : أنا لا ابكي تذمرا من قضاء الله وقدره فلكل اجل كتاب ولكن ابكي أن كان لي نهرا كبيرا من الأجر والدعاء وانقطع !!!
(انظروا إخواني الكرام عظم هذه الموعظة حيث وصف وجود والده وبره بالنهر الجاري وهناك من لديه بدل النهر نهران ولكن للأسف الشديد محروم منهما .)
ويقول الأستاذ عبد الرحمن :
استمر والدي في بر والدته بل ضاعف زياراته فكان يزورها كل أسبوع تقريبا إلا ما ندر وكان إذا اضطر للغياب يوم الأربعاء أو يوم السبت عن عمله لمشقة السفر أو مرض والدته يسجل تلك الأيام ويخصمها من إجازته العادية !!! ولم يطلب احد منه ذلك بل هي التقوى والورع لدرجة انه لم يبق له من رصيد إجازاته إلا قليلا ... واستمر على هذا الحال إلى أن توفيت والدته رحمها الله عام 1407هـ .
ومما يجدر ذكره أن شيخنا خرج من عمله كفافا لا يملك من حطام الدنيا ما يحمله غيره وما خرج الا بحب الناس له وذكره الطيب .
اسأل الله أن يختم له بالصالحات ويصلح ذريته ويجعل ثوابه الجنة إنه سميع مجيب .
شكرا لك يا دكتور سعيد مرة أخرى وجزاك الله خيرا .