ساحات وادي العلي

ساحات وادي العلي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/index.php)
-   الساحة العامة (http://www.sahat-wadialali.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   إنما سيد قومه المتغابي (http://www.sahat-wadialali.com/vb/showthread.php?t=17439)

أحمد بن فيصل 05-23-2012 09:32 AM

إنما سيد قومه المتغابي
 
إنما سيّد قومه المتغابي
أ.د. محمود نديم نحاس
كلية الهندسة، جامعة الملك عبد العزيز

المقال منشور في الاقتصادية الإلكترونية السبت 19/5/2012


كثيراً ما أقول لطلابي إنه يستحيل أن يصل الغبي إلى مستوى مسؤولية معينة، وما تظنونه غباء إنما هو التغابي، مستشهداً بقول الشاعر:
ليس الغبي بسيّد في قومه *** إنما سيّد قومه المتغابي
لأنبّههم بأني وزملائي نتغاضى عن كثير من أعمال الطلاب، ليس غباء منا، وإنما تغابياً. ولو أن كل شخص حاسب الناس على كل أعمالهم لصارت الحياة جحيماً لا يُطاق. لذا لا بد من التغابي والتغافل في علاقاتنا مع الناس، فالبشر ليسوا ملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، بل الصحيح أن كل ابن آدم خطّاء.
علاقاتنا مع الناس في هذه الحياة ليست على نسق واحد، إذ لا مفر من أن تحصل زلات من طرفنا أو من طرفهم، فيتخذها الشيطان مدخلاً ليوسوس في الصدور فيوغرها ضدهم ولو كانوا من أقرب المقربين. وفي الحديث (إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكن بالتحريش بينهم).
فمن أراد صداقة الناس فلا بد له من أن يتغافل عما يفعلون، أي يتصنع الغفلة ويجعل نفسه كأنه لم ينتبه إلى ما فعلوا، ثم يعفو ويصفح ويسامح كي تستمر علاقته بهم، وإلا فليعِشْ وحيداً كما قال بشار بن برد:
إذا كنت في كل الأمور معاتباً *** صديقَك لم تلقَ الذي لا تعاتبه
فعشْ واحداً أو صِل أخاك فإنه *** مقارف ذنبٍ مرةً ومجانبه
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى *** ظمئتَ، وأي الناس تصفو مشاربُه
فمن شأن الإنسان أن يُخطئ ويزل ويتفوه بكلمات في ساعة غضب، فحري بنا أن نتغاضى عن الأخطاء والزلات، وأن نعفو ونصفح. وفي القرآن الكريم (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا.أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ؟ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
والتغافل من فعل الكرام، كما نُقل عن الحسن البصري. ويعده الإمام ابن حنبل تسعة أعشار حسن الخلق. وروي عن الشافعي قوله: الكيِّس العاقل، هو الفطن المتغافل. ومن طرائف قصص التغافل قصة الزاهد الورع حاتم بن عنوان، فقد جاءته امرأة تسأله عن مسألة، فاتفق أن خرج منها صوت فخجلت، فقال لها: ارفعي صوتك، فأوهمها أنه لم يسمع السؤال ولا الصوت، فسُرّت المرأة بذلك. ومن يومها لُقّب بحاتم الأصم.
وروي عن صلاح الدين الأيوبي أنه كان كثير التغافل عن ذنوب أصحابه، يسمع من أحدهم ما يكره، ولا يعلمه بذلك، ولا يتغير عليه. وكان جالسًا مرة وعنده جماعة، فرمى بعض المماليك بعضًا بنعلٍ فأخطأته، ووصلت إلى صلاح الدين، ووقعت بالقرب منه، فالتفت إلى الجهة الأخرى يكلم جليسه، ليتغافل عنها. ولعله لهذا استطاع أن يكون قائداً فذّاً، ألَّف القلوب حوله لمحاربة الأعداء والنصر عليهم.
وإذا كان التغافل مطلوباً بين الناس فإنه مطلوب بشكل أكبر بين الزوجين. فإذا دقق أحدهما في تصرفات الآخر، كبيرها وصغيرها، ينفر منه. ولكن من وطّن نفسه على تقبُّل الطرف الآخر، والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات أو طبائع يعشْ عيشة هنية. ومن طرائف ما سمعته من أحد القضاة أنه إذا جاءه رجل يشتكي زوجته ويريد طلاقها فيعطيه ورقة وقلماً ويطلب منه أن يكتب محاسنها، ثم يطلب منه أن يكتب مساوئها. وفي الغالب فإن قائمة المحاسن تطول وقائمة المساوئ تقصر. فيقول له: ألا تتغاضى عن هذه المساوئ في مقابل هذه المحاسن. ويفعل الشيء نفسه مع الزوجة الغاضبة التي تأتيه وتود خلع زوجها. فياله من طبيب للقلوب والأنفس قبل أن يكون قاضياً عادلاً.
أما في تربية الأولاد فالتغافل يجب أن يكون سيد الموقف حتى لا يكتسب الأولاد عادات العناد والكذب. وهناك فرق بين التغافل والغفلة. فالتغافل هو التغاضي عن بعض ما يصدر من الأولاد من عبث أو طيش رغم علم المربي بها. أما الغفلة فهي الانشغال عنهم وعدم توجيههم وعدم معرفة ما يقومون به من أخطاء وأفعال مشينة مخلة بالأدب.



أعجبني فنقلته هنا....ولكم الود





رفيق الدرب 05-23-2012 01:50 PM

أحسنت الاختيار يا أبا سهيل ولنا في الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه

قدوة حسنة فقد جاءه رجل يشتكي زوجه وعندما سمع امرأة عمر ترفع صوتهاعليه

هم بالرجوع فقال له عمر بما معناه إنها مربية أطفالي وغاسلة ثوبي وأقضي منها وطري

أفلا أصبر عليها ؟!

ليس الغبي بسيد في قومه ***** لكنَ سيد قومه المتغابي

شكرا لك وللكاتب

أحمد بن فيصل 05-23-2012 02:42 PM

شرفني مرورك

وأنت الأديب الأريب

عبدالرزاق ال ماضي 05-23-2012 03:28 PM

ماشاء الله تبارك الله
كلام يكتب بماء الذهب بارك الله بك و نفع بك

علي ابوعلامه 05-23-2012 03:45 PM

سرني ما نقلت ابا سهيل
واعجبني المقال وما جاء فيه وياليت قومي يعلمون
ليتنا نتعظ نسال الله ان يصلح الاحوال
وقفت هنا مشيدا بانتقائك الدرر
لك وللكاتب الود والتقدير
تقبل تحياتي

غرباوى 05-23-2012 05:27 PM

المراعاة بين الغباء والذكاء المقال عزالدين الحازمي: عندما تكون إنساناً ذكياً وفاهماً تحسد الأغبياء على ما بهم وترى أنهم أكثر سعادة وفرحا,فأيٌ من الغباء والذكاء نعمة وأيهما نقمة؟ عندما يكون مطلوب منك أن تكون لبقاً وحكيماً وحليماً ومتفهماً ومتأنياً ومراعياً للشعور ومقدراً للظروف,ألا تكون محملا بأعباء تنوء عن حملها الجبال ... والأدهى من ذلك والأمر أنه لا يكون مراعاً لشعورك ولا لظروفك ولا يحلم عليك ولا يتفهم موقفك إن أخطأت ويجب عليك مع كل هذا ألا تعامل بالمثل ولا تتضجر .... بل عليك أن تصبر وكأنك لا تحمل من الهموم شيء حتى يضاف لك ( الصبر) لماذا كل هذا ؟( ألأنك أنت العاقل الفاهم!!) فهل علينا أن نتجرد من تعقلنا وتفهمنا لنعيش بلا هموم ومتطلبات؟؟ أليست الحياة حلوة وجميلة عندما تخطئ فيتغاضى عنك ولا تراعي أحدا فيراعيك علية القوم( العقلاء ), ولا عليك من نتائج ما ترتكب إلا ما هو صائب أما الخطأ فله سببه الذي لن يحيد عن كونه قول فقط !! بل أيسر القول إنها كلمة واحدة (غبيَِِ ) أو ما شابهها ( مجنون , أبله, معتوه,...) ولا أظن أن الأذن لن تستمرئ كلمة واحدة تؤدي إلى حياة حلوة وجميلة. إذاً فلنتناول الغباء – والدعوة عامة ــ أمُا عن الطريقة فيقولون (العلم بالتعلم والحلم بالتحلم وهكذا فالغباء بالتغابي). فعليكم بالتغابي ( فسيد قومه المتغابي ). ايضا منقول من الاقتصاديه

ابوفارس 05-23-2012 05:30 PM

...


من صغرنا ونحن نسمع : خل نظرك نظر جمل ..

والجمل نظره دائما للافق .. ولا ينظر عند اقدامه ,,,

ويقصدون .. لاتركز عند صغائر الامور .. وتجاوزها

رحم الله أمي كانت تقول لي : والله ياولدي انا نتبلعها قصر .. ونتعامى .. ونعدي من فوقها ومن تحتها .. وتمشي الحياه

..

والتغابي .. والتعالي على الصغائر ... هو أسلوب حياة فيه سمو .. ونبل

وعادة هؤلاء الناس لديهم ثقة بالنفس .. وبعد نظر .. وبداخلهم الكثير من الحب


..

قبل فترة ركبت مع زميل بسيارته من الجبيل للدمام ( الطريق حوالي 80 كيلومتر )

وتعرفون بطرقنا الكثير ممن يخطئون و يتجاوزونك مرات من اليمين ومرات من اليسار ومن فوقك و حتى من تحتك :)

المهم خويي كل ما احد تجاوزنا عصب ودق بوري ويبغى يلحق بعضهم يتضارب معه .. ويزعل لمن احد يأشر لنا بالنور من ورانا .. ويعاند ما يفسح لهم الطريق

واصبحت الطريق كأنها ساحة حرب بنظره .. ويجب أن ينتصر على كل أصحاب السيارات

حاولت فيه كثير ان ينساهم .. ونمر نأخذ شاهي ونسولف .. ويتغابى عن كل مايدور ..

ولكن صاحبي هذا نتاج ثقافة منتشره بالمجتمع مفادها أن كل من يخطيء بتصرفاته هو يهينك .. ولا يحسب لك حساب واذا سكت معناته انك مسكين .. وماتفهم ..

ويختم لك قناعاته بعبارة : خلك ذيب .. وخلك صقر .. خلك نمر ( :) حديقة حيوانات صارت )


.. لك الخير أبوسهيل والكثير من الود


.

..

علي بن حسن 05-23-2012 06:39 PM

يا أبا سهيل خير مانقلت واخترت ... الغباء نقمة ، والتغابي نعمة .. لو كنت بتقول لكل من يبالغ في اطراء ذاته بأدعاء التواضع ..يافلان أنت ....... مابقي لك ولا صديق لكن أحسن طريقة خلك فاغر وتمتع بنعمة التغابي حتى لا تفقده كصديق ...هي ثقافة عند البعض لتعويض بعض النقص بالإدعاء بالكمال

لك كثير من الحب ..وقليل من الود لتعبة في خاطري من ناحية خالك عبد الحميد ما تأخذ بخاطره وتدعينا معه أنا وغرم الله ، وعفاك يا أحمد



خالك : علي

بن ناصر 05-23-2012 07:54 PM

لقد اطلعت على المقال صباح اليوم لكن لم تكن لدي الفرصة للرد عليه.. حيث قرأته على عجل ولقي في نفسى هوى

وعندما عرجت عليه في هذه الساعة وجدت عددا من الأخوة ممن مر على الموضوع وشارك وهذا يدل على أن الموضوع فعلا يمس حياة الإنسان بشكل مباشر ويومي

لي تجربة في هذا الشأن فقد كنت معلما في مدرسة ما ولم تعجبني الأوضاع بها ,, وتأكد لدي أن لا سبيل للتقدم خطوة واحدة

في الفناء توجد سبورة كنت استغلها لكتابة بيت من الشعر أو حكمة .. كان آخر بيت شعر كتبته بها :


ولما رأيت الجهل في القوم فاشيا ............. تجاهلت حتى ظن أني جاهل

بقي ذلك البيت الشعري عدة أشهر حتى رحلت ولم يتطرق أحد لمعناه أو يفهم المقصود منه

نايف بن عوضه 05-23-2012 07:57 PM

موضوع فعلا رايع 0 ويقال أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه : قال
إنني اسمع الكلمة 0 النابية 0 واعلم أنها تعنيني فابحث لها عن محمل حسن فاحملها عليه ومن ابتغى ألرفعه بمدح نفسه 0 لم يصل إلى مبتغاة وإنما الفطن من اكتسب الثناء بفعله وما يعلمه الناس فيه 0 والله اعلم 0 شكرا أبا سهيل على طرق هذا الموضوع المتجدد تحياتي 00

عبدالحميد بن حسن 05-23-2012 07:59 PM

اختيار موفق يا ابا سهيل :
والتغابي من وجهة نظري يعتبر نعمة من نعم الله على عبده ، ومن اوتي الحلم والتغابي عن اخطاء الآخرين فقد اوتي خيرا كثيرا .
اسمح لي يا ابا سهيل أن اروي لك موقفا حصل لي .
بعث لي احدهم برسالة لم يترك عيبا الا وصمني به وكل سطر من رسالتة يتحدى الآخر ولا اعلم كيف احتوى قاموسه كل تلك السباب .
ويعلم الله انني برئ من ذلك الموضوع الذي جعله يرسل لي تلك الرسال ويصفني بتلك الاوصاف ويصب علي جام غضبه.
وانا اعرف جيدا انني لو اتصلت به لاوضح الحقيقة فإنه لن يقتنع ولن يزده ذلك الا اشتعالا ، فلجأت إلى التغابي وطويت رسالته واحتفظت بها ، ولا تسألني لما احتفظت بها .
واقرأ في عينيه كلما قابلته استفسارات كثيرة ، هل وصلت الرسالة ؟ لماذ لم يرد ؟ ولكنني واثق أن قرار التغابي كان صائبا وكفاني مؤونة الدخول في مهاترارت ومشكلات انا في غنا عنها .
ولهذا اقول : بأن التغابي نعمة من نعم الله .
شكرا لك ايها الحبيب الغالي على اختيارك الموفق .
وفقك الله ورعاك وتقبل خالص تحياتي وعظيم احترامي .

أحمد بن فيصل 05-24-2012 01:31 AM

سعيد جدا بما سطرته أناملكم الشريفة...

والموضوع يحتاج فعلا إلى إدراك منا أن التغابي وليس الغباء هو الحل....

الناجحون فقط من يدركون الفرق

والنابهون فقط من يحسن ذلك....

عندما قرأت الموضوع لأول مرة شعرت بأننا سنكون أفضل إذا علمنا أننا لسنا ملائكة نمشي على الأرض

وأننا ينبغي أن نتحمل بعضنا البعض ونلتمس لبعضنا العذر

ونسمح الزلات رغبة في الحفاظ على تماسك المجتمع

فلكل فعل ردة فعل كما تعلمنا وأنها أعني ردة الفعل مساوية في المقدار ومخالفة في الاتجاه

ولكم أن تتصورا حال المجتمع بين الفعل وردة الفعل وفي كل الاتجاهات

حمانا الله وإياكم من الطيش وأهله




ولكم جميعا قفة مليانة كادي وغراز وموز حنجور وشوه هيل وبن مع ملا القبضة قسبة لكل واحد


أما انت ياخال علي فمدعو انت وغرم الله والصالحين أمثالكم إلى وليمة معتبرة نمارس فيها التغابي على أبو ياسر ولا تعلمونه

عبدالله رمزي 05-24-2012 06:20 AM


مقال رائع بروعة الكاتب والناقل

والحقيقة أن التغابي في كثير من الأحيان فيه فائدة عظيمة لمن يتغابى
صدقوني أن بهذه الساحة الكثير من المواضيع التي تغابيت عنها ومررت عليها مرور الكرام ولم أرد عليها

ليس احتقارا لصاحبها ولا لقلة أهميتها ولكنّي رأيت أن التغابي أفضل

وليتني أتغابى دائماً إلا أن البعض يزعجني برسائله منوهاً عن عدم تواجدي في الموضوع الفلاني أو شفت اسمك من المتواجدين ليش ما ترد ..

هاه وش قلتم ... ممكن تستفيدون من موضوع احمد وتتركون الناس في حالها وبلاشي نخاش ...

احمد أنا اعتبر نفسي من الصالحين فلا تنساني من العزيمة ..

عبدالرحيم بن قسقس 05-24-2012 01:12 PM

.

*****

الله الله يا أبو سهيل اشوفك هنه وسيع صدر وتوزع الكادي والرياحان
يا الله ما علينا

الموضوع رائع والمشاركات اكثر روعة وتراني اشوف نفسي اشكل من ابو سامي فلا تنسانا

واعجبني صاحب أبو فارس وتمنيت يكن اخذ حقه بيده

*****

غامداوي 05-25-2012 09:20 PM

في كثير من المواقف يكون التصرف المثالي فيها هو اصطناع الغباء

لذلك علينا جميعا ان نتعلم مثل تلك المهارات من اصطناع الغباء لعلها تفيدنا في عراكنا الحياتي والمعيشي واليومي

وشكرا خوي ابو سهيل علي التنبيه علينا بتعلم تلك المهارات من خلال نقله لهذا المقال الرائع

دمت في خير وتحياتي وتقديري

عبدالله أبوعالي 05-26-2012 01:23 PM


أرى ياأباسهيل
أنّ الصادق مع نفسه ومبدأه لابد
وأن يظهر الإستياء مما لايراه مناسباً
ولنا في خير خلق الله صلى الله عليه وسلم
أسوة عندما كان يقول (مابال أقوام)
أمّا التغابي والتجاهل فلم يكن يظهره إلاّ للمنافقين
وكذلك كان أصحابه الكرام البررة رضوان الله عليهم

شخصياً لاأودّ الوصول
إلى ماجسده المتنبي بقوله :

ولما صار ود الناس خبّا
جزيت على ابتسام بابتسام

أو قوله :

مازلت تدفع كل أمر فادح
حتى أتى الأمر الذي لا يدفع


لك فائق الود ولاعدمتك .

أحمد بن فيصل 05-26-2012 02:19 PM

لو لم يكن لهذا الموضوع من ميزة إلا عودتك يا أبا ناهل لكفاني

دمت جميلا ومثقفا

عبدالله أبوعالي 05-26-2012 06:28 PM

ممنون كثيراً لك اباسهيل ولاعدمتك

للتوضيح :
نبهني الأستاذ الفاضل :احمدقسقس
إلى خطأ فادح وقعت فيه دون قصد في العبارة التالية

(أمّا التغابي والتجاهل فلم يكن يظهره إلاّ للمنافقين
وكذلك كان أصحابه الكرام البررة رضوان الله عليهم)


وهو كما توقع لاعدمته جاء في لحظة إستعجال كتابي
فرسول الهدى صلى الله عليه وسلم وبوحي إلهي كان
يعلم مالايعلمه غيره وبالتالي يتجاهل ذلك أمّا لفظة
تغابي فلاتليق به صلوات الله وسلامه عليه .

احببت إيضاح ذلك وللصديق الوفي أبوعلي
فائق الود .

عبدالرحمن أبورياح 05-26-2012 06:51 PM

تصور أخي أحمد أنك لا تفوّت صغيرة وكبيرة ..
تصور أنك تشنف مسمعك لتسمع كل ما يقال .. وتدقق النظر في كل ما يجري حولك.
تصور أنك تتابع .. وتركز .. وتستحث الهمة في البحث والتقصي..
تصور أنك تحاول أن تعرف ما يقال ولماذا يقال ومن القائل ومن اين وكيف ..
أقول تصور أن يكون هذا طبعك .. فكيف إذا ستعيش؟ وكيف تستقر أمورك؟ وكيف تكسب ود الجميع واحترامهم؟

أنا أقول فعلا أن المتغابي يعيش نعمة لا يعيشها غيره.
المتغابي ليس رجلا ساذجا أو سهلا
ولكنه مثل الجمل " نظرته " ثاقبة وشوفه "عال"

لك تقديري على موضوعك الجميل
وجميل ما سطره معقبوك

مشرف عام3 05-26-2012 08:23 PM

صدق الشاعر
إذ قال:

ولي أذن بها عن كل واشية وقرا

وتقول أحلام مستغانمي:



يا اللّه.. كم أتمنى لو استطعت يوماً، ولو قبل موتي بيوم، أن أوثّق للتاريخ كلّ الكمائن التي نُصِبَت لي ووقعتُ فيها، أحياناً بملء إرادتي، وبرغبة في التغابي.

التغابي ترف ليس في متناول الجميع.. يلزمه استعداد مسبق للخسارة مقابل ابتسامة تهكُّم لا يراها غيرك.



فليكن لنا عيون تغض الطرف عن الصغائر ، وأنفس متمرسة على الحلم والأناة حتى لانجهل فوق جهل الجاهلين
وأرواح تسير على أجحنة الود بعدم الإلتفات إلى شوارد الأمور وتوافهها
لتسير دفة الحياة كمانريدها جميلة سلسة مريحة بمشيئة الله تعالى

بورك الناقل على جمال المنقول

مودة لاتبور

أحمد بن فيصل 05-26-2012 11:45 PM

أكرر سعادتي وامتناني لكل ما سطرته أناملكم

لكم كل الود والاحترام


فالصبر والتغافل من النعم التي تريح صاحبها عناء المهاترات

أحمد بن قسقس 05-27-2012 12:04 AM

الْغَبَاءُ فِي اللُّغَةِ: قِلَّةُ الْفَطِنَةِ
والغَبَاوةُ مصدرٌ وهي صفةٌ مذمومةٌ .
يُقَال فُلاَنٌ ذُو غَبَاوَةٍ: أَيْ تَخْفَى عَلَيْهِ الأْمُورُ ، أو لم يُفْطن لها .
وَفِي حَدِيثِ الصَّوْمِ: " فَإِنْ غَبِيَ عَلَيْكُمْ " أَيْ خَفِيَ عَلَيْكُمْ
وَجَمْعُ الْغَبِيِّ: أَغْبِيَاءٌ.
وعليهِ فالتَغَابي يعني اظهارُ الجهل بعدم المعرفة أصلا لعدم الفطنة ، ولا يعني اظهار الجهل بالشيء عمدا من باب التحلّم والتعقّل ، هذا ما أعرفه وأفهمه من خلال معنى الغباء ، وعليه فالتغابي في نظري ليس ترفا ولا فضيلة بل هو أقرب إلى السذاجة ، وليس هو التعبير السليم أو الوصف السليم لمن يبتعد ويترفّع عن الردّ على كلّ ما يعترضه .

أحمد بن فيصل 05-27-2012 01:39 PM

الغباء هو ما ذكرت أخي أحمد ولا شك أنه لا يعد ميزة أجارنا الله وإياكم منها، إلا أن التغابي ليس السذاجة كما ذكرت بل التغابي فعل مقصود بعينه وقد كانت العرب تعترف به

باعتباره فعلا محموداً فهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو من هو في البلاغة والفصاحة نجده يأمر بالتغابي عندما عهد إلى مالك بن الحارث الأشتر حين ولاه مصر(فَاسْتُرِ اَلْعَوْرَةَ مَا اِسْتَطَعْتَ يَسْتُرِ ‏اَللَّهُ مِنْكَ مَا تُحِبُّ سَتْرَهُ مِنْ رَعِيَّتِكَ أَطْلِقْ عَنِ اَلنَّاسِ عُقْدَةَ كُلِّ حِقْدٍ ‏وَ اِقْطَعْ عَنْكَ سَبَبَ كُلِّ وِتْرٍ وَ تَغَابَ عَنْ كُلِّ مَا لاَ يَصِحُّ لَكَ وَ لاَ تَعْجَلَنَّ ‏إِلَى تَصْدِيقِ سَاعٍ فَإِنَّ اَلسَّاعِيَ غَاشٌ وَ إِنْ تَشَبَّهَ بِالنَّاصِحِينَ) وتغابَ عن كلِّ ما لا يَصِحُّ لك أَي تغافَلْ وتَبالَهْ كما ورد في لسان العرب كما أن البيت الذي صدر به المقال هو للشاعر الكبير

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي المعروف باسم أَبو تَمّام وهو من شعراء العصر العباسي ويعدأشد التصاقا بالتراث من غيره , وهو أشدهم ميلا للمحافظة على التقاليد الموروثة ذلك

أن أبا تمام عربي النسب من طي يضاف إلى ذلك العصر الذي عاش فيه أبو تمام ومن تلك القصيدة الأبيات التالية

فأَتَوْا كَرِيمَ الخِيمِ مِثْلَكَ صَافِحاً = عَنْ ذِكْرِ أَحْقَادٍ مَضَتْ وضِبَابِ

لَيْسَ الغَبِيُّ بِسَيد في قَوْمِهِ = لكنَّ سيِّد قومهِ المُتغابي


قَدْ ذَلَّ شَيْطَانُ النفَاقِ وأَخْفَتَتْ = بيضُ السُّيوفِ زئيرَ أُسدِ الغابِ






ولكي يكتمل الرد رأيت أن أعرّج على موضوع الجهل ففي لسان العرب : الجَهْل: نقيض العِلْم،.

وتَجَاهل: أَظهر الجَهْل؛ عن سيبويه. وعن الجوهري: تَجَاهَل أَرَى من نفسه الجَهْل وليس به، ومنه البيت الذي ورد في قصيدة أبي العلاء المعري:

ألا فـي سـبيلِ المَجْدِ ما أنا فاعل* عَـفافٌ وإقْـدامٌ وحَـزْمٌ ونائِل

أعـندي وقـد مارسْتُ كلَّ خَفِيّةٍ *يُـصَدّقُ واشٍ أو يُـخَيّبُ سائِل

إذا هَـبّتِ الـنكْباءُ بيْني وبينَكُمْ *فـأهْوَنُ شـيْءٍ ما تَقولُ العَواذِل

تُـعَدّ ذُنـوبي عـندَ قَـوْمٍ كثيرَةً *ولا ذَنْـبَ لي إلاّ العُلى والفواضِل

كـأنّي إذا طُـلْتُ الزمانَ وأهْلَهُ *رَجَـعْتُ وعِـنْدي للأنامِ طَوائل

وقد سارَ ذكْري في البلادِ فمَن لهمْ *بـإِخفاءِ شـمسٍ ضَوْؤها مُتكامل

يُـهِمّ الـليالي بعضُ ما أنا مُضْمِرٌ *ويُـثْقِلُ رَضْوَى دونَ ما أنا حامِل

وإنـي وإن كـنتُ الأخيرَ زمانُهُ *لآتٍ بـما لـم تَـسْتَطِعْهُ الأوائل

وأغـدو ولو أنّ الصّباحَ صوارِمٌ *وأسْـرِي ولو أنّ الظّلامَ جَحافل

وإنـي جَـوادٌ لـم يُـحَلّ لِجامُهُ *ونِـضْوٌ يَـمانٍ أغْـفَلتْهُ الصّياقل

وإنْ كـان في لُبسِ الفتى شرَفٌ له *فـما السّيفُ إلاّ غِمْدُه والحمائل

ولـي مَنطقٌ لم يرْضَ لي كُنْهَ مَنزلي *عـلى أنّـني بين السّماكينِ نازِل

لَـدى مـوْطِنٍ يَشتاقُه كلُّ سيّدٍ *ويَـقْصُرُ عـن إدراكـه المُتناوِل

ولـما رأيتُ الجهلَ في الناسِ فاشياً *تـجاهلْتُ حـتى ظُـنَّ أنّيَ جاهل

فوا عَجَبا كم يدّعي الفضْل ناقصٌ *وواأسَفا كم يُظْهِرُ النّقصَ فاضل



إلى آخر هذه القصيدة الجميلة التي تستحق أنت تنشر في ساحة الأدب وقد اورد أخي أبو ناهل شيئا منها في مدونته ولعلي أفعل ذلك يوما


وللجميع تحياتي ومودتي

عبدالله أبوعالي 05-27-2012 01:58 PM



إلى آخر هذه القصيدة الجميلة التي تستحق أنت تنشر في ساحة الأدب

القلوب شواهد ياأباسهيل

نشرت القصيدة قبل ظهر هذا اليوم

عموماً هي رؤى وأفكار والحوار دائماً

يثري والأهم عندي هو مايتمخض عنه

النقاش مع أمثالك من المميزين فكرياً وثقافياً لاعدمتك .

أحمد بن قسقس 05-27-2012 07:45 PM

أخي العزيز أحمد بن فيصل
أشكرك جزيل الشكر وما ذاكرته في مداخلتك معلوم ومعروف عندي وعندك وعند أغلب المحبين والدارسين للغة العربية واختلافنا في الرأي لا يفسد للودّ قضية بل هو تثقيف و اثراء بإذن الله تعالى لعامة القرّاء .
أخي الكريم الغباء في اللغة قلّة الفطنة ولا يُعدّ فضيلة كما ذكرتُ في مداخلتي ولا يُعدّ ميزة كما ورد في مداخلتك . والتغابي على هذا الأصل يعني اظهار البَلَه وعدم الفطنة ، وعلى هذا كانت مداخلتي لأنّ أخي الكريم عبدالله أبوعالي قال في مداخلته عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم (أمّا التغابي والتجاهل فلم يكن يظهره إلاّ للمنافقين وكذلك كان أصحابه الكرام البررة رضوان الله عليهم) وقد اتصلت به وكتب مداخلته التي يعتذر فيها . ولهذا أحببت اظهار المعنى الأصلي للكلمة في اللغة وما يمكن أن يوحي به الأصل لمن يتغابى تصنّعا وهو مالا يليق بنبينا عليه الصلاة والسلام وبصحابته الكرام وما لا يمكن اعتباره ميزة او فضيلة أو ترفا .


الساعة الآن 02:35 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir