لقد أثارت صورة ذلك البيت في نفسي الشجون عندما رأيتها, ولأني وببساطة شديدة كنت وكأني أحد أفراد هذا البيت أقضي معظم الوقت مع أشقائي عبد الحميد بن حسن وسعد بن حسن عليه رحمة الله .
ففي مدخله الرئيسي كنا نلعب كرة الطائرة وفي سلالمه يعني " درجه " أطلع إلى الدور الثالث " العاليه " وأنزل أكثر من مره في كل يوم.
وفي الأعياد نجتمع معاً ونعلق اللوحات في المرزح احتفاءً بالعيد وتناول طعام العيد وممارسة بعض الألعاب المسلية.
وعلى سطوحه كنا نجلس على الجون من بعد صلاة العصر إلى المغرب نستمتع بالحديث معاً والنظر إلى جبال وقرى ومزارع وادي العلي.
أما في الليل فتحلو السهرة مع إخوتي والأتريك بيننا نعمل الشاي بحرارة الأتريك,
وندرس معاً إلى حين من الليل ولم يكن يفرقنا إلا النوم, ونجتمع ثانيةً في الصباح وهكذا حتى تخرجنا مدرسين.
وفرقت بيننا ظروف العمل ومع هذا كنا نجتمع على رأس كل أسبوع وفي الإجازات.
وبعد ذلك حالت بيننا ظروف أصعب فأبو ياسر انتقل إلى جده وفقدنا سعداً بعد ذلك رحمه الله.
أما أبو ياسر فقد ذكرني ووصفني بأكثر مما أستحق وأنا أقل من ذلك بكثير , ويعلم الله أنني أكن له كل محبة وتقدير , وله في نفسي منزلة خاصة.
ولأن العلاقة التي نشأت بيننا ليست وليدة اليوم وإنما هي علاقة قديمة نمت عبر السنين ولا زالت حتى يومنا هذا . فله مني كل الشكر والتقدير والامتنان.
أما سعد فلا يسعني إلا أن أدعو له بالمغفرة والرحمة والرضوان وسكنى أعالي الجنان .