ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   بخيت ٌ بخيت الحظ ( 3) (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=7243)

محمد عجير 05-08-2009 04:46 PM

بخيت ٌ بخيت الحظ ( 3)
 


في نهاية العام الدراسي نجح بخيت ورسب علي وحضرت الوفاة والد حليمة أثناء إجازة الصيف فجاء ناصر بعد انتهاء العزاء ببضعة أيام لأداء الواجب معتذرا بأن خبر الوفاة لم يصله إلاّ متأخرا .



{ السير إلى المعلوم المجهول }

بعد أن أدى ناصر سنة العزاء خرج لبعض الوقت خارج القرية لمقابلة تجار العسل الذي تشتهر به المنطقة ثمّ تفقد خلايا النحل المغرم بتربيته و صلَّى العصر في المسجد قبل أن يعود أدراجه إلى منزل عوض .
انفرد ناصر بعد عودته بعوض في إحدى زوايا البيت وفاتحه في موضوع حليمة قائلا :

أنا ودِّي تعطوني حليمة يا أبوحسن ، منها يتربون عيال آخي معي ومنها يمكن الله يرزقني بولد وإلا ببنت يشيلوني آخر حياتي .
عوض : ( مظهرا حرصه على مستقبل أخته وأبنائها ) المهرّجة في أختي كثيرين يا أبوسعيد .
ناصر : وليش ما زوجتموها لاعد ؟!
عوض : والله هي ما وافقت وانحن ما بنرميها رمية الكلاب عند واحد ما همّه إلا حقها وحق عيالها .
ناصر : ما أظنكم بتلقون أحد يخاف عليها وعلى أولادها ويحفظ حقهم مثلي .
عوض : ( متخوفا من ذهاب الفرصة ) صحيح يابو سعيد والله إنك وانعم لكن خلنا نشاورها ونشوف يمكن عندها رأي ثاني .
ناصر : شاورها ( ياخه ) وعذ بالله من الشيطان


يدخل عوض ( الشقير ) الداخلي ويطلّ برأسه من النافذة مناديا على ابنه ... حسن.... يا حسن .... اقترب حسن من النافذة فأوعز له أباه باصطياد ديك عمته حليمة ليقدمه كواجب ضيافة لناصر مستحثا امرأته في الإسراع بتجهيز عشاء الضيف ومن ثمّ عاد إلى المجلس تعلو وجهه ابتسامة مفتعله :
ناصر : هاه بشِّر ؟ أشوفك ما تأخرت !
عوض : لا أبشرك كل شي طيب لكن ألآدمية لها شروط .
ناصر : وش هي شروطها يا أبو حسن ؟
عوض : تقول بزورتها يبقون هنه عشان المدرسة وأما الهوش فتقول بتبيعها وتخلِّي ثمنها عندي وثاقة لها وللزمن .
ناصر : الولد يقعد عندكم يكمّل دروسه يا أبو حسن لكن البنت واش تبغون بها ! انتم أعرف مني بالعار يارحيمي وشريفة عارنا ولازم تكن مع أمها .
عوض : والمهر يا أبوسعيد !
ناصر : المهر مهر المطلقة يا صاحبي ، والكلفة الزايدة ما لنا بها .
عوض : ما يخالف توكلنا على الله ، لكن الحلال ؟
ناصر : الحلال مادام رغبة حليمة تبيعه ، فبعه والله يبارك لها في ثمنه .
عوض :كفَّيت ووفيت يا أبو سعيد والله يوفق بينكم .
ناصر : الجوازة والجنازة ما حد يوخرها وأنا أخوك قم هات المملك وخلنا ننتهي .
عوض : ما بعد أمدى أبي تنفقع عينه وأنا أخوك .
ناصر : يا خي الميت مات والله يرحمه والحي أبدى من الميت .
عوض : طيب لكن ما عيْنَّا ندعي أحد ، بنذبح واحدة من الغنم وخذ مرتك والله يسهل عليكم .
ناصر : ما يخالف ، جبتها على ما في الخاطر .

يبعث عوض ابنه عليا لاستدعاء إمام الجمعة من القرية المجاورة ليكتب لناصرعلى أخته وفي الطريق يلتقي عليٌٌٌّ عمّته العائدة من ( الفيض ) وعلى رأسها ( مذرا ) جفوف ويخبرها الخبر .

تفاجأت حليمة بما سمعت ووقع عليها الخبر وقع الصاعقة فهي وإن كانت مدركة أن زواجها من ناصر لن يحدث تغييرا كبيرا في حياتها من حيث العناء ، لكنها تعي تماما معنى مشاركتها ( فاطمة ) زوجة ناصر وهي الخبيرة بها في زوجها ، كما أن العيش مع الزوج الجديد ( وهو شقيق زوجها السابق ) في نفس البيت الذى تركت فيه أحلى ذكرياتها مع سالم زاد من صعوبة تقبلها للأمر وبدأت تفكر في مصير ابنها وابنتها وفي أجوبة لأسئلة كثيرة تواردت على ذهنها حتى دخلت السفل لتضع ما على رأسها من حمل ودموعها تبلل خمارها وفجأة يقطع عليها صوت ( نحنحة ) عوض أفكارها والصمت الذي يلف المكان قبل أن يبدأ في مخاطبتها قائلا :
ناصر خطبك مني والمملك جاي ذا الحين ، أبغاك تجهزين نفسك عشان تروحين مع رجالك القابلة وإلا قبلاها
حليمة : وعيالي يا اخه ! ردت بحذر وهي ترمق دخول شريفة وغنمها الى ( المراح ) .
أجاب : الولد يقعد يكمل دراسته عندي والبنت خذيها معك .
حليمة : وأنا كيف أعيش مع فاطمة في بيت واحد ؟ ما أبغى انكح يا عوض .
عوض : أنا قد أعطيت الرجال كلمة وما عيني أغير كلمتي .
حليمة : أعطيته وإلا ما أعطيته أنا ما باخذه لو كان ما يبقى من الرجال إلا هو .
استشاط عوض غضبا من ردها عليه حتى ظهر ذلك علي قسمات وجهه الغضيب أصلا فمد يده وتناول ( العرقة ) المعلقة على ( وتد ) في جدار السفل وبدأ يضرب أخته أمام ابنتها ضربا مبرحا وهو يردد ( انتي تردين كلمتي في نحري يا الخايبة )
لم تستطع شريفة فعل شيء لوالدتها سوى الصراخ الذي أوقف هجوم خالها الشرس على أمها بعد أن علا صوتها مخافة أن يشعر ناصر بالأمر .


نواصل بقية الاحداث في الحلقة القادمة

======================================
معاني الكلمات :
المهرّجة : من الهرج وتعني الخطّاب
الشقير : جانب من البيت
الفيض : اسم مكان
مذرا : زنبيل او مكتل كبير
المراح : المكان الذي تأوي اليه الماشية للمبيت
الوتد : عود مغروس بجانب الجدار تعلق عليه الاشياء


عبدالحميد بن حسن 05-08-2009 07:32 PM

قصة مشوقة تحكي واقعا عاشه الآباء والاجداد وعشنا طرفا منه واسلوب جميل بارك الله فيك يا ابا عبد الله وننتظر باقي الحلقات في شوق .

أبوناهل 05-09-2009 12:14 AM

مأساة حليمة أنها وماتملك
إضافة لإبنها وابنتها هدف
إستراتيجي لعوض وناصر
ولعل القسمة ستطال قلبها
الذي سينقسم بين قريتي أخوها
وولدها من جهة وزوجها وبنتها
من جهة أخرى وهذا قدرها ..
مازلنا في شوق عارم لبقية الأحداث
أستاذي الفاضل ابوعبدالله لاعدمناك ..

احمد العبائر 05-09-2009 09:48 PM

أبو عبدالله
 
أبو عبدالله يحفظه الله
قسم بالله إن قصتك هذه خلتني
اقعد أتخيل الباقي وألفه
جننتنا هات الباقي أنا ما عندي صبره
وزاد القصة الوصف الدقيق للأحداث جمالاً خاص
وبصمة أبو عبدالله تحيط بالقصة
يعطيك العافية ودمت في حفظ الرحمن

عبدالعزيز بن شويل 05-09-2009 10:29 PM


http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1226325652.gif



أما آن الأوان لكي يبتسم الزمان لـ حليمة

فهي لا زالت في حُزن من بداية القصة


أبو عبدالله

واصل بارك الله فيك

ننتظر بقية القصة


تحياتي
...........

أحمد بن فيصل 05-11-2009 03:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عجير (المشاركة 63158)


فمد يده وتناول ( العرقة ) المعلقة على ( وتد ) في جدار السفل وبدأ يضرب أخته أمام ابنتها ضربا مبرحا وهو يردد ( انتي تردين كلمتي في نحري يا الخايبة )

لك الله يا حليمة
وأنا عندما أقول حليمة هنا فإنا أعني النساء كافة.
أحياناً بل دائما ما أرجع لكتب الاجتماع لأدرس سبب تعرض النساء
في كافة الثقافات إلى العنف وما الذي يسوغ للرجل كل هذا العنف
لماذا تعد المرأة سلعة رخيصة تباع وتشترى ولا يعتد برأيها بل لا يؤخذ رأيها أصلاً...
الملاحظ أن الرجل يتفنن في اختيار اسم المرأة فهذه (حليمة) وتلك (شريفة) وتلك( علياء)
ولكنه لا يتعامل معها وفق مفهوم الاسم وما لصاحبه من نصيب
أنت يا أبا عبدالله اخترت أن تكون القصة من الماضي
لكن.... في نظرة سريعة للواقع نجد أنه تطور في كل شئ إلا النظرة للمرأة تبقى كماهي...
نرجو أن يرأف الله بحال حليمة ومن هي على شاكلتها من النساء وهم كثر...
في انتظار الحلقة القادمة .... ولك كامل الود

علي بن حسن 05-11-2009 05:29 PM

أنا ركبتني عصاة بقعا وأنا أتخيله يمغطها بالعرقة التي أتوقع أنها رسمت سيورها على ضهرها ...وإبنتها تشاهد خالها يعتدي على أمها بالضرب وهي لا تستطيع أن تفعل شيء إلاّ الصراخ ...عنف غاشم متوارث مع الأسف ...كيف ترد كلمته في نحره ؟ ...مع انها هي التي تقرر ما إذاكان لها رغبة في الزواج وإلاّ لا وهذا حق شرعي لها ...أنا تقطعت بنايقي من الضيقة ..مع أنني أعرف إنها قصة من نسج الخيال ...وهذا دليل جودة الحبكة القصصية ، شكراً يا أبا عبد الله ..واصل وفقك الله .

علي بن حسن

محمد عجير 05-11-2009 06:51 PM


أخي الحبيب / علي بن حسن

الله يجازيك عني خير الجزاء يا ابا حسن والله يامداخلتك إنها احسن عندي من القصة كلها خلتني اضحك كلما تذكرت يمغطها بالعرقة خصوصا ( وإن المغط هذا بالعرقة ) قد جربته من الوالد عليه رحمة الله في شرف جناب العيال عند حبلة دغسان على مرأى من الله ومن خلقه وكان العم محمد أبو علامةآنذاك يعمل في سد الميراب بالحمارة لوحدها وبدل ما يفرع عني والا يفزع لي صاح بكل ما أوتي من قوة ( زده وانا ابو غرم الله ) لكن ما عليه شرهه اظنه حتى هو منجوح رحمة الله عليهم جميعا .

اما بنايقك فلا تتقطع وانا اخوك الظلم عاقبته شينه ، وانا هدفت من ايراد هذه القصة إلى تسليط الضوء على عدة جوانب مهمة من بينها ما كانت تتعرض له المرأة والطفل اليتيم من الظلم ، لكن الله في صف المظلوم دائما :

تبات عينك والمظلوم منتبه *** يدعو عليك وعين الله لم تنم

في إنتظار رأيك يا ابا حسن عندما تنتهي فصول القصة جميعها فهو يهمني بالطبع ، تحاتي واشواقي الحارة لك ودمت بكل خير .

محبك : محمد عجير

بنت الوادي 05-12-2009 08:19 PM


«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1238172428.gif
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1231431683.gif
نتابع مسلسل التعب والحزن
محمد عجير
كما انت تستمر في نقلنا الى درجة اعلى واقوى
رحمهم الله وغفر لهم
http://sahat-wadialali.com/vb/upload...1231431683.gif
«®°•.¸.•°°•.¸¸.•°°•.¸.•°®»

علي ابوعلامه 05-12-2009 11:33 PM

واصل ابا عبد الله

ولو انك احرمتني لذة المتابعة

وانت تعرف السبب

ومع ذلك اتابع بكل شوق

سلمت وسلم ذوقك وبنانك

لا عدمناك

عبدالله رمزي 05-14-2009 02:20 PM

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

أمر مدبر بليل .. كل منهم يسعى خلف ما يريد ... والضحية تتألم بصمت ..
آخر ما بقي معها من الدجاج وراح وليمة للزوج المنتظر
عوض : ما بعد أمدى أبي تنفقع عينه وأنا أخوك ( تحلية بضاعة .. يعني باقي محزّن .. والدورة على موافقة ناصر من أجل ثمن الحلال ..يالها من ليلة جميلة .. العرقة ... ( بدل غرفة الكوافيرا) من اجل يكتسب جسمها حمرة وزرقة تعجب الناظرين ..
شريفة تنظر ولا تستطيع الدفاع عن أمها.. الصراخ يا عزيزي سمعه كل أهل الدار يعني تتوقع ناصر ما سمعه والظاهر إن في نفسه يقل زدها زدها .. مسكينة يا شريفة .. سترتاحين من غنم خالك عوض لكن لا تفرحي كثيراً فغنم عمك ناصر تنتظرك واتركي غنم خالك عوض لأخيك بخيت .


وبعدين يا ابا عبد الله .. تصدق تذكرت قصصاً قريبة من ذلك في مجتمعنا ..حسبنا الله ..

الرحباني 05-22-2009 10:02 PM



الصراحه انها قصه محزنه يا بن عجير
قريت الاجزاء كلها وننتظر الاحداث الجديده عسى بخيت يشوف السعاده بعد هذه الاجزان والتعبات
ما شاء الله عليك كيف حبكتها حتى خليت الاعضاء يتابعون ويترقبون واسمح لي في تكرار الرد


محمد عجير 06-02-2009 01:30 AM

بسم الله الرحمن الرحيم ألاخ الفاضل / الرحباني

اسمح لي الان أنت أخي الكريم بتكرار ردي عليك وكلما ارجوه منك هو قراءة الحلقات الجديدة من بخيت وسترى ما إذا كان ودع حزنه الذي لازمه طوال حياته ام أن لليله آخر ، دمت ايها العزيز بود .

أخوك / محمد عجير

عبدالرحيم بن قسقس 07-15-2009 09:27 PM

.

*****

رغم متابعتي لحلقات القصة وتمتعي بالاسلوب التصويري لاحداثها وكأني اعيش فصولها إلا أني فضلت الرد على الحلقات المتتالية بعد مرور وقت من طرحها حتى يستمتع الأعضاء والزوار بعودة القصة في صدارة الساحة العامة


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عجير (المشاركة 63158)

في نهاية العام الدراسي نجح بخيت ورسب علي وحضرت الوفاة والد حليمة أثناء إجازة الصيف فجاء ناصر بعد انتهاء العزاء ببضعة أيام لأداء الواجب معتذرا بأن خبر الوفاة لم يصله إلاّ متأخرا .





قبل أيام انتهى العام الدراسي ونجح من نجح وأكمل البعض وهاهي المصطلحات تتغير من راسب إلى مكمل ولم يعد النجاح بذلك البريق ولم يعد الرسوب يشكل أي مشكلة للطالب

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عجير (المشاركة 63158)


استشاط عوض غضبا من ردها عليه حتى ظهر ذلك علي قسمات وجهه الغضيب أصلا فمد يده وتناول ( العرقة ) المعلقة على ( وتد ) في جدار السفل وبدأ يضرب أخته أمام ابنتها ضربا مبرحا وهو يردد ( انتي تردين كلمتي في نحري يا الخايبة )
لم تستطع شريفة فعل شيء لوالدتها سوى الصراخ الذي أوقف هجوم خالها الشرس على أمها بعد أن علا صوتها مخافة أن يشعر ناصر بالأمر .




بيت القصيد ( انتي تردين كلمتي في نحري يا الخايبة )

كم كانت الحياة قاسية وكم كانت التصرفات تستقي صلابتها من تلك الصخور الزرق

لك يا أبا عبدالله كل تحية على هذه القصة المتجددة

*****

نزهة المشتاق 07-16-2009 02:36 AM


المرأة ذلك المخلوق الشفيف الضعيف

كم تحتمل من ألم ويكابد من ضيم القريب قبل الغريب

لله أنت ياحليمه فكم من الحليمات مثلك وفي عصر الحداثة يقتل مئات الحليمات كغصون وأريج وغيرهنّ الكثير

قرأت هذه القصة المستوحاة من حياة الأقدمين ولا أرى فيها إلاّ ظلماً يتوارثه الأجيال هي حليمه

ودجاجاتها وورثها من أبيها وشقيق يساوم على بيعها وسرقتها وأيتامها

أناس أنعدمت من قلوبهم وعقولهم الشيمة والنخوة والإباء

دمت بكل ثراء ونقاء أخي محمد عجير على هكذا قصة أو ربّما هي رواية قد تمتد لفصول موغلة في دروب القرى

المعلقة والصامتة على ظلم الأوائل ليقتات منها الأواخر

مودة لاتبلْ


الساعة الآن 04:50 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir